Iroshini Seneviratne Manike (الوسط) في زيارة ميدانية إلى حديقة منزل Nisansala Lakmali (اليمين) وSumith Bandara (اليسار الوسط). ©FAO/Tharindu Rajapaksh
عندما قررا Sumith Bandara وNisansala Lakmali الشروع في الزراعة المنزلية، كانا يحلمان بملء حديقة خصبة بالخضروات الساحرة والفاكهة للعصير والأعشاب العطرية. وفي قطعة أرض مهجورة مجاورة لمنزلهما، بدأ الزوجان في المشروع بمساحة صغيرة وبقدر قليل من المعارف، ولكنَّ رؤاهما أثمرت. بيد أن تحويل الحلم إلى حقيقة لم يكن بالأمر السهل.
ويقول Sumith: "سرعان ما أدركت أنّه لا يمكن زرع البذور وتوقُّع أن تنمو دون عناية أو الاهتمام المناسب". وهنا، تدخلّت Iroshini Seneviratne Manike وهي مساعدة الإنتاج الزراعي والبحوث في القرية. ويضيف قائلًا: "لقد أشرفت على عملنا على نحو وثيق وقدمت لنا المشورة بشأن التكنولوجيات البسيطة لتحسين خصوبة التربة والمحاصيل المناسبة لبيئة مظلّلة. وجعلتنا على صلة بمنظمة الأغذية والزراعة وسائر موظفي الإرشاد في وزارة الزراعة. فحسّنا معارفنا وثقتنا بنفسنا".
وSumith وNisansala اللذان يعيشان في قرية ناوا غوروكاليه في مقاطعة كاندي، هما من بين المستفيدين المائة والخمسين الذين حصلوا على تدريبات لبناء القدرات وعلى المدخلات من منظمة الأغذية والزراعة. ويشجّع هذا المشروع الذي تنفذه المنظمة بالاشتراك مع وزارة البيئة والموارد البرية، الإدارة المستدامة للأراضي في المرتفعات الوسطى في سري لانكا من خلال التكنولوجيات وأفضل الممارسات الرامية إلى إعادة الأراضي إلى هيئتها الأصلية. ويمثل تدهور الأراضي الناجم عن تآكل التربة وتراجع خصوبة التربة مسألتين رئيسيتين في هذه المناطق الوسطى في سري لانكا، حيث تدهورت نسبة 50 في المائة من الأراضي الزراعية. ويهدف المشروع الذي يموله مرفق البيئة العالمية إلى تغيير هذا الاتجاه.
وبفضل هذا الدعم، ازدهرت حديقة Sumith وNisansala المنزلية وزخرت بمجموعة واسعة من المحاصيل مثل اليام والطماطم والفلفل والفاصوليا الطويلة والأعشاب والخضراوات الورقية والفاكهة بما يشمل فاكهة زهرة الآلام، والأفوكادو والمانغو والدوريان.
وتقول Iroshini، إن أكثر ما يرضيها هو رؤية المشورة والإرشادات التي تقدمها تثمر، حرفيًا!
وتقول: "خلال 21 عامًا من الخبرة الميدانية، وجدت أنّ الحديقة المنزلية هي مصدر مهم جدًا للتغذية لكل أسرة، وهي أيضًا وسيلة لكسب الدخل".
وتعيش Iroshini بفضل الإرشادات التي تسديها وهي تحافظ على حديقتها المنزلية. فالحديقة التي تخلو من أية مواد كيميائية ومبيدات آفات، تساعدها على ضمان حصول أولادها الثلاثة على أغذية صحية وسليمة للاستهلاك. وهي تدعو الأسر الريفية إلى القيام بالمثل، لا سيما الآباء الذين يريدون الأفضل لأسرهم.
اكتسبت الحدائق المنزلية أهمية جديدة خلال أزمة كوفيد-19. فقد كان هذا المصدر للأغذية والاكتفاء الذاتي عاملًا حيويًا للأسر الريفية خلال فترة الإغلاق التام. ©FAO/Tharindu Rajapaksha
شريان حياة خلال أزمة كوفيد-19
مع اندلاع أزمة كوفيد-19، اكتسبت الحديقة المنزلية بوصفها مصدرًا للأغذية والاكتفاء الذاتي أهمية جديدة. وتشير Nisansala قائلة: "كانت حديقتنا المنزلية رصيدًا نافعًا عندما اندلعت أزمة كوفيد-19. فنحن نعلم أن الأغذية تنمو على نحو مأمون، ما يجعلها مغذِّية بقدر أكبر".
وخلال فترة الإغلاق التام وحظر التجول على مستوى الجزيرة، تمكنت Nisansala وأسرتها من تناول خضروات وفاكهة مزروعة في حديقة المنزل. وتقول: "لم تكن حديقتنا مفيدة لأسرتنا فحسب بل لجيراننا أيضًا. وأحيانًا، عندما يكون هنالك فائض، نبيعه للباعة المحليين أو نوزّعه على جيراننا وأقاربنا".
