انتعاش الأسعار العالمية للسلع الغذائية في شهر أغسطس/آب

أسعار السكر والقمح وزيت النخيل تدفع بمؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية صعودًا

©FAO/Anatolii Stepanov

حصاد القمح في أوكرانيا

©FAO/Anatolii Stepanov

02/09/2021, روما
نتعشت الأسعار العالمية للسلع الغذائية بسرعة في أغسطس/آب، بعد شهرين متتاليين من التراجع، مدفوعة بزيادات قوية في الأسعار الدولية للسكر والقمح والزيوت النباتية، حسبما أفادت منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة) اليوم.
 
فقد بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية 127.4 نقاط في أغسطس/آب 2021، بزيادة نسبتها 3.1 في المائة عن يوليو/تموز و32.9 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي. ويتتبع هذا المؤشر التغيرات الشهرية في الأسعار الدولية للسلع الغذائية الأكثر تداولًا.
 
وقد ارتفع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار السكر بنسبة 9.6 في المائة عن شهر يوليو/تموز بسبب مخاوف من تضرر المحاصيل من الصقيع في البرازيل، وهي أكبر دولة مصدّرة للسكر على مستوى العالم. وقد خفّفت من وطأة هذه الزيادة التوقعات الإيجابية للإنتاج في الهند والاتحاد الأوروبي، فضلًا عن انخفاض في أسعار النفط الخام وتراجعٍ في قيمة الريال البرازيلي.
 
وقد ارتفع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الزيوت النباتية بنسبة 6.7 في المائة في أغسطس/آب، مع عودة الأسعار الدولية لزيت النخيل إلى أعلى مستوياتها التاريخية بسبب المخاوف الممتدة من انخفاض توقعات الإنتاج إلى ما دون الإمكانات وما ينتج عن ذلك من انخفاض في المخزون في ماليزيا. كما ارتفعت أسعار زيت بذور اللفت وزيت دوار الشمس.
 
وكان متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب أعلى بنسبة 3.4 في المائة في شهر أغسطس/آب منه في شهر يوليو/تموز. وقفزت الأسعار العالمية للقمح بنسبة 8.8 في المائة جراء توقعات تراجع الحصاد في العديد من البلدان المصدرة الرئيسية. وعلى النقيض من ذلك، انخفضت أسعار الذرة بنسبة 0.9 في المائة، إذ أدّت توقعات بتحسن الإنتاج في الأرجنتين والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا إلى تلطيف وطأة التوقعات بتراجع الإنتاج في البرازيل والولايات المتحدة الأمريكية. وبقيت الأسعار الدولية للأرز على منحاها التراجعي.
 
وارتفع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار اللحوم ارتفاعًا طفيفًا في أغسطس/آب، حيث أدّت المشتريات القوية من الصين إلى رفع أسعار لحوم الأبقار والأغنام، كما أدى الطلب القوي على استيراد لحوم الدواجن من شرق آسيا والشرق الأوسط إلى رفع أسعارها. وعلى النقيض من ذلك، هبطت أسعار لحوم الخنازير بسبب استمرار انحدار معدلات شرائها من قبل الصين وضعف الطلب الداخلي عليها في أوروبا.
 
وقد انخفض مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار منتجات الألبان بشكل هامشي عن مستواه في شهر يوليو/تموز، بعد أن انخفضت الأسعار الدولية لمساحيق الحليب وسط ضعف الطلب العالمي على الواردات والارتفاع الموسمي للكميات المتاحة للتصدير في أوسيانيا، وهو ما عوض بشكل أكثر من كاف عن ارتفاع أسعار الزبدة والأجبان.


لا تزال الإمدادات العالمية للحبوب كافية رغم توقعات تدني الإنتاج
 
من المتوقع للإنتاج العالمي للحبوب في عام 2021 أن يبلغ 788 2 مليون طن، بزيادة نسبتها 0.7 في المائة عن العام السابق، ولكن مع بقائه ما دون توقعات شهر يوليو/تموز، وفقًا لموجز منظمة الأغذية والزراعة عن إمدادات الحبوب والطلب عليها، الذي صدر اليوم أيضًا.
ومن المتوقع الآن للإنتاج العالمي للقمح أن ينكمش بنسبة 0.7 في المائة ليصل إلى 769.5 ملايين طن هذا العام، ويعزى ذلك بشكل رئيسي إلى التأثير السلبي لاستمرار حالة الجفاف في أمريكا الشمالية، وكذلك الأحوال الجوية السيئة في كازاخستان والاتحاد الروسي.
 
ومن المتوقع أن ينمو الناتج العالمي من الحبوب الخشنة بنسبة 1.3 في المائة في عام 2021 فيبلغ 499 1 مليون طن، حتى مع توقع انكماش الإنتاج في البرازيل. ومن المتوقع للإنتاج العالمي للأرز أن يرتفع بنسبة 0.9 في المائة سنويًا ليبلغ أعلى مستوياته على الإطلاق أي 519 مليون طن، مدعومًا بمحاصيل قياسية في فييت نام. 
 
وتتوقع المنظمة الآن أن يرتفع استخدام الحبوب على مستوى العالم في الفترة 2021/2022 بنسبة 1.4 في المائة عن السنة التسويقية المنصرمة ليبلغ 809 2 ملايين طن، مدعومًا بنمو قوي في استخدام الأعلاف فضلًا عن معدلات أعلى لاستهلاك الأغذية. وقد خُفّضت توقعات شهر يوليو/تموز للمخزون العالمي من الحبوب بحلول نهاية المواسم في عام 2022 إلى 809 ملايين طن، بتراجع بنسبة 0.9 في المائة عن مستويات بداية المواسم. وإن المخزون العالمي من الأرز على المسار الصحيح لبلوغ ثاني أعلى مستوياته المسجلة على الإطلاق، في حين من المتوقع أن يؤدي الطقس الجاف إلى خفض المخزون من القمح - مع بلوغ مخزون نهاية الموسم لدى الولايات المتحدة الأمريكية أدنى مستوياته في فترة ثماني سنوات، وهبوط نظيره في كندا إلى أدنى مستوياته في فترة أربعين عامًا. وبشكل عام، يتوقع لنسب مخزون الحبوب إلى استخدامها على المستوى العالمي أن تبلغ نسبة 28.1 في المائة، ما يشكّل انخفاضًا عن نسبة الـ 29.9 في المائة التي سجلت في الفترة 2021/2022 "ولكنها لا تزال تشير إلى إمدادات وافرة نسبيًا من وجهة نظر تاريخية"، على حدّ قول المنظمة.
 
ويتوقع للتجارة العالمية بالحبوب حاليًا أن تنخفض في الفترة 2021/2022 إذ ستتقلص بنسبة 1.3 في المائة لتصل إلى 466 مليون طن، مع توقع انخفاض على مستوى القمح والحبوب الخشنة يعدّل كفّة ارتفاع معدلات التجارة العالمية بالأرز. 
للاتصال

المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657053625 [email protected]