في عام 2023 قدّم المركز الحلول الاستثمارية والتمويلية في حوالي 110 من البلدان، بما في ذلك الدعم للتخطيط لاستثمارات جديدة بقيمة 6.6 مليارات دولار أمريكي
سيواصل المركز، الذي يحتفي هذا العام بالذكرى السنوية الستين لإنشائه، تعزيز الشراكات القائمة وتنمية الشراكات الجديدة والبحث عن طرق جديدة لدعم الأعضاء بشكل مباشر.
©FAO/Sonia Malpeso
روما - خلال العام المنصرم، قدّم مركز الاستثمار في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، حلولًا استثمارية وتمويلية في حوالي 110 من البلدان، وفقًا لما ورد في الاستعراض السنوي للمركز لعام 2023 الذي نُشِر اليوم. وفيما واصل مركز الاستثمار في المنظمة مساعدة البلدان على تحقيق ما وعدت به الأفضليات الأربع، شمل دعمه التخطيط لما مجموعه 38 من مشاريع الاستثمار العامة – يعنى أكثر من نصفها بالأهداف المتعلقة بالمناخ والبيئة – التي وافق عليها الشركاء في التمويل في 26 بلدًا وتُقدّر قيمتها بنحو 6.6 مليارات دولار أمريكي من الاستثمارات الجديدة.
كما ساهم المركز، الذي يحتفي هذا العام بالذكرى السنوية الستين لإنشائه، في العشرات من الاستراتيجيات الزراعية والدراسات القطاعية والسياساتية، والحوارات السياساتية في 64 بلدًا. واستمر دعم تنفيذ المشاريع القائمة بخطى حثيثة، حيث مثل هذا الدعم ما قدره 46.7 مليارات دولار أمريكي من حافظة الاستثمارات الإجمالية في 92 بلدًا.
وكتب الدكتور شو دونيو، المدير العام المنظمة، في توطئة الاستعراض: "إن تحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية لجعلها أكثر فعاليةً وشمولًا وقدرةً على الصمود واستدامة مهمة هائلة وملحة." وأضاف: "الاستثمارات حاسمة من أجل هذا التحويل ولتحقيق الأفضليات الأربع على المستويين الوطني والمحلي. ونحن نعمل مع الشركاء من خلال مركز الاستثمار التابع لنا من أجل توفير الدعم الفني المصمم خصيصًا في مجال الحلول الاستثمارية والتمويلية – ما يسمى 4+2 - لمساعدة البلدان على ضمان توافر الأغذية والحصول عليها بأسعار ميسورة."
إيجاد الحلول المفيدة للجميع
كانت الشراكات والتعاون والعمل الجماعي في صميم تاريخ المركز على مدى 60 عامًا.
ومنذ توقيع أوّل اتفاقية تعاون مع البنك الدولي في عام 1964، عمل المركز مع شبكة من الشركاء في التمويل والمعرفة آخذة في التوسع من أجل توفير الاستثمارات المصممة خصيصًا والقابلة لتوسيع النطاق والحلول التمويلية للبلدان لتحقيق نتائج أفضل وأكثر استدامة. ويضمّ المركز الآن أكثر من 20 شريكًا في التمويل، بما في ذلك البنك الأفريقي للتنمية والصندوق الدولي للتنمية الزراعية ومصرف التنمية للبلدان الأمريكية ومصرف التنمية الكاريبي. وفي عام 2023، تمّ الترحيب باتفاقات شراكة جديدة مع بنك الاستثمار الآسيوي للبنية التحتية ومصرف الاستثمار الأوروبي وتواصلت النقاشات لعقد شراكات إضافية طوال عام 2024.
وسيحتاج تمويل التحويل المستدام للنظم الزراعية والغذائية إلى 4 ترليونات دولار أمريكي من الاستثمارات – أو أكثر من ذلك - في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل من الآن وحتى عام 2030. وبما أن تمويل القطاع العام وحده لا يكفي، يبحث المركز عن آفاق تمويلية جديدة لاستثمارات القطاع الخاص والتمويل المختلط مع الشركاء في الأجل الطويل، فضلًا عن البحث في فرص الاستفادة من أدوات تمويلية محددة مثل القروض المتعلقة بالاستدامة.