وقدّمت Iroshini كبطلة الأغذية خلال هذه الأزمة مساعدة بالغة الأهمية إلى المجتمع المحلي. ففي ظل القيود التي فرضت على الواردات من بعض المواد الغذائية، كان على Iroshini وسائر موظفي الإرشاد الزراعي وذات الصلة بالأراضي الزراعية دعم الإنتاج المحلي للمحاصيل مثل الفاصوليا الذهبية واللوبياء الصينية، والفول السوداني، والذرة والفلفل الحار، والبصل، والكركم، لتلبية الاحتياجات الغذائية في البلاد.
وقالت Iroshini: "لم أقضِ يومًا واحدًا في البيت. لقد تم تصنيفنا كعاملين في الخدمات الأساسية. ومع أننا لم نتمكن في البداية من القيام بزيارات ميدانية في المجتمعات المحلية التي نوفر لها خدماتنا، كنت أسدي المشورة بصورة مستمرة عبر الهاتف للتأكد من أنّ العمل في الحدائق المنزلية جارٍ على نحو سلس".
وبالنسبة إلى هذه الأسر التي أرادت أن تشرع في زراعة حدائق منزلية جديدة ولم تكن لديها خبرة مسبقًا، أولت Iroshini وسائر الموظفين اهتمامًا خاصًا، وعندما تم رفع القيود المفروضة على حركة التنقل بسبب جائحة كوفيد-19، قاموا بزيارات إلى المنازل. وتفسّر Iroshini قائلة " لقد اتّبعنا الخطوط التوجيهية الصحية وأبلغنا الأسر بوجوب اتخاذ الاحتياطات الصحية اللازمة، مثل ارتداء الأقنعة والقفازات والتباعد الاجتماعي".
وكذلك أطلقت وزارة الزراعة مشروعًا وطنيًا لإقامة الحدائق المنزلية بهدف إنشاء مليون حديقة منزلية في سري لانكا لضمان الأمن الغذائي للأسر المعيشية خلال جائحة كوفيد-19.
بحسب Nisansala، إنّ الاستعداد والصبر هما العنصران الرئيسيان لحديقة منزلية ناجحة. ©FAO/Tharindu Rajapaksha
توطيد العلاقات في ما بين الأسر والمجتمع المحلي
وفّرت الحدائق المنزلية منافع أخرى أيضًا كتوطيد الأواصر الأسرية وتعليم الأطفال عن العمل الذي يتيح إنتاج الأغذية. فمع إغلاق المدارس بسبب جائحة كوفيد-19، يقوم أطفال Sumith وNisansala الثلاثة بمساعدة ذويهم في العمل في الحديقة. ويسجّل الأطفال بكل اهتمام كل خطوة في نموّ النباتات، من الزراعة إلى الحصاد.
ويصف Sumith قائلًا: "لقد اكتسب أطفالنا الكثير من المعارف والوعي بشأن البيئة... فمن خلال مراقبة نمو النباتات والتغيّرات التي تطرأ عليها، ثم فهم أن المحاصيل التي اعتنوا بها تصل في نهاية المطاف إلى مائدتهم وتوفّر لهم التغذية التي يحتاجون إليها لحياة صحية، ازداد احترامهم للبيئة ولأولئك الذين ينتجون الأغذية".
واليوم، يقوم Sumith وNisansala بإسداء المشورة الى الأسر المجاورة التي تريد إنشاء حدائق منزلية خاصة بها. أما Iroshini فترى وظيفتها على نطاق أوسع وتقول:
"لا أرى نفسي إلا كموظفة في مجال الخدمات المتصلة بالأراضي الزراعية في المجتمعات الريفية، وكثيرًا ما أقدّم خدماتي إلى الأسر الزراعية الفقيرة جدًا. وأحاول أن أكون صديقة تصغي إلى مشاكلهم وتحفزهم على تطوير حياتهم. فأعطيهم الأمل بأنه مهما كانوا فقراء، لا يزال بإمكانهم الوقوف على أقدامهم بعزم والاهتمام بعائلتهم. ويمكن حتى أن يبدأ ذلك من البيت".
وبالتعاون مع أبطال الأغذية، مثل Iroshini، تدعم منظمة الأغذية والزراعة المجتمعات الريفية من أجل الحفاظ لا على سبل العيش والأمن الغذائي فيها فحسب، بل أيضًا على اكتفائها الذاتي خلال الأزمات. وتشكّل المجتمعات القادرة على الصمود التي تتمكن من توفير ما يكفي من الأغذية لأسرها عنصرًا أساسيًا لعالم خالٍ من الجوع.
وراء جميع الأغذية التي نتناولها، هناك دائمًا شخص أنتج هذه الأغذية أو زرعها أو حصدها أو اصطادها أو نقلها. وفي إطار الاستعداد للاحتفال بيوم الأغذية العالمي ، في 16 أكتوبر/تشرين الأول، نغتنم هذه الفرصة لكي نشكر #أبطال_الأغذية الذين يواصلون، مهما كانت الظروف، توفير الأغذية لمجتمعاتهم المحلية وخارجها ويساعدون في نمو عالمنا وتغذيته والحفاظ عليه.
للمزيد من المعلومات
الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية: سري لانكا
الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة ومرفق البيئة العالمية