Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

حلم مزارع شاب بالحصول على التكنولوجيا الرفيعة يؤتي ثمارًا ... وخضارًا


الزراعة الذكية في فييت نام تساعد في التغلّب على أحوال المناخ والأسواق التي لا يمكن التنبؤ بها

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

من خلال مشروع "الزراعة الذكية لجيل المستقبل" الذي تموّله جمهورية كوريا، نجح المزارع الفييتنامي، السيد Vu Van Hieu، في تحويل سُبل عيشه، باستخدام الدفيئات الزراعية المحسّنة التي تجمع بين التكنولوجيا الأكثر تطوّرًا والقدرة على تحمّل التكاليف. ‎©FAO/Quach Trung Dung

08/05/2025

لقد انتقل السيد Vu Van Hieu في مسيرة حياته من الحرارة الرطبة شبه الاستوائية لمدينة نام دينه (Nam Dinh) التي ترعرع فيها، الواقعة على دلتا النهر الأحمر شمال فييت نام، إلى الطقس الأبرد والقارس وإلى ارتفاع أعلى لهضبة موك تشاو (Moc Chau).

ولكن في الوقت الذي كان فيه هذا المزارع البالغ من العمر 35 عامًا يأمل في الاستفادة من التربة الغنية والفوارق الكبيرة في درجات الحرارة ليلًا ونهارًا في موطنه الجديد، فقد واجه أيضًا تحديات الزراعة التقليدية في عصر تغيّر المناخ والأسعار التي لا يمكن التنبؤ بها.

ويشرح السيد Hieu قائلًا "لقد كانت زراعة الخضار في الهواء الطلق عبارة عن مقامرة. ففي بعض الأحيان كان المحصول وفيرًا ولكن لم تكن هناك سوق"، للطماطم ومختلف أنواع الملفوف التي كان يزرعها. "وفي أحيان أخرى، كانت الأسعار جيدة، ولكن الآفات أو الأحوال الجوية السيئة أتت على كل شيء".

وكان يعلم أنّه يجب أن تكون هناك طريقة أفضل. وسرعان ما جاء ذلك في شكل مشروع "الزراعة الذكية لجيل المستقبل" الذي يجري تنفيذه في مدينته. وقد رأى الدفيئات الزراعية المميزة للمشروع المنتشرة التي يتم إنشاؤها في كل مكان، وأدرك على الفور تفوقها على الدفيئات التقليدية التي رآها في أماكن أخرى. ولم يدّخر السيد Hieu أي وقت وسجّل للانضمام إلى المبادرة التي تموّلها جمهورية كوريا وتنفذها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، والتي تدعم المزارعين والتعاونيات المحلية في اعتماد تقنيات الزراعة الذكية، لا سيما من خلال استخدام الدفيئات الزراعية المحسّنة. وتجمع هذه التقنيات بين التكنولوجيا الأكثر تطورًا والقدرة على تحمل التكاليف وتلبية احتياجات المزارعين. ويساعد المشروع أيضًا في التخفيف من تقلّبات الأسعار من خلال تمكين المزارعين من إنتاج منتجات عالية الجودة في غير مواسمها، والوصول إلى أسواق أكثر استقرارًا من خلال العمل الجماعي، واستكشاف قنوات البيع المباشر.

ومن بين المعدّات التي قدّمها المشروع شبكات مضادة للحشرات، وستائر بلاستيكية للحماية من البرد والأمطار، وشبكة تظليل قابلة للسحب، وأجهزة استشعار لرصد درجة الحرارة والرطوبة، ونظام ري بالتنقيط يغذي فرادى النباتات بالمياه من خلال أنابيب طويلة لتحقيق أقصى قدرٍ من التأثير. وتعدّ الأبواب المتعدّدة الطبقات التي تمنع الآفات والأمراض من الدخول وتقلّل إلى حدٍ كبير من الحاجة إلى المبيدات الحشرية، من بين الحلول البسيطة والمبتكرة التي قدمتها المبادرة.

كما زوّد المشروع السيد Hieu بشتلات عالية الجودة وأسمدة متطوّرة لمعالجة أوجه نقص محددة في المغذّيات. ولكنّه يقول إنّ أكثر ما كان له قيمة هو التدريب التقني الذي تلقاه على الزراعة في الدفيئة وإدارة الآفات.

ويوضّح قائلًا "لقد علمونا كلّ شيء، من كيفية استخدام المبيدات الآمنة إلى كيفية إدارة بيئة الدفيئات" من خلال التحكم في درجة الحرارة والرطوبة والضوء والتهوية ومستويات ثاني أكسيد الكربون والري.

