Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations
ar

تمديد فترة صلاحية القوارب في جنوب السودان


الدورات التدريبية التي توفرها منظمة الأغذية والزراعة لبناء القوارب تنقذ الأشجار وتجعل الصيد أكثر أمانًا

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

تُصنع سفن الصيد في جنوب السودان تقليديًا من الأخشاب الصلبة المحلية التي لا تدوم سوى خمس سنوات ويمكن أن تمتص ما يصل إلى 80 في المائة من وزن القارب في المياه، مما يجعل السفينة غير فعالة وخطيرة عند استخدامها للإبحار. ©FAO/Matt Walsh

20/11/2024

يتجمع خمسة رجال حول قارب خشبي مقلوب ويقومون بصقل الجزء الخاص بهم من هيكل القارب بشغف. إنهم يصنعون قاربًا لصيد الأسماك على طول نهر النيل الأبيض في جنوب السودان.

وتُصنع سفن الصيد في هذا البلد الأفريقي تقليديًا من الأخشاب الصلبة المحلية القيّمة، مثل خشب الماهوجني وخشب الساج. وعلى الرغم من قوة هذه القوارب التقليدية، إلا أنها تمتص المياه – بنسبة تصل إلى 80 في المائة من وزنها. وهذا ما يجعل دفع القوارب وتوجيهها عند التجديف عملية صعبة وأكثر استهلاكًا للوقود عندما تكون مزودة بمحرك. وتمتد فترة صلاحية هذه القوارب عادة لخمس سنوات كحدٍ أقصى.

ويعمل جزء من مشروع تديره منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) على تغيير هذا الأمر وإدخال تقنيات من شأنها أن تمكّن صانعي القوارب المحترفين في بور وتريكيكا من تحسين تصميمهم المعتاد بحيث يستمر لفترة أطول، وهو ما من شأنه أن يقلل الحاجة إلى قطع الأشجار. وأدت الإزالة غير المستدامة للغابات نتيجة قطع الأشجار على نطاق واسع لأغراض التصدير إلى جعل الأخشاب الصلبة أكثر ندرة في هذه المنطقة.

ويبدأ الحل بتغطية القوارب بمادة براتنج الإيبوكسي التي يمكن أن تزيد من فترة صلاحية القوارب إلى 20 عامًا أو أكثر، مما يعني الحد من إزالة الغابات حيث يتم استبدال القوارب بوتيرة أقلّ. وهذا يعني أيضًا أنه يمكن استخدام أنواع أرخض ثمنًا من الخشب عوضًا عن الأخشاب الصلبة.

وبالإضافة إلى ذلك، وبما أن القوارب المعالجة بمادة الإيبوكسي أخف وزنًا من تلك المنتجة تقليديًا، يسهل بالتالي التحكم بها في القنوات الضيقة للنيل الأبيض وفي الظروف الخطيرة التي يواجهها الصيادون أحيانًا.

ويعدّ تدريس تقنيات بناء القوارب المحسنة هذه جزءًا من مشروع تعزيز قدرة مجتمع الصيادين على الصمود  (FICREP)الذي تموله مملكة هولندا والذي بدأ تنفيذه في جنوب السودان في عام 2020 وسيستمر حتى نهاية عام 2024.

وبالإضافة إلى بناء القوارب، يوفر المشروع الأوسع نطاقًا أيضًا التدريب على مناولة الأسماك وتجهيزها وحفظها ويقدم المعدات ذات الصلة. ويعالج هذا الأمر مشكلة نقص التبريد والفاقد من الأغذية المرتبط به عند الاضطرار إلى التخلص من الأسماك غير المباعة في نهاية اليوم.

