30 أغسطس/آب 2021، روما/سوفا - قام المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) السيد شو دونيو اليوم بدعوة الدول الجزرية الصغيرة النامية إلى تعزيز قوة الابتكار والرقمنة من أجل التعجيل في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف 1 (القضاء على الفقر)، والهدف 2 (القضاء على الجوع)، والهدف 10 (الحدّ من أوجه عدم المساواة).
وتحدّث السيد شو دونيو خلال افتتاح المنتدى الافتراضي بشأن
الحلول الخاصة بالدول الجزرية الصغيرة النامية الذي سيعقد لمدة يومين (30-31 أغسطس/آب) والذي شاركت في استضافته منظمة الأغذية والزراعة وحكومة فيجي. وحضر هذا الحدث رؤساء دول وحكومات من تسعة بلدان جزرية في المحيط الهادئ، أو قام بتمثيلهم مسؤولون رفيعو المستوى، ووزراء يتولّون حقائب وزارية رئيسية تتعلق بالزراعة والأغذية والتغذية والبيئة والصحة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فضلًا عن ممثلين عن دول أفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي.
وقال السيد شو دونيو في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية إن المنظمة ملتزمة ببناء عالم خال من الجوع وسوء التغذية "لا يترك فيه أي أحد خلف الركب بصرف النظر عن حجم الأراضي وعدد السكان والموقع الجغرافي" وأن اجتماع اليوم هو "مثال يبيّن كيف يمكن الابتكار والرقمنة الإتيان بالفرص في مواجهة التحديات".
"إن التقدم في الابتكار الرقمي جعلنا نرى في المحيطات الواسعة التي تفصلنا فرصة أمام إمكانات هائلة. بمفردنا، نحن جزر صغيرة. أما معاً، نحن قارة واحدة تربطها روحية القدرة المبتكرة على الصمود،" على حد قول رئيس وزراء فيجي Josaia V. Bainimarama. "إن دولنا الـ 39 ، من جنوب المحيط الهادئ ، إلى البحر الكاريبي ، إلى المحيط الهندي، هي موطن للنبوغ، والابتكار المتطور والمعرفة التقليدية العميقة".
وألقى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ، Abdulla Shahid ، وزير خارجية مالديف ، الكلمة الرئيسية للمنتدى ، مشيرا إلى أنه الأول من نوعه وأنه ينعقد في أوقات صعبة. وأضاف Shahid: "إن منتدى الحلول للدول الجزرية الصغيرة النامية فريد من نوعه. وإن انعقاده بشكل افتراضي في خضم وباء عالمي ، يعود بالنفع على الدول الجزرية الصغيرة النامية في جميع أنحاء العالم التي تأثرت تأثرا شديدا بالعزلة الجغرافية والقيود المفروضة على السفر وإغلاق الحدود ". "ينبغي أن تساعد الابتكارات والحلول والأفكار التي ستتم مشاركتها خلال هذا المنتدى الدول الجزرية الصغيرة النامية على تحقيق قفزة نوعية من خلال التوسع في مجال الرقمنة والابتكار للإسراع في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالزراعة والأغذية والتغذية".
المبرّرات الخاصة لإنشاء منتدى للحلول الخاصة بالدول الجزرية الصغيرة الناميةتنتشر الدول الجزيرة الصغيرة النامية حول العالم وهي تتسم بصغر حجمها وعدد سكانها، وقد تكبّد أكثر من 36 من تلك الدول تأثيرات سلبية جراء جائحة كوفيد-19 على عدد من الجبهات - أي الصحة والتغذية والاقتصاد. وقد تأثرت الدول الجزرية الصغيرة النامية في منطقة المحيط الهادئ بصورة خاصة بسبب اعتمادها على السياحة، حيث أدى إغلاق الحدود إلى فقدان إيرادات حيوية.
وحتى قبل أن تلحق جائحة كوفيد-19 الأضرار باقتصادات الدول الجزرية الصغيرة النامية الواقعة في المحيط الهادئ، كانت الأخيرة تواجه أصلًا تحديات أخرى كالكوارث الطبيعية المتكررة، وآثار تغير المناخ، ومحدودية الأراضي القابلة للزراعة، والاعتماد على الزراعة الصغيرة النطاق، والواردات ذات الأسعار المرتفعة، والمعدلات العالية لانتشار الأمراض غير المعدية مثل أمراض القلب والسكري من النوع الثاني. وقد أعاقت كل هذه القضايا تقدم تلك البلدان نحو تحقيق مقاصد أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.
