الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في الرياض: منظمة الأغذية والزراعة تحثّ على اتخاذ إجراءات على المستوى العالمي لإصلاح الأراضي الزراعية

منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة تدعو من جديد، من خلال الفعاليات والبرامج والمطبوعات، إلى إصلاح الأراضي الزراعية باعتبارها مفتاحًا لتحويل النظم الزراعية والغذائية

لحظات بعد هطول أمطار غزيرة في منطقة صحراوية في دوري، بوركينا فاسو.

©FAO/Giulio Napolitano

16/12/2024

الرياض - اختتمت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) مشاركتها الهامة في الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (مؤتمر الأطراف).

وخلال هذا الحدث الذي استمر لمدة أسبوعين، لقيت الرسالة الرئيسية التي وجّهتها المنظمة صدى قويًا: إنّ إصلاح الأراضي الزراعية ضروري لتحويل النظم الزراعية والغذائية وضمان الأمن الغذائي والاستدامة في المستقبل.

وشمل جدول أعمال المؤتمر مناقشات حاسمة حول تدهور الأراضي والجفاف والتصحر، ما يؤكد ضرورة اتخاذ إجراءات جماعية على المستوى العالمي لبناء القدرة على الصمود في مواجهة هذه التحديات الملحّة.

ودعت المنظمة إلى إصلاح الأراضي الزراعية المتدهورة لضمان الأمن الغذائي بموازاة دعم التنوع البيولوجي واحتجاز الكربون وخدمات النظم الإيكولوجية الأخرى التي تعود بالنفع على رفاه الإنسان وسبل العيش.

وشدّد وفد المنظمة إلى الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، بقيادة السيد عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد في المنظمة والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، على إعطاء الأولوية لإصلاح الأراضي الزراعية في الاتفاقيات البيئية والخطط الوطنية، مسلِّطًا الضوء على الحاجة إلى حلول متكاملة في مجالات السياسات والابتكار والتكنولوجيا لمنع تدهور الأراضي ومكافحته بفعالية.

فعاليات منظمة الأغذية والزراعة ومبادراتها ومطبوعاتها خلال الدورة السادسة عشرة لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر

عرضت جلسة المنظمة بعنوان "اختتام عام من مؤتمر الأطراف: دور النظم الزراعية والغذائية في اتفاقيات ريو الثلاث" الكيفية التي يمكن من خلالها للنظم الزراعية والغذائية أن تعالج مسائل التنوع البيولوجي وتغير المناخ وتدهور الأراضي بطريقة متكاملة ومنسّقة. وركّزت المناقشات على جعل هذه النظم أكثر كفاءة وشمولاً وقدرة على الصمود واستدامة، من خلال إصلاح الأراضي الزراعية المتدهورة لتحقيق منافع مشتركة مثل الأمن الغذائي والتغذية، وتحييد أثر تدهور الأراضي، وتخزين الكربون، والاحتفاظ بالمياه، والتنوع البيولوجي.

وتماشيًا مع عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية، استضافت المنظمة إفطارًا رفيع المستوى جمع وزراء ومستثمرين وخبراء للمصادقة على "إطار الاستثمار الإقليمي لإقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا من أجل إصلاح  النظم الإيكولوجية وحلول التنمية". وتهدف هذه المبادرة، التي وضعتها المنظمة بالاشتراك مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر وجامعة الدول العربية، إلى تقديم حلول تفضي إلى التحوّل من خلال تشجيع "البلدان الرائدة" التي تقود مشاريع الإصلاح القابلة للتوسّع.

وشاركت المنظمة في حلقة نقاش رفيعة المستوى حول النهوض برؤية المحاصيل والتربة المتكيّفة (VACS)، مؤكدةً التزامها بدعم الدول في تنفيذ هذه الرؤية ودفع عجلة الابتكار والقدرة على الصمود والاستدامة في النظم الزراعية والغذائية. وخلال هذا الحدث، أطلقت المنظمة المنصة الخاصة بمدى ملاءمة المحاصيل، وهي إطار عمل فريد من نوعه مصمّم لتوفير بيانات حاسمة الأهمية عن التربة ورؤى حول مدى ملاءمة المحاصيل، ما من شأنه أن يساعد على اتخاذ قرارات مستنيرة في مجال السياسات من أجل التخطيط والتنفيذ المستدامين في مجال الزراعة.

وبالتعاون مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، أطلقت المنظمة برنامجًا متكاملًا للنظم الغذائية يهدف إلى تحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية لتكون مستدامة ومراعية للطبيعة وقادرة على الصمود وشاملة للجميع وغير ملوِّثة. وبتمويل من مرفق البيئة العالمية، تم الإعلان عن البرنامج الذي تبلغ تكلفته 282 مليون دولار أمريكي بمناسبة يوم النظم الزراعية والغذائية خلال الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف.

وقامت المنظمة، اعترافًا منها بالدور الحاسم للشباب في إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، بتنظيم "حوار الشباب في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا" خلال الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف، بمشاركة سموّ الأميرة بسمة بنت علي من المملكة الأردنية الهاشمية، سفيرة النوايا الحسنة لمنظمة الأغذية والزراعة لإقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا؛ والسيد عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد في المنظمة والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا؛ والسيد Lifeng Li، مدير شعبة الأراضي والمياه في المنظمة. وقد شجّع هذا الحدث القادة الشباب على التصدي لتغير المناخ وتدهور الأراضي وندرة المياه.

وسلّطت المنظمة الضوء على أهمية الإدارة المستدامة للتربة خلال الاحتفالات باليوم العالمي للتربة في إطار الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف. وشدّد الاحتفال هذا العام تحت شعار "العناية بالتربة: قياس، مراقبة، إدارة" على أهمية البيانات والمعلومات الدقيقة عن التربة في فهم خصائص التربة ودعم اتخاذ قرارات مستنيرة لإدارتها على نحو مستدام من أجل الأمن الغذائي.

وإنّ الاحتفال الرسمي باليوم العالمي للتربة الذي نظمته المنظمة في باك تشونغ، تايلند، تم ربطه عبر الفيديو بجلسة كانت منعقدة في الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في الرياض. وشهد الحدث أيضًا إطلاق خطة العمل الإقليمية للإدارة المستدامة للتربة في إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.

وعلى هامش الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف، أصدرت المنظمة تقرير "حالة التربة المتأثرة بالملوحة في العالم"، الذي تم تقديمه خلال المنتدى الدولي للتربة والمياه لعام 2024 في بانكوك. ويعرض هذا التقرير خطة عمل لوقف تدهور التربة وندرة المياه وعكس مسارهما.

وبالإضافة إلى ذلك، أصدرت المنظمة تقريرين مرحليين يبيّنان الاتجاهات في كفاءة استخدام المياه واتجاهات الضغوط على موارد المياه العذبة المتجددة. ويسلِّط هذا التقريران الضوء على الاتجاهات والتحديات الحاسمة في استدامة المياه ومستويات الإجهاد، ويقدِّمان رؤى وتوصيات رئيسية لتسريع وتيرة الجهود الرامية إلى تحقيق المؤشرين 6-4-1 و6-4-2 من مؤشرات التنمية المستدامة.

عمل المنظمة في مجالي الأراضي والمياه

تتولى المنظمة زمام قيادة جهود الإدارة المستدامة للأراضي والموارد المائية من خلال الاستفادة من البرامج والمشاريع المبتكرة والدراسات الشاملة والشراكات الاستراتيجية. وتساهم هذه المبادرات في تعزيز الفهم العلمي للعلاقات المعقدة القائمة بين الأراضي والموارد المائية، مما يزوّد البلدان بتوجيهات حيوية في مجال السياسات من أجل إدارة متّسقة.

ويسلّط النهج المنسّق الذي تتبعه المنظمة الضوء على مخاطر تدهور الموارد الناجم عن الممارسات الزراعية السيئة بموازاة تعزيز القدرات الفنية والمؤسسية لإدارة الموارد من الأراضي والمياه في ظلّ الأحوال المناخية القصوى، ما يساهم بشكل كبير في التخفيف من حدة الفقر والجوع.

وفي إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، تتصدى المنظمة لتدهور الأراضي وتعزز إدارتها المستدامة من خلال نُهج متكاملة ومبتكرة. وتشمل المبادرات الرئيسية الحراجة الزراعية لتحسين سلامة التربة والحد من تآكلها وتعزيز القدرة على الصمود أمام المناخ. وتدعم المنظمة الممارسات المستدامة في مجالي الرعي والزراعة المحافظة على الموارد، مثل الزراعة من دون حراثة وتناوب المحاصيل، ما يضمن الاستدامة والقدرة على الصمود على المدى الطويل في النظم الزراعية والغذائية في الإقليم.

وترحّب المنظمة بالقرار الذي اتُخذ في الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف بتجنّب تدهور الأراضي والتربة في الأراضي الزراعية والحد منهما وعكس اتجاههما. وستساعد المنظمة في تنفيذ هذه القرارات، بما يساهم في تحقيق الأمن الغذائي وضمان التغذية للجميع بموازاة دعم أهداف اتفاقيات ريو الثلاث.

للاتصال

Mariam Hamed Hassanien Communications officer (+2) 01007335492 [email protected]

المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657053625 [email protected]