السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة، يقول إنّ صون المياه والتعاون العابر للحدود والزراعة المستدامة هي مسائل أساسية لمستقبل آمن
©خدمة الصحافة التابعة لإدارة رئيس جمهورية كازاخستان
أستانا - شدّد اليوم السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، على أهمية العمل على صون المياه والتعاون العابر للحدود والممارسات الزراعية المستدامة من أجل ضمان مستقبل آسيا الوسطى.
وقال السيد شو دونيو مخاطبًا الجلسة الافتتاحية لمنتدى أستانا الدولي، وهو منصة حوار إقليمية ودولية تستضيفها كازاخستان: "الأمن المائي هو ركيزة من ركائز النظم الزراعية والغذائية، بيد أنه عرضة لمخاطر متزايدة بسبب الندرة والتلوث وضعف البنية التحتية".
وأضاف أنّ آسيا الوسطى، بما لديها من أراضٍ شاسعة، وتنوع بيولوجي زراعي غني، وموقع استراتيجي، تتمتع بإمكانات هائلة لتحويل نظمها الزراعية والغذائية لكي تصبح دوافع للاستدامة والقدرة على الصمود والنمو الاقتصادي، مضيفًا أنّ هذا التحول بالغ الأهمية ليس فقط بالنسبة إلى المنطقة، بل بالنسبة إلى القارة الأوروبية الآسيوية عمومًا وخارجها.
وأردف أنه ثمة حاجة ماسة إلى زيادة الاستثمارات في الابتكار والبنية التحتية المائية والتنمية الشاملة للاستفادة من إمكانات المنطقة ومواجهة هذه التحديات.
التحدي الذي يفرضه ارتفاع التكاليف
قال المدير العام للمنظمة إنّ ما يقرب من 64 مليون شخص في أوروبا وآسيا الوسطى لا يزالون عاجزين عن تحمل تكاليف نمط غذائي صحي، حيث تسجل آسيا الوسطى أعلى معدل لعدم القدرة على تحمل التكاليف بنسبة 16.3 في المائة.
وشدّد السيد شو دونيو على ضرورة الجمع بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني وجميع الشركاء من المجتمع الدولي من أجل تحفيز التغيير "لأنّ كلفة التقاعس عن العمل تتجاوز بكثير كلفة العمل".
وأشاد برؤية كازاخستان كمركز غذائي لأوروبا وآسيا، كدلالة على التزامها الراسخ بتحقيق الأمن الغذائي على المستويين الإقليمي والعالمي، والاستدامة البيئية، والتعاون الإقليمي والعالمي.
وأشار السيد شو دونيو إلى أنّ كازاخستان هي من طليعة دول المنطقة التي انضمت إلى التعهد العالمي بشأن الميثان، من أجل الالتزام بحياد الكربون بحلول عام 2060 ومواءمة استراتيجياتها الوطنية مع الأهداف الدولية المتعلقة بالمناخ.
وسلّط المدير العام الضوء على برنامج الشراكة بين المنظمة وكازاخستان الرامي إلى دعم تحويل النظم الزراعية والغذائية لتكون أكثر كفاءة، وأكثر شمولًا، وأكثر قدرة على الصمود، وأكثر استدامة.
ويتضمن البرنامج الذي يمتد على عشر سنوات عددًا من المبادرات الرائدة المزمع تنفيذها، مثل: تهيئة أصناف حبوب وطنية متكيفة مع المناخ باستخدام تكنولوجيات للتربية مبتكرة ومسرّعة؛ والعمل الرائد في مجال احتجاز غازات الاحتباس الحراري في التربة، وإدخال ممارسات الزراعة الكربونية في الأراضي الصالحة للزراعة المتدهورة، وتزويد حكومة كازاخستان بنموذج للسياسات لدعم قطاع الإنتاج الزراعي والغذائي من أجل تحسين كفاءة التمويل العام.
وفي جلسة خُصصت للأسئلة والأجوبة أعقبت الجلسة الافتتاحية، أجاب المدير العام على أسئلة حول أفضل طريقة لدمج العلوم والابتكار التكنولوجي من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية، والدور الحاسم الذي تؤديه الشراكات بين القطاعين العام والخاص والتعاون بين القطاعات، بما في ذلك التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي، فضلًا عن كيفية قيام المنظمة بقيادة التغيير التحويلي في النظم الزراعية والغذائية والتنمية الريفية من خلال إسناد الأولوية للمساواة بين الجنسين وتمكين الشباب.
الظواهر المناخية القصوى
ألقى المدير العام ملاحظات افتتاحية في مناقشة منفصلة للخبراء عقدتها المنظمة بعنوان "الأمن المائي كاستثمار رئيسي لمستقبل آسيا الوسطى المستدام"، سلّط فيها الضوء على تضافر الظواهر المناخية القصوى والطلب المتزايد على المياه وتدهور البنية التحتية التي تواجهها المنطقة.
وأشار إلى أنّ الفيضانات وموجات الجفاف في آسيا الوسطى تزداد تواترًا وحدّة - فتحصد الأرواح وتدمر سبل العيش وتسبب خسائر بنحو 14 مليار دولار أمريكي من الأضرار كل عام.
وشدّد المدير العام على أهمية الأدوات الرقمية مثل الذكاء الاصطناعي في تحويل إدارة المياه من خلال تحسين الكفاءة، والتنبؤ بالمخاطر، ودعم اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً بدءًا من حوض الأنهار وصولًا إلى المزارع.
وقال السيد شو دونيو إنّ الاستثمارات الرشيدة في المياه بالغة الأهمية أيضًا، من خلال الريّ القادر على الصمود في وجه تغير المناخ على سبيل المثال، لفتح المجال أمام بناء مستقبل أكثر استدامة وشمولًا. وهنا تكمن أهمية المؤسسات المالية الدولية في تصميم أطر الاستثمار التي توائم بين الاحتياجات المحلية والاستقرار الإقليمي، وبين الإجراءات القصيرة الأجل والاستدامة الطويلة الأجل.
ويشمل الدعم الذي تقدمه المنظمة للبلدان في مجال الأمن المائي مبادرات في إطار مركز الاستثمار التابع للمنظمة، فضلًا عن مبادرة العمل يدًا بيد والنظام العالمي للمعلومات بشأن المياه والزراعة AQUASTAT.
وجرى إطلاق برنامج جديد للشراكة بين كازاخستان والمنظمة بشأن الإدارة المستدامة للموارد المائية والري، سيركز على إدارة المياه المستخدمة في الزراعة القادرة على الصمود في وجه تغير المناخ وتعزيز حوكمة المياه وتحسين التعاون الإقليمي في آسيا الوسطى.
المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657053625 [email protected]
فرنسيس ماركوس المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) [email protected]