منتدى الأغذية العالمي لعام 2024 يختتم فعالياته بعد أسبوع من التعاون والتعهد بضمان "غذاء جيد للجميع – حاضرًا ومستقبلًا"

روما - اختُتمت اليوم في روما النسخة السنوية الرابعة من منتدى الأغذية العالمي لعام 2024، وانتهى معها أسبوع عالي الأثر في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) كان مخصصًا لتحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية.

وقد جمع هذا الحدث آلاف المشاركين من جميع أنحاء العالم حيث شاركوا في مناقشات ديناميكية وعمل تعاوني شمل مجموعة من القضايا الهامة، منها الاستثمار والعلوم والابتكار، ومشاركة الشباب، والزراعة الأسرية، والنظم الغذائية لدى الشعوب الأصلية، وإدارة المياه. وتعهد المشاركون من الشباب والمزارعين وصانعي السياسات والعلماء ورواد الأعمال ومجتمعات الشعوب الأصلية، بالتصدي للتحديات الملحة المتمثلة في الجوع وتغير المناخ وعدم المساواة وغيرها.

وتكلل منتدى هذا العام الذي حمل عنوان "الغذاء الجيد للجميع، حاضرًا ومستقبلًا" بنجاح باهر، حيث ضمّ أكثر من 200 حدث، وشارك فيه 000 8 شخص بشكل حضوري، ووصل عدد المشاركين بالوسائل الافتراضية إلى 1.7 مليارات شخص عبر حملات وسائل التواصل الاجتماعي. وسلّط هذا الحدث الضوء على قوة الجهود التعاونية في دفع عجلة التحول في النظم الزراعية والغذائية وضمان حصول الجميع على أغذية آمنة ومغذية ومستدامة.

وقال السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة، في الحفل الختامي: "في الوقت الذي نتطلع فيه إلى المستقبل، أكد هذا الأسبوع من جديد على الدور الحيوي الذي يؤديه الشباب والنساء ومختلف أصحاب المصلحة في صياغة مستقبل نظمنا الزراعية والغذائية".

 وأضاف: "لقد بيّن لنا القوة المضاعفة الناجمة عن التعاون بين الأجيال في مجال السياسات، والعلوم، والابتكار، والتعليم، والثقافة، والاستثمار".

وشدد السيد شو دونيو كذلك على أهمية منتدى الأغذية العالمي باعتباره منصة للعمل، حيث قال إنّ "منتدى الأغذية العالمي هو المكان الذي يمكن أن يتبلور فيه تحول النظم الزراعية والغذائية بشكل فعلي من خلال الإجراءات الملموسة والشراكات والتحالفات والتمويل اللازم. فلنواصل دعم قادتنا الشباب، الذين يحتشدون بالفعل على المستوى المحلي ... فالتزامهم يشكل منارة تضيء درب الأمل والتقدم".

كما شهد حفل الختام مشاركة ضيوف رفيعي المستوى أكدوا على أهمية المنتدى.

فقال فخامة السيد Mohamed Irfaan Ali، رئيس جمهورية غيانا التعاونية، إنّ منتدى الأغذية العالمي لعام 2024 كان بمثابة دعوة إلى العمل من أجل التصدي لتحديات الأمن الغذائي العالمي الناجمة عن تغير المناخ والصراعات وعدم المساواة. وشدّد على الحاجة إلى التعاون على المستوى العالمي وإلى النظم الغذائية القادرة على الصمود، مع التركيز على تمكين النساء والشباب في مجال الزراعة. وأضاف أنّ غيانا ملتزمة بتحقيق التحول المستدام، سعيًا منها إلى جعل توفير الغذاء الجيد للجميع – حاضرًا ومستقبلًا حقيقة واقعة.

وهنأت معالي السيدة Narumon Pinyosinwat، وزيرة الزراعة في تايلند، نيابة عن رئيس وزراء تايلند معالي السيد Paetongtarn Shinawatra، المنظمة على استضافتها الناجحة لمنتدى الأغذية العالمي لعام 2024. وأكدت على التزام تايلند بتحويل النظم الزراعية والغذائية من خلال التعاون والشراكات بين الأجيال في مختلف القطاعات. كما دعت إلى مشاركة عالمية في يوم التربة العالمي وفي منتدى التربة والمياه لعام 2024 المقبل الذي سينعقد في بانكوك.

