تحدث مقاومة مضادات الميكروبات عندما تستمر الكائنات الحية الدقيقة أو تنمو على الرغم من استخدام العقاقير المصممة لمنعها أو القضاء عليها. وهذا يمكن أن يؤدي إلى فشل العلاجات، مع زيادة الأمراض والوفيات لدى الإنسان والنباتات والحيوانات وحتى النحل. ©FAO /Sara Giuliani
تشكل خلايا النحل التي تمتلكها السيدة Martha Adjorlolo، والتي تقع وسط المناظر الطبيعية الريفية في دونكوركروم في المنطقة الشرقية من غانا، مصدر رزقها وشغفها. ومع أنها بدأت تربية النحل منذ عام فقط، إلا أنها سرعان ما أصبحت ملتزمة بممارسات تربية النحل المستدامة. وهي تستخدم بالفعل أساليب محلية - مثل خلية النحل العلوية، وهي نوع من خلايا النحل تسمح للنحل ببناء أمشاطه على قضبان أفقية مصنوعة من مواد طبيعية، بالإضافة إلى المواد الطاردة الطبيعية مثل زيت عشبة الليمون ورماد الخشب - لإدارة الآفات.
ولكن في الآونة الأخيرة، أصبح وعيها بأهمية الحد من استخدام المواد الكيميائية ومضادات الميكروبات أكبر بكثير، خاصةً بعد التدريب العملي الذي تلقته من خلال منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) من خلال مركز الطوارئ للأمراض الحيوانية العابرة للحدود. وتقول السيدة Martha إن حلقة العمل التي دعمتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية: "فتحت بصيرتها، وسلّطت الضوء على الحاجة الملحة للتغيير في التعامل مع مضادات الميكروبات، ليس فقط من أجل صحة النحل، ولكن من أجل سلامة الغذاء وبيئتنا أيضًا".
تلتزم السيدة Martha Adjorlolo بممارسات تربية النحل المستدامة، لا سيما بعد حلقة عمل عقدتها منظمة الأغذية والزراعة بشأن الحد من استخدام مضادات الميكروبات في الزراعة. © Photos courtesy of Martha Adjorlolo
ويستخدم مربو النحل أحيانًا المضادات الحيوية في خلايا النحل لإدارة الالتهابات البكتيرية أو كإجراء لدعم صحة مستعمرات النحل الخاصة بهم. ولهذا السبب ركزت حلقة العمل على رفع مستوى الوعي والوقاية من المشاكل التي تطرحها مقاومة مضادات الميكروبات. ويحدث هذا عندما تستمر الكائنات الحية الدقيقة أو تنمو على الرغم من استخدام العقاقير المعروفة باسم مضادات الميكروبات المصممة لمنعها أو القضاء عليها. وتستخدم هذه العقاقير لعلاج الأمراض المعدية التي تسببها الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتيريا والفطريات والفيروسات والطفيليات الأولية.
وعندما تصبح الكائنات الحية الدقيقة مقاومة لمضادات الميكروبات، غالبًا ما تكون العلاجات العادية غير فعالة. وفي بعض الحالات، لا يمكن لأي عقار توفير العلاج الفعّال وتفشل العلاجات، مما يؤدي إلى زيادة الأمراض والوفيات لدى الإنسان والحيوانات والنباتات.
وينطبق الشيء نفسه على النحل. وتقول السيدة Martha: "لقد تعلمنا من خلال التدريب الذي وفّرته منظمة الأغذية والزراعة أننا نستخدم المضادات الحيوية من دون أن نفهم العواقب بشكل كامل". وتضيف: "كل خيار نقوم به يؤثر على نظامنا الإيكولوجي".
وهناك عامل حاسم آخر وهو أن بعض مربي النحل يجمعون بين تربية النحل وزراعة المحاصيل وتربية الحيوانات، ويستخدمون المضادات الحيوية لمكافحة الأمراض التي تصيب المحاصيل والماشية. وفي حين أن النحل قد لا يكون هو الهدف، إلا أن هذا النهج قد أدخل مقاومة مضادات الميكروبات إلى مستعمرات النحل عن غير قصد.
وهذا أمر مهم للغاية لأن إنتاج العسل في غانا ليس مجرد مصدر رزق؛ فهو يعدّ ركيزة للمجتمعات الريفية ومصدرًا للاستقرار الاقتصادي. وفي عام 2019، أجرت جامعة دراسات التنمية في تامالي في غانا دراسة في المنطقة الشمالية من البلاد اكتشفت مخلفات للمضادات الحيوية في كل من العسل المستورد والمنتج محليًا، مما يؤكد مخاطر التلوث التي يمكن أن تقلل من ثقة المستهلك وربما تؤثر سلبًا على مبيعات العسل.
إن اعتماد ممارسات مستدامة تقلل من استخدام مضادات الميكروبات يؤدي إلى أكثر من مجرد تحسين جودة العسل. فهو يعزز الاقتصادات المحلية ويحمي الصحة العامة ويعزز قدرة النظم الإيكولوجية على الصمود وتنوعها البيولوجي. ©FAO.
إنّ السيدة Martha مصممة، من خلال تحسين ممارسات النظافة والإدارة، على حماية النحل الخاص بها وإنتاج العسل الأكثر أمانًا للجميع. وقامت أيضًا بدمج التثقيف بشأن مقاومة مضادات الميكروبات في الدورات التدريبية المحلية التي تديرها لصالح مؤسسة غير ربحية في مجال تربية النحل، مما يساعد مربي النحل الآخرين على فهم مخاطر الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية. ويتشاطر التزامها هذا المشاركون الآخرون في حلقة العمل البالغ عددهم 62 مشاركًا، والذين تلقوا دروسًا عملية بشأن إدارة أمراض النحل ومخاطر مقاومة مضادات الميكروبات والممارسات المستدامة.
وبالنسبة إلى مربي النحل المحليين مثل السيدة Martha، تساعد منظمة الأغذية والزراعة في نشر الرسالة التي تُفيد بأن اعتماد هذه الممارسات يؤدي إلى أكثر من مجرد تحسين جودة العسل؛ فهو يعزز اقتصادهم المحلي ويحمي الصحة العامة ويعزز قدرة النظم الإيكولوجية على الصمود وتنوعها البيولوجي.
للمزيد من المعلومات: