"العناية بالتربة: قياس، مراقبة، إدارة" هو موضوع الاحتفالات الفريدة التي تستضيفها تايلند والمملكة العربية السعودية
توفّر البيانات الخاصة بالتربة قياسات أوّلية بينما توفّر المعلومات عن التربة بيانات مشروحة ومجمّعة لأغراض التطبيقات العملية ورسم السياسات.
©FAO/Maria Konyushkova
روما- خلال الاحتفالات العالمية بمناسبة اليوم العالمي للتربة لعام 2024، سلّطت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) اليوم الضوء على الحاجة الماسة إلى بيانات ومعلومات دقيقة عن التربة لفهم خصائص التربة ودعم اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن إدارتها المستدامة لضمان الأمن الغذائي.
وقال السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة في كلمته الافتتاحية عبر الفيديو خلال الاحتفال الرسمي باليوم العالمي للتربة الذي أقامته المنظمة في باك تشونغ في تايلند، وهي المرة الأولى التي يستضاف فيها هذا الحدث خارج المقر الرئيسي للمنظمة: "لا يمكن إدارة ما لا يمكن قياسه. وتتعرض مساحة 1.6 مليارات هكتار من الأراضي في العالم للتدهور بسبب أنشطة الإنسان، علمًا أنّ أكثر من 60 في المائة من هذا الضرر يحدث في الأراضي الزراعية والمراعي القيّمة. ولعكس هذا الاتجاه، نحن بحاجة إلى إدارة التربة على نحو مستدام استنادًا إلى بيانات ومعلومات دقيقة عن التربة من أجل اتخاذ قرارات مستنيرة".
وقد تم ربط الحدث في تايلند عبر الفيديو بالدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر المنعقدة في المملكة العربية السعودية، حيث يتم الاحتفال أيضًا باليوم العالمي للتربة كجزء من يوم النظم الزراعية والغذائية. وشهدت الدورة التي عقدت في الرياض إطلاق خطة العمل الإقليمية للإدارة المستدامة للتربة في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.
وكان من بين المشاركين الرئيسيين في الاحتفال في تايلند صاحبة السمو الملكي الأميرة Maha Chakri Sirindhor، تايلند، ومعالي السيد Akara Prompow، نائب وزير الزراعة والتعاونيات في البلاد. وشارك من المملكة العربية السعودية كل من معالي المهندس عبدالرحمن بن عبدالمحسن الفضلي، وزير البيئة والمياه والزراعة في المملكة العربية السعودية ورئيس الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر،
والسيد Ibrahim Thiaw، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، والسيد Alvaro Lario، رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية.
القياسات وتفسيرها
توفر البيانات الخاصة بالتربة قياسات أولية للخصائص الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية للتربة، بينما تقدم المعلومات عن التربة بيانات مشروحة ومجمّعة لأغراض التطبيقات العملية ورسم السياسات.
ويمكن للبيانات والمعلومات الدقيقة عن التربة أن تمكّن من إدارة التربة على نحو مستدام، واحتجاز الكربون بشكل فعال، حيث تحتجز التربة ما يصل إلى 2 جيغا طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا. ومن شأن توفير المزيد من البيانات والمعلومات عن التربة من بين معلومات أخرى خاصة بالموقع أن يمكّن المزارعين من استخدام الأسمدة بفعالية أكبر، مما قد يحسن كفاءة المغذيات في المحاصيل - خاصة النيتروجين - بنسبة 30 في المائة في جميع أنحاء العالم.
والتربة السليمة ضرورية للأمن الغذائي والتغذية والعمل المناخي والتنوع البيولوجي وسبل العيش. ومع ذلك، يفقد العالم كل عام مليارات الأطنان من التربة السطحية بسبب تآكل التربة وحده، ما يشكل تهديدًا كبيرًا لسلامة التربة. وتتعرض التربة للتهديد أيضًا جراء ارتفاع الملوحة والتلوث وانضغاطها، في وقت يواجه فيه مئات الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم الجوع ويعاني المليارات من انعدام الأمن الغذائي.
وتعمل المنظمة على تعزيز التكنولوجيات الجديدة الخاصة بالتربة، مثل أجهزة استشعار التربة ورسم الخرائط الرقمية والبيانات الضخمة، لتقديم رؤى ثاقبة مهمة خاصة بالتربة مباشرة إلى المزارعين والعلماء وصانعي السياسات، وذلك بواسطة العمل مع الشركاء من خلال مبادرات رئيسية مثل الشراكة العالمية من أجل التربة والشبكة العالمية لمختبرات التربة ومبادرة رؤية المحاصيل والتربة المتكيّفة.
وقامت حتى الآن الشراكة العالمية من أجل التربة التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة بتدريب أكثر من 900 1 خبير وطني من خلال شبكتها الدولية لمؤسسات المعلومات المتعلقة بالتربة (INSII) التي تضم 122 مؤسسة وطنية.
جوائز علوم التربة
تضمّن الحفل الذي أقيم اليوم في تايلند منح جائزة غلينكا العالمية للتربة وجائزة الملك بوميبول لليوم العالمي للتربة لعام 2024.
وقد مُنحت جائزة غلينكا، التي يرعاها الاتحاد الروسي، إلى وزارة الزراعة والتعاونيات في تايلند، وتحديدًا إلى إدارة تنمية الأراضي لريادتها العالمية في مجال دمج العلوم والسياسات والمبادرات المجتمعية لتعزيز سلامة التربة. وقدم الجائزة سعادة السيد Evgeny Tomikhin، السفير فوق العادة والمفوض للاتحاد الروسي لدى تايلند.
ومُنحت جائزة الملك بوميبول لليوم العالمي للتربة، التي ترعاها مملكة تايلند، إلى وزارة الزراعة الإيرانية لتنظيمها أفضل الاحتفالات باليوم العالمي للتربة العام الماضي تحت شعار: "التربة والمياه، مصدر الحياة". وكان قد شارك في الاحتفالات أكثر من 11 مليون شخص وتضمنت أكثر من 300 3 فعالية مسجّلة. وقدمت الجائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة Maha Chakri Sirindhorn.
وشهد كذلك الاحتفال في تايلند الإعلان عن الفائزين في ثلاث مسابقات تتعلق بموضوع هذا العام: مسابقة كتيّب للأطفال حول البيانات والمعلومات المتعلقة بالتربة؛ ومسابقة للمزارعين الذين يتبعون ممارسات فعالة ومبتكرة لتحسين سلامة التربة؛ ومسابقة البثّ الصوتي التي يسعى من خلالها علماء التربة والباحثون والمعلمون والفنانون والمبدعون إلى التوعية بأهمية التربة في صفوف الأطفال.
وإلى جانب الاحتفالات باليوم العالمي للتربة في تايلند والمملكة العربية السعودية، أُحصيت أكثر من 000 5 فعالية في جميع أنحاء العالم أدّت دورًا رئيسيًا في إشراك الجمهور والاعتراف بعمل المزارعين بوصفهم القيّمين على التربة.
المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) 0039657053625 [email protected]
فرنسيس ماركوس المكتب الإعلامي للمنظمة (روما) [email protected]