النقاط البارزة في هذا الأسبوع:

منتدى الشباب العالمي: حظي القادة الشباب باهتمام الجميع حيث أطلقوا خطة العمل العالمية للشباب الأولى من نوعها، وخارطة طريق من أجل توجيه التأثير ورسم معالم المستقبل. وقام مختبر الابتكار الخاص بالشباب بتقدير الباحثين ورواد الأعمال الشباب ومنحهم الجوائز، دعمًا منه للحلول الإبداعية في مواجهة تحديات الأغذية الزراعية. وقاد شباب من 25 فرعًا وطنيًا لمنتدى الأغذية العالمي مبادرات ترمي إلى بناء زخم التغيير على جميع المستويات. كما شهد المنتدى أيضًا إطلاق "دورات تدريبية تابعة لمنظمة الأغذية والزراعة بشأن الأفضليات الأربع"، وهي مستودع إلكتروني على شبكة الإنترنت يضم أكثر من 600 دورة تدريبية معتمدة متعددة اللغات ومتاحة دون مقابل، ما يعزز تعاون المنظمة مع الأوساط الأكاديمية والمؤسسات البحثية.

منتدى العلوم والابتكار التابع لمنظمة الأغذية والزراعة: عرض هذا المنتدى التطورات الرائدة في مجال التكنولوجيات البيولوجية، والتكنولوجيات الرقمية، والمبادرات التي يقودها المجتمع المحلي. وشدد على أهمية سدّ الفجوة القائمة في العلوم والتكنولوجيا والابتكار في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، بغية ضمان استفادة الجميع من التقدم المحرز.

منتدى الاستثمار الخاص بمبادرة العمل يدًا بيد: قام هذا المنتدى بتيسير الشراكات وحشد الاستثمارات في النظم الزراعية والغذائية المستدامة. وقام 29 بلدًا و5 مبادرات إقليمية بتقديم خطط وفرص استثمارية حيث جرى عرض ما مجموعه 115 استثمارًا مصممًا لصالح 120 مليون مستفيد.  

وعززت "قاعة علاقات المستثمرين" التي جرى إطلاقها حديثًا التعاون بين المستثمرين والحكومات والقطاع الخاص. كما عرضت المنظمة أيضًا منصة المعلوماتية الزراعية الموسعة التابعة لها، التي تستخدم أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والتخطيط المتقدم للاستثمارات في مجال الإنتاج الزراعي والغذائي، بالإضافة إلى أداة محاسبة الكربون الجديدة على شبكة الإنترنت Ex-ACT. وضمّت هذه الاستثمارات التي تقودها الحكومات في مجال الإنتاج الزراعي والغذائي فرص استثمار مفصلة في هذا المجال بقيمة تفوق 15 مليار دولار أمريكي.

المنتدى العالمي للزراعة الأسرية: احتفالًا بانتصاف عقد الأمم المتحدة للزراعة الأسرية، جمع هذا المنتدى آلاف المشاركين من أجل تشاطر الخبرات وإيجاد حلول سياساتية ملموسة لدعم المزارعين الأسريين. وأبرز الحدث الدور الحاسم الذي يؤديه المزارعون الأسريون في تحويل النظم الزراعية والغذائية. وقد نجحت البرامج الإذاعية في المجتمع المحلي في الوصول إلى ما لا يقل عن 8 ملايين شخص، وتابع الآلاف الحدث من خلال بث مباشر عبر الإنترنت.

اجتماع المركز العالمي المعني بالنظم الغذائية لدى الشعوب الأصلية: تعاون الخبراء من الشعوب الأصلية ومن خارجهم على توليد المعارف والتأثير في مناقشات السياسات العالمية بشأن النظم الغذائية لدى الشعوب الأصلية. وسلّط المنتدى الضوء على الدور الحيوي الذي تؤديه معارف الشعوب الأصلية في تعزيز الزراعة المستدامة والحفاظ على التنوع البيولوجي. وأعلنت المنظمة أيضًا أنها ستستضيف الدورة الثالثة لمنتدى الأمم المتحدة العالمي لشباب الشعوب الأصلية في عام 2025، معززة بالتالي التزامها بإشراك شباب الشعوب الأصلية.

