المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة السيد شو دونيو يخاطب وزراء المالية وحكّام البنوك المركزية في واشنطن
يؤثر الارتفاع الشديد في أسعار المواد الغذائية على الفئات الضعيفة أكثر من غيرها
©FAO/Giuseppe Bizzarri
واشنطن/ روما - تدعو منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) إلى إنشاء مرفق عالمي لتمويل الواردات الغذائية من أجل مساعدة البلدان الأشدّ فقرًا على التصدّي للارتفاع الحاد في الأسعار الناجم عن الحرب في أوكرانيا.
ويمثّل مرفق تمويل الواردات الغذائية الذي يهدف أيضًا إلى زيادة الإنتاج والإنتاجية في المجال الزراعي على الصعيد العالمي بصورة مستدامة، اقتراحًا من بين الاقتراحات الستة على مستوى السياسات التي أعدّتها المنظمة استجابًة للأزمة.
ويعدّ الاتحاد الروسي وأوكرانيا جهتين فاعلتين مهمتين في الأسواق العالمية للأغذية، إذ يعتمد عليهما أكثر من 50 من البلدان لاستيراد ما لا يقل عن 30 في المائة من احتياجاتها من واردات القمح. ويُعدّ الاتحاد الروسي أيضًا مصدّرًا رئيسيًا للأسمدة، حيث تَصَدَّر في سنة 2020 قائمة البلدان المصدّرة للأسمدة النيتروجينية واحتل المرتبة الثانية في قائمة البلدان المورّدة للبوتاسيوم، وهو ثالث أكبر مصدّر لأسمدة الفوسفور. وشهدت كذلك أسعار الطاقة ارتفاعًا خاصة بسبب الأوضاع السائدة في الأسواق.
وفي ظلّ الضغوط المترتبة بالفعل على الميزانيات بسبب جائحة كوفيد-19، دفع الصراع القائم في أوروبا الشرقية بمؤشر المنظمة لأسعار الأغذية إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، حيث كان الأشدّ وطأة على الفئات السكانية الأضعف. وبموازاة ذلك، يعرّض ارتفاع أسعار الأسمدة المحاصيل المقبلة للخطر على الصعيد العالمي.
ووفقًا لعمليات المحاكاة التي أجرتها المنظمة، قد يؤدي الصراع إلى ارتفاع عدد الجياع في الفترة الممتدة بين عامي 2022 و2026 بمقدار 13.1 مليون شخص مقارنة بخط الأساس.
وقال اليوم السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة في رسالة فيديوية وجّهها إلى اجتماع وزراء المالية وحكام البنوك المركزية في بلدان مجموعة العشرين في واشنطن: "قد تترتب عن الحرب آثار متعددة على الأسواق العالمية والأمن الغذائي".
واعتبر كذلك أنّ مرفق تمويل الواردات الغذائية الذي من شأنه أن يكمّل آليات التمويل المعمول بها ضمن منظومة الأمم المتحدة، سيرتكز حصرًا على الاحتياجات العاجلة وسيقتصر على البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا المستوردة الصافية للأغذية.
وبالإضافة إلى ذلك، تم تصميم هذا المرفق لزيادة القدرة على الصمود في المستقبل من خلال مطالبة البلدان المؤهلة بالالتزام بالاستثمار بقدر أكبر في النظم الزراعية والغذائية المستدامة. وقال السيد شو دونيو إنّ المنظمة قد أجرت اختبار إجهاد لهذا المرفق من أجل فهم تأثيره على الأسواق العالمية وقد يكون من الملائم تنفيذه وتوسيع نطاقه.
وقال السيد شو دونيو للمشاركين في هذا الاجتماع: "إنّ العبرة التي يمكننا استخلاصها هي أننا بحاجة إلى زيادة الإنتاج الزراعي والإنتاجية في المجال الزراعي على الصعيد العالمي بموازاة ضمان الاستدامة. فقد حان الوقت للعمل معًا من أجل القضاء على الجوع وسوء التغذية في العالم".
ودعت إندونيسيا التي تتولى حاليًا رئاسة مجموعة العشرين السيد شو دونيو إلى توضيح العواقب الاقتصادية للحرب في أوكرانيا، ولا سيما على صعيد الأمن الغذائي.
نيكولاس ريجيلو المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) [email protected]
المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657053625 [email protected]