منظمة الأغذية والزراعة: ثمة حاجة إلى «استثمارات جريئة» لمعالجة العبء التغذوي الصعب في أفريقيا

أديس أبابا – قال السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، مخاطبًا القادة الأفارة المجتمعين في أديس أبابا اليوم، إنّ ثمة حاجة إلى "استثمارات جريئة" لتحقيق رؤيتنا الجماعية بشأن النمو الاقتصادي والتنمية في أفريقيا، هذه القارة التي لا تزال تواجه مستويات مرتفعة إلى حدٍّ غير مقبول من الجوع وسوء التغذية.

وقد دُعي السيد شو دونيو إلى إلقاء كلمة في حدث جانبي رفيع المستوى حول سبل إيجاد موقف مشترك لمعالجة سوء التغذية في أفريقيا، استضافه جلالة الملك ليتسي الثالث، ملك مملكة ليسوتو، الذي هو أيضًا سفير النوايا الحسنة للمنظمة لشؤون التغذية، في إطار الدورة الثامنة والثلاثين لمؤتمر قمة الاتحاد الأفريقي.

وبينما يكافح العالم لتحقيق الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة (القضاء على الجوع) وبلوغ مقاصد التغذية العالمية، فإن الوضع يبدو صعبًا على نحو خاص في أفريقيا حيث، ووفقًا لأحدث إصدار من تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم، عانى 298 مليون شخص - أي واحد من كل خمسة أشخاص – من الجوع في عام 2023. وتُظهر بيانات إضافية من عام 2022 أن 924.8 ملايين شخص في أفريقيا لم يتمكنوا من تحمّل كلفة نمط غذائي صحي، وأن 63.1 مليون طفل عانوا من التقزّم، وأن 10.2 مليون طفل عانوا من الوزن الزائد. وعلاوةً على ذلك، عانى من السمنة 123.9 ملايين من البالغين، وعانت من فقر الدم 122.7 ملايين من النساء تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا.

وقال المدير العام إن موضوع اجتماع اليوم "يوضِّح لنا أنه رغم المكاسب التي حققناها في جعل التغذية بندًا رئيسيًا على جدول أعمال السياسات في أفريقيا، لا يزال هناك الكثير ممّا يجب القيام به لترجمة هذه السياسات والالتزامات إلى إجراءات ملموسة تكفل أنماطًا غذائية صحية وتغذية كافية لكل فرد في القارة، من دون ترك أي أحد خلف الركب".

وهناك تدابير عديدة فعالة من حيث التكلفة للوقاية من سوء التغذية والحدّ منه؛ إلّا أنها تستلزم إجراءات متكاملة عبر مختلف القطاعات وتتطلّب بذل جهود متزايدة ومستدامة.

والأهم من ذلك أن التمويل الحالي المخصّص للأمن الغذائي والتغذية غير كافٍ على الإطلاق، على حد قول السيد شو دونيو.

وفي هذا الصدد، رحَّب المدير العام بالدعم المهم الذي يقدّمه بنك التنمية الأفريقي، لا سيَّما حافظته الاستثمارية المراعية للتغذية في قطاعي الزراعة والصحة.

وقال السيد شو دونيو إن الدورة المقبلة لمؤتمر قمة التغذية من أجل النمو، المقرّر عقدها في باريس في مارس/آذار، ستكون بالغة الأهمية لاكتساب مزيد من الزخم وحشد الالتزامات المالية والسياسية من أجل تسريع وتيرة العمل في مجال التغذية.

كما أشاد المدير العام بالقادة الأفارقة لاعتمادهم مؤخرًا استراتيجية البرنامج الشامل للتنمية الزراعية في أفريقيا وخطة العمل العشرية الخاصة بها، والتي يعتبرها مبادرة حاسمة تتضمن استثمارات مهمة ترمي إلى تحويل النظم الزراعية والغذائية في جميع أنحاء القارة لتصبح أكثر كفاءةً وشمولًا وقدرةً على الصمود واستدامةً.

وقال السيد شو دونيو "إن المنظمة ملتزمة بمواصلة الاضطلاع بدور قيادي في تسريع وضع السياسات واتخاذ الإجراءات عبر النظم الزراعية والغذائية بما يكفل أنماطًا غذائية صحية للجميع"، وبأن تظل "شريكًا موثوقًا للاتحاد الأفريقي في تحقيق أهداف القارة الطويلة الأجل الواردة في خطة الاتحاد الأفريقي لعام 2063، من أجل مستقبل ينعم فيه جميع الأفارقة بأمن غذائي أفضل".