من إعداد مكتب منظمة الأغذية والزراعة في أفريقيا
©FAO
مقديشيو – تدعو منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) إلى تحسين الإنذار المبكر والعمل الاستباقي في الصومال قبل وقوع ظاهرة إلنينيو المتوقعة والقطبية الثنائية للمحيط الهندي المؤكدة وقبيل بداية موسم الأمطار القصير المقبل (Deyr) في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حيث من المتوقع أن تؤثر على نحو 1.2 مليون شخص في الصومال. ويحدق خطر الفيضانات بالمجتمعات المحلية النهرية في البلاد بصفة خاصة. ومن المحتمل أن تخسر ممتلكاتها وثروتها الحيوانية وأن تلحق الاضرار بمحاصيلها، إذ تبلغ مساحة الأراضي المعرضة بشدة لخطر الانغمار بمياه فيضانات نهري جوبا وشابيل نحو 1.5 مليون هكتار. ويأتي هذا التهديد المفروض على سبل العيش المحلية في أعقاب موجة جفاف تاريخية ألحقت بالفعل ضررًا بالغًا بالأمن الغذائي وبقدرة الأشخاص على مواجهة الكوارث.
وتعرّف ظاهرة إلنينيو بأنها نمط مناخي ينشأ كل عامين إلى سبعة أعوام ويحمل معه مجموعة من المخاطر والفرص المحتملة إلى المجتمعات المحلية وسبل عيشهم في الصومال. والقطبية الثنائية للمحيط الهندي هي نمط مناخي آخر، يرتبط أيضًا بحرارة سطح البحر إنما ضمن المحيط الهندي. وتُظهر نماذج الأرصاد الجوية المستقاة من وكالات عالمية وإقليمية، مثل الإدارة القومية الأمريكية للمحيطات والجو/ شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة؛ والمركز الأوروبي للتنبؤ بالأحوال الجوية في المدى المتوسط؛ والمعهد الدولي لبحوث المناخ والمجتمع؛ وإدارة الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة؛ ومركز الهيئة الدولية الحكومية للتنمية المعني بالتنبؤات المناخية وتطبيقاتها، ثقة كبيرة بازدياد معدلات هطول الأمطار في المناطق الشرقية من القرن الأفريقي ونشوء تغيرات مناخية أخرى خلال حدوث تلك الظواهر المناخية.
وقال السيد Ezana Kassa، رئيس برنامج المنظمة في الصومال: "لدينا ما نحتاج إليه من معلومات من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة، وقد حان الوقت لكي نعمل معًا كمجتمع إنساني لمنع وقوع كارثة مناخية أخرى في الصومال". وأردف قائلًا: "أمامنا فترة ثلاثة أشهر فقط للتدخل والوقاية من خسارة الأرواح وسبل العيش". وكانت البلاد قد شهدت بالفعل فيضانات تاريخية في منطقة نهر شابيل في وقت سابق من هذا العام، أدت إلى نزوح نحو 000 250 شخص.
المخاطر والفرص الماثلة أمام المجتمعات الريفية في الصومال
يمكن أن تُلحق الفيضانات أضرارًا واسعة النطاق بممتلكات المجتمعات النهرية المقيمة على طول نهري شابيل وجوبا، وأن تعيق الخدمات الأساسية فيها مثل التعليم والرعاية الصحية وشبكة الطرق. كما يمكنها أن تعطل الإنتاج الزراعي عند انغمار الأراضي الزراعية والمحاصيل بالمياه، ما يؤدي إلى نقص في الأغذية. وقد تتأثر مجتمعات الصيد الساحلية أيضًا بظاهرة إلنينيو، إذ يمكن أن تؤدي الفيضانات إلى نشوء موجات من العواصف وإلى زيادة كمية الطمي في الأنهار والمحيطات، ما يحد من كمية مصيد الأسماك ويعرّض صيادي الأسماك لخطر خسارة الأرواح وسبل العيش. ويمكن أن تصاب الثروة الحيوانية المتضررة بالحمى وبالأمراض المنقولة عن طريق المياه، مع احتمال نقلها من ثمّ إلى البشر.
بيد أنّ ظاهرة إلنينيو قد تحمل معها أيضًا بعض الفرص المطلوبة بشدة من أجل تحسين الأمن الغذائي للمجتمعات الريفية، لا سيما بعد موجة الجفاف الشديدة التي دامت ثلاث سنوات. وفي المناطق الزراعية البعلية، يمكن أن تؤدي زيادة هطول الأمطار إلى زيادة إنتاج الأغذية والأعلاف. وسيكون بمقدور المزارعين الذين تلقوا المعلومات والتعليم الاستفادة من تحسّن هطول الأمطار لدعم إنتاجيتهم. ويمكن أيضًا أن تمتلئ مستجمعات المياه والسدود، ما يؤدي إلى تحسين أمن المياه خلال موسم الجفاف المقبل.
وتدعو منظمة الأغذية والزراعة جميع أصحاب المصلحة المعنيين بالعمل الإنساني والحكومات الشريكة والجهات الفاعلة المحلية إلى أخذ إنذارات إلنينيو على محمل الجد وإلى العمل معًا لتجنّب خسارة الأرواح وسبل العيش في الصومال. ويشمل ذلك تزويد المجتمعات المحلية بالإنذارات المبكرة بمخاطر الفيضانات الناجمة عن ظاهرة إلنينيو وتعريفهم بها، وتجهيز موارد الاستجابة في الحالات الطارئة، على غرار الأغذية والمياه والملاجئ، والعمل مع المجتمعات على إعداد خطط طوارئ لمواجهة الآثار المحتملة الناشئة عن إلنينيو. كما أنّ هناك فرصة متاحة لمدة ثلاثة أشهر من أجل دعم المزارعين لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من تزايد معدلات الأمطار من خلال تزويدهم بالبذور وبمعدات أخرى من شأنها أن تزيد إنتاجيتهم.
وتلتزم المنظمة بحماية الأمن الغذائي ودعمه في الصومال من خلال تعزيز النظم الغذائية لزيادة قدرتها على الصمود في وجه الصدمات المناخية والتحديات المستقبلية. وسيكون بإمكان الحكومات، من خلال العمل يدًا بيد مع الشركاء في العمل الإنساني للتأهّب لمواجهة الآثار المحتملة لظاهرة إلنينيو، التخفيف من أسوأ آثارها وتجنّب خسارة الأرواح وسبل العيش والاستفادة من الفرص لتعزيز الأمن الغذائي بقدر أكبر في البلاد.
مكتب حالات الطوارئ والقدرة على الصمود في منظمة الأغذية والزراعة: الصومال