من مكتب المنظمة الإقليمي لأفريقيا
©FAO/Luis Tato
جيما، إثيوبيا - أشاد اليوم المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) السيد شو دونيو بالنحل وبسائر الملقّحات - التي أطلق عليها اسم "الأبطال الصامتة" - ودعا إلى توطيد التعاون الدولي لحماية النحل والاستفادة منه على نحوٍ مستدام في إطار الاحتفال باليوم العالمي للنحل 2025 ضمن حدث خاص استضافته جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الاتحادية.
ويسلّط موضوع اليوم العالمي للنحل هذا العام "فلنستلهم من رحيق الطبيعة لتغذيتنا جميعًا" الضوء على الأدوار الحاسمة التي يؤديها أكثر من 000 20 نوع من النحل والملقّحات الأخرى، مثل الفراشات والطيور والخفافيش، في النظم الزراعية والغذائية وسلامة النظم الإيكولوجية لكوكبنا.
وقال السيد شو دونيو في رسالة فيديوية تخللت الحدث العالمي الذي أُقيم اليوم في مدينة جيما "نحتفل اليوم بالنحل وبسائر الملقّحات - وهي مخلوقات صغيرة لها دور أساسي في أغذيتنا وصحتنا وبيئتنا واقتصادنا. وتتسم الملقّحات بقيمة اقتصادية هائلة وهي أبطال صامتة. فمن دونها، سنخسر ما يصل إلى ثمانية في المائة من الإنتاج العالمي للمحاصيل كل عام، وهو ما يعادل حوالي 577 مليار دولار أمريكي. وهذا المبلغ ليس مجرد رقم - بل يمثل الوظائف وسُبل العيش والأدوية والأغذية التي يحتاج إليها الأشخاص في مختلف أنحاء العالم".
وتعتمد على الملقّحات نسبة تقارب 90 في المائة من النباتات المزهرة في العالم، وهذا هو الحال بالنسبة إلى 75 في المائة من المحاصيل الأكثر أهمية في العالم التي تعطي الفاكهة والخضروات والمكسرات والبذور لأغراض الاستهلاك البشري.
كما سلّط المدير العام للمنظمة الضوء على المشاكل التي تواجهها الملقّحات، بما في ذلك فقدان الموائل، والاستخدام غير الملائم للمواد الكيميائية الضارة، وآثار تغيّر المناخ، والأنواع الدخيلة الغازية والطفيليات، وشدّد على الأهمية الحاسمة للتعاون الدولي في مواجهة هذه التحديات. وقال السيد شو دونيو "لدينا جميعًا دور نؤديه في حماية الملقّحات، وذلك من خلال الممارسات الزراعية الأفضل، والمشاركة المجتمعية، ودعم مربي النحل، ووضع سياسات تمكينية تساعد الملقّحات ومربي النحل والمزارعين".
ازدهار إنتاج العسل في أفريقيا
بلغ إنتاج العسل على المستوى العالمي 894 1 ألف طن في عام 2023، حيث تتميّز أفريقيا بأعلى معدل نمو. وتستأثر القارة الأفريقية حاليًا بنسبة 12 في المائة من الإنتاج العالمي إذ تنتج 000 223 طن سنويًا. كما أنّ إثيوبيا هي أكبر بلد منتج للعسل في أفريقيا وتحتل المرتبة العاشرة عالميًا. ومن بين البلدان المنتجة المهمة للعسل في أفريقيا أنغولا، والجزائر، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورية تنزانيا المتحدة، وجمهورية مصر العربية، ورواندا، والكاميرون، وكينيا، والمغرب.
ويشكّل إقامة الاحتفال العالمي للمنظمة في إثيوبيا اعترافًا بأهمية البلاد كجهة منتجة للعسل.
وقال معالي السيد Girma Amente، وزير الزراعة في إثيوبيا "يسرّنا أن نحتفل بهذا الحدث الذي يشكل منصة حيوية لإثيوبيا من أجل تحديد التحديات وإيجاد الحلول لقطاعنا الزراعي. وأدعو جميع أصحاب المصلحة إلى حماية الملقّحات وتعزيز تربية النحل المستدامة، وهو أمرٌ ضروري من أجل تنميتنا المستدامة. وأوّد أيضًا أن أقرّ بالدعم غير المشروط الذي تقدمه منظمة الأغذية والزراعة في إطار هذه الجهود."
