حصد مطبوع أصدرته منظمة الأغذية والزراعة مؤخرًا عن النظم الغذائية للشعوب الأصلية جائزة أفضل تقرير عن الاستدامة في العالم لعام 2021. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الجائزة، التي تقدم كل سنة، قد أنشئت من قبل
منظمة Hallbars لأبحاث الاستدامة بهدف تعزيز إعداد تقارير عن الاستدامة ونشرها.
ويشكّل المطبوع بعنوان "النظم الغذائية للشعوب الأصلية: لمحة عن الاستدامة والقدرة على الصمود من الخطوط الأمامية لتغير المناخ" ثمرة تعاون بين منظمة الأغذية والزراعة و
تحالف المنظمة الدولية للتنوع البيولوجي والمركز الدولي للزراعة الاستوائية إلى جانب عدة جامعات ومراكز بحوث ومنظمات محلية للشعوب الأصلية. ويعرض هذا المطبوع ثمانية نظم غذائية للشعوب الأصلية في منطقة الأمازون والساحل والهيملايا وجزر المحيط الهادئ والقطب الشمالي، ويوثق قدرتها على إنتاج الأغذية بطريقة مستدامة وقادرة على الصمود في وجه المخاطر بموازاة صون التنوع البيولوجي في النظم الإيكولوجية. ورغم ارتفاع مستوى الاكتفاء الذاتي الغذائي، وهو أمر ضروري لأمنها الغذائي، يدق هذا المطبوع ناقوس الخطر، محذرًا من تزايد المخاطر التي تهدد هذه النظم الغذائية الفريدة والضغوط الخارجية التي تتعرض لها.
وصرّح السيد Edouard Cointreau، رئيس جائزة Hallbars، في حفل افتراضي أقيم لتوزيع الجوائز اليوم قائلًا "تشيد لجنة تحكيم جائزة Hallbars بالقيمة الكبيرة التي ينطوي عليها محتوى هذا المطبوع بالنسبة إلى التنمية المستدامة. ونحن نعرب عن مدى مشاعر الإعجاب والاحترام التي نكنهما لأفراد الشعوب الأصلية ومؤلفي هذا المنشور الذين تقاسموا معرفة عميقة بشأن الأغذية والموارد الطبيعية، إلى جانب تجاربهم الفريدة".
وأضاف السيد Pelle Agorelius، أحد أعضاء لجنة التحكيم، قائلًا "لقد تم الاعتراف بهذا المطبوع باعتباره أهم كتاب لهذا العام، وسيصبح من الكتب المقروءة والمتداولة على نطاق كبير. وإذا كنت ترغب في قراءة كتاب هذا العام، يجب الحرص على قراءة هذا الكتاب، فقد يغير الطريقة التي ترى بها الأغذية والحياة".
وأوضح السيد Khalid Bomba، مدير مكتب الابتكار في المنظمة، قائلًا "يعرض هذا المطبوع الكثير من الدروس التي يمكن للبشرية تعلّمها من الشعوب الأصلية لجعل النظم الغذائية أكثر استدامة، مثل النهج الشامل إزاء الأغذية، وأهمية الطابع الموسمي كمستهلكين ومنتجين، وتعميم النظم الغذائية للحد من المهدر من الأغذية، واحترام الأغذية والبيئة". وتابع قائلًا "يمكن للمعارف التقليدية للشعوب الأصلية، عند اقترانها بالتكنولوجيا والتقنيات الجديدة، أن تتيح حلولًا مبتكرة للمشاكل التي لها تبعات على البشرية، مثل انعدام الأمن الغذائي وتغير المناخ".
بينما أعرب السيد Bah Phrang Roy، أحد شيوخ وزعماء شعب خاسي، قائلًا "تتيح النظم الغذائية للشعوب الأصلية أغذية ومأوى وثقافة وتحافظ على نسيجنا الاجتماعي ونشأة كوننا في مختلف أنحاء العالم منذ عدة قرون. وقد وفرت هذه النظم الغذاء لمجتمعاتنا لآلاف السنين. ونحن نقول للعالم إنّنا الدليل الحي على أنه يمكنكم إيجاد نظم غذائية مستدامة وقادرة على الصمود. كما نقول للعالم إنّ النظم الغذائية لشعوبنا الأصلية تغير قواعد اللعبة ويمكنها تقديم أفكار وقيم اجتماعية للرعاية والمشاركة وبناء توافق الآراء لتحويل النظم الغذائية العالمية التي تستنزف موارد كوكبنا بوتيرة سريعة".
وأوضحت السيدة Barbara Burlingame، أستاذة في جامعة ماسي، ممثلة لجنة التحرير العلمي للمطبوع، قائلة "إنّ هذا المطبوع وهذه الجائزة مهمان لأنهما يقرّان بالأهمية المحورية للنظم الغذائية للشعوب الأصلية في الحفاظ على التنوع البيولوجي والشعوب الأصلية باعتبارهما أفضل الجهات القيّمة على أمنا الأرض".
في حين أعرب السيد Yon Fernandez de Larrino، رئيس وحدة الشعوب الأصلية في المنظمة، قائلًا "إنّ هذه الجائزة هي تكريم للشعوب الأصلية المتواجدة في مختلف أرجاء العالم والتي تقوم يوميًا بصون نظمها الغذائية والمعارفية الموروثة أبًا عن جدٍ، ومكافحة تغير المناخ، وحماية التنوع البيولوجي، ومواجهة الضغوط التي تتعرض لها أراضيها من جهات فاعلة خارجية. ونود أن نهدي هذه الجائزة للنساء والشباب والمسنين والرجال من الشعوب الأصلية الذين يضحون بحياتهم لحماية الأرض والموارد الطبيعية في مختلف أنحاء العالم".
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المطبوع يُعرض حاليًا إلى جانب 600 كتاب من 55 بلدًا في بيت ألفريد نوبل في مدينة كارلسكوغا، بالسويد، كجزء من معرض فن الطبخ المستدام. وقد افتتح هذا المعرض، الذي نظمته جوائز Gourmand ومعهد Hallbars لأبحاث الاستدامة، في 18 يونيو/حزيران بمناسبة يوم فن الطبخ المستدام، وسيسدل الستار عليه في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2021 بالاحتفال بعيد ميلاد ألفريد نوبل.