مؤتمر عالمي يركز على حاجة المزارعين إلى الحصول على بذور عالية الجودة كجزء من عملية إحداث التحوّل الحاسم الأهمية في النظم الغذائية والزراعية
لاجئة تتلقى البذور للمساعدة في زراعة الغذاء في جنوب السودان
©FAO/UNHCR Albert Gonzalez Farran
روما - أشارت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) اليوم إلى ضرورة حصول المزارعين في العالم على بذور لأصناف محاصيل أكثر إنتاجية وقدرة على الصمود أمام تغير المناخ ومغذية بدرجة أكبر إذا أريد لهم زيادة الإنتاج بنسبة 50 في المائة من الأغذية اللازمة لسكان العالم الذين يتوقع أن يبلغ عددهم 10 مليارات شخص بحلول عام 2050.
وقال المدير العام للمنظمة، السيد شو دونيو، في افتتاح أعمال مؤتمر للتنمية الخضراء في صناعات البذور تستضيفه المنظمة "لا توجد محاصيل جيدة بدون بذور جيدة. فالبذور هي الركيزة التي تقوم عليها النظم الغذائية والزراعية. ونحن نعتمد على البذور لإنتاج الأغذية والأعلاف والألياف والوقود، وهي تساهم في تهيئة بيئة صديقة".
وقالت السيدة فاطمة بن رجب، الرئيسة التنفيذية لمنظمة المزارعين لعموم أفريقيا، التي تمثل المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة من 45 بلدًا على الأقل، إنَّ الارتقاء بجودة البذور "القادرة على الصمود في وجه الإجهاد المناخي، وتحسين استخدام الموارد الطبيعية، وتعزيز الأمن الغذائي والتغذوي، كلّها مسائل تساهم على نحو كبير في تأمين إنتاج أكبر من المحاصيل"، وفي تحقيق التنمية الاقتصادية، وزيادة دخل المزارعين. وأبرزت أيضًا مدى أهمية معارف المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة المتوارثة أبًا عن جد، واصفةً إياها بأنها "تشكّل محركات عجلة التنمية الزراعية".
ويشارك في هذا المؤتمر الذي يستغرق يومين مجموعة واسعة من المشاركين، بما فيهم ممثلون عن المجتمع المدني والمنظمات الدولية وأعضاء المنظمة وممثلون عن القطاعين العام والخاص الذين سيطرحون وجهات نظرهم ودراسات حالات وأولوياتهم.
وقال السيد شو دونيو إنَّ الزراعة المراعية للبيئة والقادرة على الصمود أمام تغير المناخ، المدعومة بالابتكار لضمان قدرة النظم الغذائية والزراعية على الحفاظ على منافعها أو زيادتها بموازاة خفض انبعاثات غازات الدفيئة، أمر لا غنى عنه لتحقيق الاستدامة المنشودة. وأضاف قائلًا إنّها ستكفل تحقيق الأمن الغذائي، وتحسين رفاه البشر، وخلق فرص للعمالة والعمل اللائق للجميع، وحماية الكوكب، الآن وفي المستقبل.
وصرّح المدير العام للمنظمة قائلًا "يواجه العالم زيادة كبيرة في عدد السكان الذين من المتوقع أن يبلغ عددهم 10 مليارات شخص بحلول عام 2050. ولذا، يتعين علينا زيادة الإنتاج بنسبة 50 في المائة من الأغذية لإطعام الجميع بشكل كافٍ. والسبيل الوحيد لبلوغ هذه الغاية هو زيادة إنتاجية المحاصيل، بفضل العلم والابتكار."
ويعتبر هذا المؤتمر الثالث من مجموعة من المؤتمرات، عُقد أولها في عام 1999 في كامبريدج، بالمملكة المتحدة، والثاني في عام 2009 في منظمة الأغذية والزراعة في روما. وسينصب تركيز المؤتمر على أربع أولويات، وهي:
وأوضح السيد شو أن الحكومات تكتسي أهمية حاسمة في القضاء على الجوع. وأضاف قائلًا إنه يتعين عليها اتخاذ إجراءات وطنية خاصة بالبذور لتعزيز سلسلة قيمة البذور، وستواصل المنظمة تزويدها بالدعم اللازم لوضع وتنفيذ سياسات ولوائح وقوانين وطنية لخلق القدرة على التنبؤ وتعزيز الثقة في نظم البذور.
ومن بين الممثلين الحكوميين الرفيعي المستوى المشاركين في هذا المؤتمر الذي يستغرق يومين، هناك وزير الزراعة في الولايات المتحدة الأمريكية، معالي السيد Thomas J. Vilsack، ونائب وزير الزراعة والشؤون الريفية في الصين، معالي السيد Zhang Taolin؛ ونائب وزير الزراعة والطبيعة وجودة الأغذية في هولندا، معالي السيدة Marije Beens؛ ووزير الزراعة والثروة الحيوانية ومصايد الأسماك في الأرجنتين، معالي السيد Jorge Solmi؛ والمدير الرئيسي للإنتاج النباتي والصحة في جنوب أفريقيا، السيد Julian Jaftha؛ ورئيس مركز البحوث الزراعية في جمهورية مصر العربية، الدكتور محمد سليمان.
وسيتبادل المشاركون أفكارهم، وسيتقدمون بتوصيات للعمل بشأن تحقيق التنمية الخضراء لصناعات البذور العالمية، دعمًا لخطة عام 2030 لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقال السيد شو دونيو "إنَّ المنظمة تلتزم، في ظلّ بقاء تسعة مواسم حصاد فحسب على تحقيق خطة عام 2030، بالاستفادة من الزخم الناشئ عن هذا المؤتمر لترجمة الأدلة المقدمة إلى أفعال على أرض الواقع".
عمل منظمة الأغذية والزراعة
تؤدي المنظمة دورًا قياديًا في تعزيز صون الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة واستخدامها بشكل مستدام من خلال تقديم المساعدة في مجال السياسات والدعم الفني ورفع مستوى الوعي. ويمكن الاطلاع هنا على تفاصيل عمل المنظمة بشأن البذور.
وترى المنظمة أن الزراعة المراعية للبيئة والقادرة على الصمود أمام تغير المناخ تجمع في طياتها جداول الأعمال المتعلقة بالمناخ والقدرة على الصمود والبيئة والزراعة، ما يؤدي إلى اتخاذ إجراءات في النظم الغذائية والزراعية للتصدي لأزمة المناخ.
وتبيّن الأمثلة على عمل المنظمة في هذا المضمار، والتي يمكن الاطلاع عليها هنا، كيف يمكن أن تسهم في تحقيق المقاصد الرئيسية لأهداف التنمية المستدامة (لا سيما المقاصد التي تندرج ضمن إطار أهداف التنمية المستدامة 1 و2 و10 و12 و13 و14 و15 و17).
المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657053625 [email protected]
فرنسيس ماركوس المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) [email protected]