المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة يؤكد على أهمية زيادة الاستثمارات والتعاون من أجل التصدي للتحديات "الجسيمة"
نيويورك – شهد اليوم الثاني من قمة الأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة انعقاد حوار وزاري قاده السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، في المقر الرئيسي للأمم المتحدة قبيل الحوار العام، حيث ناقش الفرص المتاحة أمام توسيع نطاق العمل والاستثمارات من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية بصفته حلًا لأزمتي التنوع البيولوجي والمناخ.
وخاطب السيد شو دونيو الوزراء الحاضرين خلال الحدث، الذي شاركت في استضافته كندا، مذكرًا بأهمية الاستثمار في البيئة حيث إنّ التنوع البيولوجي يوفر الموارد الوراثية التي تدعم النظم الزراعية والغذائية؛ ومجموعة واسعة من الأنواع الحية؛ ونظم إيكولوجية صحية توفر المياه وتنظم المناخ وتعزز القدرة على الصمود في وجه التقلبات والكوارث.
وتؤثر أزمة المناخ في الوقت الراهن سلبًا على الزراعة والإنتاجية، وبالتالي على توفر الأغذية وإمكانية الوصول إليها والقدرة على تحمل كلفتها. وفي الوقت نفسه، يقوم العالم اليوم بإنتاج الأغذية واستهلاكها بطريقة تساهم في زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتغير استخدام الأراضي والتلوث، وجميعها أمور تؤثر سلبًا على تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي.
وأطلع المدير العام للمنظمة الوزراء على أهمية فهم الصلة بين القضايا الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وذكر أنه نظرًا إلى جسامة التحديات الراهنة، فإنّ الاستفادة من خبرة الحكومات المحلية أمر بالغ الأهمية.
وقد ركّز الحدث بوجه عام على ضرورة اتباع نهج يراعي الترابط القائم بين التنوع البيولوجي والمناخ والأغذية، مما يمكّن الأمم من معالجة تلك القضايا الثلاث الشائكة ويتيح فرصًا لتسريع وتيرة التقدم.
وباتت هذه الروابط المتداخلة تحظى باهتمام عالمي متزايد بعد إنشاء إطار عمل شرم الشيخ المشترك بشأن تنفيذ العمل المناخي في مجال الزراعة في الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ خلال العام الفائت، وبسبب الاهتمام المتواصل بالحلول الخاصة بالنظم الزراعية والغذائية من جانب رئاسة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ، ووجود صلات مباشرة بين النظم الغذائية وما لا يقل عن نصف مقاصد إطار كونمنغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي – وهو اتفاق تاريخي يرسم رؤية طموحة لعالم يعيش في تناغم مع الطبيعة.
ويفيد تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم الذي صدر مؤخرًا بقيادة المنظمة بأنّ 783 مليون شخص يعانون من الجوع و2.4 مليارات شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد، مع توقع ازدياد الطلب على الأغذية والأعلاف والألياف.
وفي هذا السياق، وبغية تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا بدّ من تحويل النظم الزراعية والغذائية لكي تصبح أكثر كفاءة وشمولًا واستدامة وقدرة على الصمود.
مرحلة حاسمة
تمثل قمة الأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة مرحلة حاسمة من أجل تقييم التقدم المحرز في تحقيق خطة عام 2030 للتنمية المستدامة والتحديات الماثلة أمامها. ويعدّ فقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ اثنين من التحديات الرئيسية التي يعتمد التصدي لها بشدة على النظم الزراعية والغذائية، بما فيها المحاصيل والتربية الثروة الحيوانية ومصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية.
ومن شأن زيادة استخدام النُهج المراعية للتنوع البيولوجي في النظم الزراعية والغذائية (في ما يتعلق بالهدفين 14 و15 من أهداف التنمية المستدامة) أن يساعد على مكافحة تغير المناخ (الهدف 13) ويحسّن الأمن الغذائي والتغذية (الهدف 2) ويسرعّ تحقيق أهداف أخرى من أهداف التنمية المستدامة. ويتيح هذا النهج مسارًا يفضي إلى ضمان قدر كافٍ من الأغذية لسكان العالم الآخذ عددهم في التزايد، من دون الإضرار بالبيئة.
وهذا أمر جوهري بالنسبة إلى الدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان الأقلّ نموًا، التي تواجه تحديات منها هشاشة النظم الإيكولوجية وتفرّدها بأنواع حية فريدة وتأثرها الشديد بتغير المناخ والكوارث الطبيعية وانتشار سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع.
وتعكف المنظمة على تنسيق جهودها مع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاقية الأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجي. كما تتعاون المنظمة مع الصندوق الأخضر للمناخ ومرفق البيئة العالمية.
وأكد المدير العام للمنظمة على التزام هذه الأخيرة بدعم البلدان ودعا الوزراء إلى حضور منتدى الأغذية العالمي المقبل المزمع عقده في أكتوبر/ تشرين الأول في روما والذي سيركز بصورة خاصة على العمل المناخي والعلوم والابتكار.
وقد شهد هذا الحدث مشاركة معالي السيد Roger Baro، وزير البيئة والمياه والصرف الصحي في بوركينا فاسو؛ ومعالي السيد Ahmed Hussen، وزير التنمية الدولية في كندا؛ ومعالي السيد Michael Usi، وزير الموارد الطبيعية وتغير المناخ في ملاوي؛ ومعالي السيدة Maria Antonia Yulo-Loyzaga، وزيرة البيئة والموارد الطبيعية في الفلبين؛ ومعالي السيد Abraão Aníbal Fernandes Barbosa Vicente، وزير الثقافة والصناعات الإبداعية ووزير البحار في كابو فيردي؛ ومعالي السيدة Silveria Jacobs، رئيسة وزراء سانت مارتن (ممثلة عن هولندا)؛ ومعالي السيدة Jeanne d'Arc Mujawamariya، وزيرة البيئة في رواندا؛ والسيدة Yill del Carmen Otero،
نائب وزير الخارجية في بنما؛ والسيدة Vivi Yulaswati، نائب وزير الشؤون البحرية والموارد الطبيعية في إندونيسيا.
Laura Quinones Communications Officer [email protected]
المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657053625 [email protected]