الثورة الوراثية قادرة على دعم الأمن الغذائي ومعالجة أزمة تغيّر المناخ وحماية التنوّع البيولوجي

بمناسبة الجائزة العالمية للأغذية لعام 2024، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة يدافع عن السبل التي يمكن أن يساهم بها العلم والابتكار في تحويل النظم الزراعية والغذائية وتقريب الشعوب والثقافات من بعضها البعض

©FAO/Roberto Schmidt

29/10/2024

دي موين، ولاية أيوا – قال السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، اليوم خلال حفل افتتاح حوار Borlaug الدولي للجائزة العالمية للأغذية لعام 2024، إن الإنجازات التي تحققت في مجال العلوم الوراثية قد أوصلت العالم إلى "فجر عصر جديد" ويمكنها أن توفر حلولًا لمجموعة من التحديات العالمية المترابطة، بما في ذلك ضمان الأمن الغذائي، ومعالجة أزمة المناخ، وحماية التنوّع البيولوجي.

وأفاد السيد شو دونيو أن "الثورة الوراثية تتجاوز مجرد زيادة الغلات"، مشيرًا إلى أنه بات من الممكن تطبيقها اليوم في أساليب مصمّمة خصيصًا لتحسين قدرة النباتات والحيوانات على مقاومة الآفات والأمراض وعوامل الإجهاد البيئي، مثل درجات الحرارة المرتفعة، والفيضانات، وملوحة التربة وغيرها.

وأضاف، في كلمته الرئيسية بعنوان  من علم الوراثة إلى الجيل القادم: ما الذي يحمله المستقبل للنظم الزراعية والغذائية وثقافة الأغذية، أنه يمكن أيضًا لهذه التطورات "أن تقرِّب الشعوب والثقافات من بعضها البعض".

وإن الجائزة السنوية، التي تمنح تكريمًا للسيد Norman Borlaug، الذي يُعتبر أحد آباء الثورة الخضراء التي انتشلت مئات الملايين من الأشخاص من الجوع بفضل عمله بشأن أصناف عالية الغلات من القمح، كانت هذا العام من نصيب السيد Geoffrey Hawtin والسيد Cary Fowler، تقديرًا لمساهمتهما الاستثنائية في المحافظة على الإرث العالمي للتنوّع البيولوجي للمحاصيل وحمايته، لا سيما في تشغيل بنوك جينات المحاصيل في جميع أنحاء العالم وتمويلها.

التحرير الجيني

تؤدي تكنولوجيا التحرير الجيني إلى تسريع عمليات التربية بشكل ملحوظ، فهي تعمل بسرعة أكبر من أساليب التهجين والتربية الطفرية والتحوير الوراثي، حسب قول المدير العام للمنظمة الذي درس تربية النباتات وعلم الوراثة الوراثية وساهم بشكل هام في فهم جينوم البطاطا.

والتحرير الجيني أو تحرير الجينوم هو مصطلح يشمل مختلف تقنيات البيولوجيا الجزيئية. وأدى ظهور تكنولوجيا المتكررات المتكتلة بانتظام القصيرة التواتر، المعروفة بمختصر "CRISPR"، إلى تحفيز زيادة سريعة في بحوث التحرير الجيني وتطبيقاته. وهذه التكنولوجيا أسرع وأقلُّ كلفة من طرق التهجين التقليدية بدرجة أكبر، ممّا يفتح آفاقًا جديدة لمحاصيل وثروة حيوانية متكيّفة مع البيئة ومراعية للتغذية، ويمكنها حماية التنوّع البيولوجي الوراثي والمساهمة في إقامة نظم زراعية وغذائية قادرة على الصمود.

وأكّد المدير العام للمنظمة أن التحرير الجيني يمكن أن يكون نعمة لحماية السمات الفريدة للأغذية المحلّية والأصلية وتعزيزها، وإبقاء "نافذة مفتوحة على إنسانيتنا"، وأن يصبح "حلقة وصل بين الماضي والمستقبل تربط بين الثقافات الغذائية وتعزز القدرة المشتركة على الصمود في وجه التحديات العالمية".

ولهذا السبب، سيربط متحف وشبكة الأغذية والزرعة التابعان للمنظمة، اللذان سيتم افتتاحهما في عام 2025 في المقر الرئيسي للمنظمة في روما إحياءً للذكرى السنوية الثمانين لتأسيس المنظمة، بين تكنولوجيا وثقافات الأغذية العالمية، بما يظهر التقاليد الغنية والنُهج الابتكارية التي شكّلت تاريخ النظم الزراعية والغذائية على مر الزمن.

وقدّم خبراء المنظمة مساهمات مهمة في الروابط بين التحرير الجيني وسلامة الأغذية والنظم الزراعية والغذائية بشكل أوسع.

وشدّد السيد شو دونيو على أن منتدى العلوم والابتكار، الذي يعدُّ إحدى الركائز الثلاث لمنتدى الأغذية العالمي الذي تستضيفه المنظمة كل سنة في مقرها الرئيسي في روما، قد أُنشئ خصيصًا للأعضاء والشركاء من أجل مناقشة فوائد التكنولوجيا المتطورة ومخاطرها.

وأضاف أنه من الأهمية بمكان مشاركة الفوائد على نطاق واسع وبشكل منصف. ومن الضروري أيضًا أن يستثمر الأعضاء في رأس المال البشري والاجتماعي اللازم للاستفادة على أحسن وجه من التكنولوجيا الجديدة.

ولدى الفائزيْن بالجائزة العالمية للأغذية تاريخ طويل من التعاون مع المنظمة.

فقد قام السيد Geoffrey Hawtin، أحد الفائزيْن، بتأدية أدوار رئيسية في المفاوضات حول المعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة، التي تستضيفها المنظمة، وكذلك في إنشاء قبو سفالبارد العالمي للبذور.

بينما تولى السيد Carey Fowler، الذي يشغل حاليًا منصب مبعوث الولايات المتحدة الخاص للأمن الغذائي العالمي، قيادة المؤتمر والبرنامج الدوليين بشأن الموارد الوراثية النباتية في المنظمة خلال تسعينيات القرن المنصرم، وكان المؤلف الرئيسي لـخطة العمل العالمية للموارد الوراثية النباتية التي وضعتها المنظمة.

وتخلّلت الاحتفال، إلى جانب الكلمة الرئيسية للسيد شو دونيو، حلقة نقاش حول إيجاد عالم خالٍ من الجوع، شارك فيها كلٌ من السيد Ajay Banga، رئيس مجموعة البنك الدولي؛ والسيد Akinwuni Adesina، رئيس البنك الأفريقي للتنمية.