وقال السيد Matt Walsh، الخبير في مصايد الأسماك في المنظمة: "لقد منح المشروع صانعي القوارب المحليين ميزة في السوق التنافسية، وحدّ في الوقت نفسه من الأثر البيئي لقطع الأشجار لتأمين سبل عيشهم".

ar
ar

يُعلّم أحد مشاريع المنظمة صانعي القوارب المحليين كيفية تحسين تصميمها المعتاد بحيث يستمر لفترة أطول - مما يقلل الحاجة إلى قطع الأشجار. ©FAO/Matt Walsh

تدريب صانعي القوارب المحليين

تبلغ كلفة مادة براتنج الإيبوكسي المستخدمة أربعة أضعاف مادة براتنج البوليستر المستخدمة يوميًا ولكنها تتمتع بفترة صلاحية أطول. وحتى الآن، تم استخدام مادة براتنج الإيبوكسي في سيارات الفورمولا وان واليخوت، ولكن المشروع ساعد في إنشاء سلسلة إمداد محلية لبيع هذا المنتج بكلفة معقولة.

وقامت المنظمة بتدريب صانعي القوارب على كيفية خلط مادة براتنج والكمية التي يجب استخدامها والطريقة الآمنة للتعامل مع هذه المادة.

واستخدام مادة براتنج الإيبوكسي يعني أن القوارب المصنوعة محليًا يمكنها أن تنافس القوارب المستوردة والمصنوعة من البلاستيك المقوى بالزجاج، مما يحافظ على استمرارية صناعة بناء القوارب المحلية.

وإنّ معالجة الزوارق بمادة الإيبوكسي ليست الجانب الوحيد من بناء القوارب الذي يقوم مشروع المنظمة بدراسته.

فقد تلقى المشاركون أيضًا تدريبًا على كيفية صنع المفاصل التي تحافظ على تماسك القارب، ورسم الخطط، والعمل باستخدام النماذج الورقية. كما مكنهم خبراء المنظمة من زيادة طاقتهم الإنتاجية من خلال تدريس الرياضيات الأساسية وكيفية تشكيل صفائح الخشب لكي يتمكنوا من قطع نفس الأجزاء تمامًا. وقد استند التدريب إلى تقنياتهم الخاصة بدلًا من الاستعاضة عنها.

وإلى جانب التدريب، قدمت المنظمة أيضًا ما يكفي من المواد لتمكين المشاركين من بناء 100 قارب أو حوالي ستة قوارب لكل منهم.

ar

عرّف المشروع أيضًا على عملية طلاء الزوارق بمادة إيبوكسي. وهذا المنتج باهظ الثمن عادة وقد أنشأ المشروع سلسلة إمداد محلية لبيع البراتنج بكلفة معقولة، مما يعني أن القوارب المصنوعة محليًا يمكنها أن تنافس القوارب المستوردة. ©FAO/Matt Walsh

بناء الاقتصاد المحلي

وضعت المنظمة صانعي القوارب المحليين في صلب المشروع وصقلت مهاراتهم. وقد تلقوا دعمًا لتطوير الأعمال التجارية في مجال البيع للمنظمات الدولية. ويضع هذا الأمر، إلى جانب إنشاء سلسلة إمداد لمادة براتنج الإيبوكسي، شركات بناء القوارب في موضع قوي للحفاظ على أعمالها في المستقبل.

وقال السيد Walsh: "هناك بالفعل أدلة على وجود سوق للزوارق المحسنة. وقد أثبت الصيادون استعدادهم لدفع المزيد مقابل هذه القوارب وأبدوا اهتمامًا بشرائها من مناطق تبعد عنهم مسافة تصل إلى 100 كيلومتر. ونأمل أن يساعد هذا الجهد في إنشاء صناعة محلية يمكنها التنافس مع القوارب المستوردة".

وبالإضافة إلى ذلك، فإن احتمال تدريس بناء القوارب المحسّنة باستخدام مادة براتنج الإيبوكسي في بلدان أفريقية أخرى يلوح في الأفق أيضًا، مما يزيد من فوائد الاستدامة والسلامة في جميع أنحاء القارة.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات: