أطراف الشراكة الرباعية ينظمون اجتماعًا رفيع المستوى بشأن نهج الصحة الواحدة بالتعاون مع وزارة الصحة البرازيلية في مؤتمر قمة مجموعة العشرين

روما/نيروبي/جنيف/باريس – اشتركت الشراكة الرباعية بشأن نهج الصحة الواحدة - المكوّنة من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومنظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان - في تنظيم الاجتماع الرفيع المستوى لمجموعة العشرين بشأن نهج الصحة الواحدة يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول 2024.

وتخلّلت هذا الحدث حلقة نقاش بعنوان "تهيئة بيئة مواتية لتنفيذ نهج الصحة الواحدة"، شدّدت على الحاجة الماسة إلى حوكمة قوية وتنسيق متعدد القطاعات للنهوض بنهج الصحة الواحدة، بالاستناد إلى أمثلة واقعية من شتّى البلدان.

وإنّ نهج الصحة الواحدة ضروري لتحقيق النتائج الصحية المثلى من خلال تكامل الجهود المبذولة في مجالات صحة الإنسان والحيوان والنبات وسلامة البيئة. واستنادًا إلى جهود المناصرة التي بُذلت خلال رئاستي إندونيسيا (2022) والهند (2023) لمجموعة العشرين، تؤكد قيادة البرازيل في عام 2024 مجددًا على أهمية الحفاظ على الزخم في تنفيذ نهج الصحة الواحدة، وتدعو بلدان مجموعة العشرين إلى تعزيز التزاماتها.

وسعت حلقة النقاش إلى تحفيز الحوار وتهيئة بيئة مواتية لنهج الصحة الواحدة على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية. وسلّطت الضوء على الحاجة إلى حوكمة فعالة وتنسيق متعدد القطاعات وأطر قانونية والتزام سياسي وتمويل مستدام لمواجهة التحديات الصحية العالمية.

وتبادل المتحدثون الوزاريون من بلدان مجموعة العشرين أفكارًا وخبرات قيّمة، ممّا سهل تبادل المعارف لتحديد الجهود التعاونية التي يمكنها تعزيز الأثر المنشود. وقد أدى إشراك قادة رفيعي المستوى إلى تعزيز التزام بلدان مجموعة العشرين بالنهوض بتنفيذ مبادرة نهج الصحة الواحدة وإرساء الأساس للتعاون في المستقبل.

وقالت الدكتورة Nísia Trindade، وزيرة الصحة في البرازيل، "في البرازيل، أنشأنا اللجنة الفنية المشتركة بين المؤسسات من أجل نهج الصحة الواحدة، بهدف وضع خطة وطنية بهذا الشأن. وهي واحدة من خططنا ذات الأولوية في مجموعة العشرين. ويجب علينا إعداد بلداننا لمواجهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ وعواقبه على صحة الإنسان. فنحن نعيش في عالم يعاني من أزمات متعددة ومتداخلة، مثل أزمات المناخ والصحة والاقتصاد والغذاء والطاقة. وهذا النقاش لم يعد من الممكن تأجيله ويتطلّب استجابات فورية".

وقال السيد Thanawat Tiensin، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة ومدير شعبة الإنتاج الحيواني وصحة الحيوان، "إنّ الإعلان الوزاري لمجموعة العشرين بشأن الصحة يمثل خطوة حيوية نحو دمج نهج الصحة الواحدة على مستوى العالم. وتقدِّم المنظمة خبراتها وقدراتها في مجالات صحة وإنتاج الحيوانات المائية والبرية، وسلامة الأغذية والأعلاف، وإنتاج المحاصيل، وإدارة التربة والمياه لتنفيذ نهج الصحة الواحدة في النظم الزراعية والغذائية من أجل الصحة والأمن الغذائي في العالم. وترحّب المنظمة بهذا الالتزام، فهو يؤكد من جديد الحاجة إلى استراتيجية موحّدة للتصدي للتحديات الصحية المعقدة والمترابطة التي نواجهها اليوم. ومن خلال التعاون بين قطاعات صحة الإنسان والحيوان والنبات وسلامة النظم الإيكولوجية، يمكننا بناء نظم صحية أقوى وأكثر قدرة على الصمود تحمي الناس وكوكبنا".

وقالت السيدة Ligia Noronha، الأمينة العامة المساعدة ورئيسة مكتب برنامج الأمم المتحدة للبيئة في نيويورك، "سنعمل على تعزيز نهج الصحة الواحدة عندما نتجاوز القطاعات التقليدية للصحة العامة والبيطرية لتشمل العلوم البيئية والاجتماعية. وأنا أدعو مجموعة العشرين إلى إعطاء كل صوت وكل تخصص وكل قطاع وزنًا متساويًا والبدء في التركيز بشكل أكبر على الإجراءات الوقائية. فالقيام بذلك سوف ينقذ الأرواح ويوفر المال ويحسِّن صحة الناس والكوكب ويعزز الرخاء".

وقال الدكتور Michael Ryan، نائب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، "إنّ دور منظمة الصحة العالمية يمتد إلى ما هو أبعد من الجوانب الأكثر وضوحًا للاستجابة للأزمات الصحية - فهي ملتزمة بالوقاية والتأهب وبناء نظم صحية مستدامة وقادرة على الصمود. ويدلّ برنامج العمل العام الرابع عشر الجديد على تفاني منظمة الصحة العالمية في ما يتعلق بنهج الصحة الواحدة المتأصل في رسالتها المتمثلة في حماية الأمن الصحي العالمي، وحماية الضعفاء بتزويدهم بالخدمات الصحية الأساسية، وتعزيز الرفاه للجميع". واستطرد قائلاً "إنّ نهج الصحة الواحدة ينبغي ألّا يكون شعارًا، وإنما نتيجة ملموسة تعود بالنفع على جميع البلدان والمجتمعات المحلية."

وقالت الدكتورة Emmanuelle Soubeyran، المديرة العامة للمنظمة العالمية لصحة الحيوان، "يمثل التزام مجموعة العشرين بالنهوض بنهج الصحة الواحدة خطوة حاسمة في حماية الصحة العالمية. فمن خلال تعزيز العمل المنسّق عبر القطاعات، يمكننا الوقاية من التهديدات الصحية والتأهب لها والاستجابة لها بشكل أفضل. وإنّ المنظمة العالمية لصحة الحيوان ملتزمة بتقديم خبراتها الفريدة في مجال صحة الحيوان، وضمن الشراكة الرباعية، دعمًا للخدمات البيطرية التي تمثل الجهات الفاعلة الرئيسية في نظم الصحة العالمية. ونحن فخورون بأن نكون جزءًا من هذه الحركة العالمية لبناء نظم صحية قادرة على الصمود وحماية رفاه الجميع".

ومع استمرار مجموعة العشرين في إعطاء الأولوية لنهج الصحة الواحدة، تؤكد المناقشات والأفكار المنبثقة عن هذا الاجتماع على الجهود التعاونية التي تبذلها الشراكة الرباعية مع مجموعة العشرين. كما أنها تُشير إلى الإعلان الوزاري لمجموعة العشرين بشأن تغير المناخ والصحة والإنصاف ونهج الصحة الواحدة، الذي يؤكد على الأهمية الحاسمة لخطة العمل المشتركة بشأن نهج الصحة الواحدة (2022-2026) ودليل تنفيذ خطة العمل المشتركة لنهج صحة واحدة. ويُقرّ هذا الإعلان بالمساهمات القيّمة التي يقدمها فريق الخبراء الرفيع المستوى المعني بنهج الصحة الواحدة في تقديم المشورة العلمية التي تدعم صنع السياسات القائمة على الأدلة.

ويلتزم أطراف الشراكة الرباعية معًا بدعم بلدان مجموعة العشرين في تعزيز حوكمة الصحة الواحدة وتوفير دعم فني قوي من أجل نظم صحة قادرة على الصمود. ويمثل هذا الحدث الرفيع المستوى خطوة مهمة نحو تعزيز العمل المنسّق وتوطيد التعاون عبر القطاعات، بما يساهم في نهاية المطاف في تحسين النتائج الصحية للجميع.