انخرط أبو الجاسم بهشيتي وفاطمة بيروز في مسيرة مهنية جديدة لتوفير مستقبل أفضل لابنتهما. ©الفاو/ أمير خالغيان
كان أبو الجاسموهو أحد سكّان بلدة سي كال في المنطقة الشرقية من جنوب خراسان، وعمره 36 عامًا، يعمل منذ فترة قصيرة في التنقيب عن الحجارة السوداء المستخدمة في ترصيف الشوارع التي تزيّن المدن. وما زال اليوم يعمل في الحجارة، وإنما في الحجارة المتعددة الألوان التي تزيّن الأشخاص.
ويقول "كنت أتقاضى أقل من 000 500 ريال إيراني (أي أقل من 5 دولارات أمريكية) في اليوم وأنا أعمل في منجم تحت الأرض للتنقيب عن الحجارة في الصحراء (في ظل ظروف عمل غير مستقرة). أما اليوم، وبعد حصولي على التدريب والدعم، فأجني بسهولة أكثر من 000 700 1 ريال إيراني يوميًا (أي 17 دولارًا أمريكيًا). وأنا أعمل من منزلي."
وكانت فاطمة زوجة أبو الجاسم هي من شجّعه أولاً على الالتحاق بهذه الدورة التدريبية صقل المجوهرات (الأحجار الكريمة) التي عقدها مشروع منظمة الأغذية والزراعة لإعادة تأهيل المناظر الطبيعية للغابات والأراضي المتدهورة. وقالت فاطمة "كنت أوّل من تسجّل في هذه الدورة التدريبية منذ حوالي ثلاث سنوات. بدا لي صقل الأحجار الكريمة مهنة مشوّقة لها آفاق واعدة، وهذا ما قلته لزوجي".
وبفضل الدورة التدريبية والقرض الممنوح من لجنة صندوق القرية، التي تحظى أيضًا بدعم المشروع، اكتسب الزوجان جميع المهارات اللازمة وقاما بشراء جميع المعدات الضرورية للشروع في عملهما التجاري في الأحجار الكريمة.
العمل معًا كأسرة للتمتّع بمستوى معيشي لائق. ©الفاو/ أمير خالغيان
ويموّل كل من مرفق البيئة العالمية وهو منظمة مالية صديقة للبيئة، وحكومة إيران مشروع إعادة تأهيل المناظر الطبيعية للغابات والأراضي المتدهورة ويقود هذا المشروع الذي يستفيد من الدعم الفني الذي توفره منظمة الأغذية والزراعة، مشاركة المجتمع المحلي والمبادرات المستندة إليه منذ عام 2011. ويوفّر هذا المشروع دورات تدريبية تم وضعها خصيصًا لمساعدة المجتمعات المحلية على توليد سبل المعيشة المستدامة.
وقبل الاتصال بالمشروع، كان أبو الجاسم وزوجته فاطمة بالكاد يدبّران الاحتياجات الأساسية. وعندما بدأ مشروعهما التجاري بجني الثمار، تمكّنا بغضون سنتين من سداد جميع ديونهما وقدرها أكثر من 000 5 دولار أمريكي. وهما يتطلعان اليوم إلى توسيع متجرهما المتواجد في قبو منزلهما المشيد حديثًا، وإلى توظيف عمال جدد.
وتقول ميسّرة المشروع المحلية فاطمة بهشيتي (لا تربطها أي علاقة بالسيد أبو الجاسم): "إنّ المؤسسات التشاركية، مثل صندوق التنمية المجتمعية المستدامة ولجنة إدارة موارد قرية وتنميتها، قد أعطت السكان القدرة على اقتراح خطط أعمال جديدة، وتقييم هذه الخطط استنادًا إلى معايير اقتصادية والنظر في تحسين بيئتهم المعيشية".
معرض صغير النطاق أقامه أبو الجاسم وزوجته فاطمة لعرض مختلف المراحل التي تمر بها الأحجار من المواد الخام إلى الأحجار الكريمة. ©الفاو/ أمير خالغيان
من خلال الصندوق واللجنة، يمكن للسكان تعبئة الموارد معا وترتيب القضايا ذات الاهتمام المشترك بحسب الأولويات، وإدارة سبل وضع الخطط الجماعية موضع التنفيذ.
وقد تشمل هذه الخطط الحفاظ على الأراضي، ومشاريع تكميلية للبنى التحتية الفقيرة بفضل العمل التطوعي، وتمويل الأعمال التجارية الجديدة الصغيرة النطاق وتوفير المساعدة المالية الطارئة للمرضى. وتم اتخاذ جميع القرارات وتوزيع المخصصات بتوافق الآراء والمساءلة المتبادلة.
ويقول محسن يوسفي مدير المشروع في جنوب خراسان "يمكن لسكّان القرى مثلاً اقتراح زرع الأراضي بالشتلات من أجل مكافحة التصحّر والحد من تعرية التربة".
وتضيف فاطمة بهشيتي قائلة: "في يومنا هذا، لم يعد الأعضاء في المجتمع المحلي يطلبون في أكثر الأحيان دعمنا أو تدخلنا. فهم مدرّبون بما فيه الكفاية لمواصلة أعمالهم الخاصة والتعامل مع الصعوبات. أما إذا كانوا يحتاجون إلى تمويل أكبر، وبخاصة لمشاريع التنمية وخطط المشاريع التجارية الكبيرة أو عندما يحتاجون إلى التنسيق مع السلطات الحكومية، فلا يزالون في هذه الحالات يطلبون منا المساعدة والمشورة".
ويخلص يوسفي قائلاً: "يبيّن هذا الاتجاه أن المشروع قد حقق أهدافه، حتى ولو أمامنا طريق طويل لجعله مستدامًا بشكل تام.
تساعد منظمة الأغذية والزراعة البلدان لوضع السياسات والبرامج التي تشجّع سبل العيش المستدامة وتنويع مصادر الدخل، وتنفيذها (هدف التنمية المستدامة 1) والعمل اللائق هدف التنمية المستدامة 8) وتمكين النساء (هدف التنمية المستدامة 5) في المناطق الريفية.
للمزيد من المعلومات
الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة في إيران
الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية: جمهورية إيران
الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة ومرفق البيئة العالمية