اعتاد السيد Hieu زراعة الخضار في الهواء الطلق ولكنّه واجهت تحديات بسبب أحوال الطقس غير المتوقعة وتقلّب أسعار السوق. ‎©FAO/Quach Trung Dung

وقد أثبتت هذه المعرفة، مقترنةً بحماسته وتصميمه، أنها مزيجٌ يعود بالربح. وأنتج محصول السيد Hieu الأول من الفلفل والفلفل الحار (فلفل باليرمو) في دفيئة مساحتها 836 1 متر مربع غلة مثيرة للإعجاب بلغت 18 طنًا، وحقّق ربحًا بلغ 500 مليون دونغ فييتنامي (ما يقارب 000 20 دولار أمريكي) على مدار موسم زراعة دام ثلاثة أشهر تقريبًا.

ولم يكن الأمر يتعلّق بالربح فقط؛ بل كان يتعلّق بإظهار إمكانات الزراعة الذكية ومشاركة هذه الأساليب مع المجتمع بأكمله. ويقول السيد Hieu "لقد كانت رؤية النتائج المحققة مصدر إلهام لمزارعين آخرين. فقد أدركوا أن هذا لم يكن مجرد حُلم، بل وسيلة قابلة للتطبيق من أجل تحسين سُبل عيشهم."

وكان نجاح السيد Hieu سببًا في تغذية طموحه. فقد وسّع عملياته المتعلقة بالدفيئات، مضيفًا 000 2 متر مربع أخرى لزراعة الطماطم. كما أنشأ تعاونية تان لاب للتكنولوجيا الرفيعة (Tan Lap High-Tech Cooperative)، التي جمعت ثماني أسر لتبادل المعرفة والموارد والوصول إلى الأسواق.

ويعتقد السيد Hieu وأعضاء آخرون في التعاونية أنّهم إذا ظلّوا متعطشين للمعارف الزراعية الجديدة، فإنهم سيزيدون من إمكانات المناخ والتربة في موك تشاو إلى أقصى حدٍ ممكن. وبعيدًا عن إنتاج كمية كبيرة من المنتجات الزراعية مباشرة للمستهلكين، تأمل التعاونية أيضًا في بيع منتجاتها على منصات التجارة الإلكترونية، فضلًا عن المغامرة في السياحة الزراعية التجريبية.

لقد وسّع السيد Hieu عملياته المتعلقة بالدفيئات وأنشأ تعاونية تان لاب للتكنولوجيا الرفيعة، التي جمعت ثماني أسر لتبادل المعرفة والموارد والوصول إلى الأسواق. ‎©FAO/Quach Trung Dung

ويراود السيد Hieu حُلم تحويل تعاونية تان لاب بأكملها إلى مركز للإنتاج الزراعي الذكي. وهو يرى أن موك تشاو أصبحت أحد الموردين الرائدين للفاكهة والخضار عالية الجودة، ليس فقط للأسواق المحلية بل لمختلف أنحاء البلاد.

ويشرح السيد Hieu قائلًا "نريد إنشاء قطاع زراعي مستدام ومربح. قطاع يوفّر فرص عمل جيدة للشباب ويحسّن حياة الجميع في المجتمع."

ولم يزوّد المشروع السيد Hieu بالأدوات والمعرفة التي كان في حاجة إليها فحسب، بل ربطه أيضًا بمزارعين وخبراء آخرين، الأمر الذي أفضى إلى إنشاء شبكة من الدعم والتعاون. وأصبح السيد Hieu الآن شخصية رئيسية في المجتمع المحلي، إذ يشارك معارفه ويلهم الآخرين لاعتماد تقنيات الزراعة الذكية.

وبينما يعتني السيد Hieu وزوجته بالخضار، تتبعهما ابنتاهما الصغيرتان حول الدفيئة والحديقة خارج أوقات دوام المدرسة، وتظهران ربما اهتمامًا بمستقبلهما في مجال الزراعة.

ومع وضع الأجيال الجديدة بعين الاعتبار، فإن الزراعة الذكية قادرة على اجتذاب الشباب إلى هذا القطاع، وخلق فرص جديدة وتنشيط المجتمعات الريفية. ويمثل السيد Hieu، المتمتع بقدر كبير من البراعة في التعامل مع التكنولوجيا والحماسة، موجة جديدة من المزارعين الذين يشكلون معالم مستقبل الزراعة في فييت نام. 

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني:الملامح القطرية للمنظمة: فييت نام

الموقع الإلكتروني:الزراعة الذكية في فييت نام