وقال السيد Abebe Haile-Gabriel، المدير العام المساعد للمنظمة والممثل الإقليمي في أفريقيا، إنّ هناك إمكانات هائلة في ما يخص إنتاج العسل الأفريقي. "وقد أظهر نحل العسل الأفريقي قدرة ملحوظة على الصمود في مواجهة الطفيليات ومسببات الأمراض التي تُلحق خسائر فادحة في أماكن أخرى. ويبدو أن شمع العسل الأفريقي كثيرًا ما يكون منخفض التلوث بمبيدات الحشرات، وهو ما يجعل تربية النحل في أفريقيا في وضع فريد يسمح لها بالاستفادة من الأسواق المتخصصة العادلة العضوية والتجارية" مؤكدًا أن ممارسات تربية النحل التقليدية تشكل أساسًا لتطوير ممارسات إدارية مستدامة ومتكيفة محليًا.
لمحة تاريخية عن اليوم العالمي للنحل
جرى تخصيص يوم عالمي للنحل في عام 2017 بموجب قرار اتخذته الأمم المتحدة بناءً على اقتراح قدمته حكومة سلوفينيا. وتحدثت معالي السيدة Mateja Calusic، وزيرة الزراعة والغابات والأغذية في سلوفينيا، في رسالة فيديوية اليوم، عن معنى الاحتفال الذي يقام هذا العام في قارة ما فتئت فيها تربية النحل تشكل منذ قرون جزءًا لا يتجزّأ من الحياة، وفي بلد يتمتع بتقاليد "باهرة" في مجال تربية النحل. كما أشارت إلى الدروس التي يقدمها لنا النحل. وقالت "في وقت تؤدي فيه الحروب وتغيّر المناخ والأزمات الغذائية إلى زعزعة العالم، يعلّمنا النحل دروسًا ثمينة. فهو يعمل في صمت، ولكن بتنسيق مثالي. وهو صغير الحجم ولكنّ أثره هائل. وتنظيمه دليل على أن الصالح العام أقوى من المصالح الفردية".
وقد تضمّن احتفال اليوم معرضًا للصور وعرضًا لفيلم رسوم متحركة للشباب بعنوان "عسلي: قوة الملقّحات".
المنتدى الدولي الثاني للعمل بشأن استدامة تربية النحل والتلقيح
أُقيم الاحتفال بيوم النحل العالمي في مستهلّ المنتدى الدولي الثاني للعمل بشأن استدامة تربية النحل والتلقيح الذي تشارك في تنظيمه جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الاتحادية وجمهورية سلوفينيا ومنظمة الأغذية والزراعة بدعم من منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية والاتحاد الدولي لجمعيات مربي النحل (Apimondia).
ويُعدّ هذا المنتدى منصة لتبادل المعرفة وعرض المبادرات في مجال تربية النحل المبتكرة وإلهام العمل العالمي بشأن الممارسات الزراعية المراعية للملقحات وتنسيق جهود الحفاظ على الملقّحات وحمايتها في جميع أنحاء العالم.
وستُقام حلقتا نقاش، تتناول الأولى دور تربية النحل في تعزيز الأمن الغذائي وسُبل العيش، إضافة إلى كلمة رئيسية يلقيها السيد Jeff Pettis، رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات مربي النحل. أما حلقة النقاش الثانية فستركّز على العمل والتعاون على المستوى الدولي، إضافة إلى كلمة رئيسية يلقيها السيد Braulio Ferreira de Souza Dias، مدير وزارة البيئة وتغير المناخ في البرازيل.
وفي جلسات المتابعة، سيناقش الخبراء العالميون مسألتي الاستدامة وحماية الملقّحات. وسوف يشارك مربو النحل الشباب والمزارعون من إثيوبيا تجاربهم ورؤاهم. وسوف يُختتم المنتدى الذي يمتدّ على يومين بزيارة ميدانية للاطلاع على ممارسات تربية النحل المستدامة.
وفي إطار الاحتفال بالذكرى السنوية الثمانين لتأسيس منظمة الأغذية والزراعة هذا العام، شكر المدير العام للمنظمة حكومتي إثيوبيا وسلوفينيا وجميع شركاء المنظمة على تمكينهم إقامة هذا الحدث وعلى دعمهم المستمر لولاية المنظمة. وقال "إنّ هذا المنتدى هو فرصة لنا من أجل تبادل المعرفة، وبناء شراكات أقوى، والعمل معًا من أجل مستقبل ينعم فيه النحل والملقّحات الأخرى بالحماية، وتتصف فيه الزراعة بالاستدامة، ويتم فيه ضمان الأمن الغذائي من أجل إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل، من دون ترك أي أحد خلف الركب".
زوي جونز مسؤولة الاتصال الاقليمية - المكتب الاقليمي لأفريقيا [email protected]
المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657053625 [email protected]