Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

تحدّي حماية النحل في سياق الجائحة


تُعتبر النساء الوجه الجديد لتربية النحل في المناطق الريفية في جورجيا، إذ يساعدن على الحفاظ على دخل ثابت لأسرهنّ في ظل ّجائحة كوفيد-19

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

من خلال توفير التدريب حول التقنيات الحديثة لتربية النحل وأفضل الممارسات، تقدم منظمة الأغذية والزراعة والاتحاد الأوروبي الدعم لمربّي النحل في جورجيا خلال أزمة كوفيد-19. ©وفد الاتحاد الأوروبي لدى جورجيا

19/05/2021

تقول السيدة Ketevan Bluishvili وهي مربّية نحل من قرية ماتاني في منطقة كاخيتي شرق جورجيا: "يعتقد الجميع لسبب ما أنه ينبغي لمربّي النحل أن يكون رجلًا، ولكنّ الحالة مختلفة هنا". ففي بعض المناطق، يُحظر على المرأة بشكل صريح تربية النحل، غير أنّ هذا النشاط من التقاليد في أسرة Ketevan. فقد كان والداها مربّيي نحل وتولّت منذ عام 2009 هذا النشاط الأسري لإنتاج العسل.

وتقول Ketevan: "لن أشدّد بما فيه الكفاية على مدى أهمية أن يكون لنا نحن النساء الريفيات، مصدر دخل خاص بنا، لا سيما في سياق هذه الجائحة".

ففي ظلّ الأزمة الناجمة عن كوفيد-19 التي تؤثر بشدّة على الاقتصاد في جورجيا، والتي تطيح بالسياحة وبمبيعات النبيذ - وهو منتج تقليدي في منطقة كاخيتي - وَجَد العديد من سكّان المنطقة العاملين في هذين القطاعين، أنفسهم من غير مداخيل. وعانت الأسر من صعوبات جمّة لتوفير ما يكفي من الدخل لتلبية احتياجاتها، فأصبحت النساء في كثير من الأحيان المعيل الأساسي لأسرهنّ.

وبعد أن بلغت جائحة كوفيد-19 المناطق الريفية، بدأ المزارعون المحليّون بدورهم يشعرون بالخسائر. ولكنّ Ketevan كانت، بفضل عملها الذي يُحتذى به ومشورتها، مصدر إلهام للعديد من النساء لكي يشرعن في إنتاج العسل ويكسبن مصدر دخل إضافي.

وقد تواصلت منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة) مع Ketevan بوصفها قائدة في مجتمعها المحلي في قريتها لكي تلتحق بمدرسة حقلية للمزارعين وتتلقى التدريب حول الطرق الحديثة لتربية النحل، فتعمّق معارفها وتتيح المعلومات عن أفضل الممارسات لسائر النساء في المنطقة.

وتوضح Ketevan بالقول: "عندما بدأتُ مشروعي، كانت لديّ 30 خليّة نحل، أما اليوم فلديّ 210 منها، وأنا أعتزم توسيع أعمالي بقدر أكبر".

وهي ساعدت أيضًا على اختيار مُنتِجات مَحليّات ليلتحقن أيضًا ببرنامج التدريب. وبدأ بعض النساء في الإنتاج من الصفر بفضل الدعم والتدريب والمعدات التي وفّرتها المنظمة.

"نحن، النساء المحليّات متحمّسات جدًا للخوض في مشاريع تجارية خاصة بنا ونتوق جدًا إلى اكتساب ممارسات جديدة
من المدرّبين ذوي الخبرة".

في ظل تفشي جائحة كوفيد-19، أصبحت النساء أكثر فأكثر المعيلات الوحيدات لأسرهنّ. وتساعد تربية النحل الحديثة على توفير مصدر ثابت للدخل. الصورة على اليسار: FAO/Tofik Babayev © الصورة على اليمين: ©وفد الاتحاد الأوروبي لدى جورجيا

أشار السيد Teimuraz Ghoghoberidze، رئيس جمعية مربّي النحل في جورجيا ومدرّب متعاقد مع منظمة الأغذية والزراعة قائلًا: "يعدّ الافتقار إلى المعارف المتصلة بالنُهج الحديثة لإنتاج العسل وأقراص العسل من أكبر التحديات التي يواجهها مربّو النحل في جورجيا. ويؤثر ذلك على جودة الإنتاج وعلى قدرتهم أيضًا على بيع منتجاتهم". وأشار أيضًا إلى أنّه من بين التحديات التي يواجهها مربّو النحل هناك الطفيليات والأمراض التي تؤثر سلبًا على النحل، والافتقار إلى المعدّات الحديثة، فضلًا عن الفجوات على صعيد المعرفة المتعلقة بالعلامات التجارية وبيع المنتجات على المستوى المحلي أو تصديرها.