وأتاح منتدى الحلول الخاصة بالدول الجزرية الصغيرة النامية حيزًا لقادة الحكومات، والشركاء في التنمية، والمزارعين، وصيادي الأسماك، والممارسين والقادة في مجال التنمية المجتمعية، وأصحاب المشاريع التجارية، والنساء والشباب، لمناقشة الحلول المحلية والمستوردة ومشاركتها وتعزيزها وتشجيعها من أجل الاستجابة للتحديات التي تطرحها جائحة كوفيد-19 والعديد من التحديات القائمة منذ ما قبل تفشي الجائحة. ويتمثل الهدف النهائي في التعجيل في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتصلة بالزراعة والأغذية والتغذية.
وقد نُظمت القمة الافتراضية التي تستمر يومين، والتي عُقدت قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول في نيويورك، بالشراكة مع الاتحاد الدولي للاتصالات. كما حضرها ممثلون عن القطاع الخاص والمجتمع المدني ومنظمات الأمم المتحدة ووكالات التنمية الدولية والإقليمية والكيانات الحكومية الدولية وغيرها، ما جعل منها حدثًا عالميًا بكل ما للكلمة من معنى. وكان الهدف من منتدى حلول الدول الجزرية الصغيرة النامية البحث في حلول عملية وقابلة للتكرار تؤدي إلى إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل لشعوب الدول الجزرية الصغيرة النامية في كلّ مكان.
الرقمنة والابتكار - منصة جديدة للدول الجزرية الصغيرة النامية من أجل تبادل المعارف والحلولتعمل التكنولوجيات الرقمية على تحويل النظم الزراعية والغذائية. وفي حين أن ذلك يعتبر تطورًا هامًا في كل مكان، فهو يكتسي أهمية كبرى بالنسبة إلى المناطق النائية كالدول الجزرية الصغيرة النامية. فالواقع أن توسع التكنولوجيات الجوالة وخدمات الاستشعار عن بُعد، والحوسبة الموزعة تحسن فعلاً قدرة أصحاب الحيازات الصغيرة على الوصول إلى المعلومات، والمدخلات والأسواق، وزيادة الإنتاج والإنتاجية، وتبسيط سلاسل الإمدادات، والحد من التكاليف التشغيلية، فتمكّن بالتالي المزارعين من كسب المزيد من الناحية الاقتصادية.
وإن الروبوتيات والذكاء الاصطناعي من الأمثلة التي تبين كيفية دعم الابتكار الرقمي للمزارعين في إدارة القطعان والمحاصيل. وفي حين أن الدول الجزرية الصغيرة النامية قد تجد نفسها في الوقت الحاضر بعيدة عن هذه التكنولوجيات المتقدمة، فقد يهمّها الاطلاع على هذه الاتجاهات. وينطوي الابتكار الرقمي على إمكانية فتح الباب لفرص العمل، وسدّ الفجوة بين المناطق الحضرية والريفية، وتمكين الشباب والنساء من الوصول إلى المعلومات والتكنولوجيا والأسواق. ومن شأن تبادل هذه الابتكارات الرقمية الآخذة في التطور بسرعة أن يعجّل أيضًا التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الدول الجزرية الصغيرة النامية.
ولهذا الغرض، أطلق المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة منصة الحلول الخاصة بالدول الجزرية الصغيرة النامية خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى. وسوف تسمح هذه المنصة للدول الجزرية الصغيرة النامية بأن تتبادل الحلول والابتكارات العديدة التي هي إما محلية المنشأ وإما منبثقة عن حالات مماثلة في أماكن أخرى وقابلة لأن توسّع.
وقال السيد شو دونيو إن هذه الأداة لا بد أن تساعد الدول النامية الجزرية الصغيرة "في تعزيز فوائد الزراعة الرقمية وإحراز خطوات إلى الأمام من خلال التعلم من أقرانها، فيما تعالج المخاوف المحتملة. ونحن في حاجة إلى العلوم والتكنولوجيا والابتكار من أجل التحول إلى نظم زراعية وغذائية أكثر كفاءة وشمولًا واستدامة وقدرة على الصمود".