وقد ساعد المركز أيضًا، من خلال دعمه للاستثمارات الخاصة، المصرف الأوروبي للإنشاء والتعمير على رسم أولوياته العامة، حيث قدم المدخلات الفنية بشأن استراتيجيته الخمسية الجديدة للأعمال الزراعية (2024-2028) للوصول إلى نظم زراعية وغذائية أكثر اخضرارًا وشمولًا.
كما أنه جدّد تعاونه في مجال التمويل المختلط مع الاتحاد الأوروبي. وساعد 24 مشروعًا في الحصول على التمويل في عام 2023 بقيمة إجمالية قدرها 124 مليون دولار أمريكي، وذلك من خلال خدماته الاستشارية. وهو يكثّف عمله في مجال التمويل المبتكر مع المؤسسات الأوروبية للتمويل الإنمائي وشركاء جدد في الاستثمارات المؤثرة.
وكان سدّ الفجوات الحاسمة في مجال المعرفة، من خلال المطبوعات والأحداث والمنصات المتعلقة بتشاطر المعرفة، وتنمية القدرات من أجل اتخاذ القرارات الاستثمارية بشكل أفضل، قد شكّل جزءًا كبيرًا من عمل المركز في عام 2023. ومن الأمثلة الهامة على ذلك في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، الفرص المتاحة للمدخلات البيولوجية، أي منتجات النباتات أو الحيوانات أو الميكروبات القادرة على تعزيز إنتاجية وجودة وصحة المحاصيل، والتي تُستخدم كمكملات أو بدائل طبيعية للمواد الكيميائية الزراعية الاصطناعية الأكثر استخدامًا.
ويواصل المركز تعزيز التعاون عبر منظمة الأغذية والزراعة - مستفيدًا من خبراتها وقدرتها على جمع الأطراف المعنية وحيادها – من أجل تحسين جودة الاستثمارات الزراعية والغذائية وحجمها.
وتشكل روح المنظمة الموحدة أساس عمل المركز، بدءًا من دعم الاستثمارات والدراسات التحليلية المعمقة وصولًا إلى الأدوات والتكنولوجيات المبتكرة، بما في ذلك مبادرة العمل يدًا بيد التابعة للمنظمة، وهي مبادرة قائمة على الأدلة تملكها البلدان وتتولى قيادتها.
الاستثمارات الصحيحة على النطاق الصحيح
يواصل المركز، كجزء من خطته التحويلية، إضفاء مزيد من الابتكارات والمحتوى التكنولوجي على حلوله التمويلية والاستثمارية على المستوى القطري - ومن بينها دعم السياسات والتخطيط ومزيد من الاستثمارات العامة والخاصة ونُهج إزالة المخاطر. وسيدعم المؤسسات التمويلية المحلّية، بما في ذلك المصارف التجارية ومصارف التنمية العامة ومؤسسات التمويل المتناهي الصغر، لكي تقدم المزيد من القروض الزراعية والغذائية وتُحسنها. وسيدعم المؤسسات التمويلية المحلية لزيادة استخدام التكنولوجيات الابتكارية من أجل تحسين فرص الوصول إلى التمويل على المستوى القطري.
وبما أن تمويل القطاع العام ليس كافيًا لوحده، يبحث المركز في آفاق تمويلية جديدة للحصول على الاستثمارات الخاصة مع الشركاء منذ أمد طويل، ويقوم أيضًا باستعراض الفرص المتاحة للاستفادة من الأدوات التمويلية الخاصة مثل القروض المرتبطة بالاستدامة.
وبالنظر إلى المستقبل، سيواصل المركز تعزيز الشراكات القائمة، بما في ذلك مع البنك الدولي، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، والمصرف الأوروبي للإنشاء والتعمير، والاتحاد الأوروبي، مع العمل أيضًا على عقد شركات جديدة. وسيسعى إلى إيجاد سبل جديدة لدعم أعضائه بشكل مباشر.
المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657053625 [email protected]