دعم التنمية في المناطق الريفية

تعمل نسبة تفوق 40 في المائة من اليد العاملة في جورجيا في الزراعة وهي قطاع حيوي للتنمية الاقتصادية في البلاد.
ومن هذا المنطلق، يعمل الاتحاد الأوروبي مع المنظمة في إطار برنامج الجوار الأوروبي للزراعة والتنمية الريفية الثالث الذي يدعم منذ عام 2013 المجتمعات الريفية وقطاع الزراعة في جورجيا، سعيًا إلى تحقيق هدف رئيسي يتمثل في الحد من الفقر في المناطق الريفية. وتوفّر المنظمة، في إطار هذا البرنامج، المساعدة الفنية إلى الحكومة وتتيح لفرادى المزارعين والتعاونيات والمنشآت الصغيرة والمتوسطة الحجم الحصول على المعارف وفرص الاستثمار.

وقد أنشأت المنظمة حتى الآن أكثر من 80 قطعة أرض نموذجية و10 مدارس حقلية للمزارعين تعمل في إنتاج الخضروات والألبان والعسل في مناطق مختلفة من جورجيا. وقد تلقّى أكثر من 200 1 مزارع في جورجيا، من بينهم نسبة
25 في المائة من النساء، تدريبًا ميدانيًا عمليًا من قِبل مهندسين زراعيين في منظمة الأغذية والزراعة.

ويوضح السيد Javier Sanz Alvarez، منسّق البرنامج المشترك بين المنظمة والاتحاد الأوروبي قائلًا: "تتمثّل أولويتّنا الآن في تدريب عدد أكبر من المزارعين، ولا سيما النساء، وتعزيز العمل الذي نقوم به في مجال تعليم المزارعين من خلال قِطع الأراضي النموذجية والمدارس الحقلية للمزارعين، وتسليم مسؤولية التدريب إلى المزارعين الرئيسيين لكي يتمكّنوا من تدريب غيرهم من المزارعين. ومن هذا المنطلق، وبفضل الدعم والتوجيه الفنيين من المنظمة، نهيئ بيئة مواتية للمزارعين لإنتاج كميات أكبر، وعلى نحو أفضل وأكثر استدامة".

وقد بدأت Ketevan الآن تتطلع إلى المستقبل، فأنشأت شبكة مجتمعية محلية من مُنتِجات العسل ليعملن معًا ضمن علامة تجارية واحدة ويتقاسمن حصة أكبر من السوق.

تزيد الملقِّحات إنتاج 87 من أصل 115 من المحاصيل الغذائية الأساسية في العالم. غير أنّ دورها لا يحظى بقدر كاف من الأهمية، كما أنّها معرّضة للخطر. FAO/Zinyange Auntony©

الاحتفاء بالنحل وبمربّي النحل

نحتفي في 20 مايو/ أيار، وهو اليوم العالمي للنحل، بمساهمة النحل وغير ذلك من الملقِّحات في الأمن الغذائي. وتساهم الملقِّحات، كالنحل والطيور والخفافيش، في 35 في المائة من إجمالي إنتاج المحاصيل في العالم، إذ تلقّح 87 من أصل 115 من المحاصيل الغذائية الأساسية في العالم.

غير أنّ دورها لا يحظى بقدر كافٍ من الأهمية، كما أنّ النحل وسائر الملقّحات معرضّة للخطر. وتكتسي تربية النحل على نحو مستدام، إلى جانب حماية الملقِّحات البرية، أهمية حيوية بالنسبة إلى الأمن الغذائي وسبل عيش المجتمعات المحلية. وفي ظلّ الجائحة الراهنة، تساعد المنظمة المجتمعات المحلية على استعادة سبل عيشها، وتدعم في الوقت ذاته التنوع البيولوجي المحلي وإصلاح النظم الإيكولوجية. اطلعوا على مزيد من المعلومات حول اليوم العالمي للنحل وسبل إعادة البناء على نحو أفضل من أجل النحل وكيف يمكنكم أن تكونوا ملتزمين بحماية النحل!

روابط تتعلق بالموضوع

لمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية: جورجيا

الموقع الإلكتروني: برنامج الجوار الأوروبي للزراعة والتنمية الريفية

الموقع الإلكتروني: اليوم العالمي للنحل