المساعدة في إنتاج كميات أكبر بقدر أقلّ من الموارد: منظمة الأغذية والزراعة والوكالة الدولية للطاقة الذرية تحتفلان بمرور 60 عامًا على الشراكة التي تجمعهما

فيينا - احتفل اليوم السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (المنظمة)، بمرور 60 عامًا على الشراكة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وشدّد على التقدم الملحوظ الذي حققه هذا التعاون الفريد من نوعه داخل منظومة الأمم المتحدة في مساعدة البلدان على إنتاج كميات أكبر بموارد أقلّ.

ودُعي السيد شو دونيو لإلقاء كلمة في حوار رفيع المستوى عُقد خلال الاجتماع الوزاري للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا عن دور العلوم والتكنولوجيا النووية في الأغذية والزراعة - الاحتفال بمرور 60 عامًا على إنشاء المركز المشترك بين منظمة الأغذية والزراعة والوكالة الدولية للطاقة الذرية للتقنيات النووية في الأغذية والزراعة (المركز المشترك).

وأنشئ المركز المشترك بين منظمة الأغذية والزراعة والوكالة الدولية للطاقة الذرية للتقنيات النووية في الأغذية والزراعة في عام 1964 للنهوض باستخدام العلوم النووية من أجل تعزيز الأمن الغذائي والإنتاجية الزراعية والاستدامة البيئية.

وقد بيّن الحدث الطرق الذي ساعد المركز المشترك من خلالها في تحسين سلامة الأغذية، وإدارة التربة والمياه، والإنتاج الحيواني وصحة الحيوان، ومكافحة آفات الحشرات، وتوفير محاصيل جديدة وأفضل على مدى السنوات الستين الماضية.

وفي فيينا، أبرز السيد شو دونيو والسيد Rafael Mariano Grossi، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، كيف تمكّن المركز المشترك، على مدى ستة عقود من العمل، وهو الترتيب الوحيد من نوعه داخل منظومة الأمم المتحدة، من بناء إرث من المساهمات في المشهد الزراعي في جميع أنحاء العالم.

واضطلع المركز المشترك، في سنواته الأولى، بدور رئيسي في تطوير التقنيات النووية في مجال الزراعة، وساهم في ما يعرف الآن باسم "الثورة الخضراء". وقدّم توجيهات للبلدان بشأن تطوير نباتات أكثر إنتاجية وقدرة على الصمود من خلال توليد الطفرات النباتية وتقديم تقنيات نووية لتعزيز امتصاص النباتات للمغذيات.

وتشمل أبرز مبادرات المركز في السنوات الأخيرة استئصال ذبابة فاكهة البحر الأبيض المتوسط من جمهورية الدومينيكان باستخدام الإشعاعات المؤينة لتعقيم الحشرات من الذكور، وإرسال بذور نبتة Arabidopsis والذرة الرفيعة إلى الفضاء، في إطار تجربة مصممة لتطوير محاصيل قادرة على الصمود يمكنها توفير الأغذية الكافية ومواجهة الأزمات المناخية.

وقد ساهم المركز المشترك بشكل مباشر في تحسين إنتاجية صغار المزارعين من خلال توفير محاصيل أفضل، وتعزيز الوصول إلى الموارد من خلال الابتكارات في إدارة التربة والمياه، وتعزيز الإنتاج الحيواني وصحة الحيوان، وتنفيذ حلول آمنة وخضراء لمكافحة الآفات، وزيادة سلامة الأغذية من أجل ضمان سلامة المواد الغذائية التي تصل إلى موائدنا.

وقال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة إن الهدف النهائي هو إنتاج كميات أكبر بموارد أقلّ.

وقال السيد شو دونيو عن احتفالات الذكرى الستين: "دعونا نستعد للسنوات الأربعين القادمة معًا".

مبادرة تسخير الذرة من أجل الغذاء (Atoms4Food)

في وقت لاحق، ألقى المدير العام كلمة أمام جلسة المؤتمر الوزاري للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن مبادرة تسخير الذرة من أجل الغذاء، وهي عبارة عن تعاون بين المنظمة والوكالة أُطلق خلال منتدى الأغذية العالمي للمنظمة في روما في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتعزز المبادرة المشتركة التقنيات النووية المبتكرة التي تعزز الإنتاجية الزراعية، وتحد من الفاقد من الأغذية، وتضمن سلامة الأغذية، وتحسن التغذية، وتتكيف مع تحديات أزمة المناخ.

وتضطلع تقنيات المبادرة وابتكاراتها وشراكاتها الاستراتيجية بدور محوري في تحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية لإطعام العالم، والقضاء على الفقر، وضمان استدامة الموارد الطبيعية على كوكب الأرض.

وقال السيد شو دونيو عن المبادرة: "بفضل أحدث الأبحاث والتقنيات التي تم وضعها من خلال مختبراتنا، والأدوات والمنصات التي تعمل على تحسين نقاط القوة في كلتا الوكالتين، يمكننا ضمان تطبيق التقنيات النووية والتقنيات ذات الصلة التي أثبتت جدواها في مجالي الأغذية والزراعة لتحقيق فوائد بعيدة المدى على نطاق أوسع".

وقال المدير العام إنّ المبادرة أصبحت الآن، بعد مرور عام على إطلاقها، خارطة طريق لتوجيه التحول في مختلف المجالات، بما في ذلك النظم الزراعية، وإنتاجية الثروة الحيوانية، وإدارة الموارد الطبيعية، وسلامة الأغذية.

وحتى تاريخ اليوم، طلبت عشرة بلدان الدعم رسميًا من خلال مبادرة Atoms4Food، وتقدم أربعة بلدان أخرى الدعم المالي أو الفني في مجالات محددة.