حوار روما بشأن المياه: ركّز هذا الحوار على الإدارة المتكاملة للموارد المائية وتأثيرها على النظم الزراعية والغذائية. واعتمد المشاركون إعلان روما بشأن ندرة المياه في الزراعة، ما عزز التعاون وحشد الالتزامات بمواجهة تحديات ندرة المياه.

يوم الأغذية العالمي: جرى الاحتفال بيوم الأغذية العالمي تحت عنوان "الحق في الأغذية، من أجل حياة ومستقبل أفضل" - حيث تشمل كلمة الغذاء التنوع والتغذية والقدرة على تحمل التكاليف وسهولة الوصول والسلامة، وكان يوم الأغذية العالمي بمثابة تذكير قوي بالحق الأساسي في الغذاء.

وقام المدير العام للمنظمة السيد شو دونيو، وسفير منظمة الأغذية والزراعة المعني بالتغذية جلالة ملك ليسوتو ليتسي الثالث، وقداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس والأمين العام للأمم المتحدة، وقادة عالميون آخرون، بضمّ أصواتهم إلى هذه المسألة الملحة خلال احتفال رفيع المستوى. واستقطب الحدث أكثر من 000 1 مشارك في روما، وتردد صداه في جميع أنحاء العالم، حيث جرى تنظيم أكثر من 150 حدث حول العالم.

وساهمت الإعلانات المجانية التي اكتست بها شاشات المدن ووسائل النقل العام والمطارات ودور السينما ومراكز التسوق في نشر الرسالة على نطاق واسع في أكثر من 50 بلدًا. بالإضافة إلى ذلك، تلألأ 19 معلمًا حول العالم بأضواء زرقاء دعمًا لهذه المبادرة.

وشهد اليوم أيضًا الكشف عن شعار متحف وشبكة الأغذية والزراعة، المقرر افتتاحه في روما في يوم الأغذية العالمي 2025. وسيكون بمثابة حيّز تفاعلي يعرض الأغذية والزراعة من جميع أنحاء العالم، ويمكن زيارته حضوريًا وبالوسائل الافتراضية. كما أطلق يوم الأغذية العالمي "العد التنازلي 80-1 وصولًا إلى الذكرى الثمانين" للمنظمة، وهو احتفال لمدة عام كامل لغاية بلوغ الذكرى الثمانين لتأسيس المنظمة. ويسلّط هذا العد التنازلي الضوء على تاريخ المنظمة ورؤيتها للمستقبل، مؤكدًا على أهمية التعاون العالمي في مواجهة تحديات الأمن الغذائي.

يوم الأغذية العالمي للشباب: أشرك هذا الحدث الخاص الشباب في مكافحة الجوع وسوء التغذية من خلال سلسلة من الأحداث وجمعية المدارس التي حشدت أكثر من 000 3 طفل وشاب في المقر الرئيسي للمنظمة. وقد ضمّ الحدث نشطاء ملهمين مثل الطاهية Binta التي شاركت معرفتها بالمطبخ الأفريقي التقليدي وأهمية النظم الغذائية المستدامة، والسيد Max Mariola الذي سلط الضوء على أهمية الوصول إلى الخيارات الغذائية الذكية واستدامتها. كما انضم إلى الاحتفال فريق هارليم غلوبتروترز (Harlem Globetrotters)، مستخدمًا مزيجه الفريد بين الرياضة والترفيه في دعم قضية الأمن الغذائي المهمة ورفع مستوى الوعي بأهمية تناول الأغذية الصحية وأنماط الحياة النشطة.

آفاق المستقبل

اختُتم منتدى الأغذية العالمي لعام 2024 بالتأكيد مجددًا على الحاجة الملحة إلى اتخاذ الإجراءات والالتزام بها. وسوف ينعقد منتدى الأغذية العالمي المقبل في الفترة من 13 إلى 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2025.

وقال المدير العام للمنظمة في ختام الحفل: "إني أتطلع إلى مواصلة هذه الرحلة معكم جميعًا ورؤية الأثر المستمر الناجم عن جهودنا الجماعية. وأشكركم على مشاركتكم، وعلى طاقتكم، وعلى تفانيكم. فوحده العمل الجماعي يمكّننا من ضمان "الغذاء الجيد للجميع، حاضرًا ومستقبلًا".