Food and Agriculture Organization of the United NationsFood and Agriculture Organization of the United Nations

حماية سبل العيش وإنقاذ الأرواح في غزة


توزّع منظمة الأغذية والزراعة الأعلاف والمستلزمات البيطرية التي تشكّل شريان الحياة في ظلّ الخسائر الكارثية

Share on Facebook Share on X Share on Linkedin

قدّمت منظمة الأغذية والزراعة الدعم إلى العديد من الأسر التي تربي الماشية في غزة والتي تكبّدت خسائر فادحة بسبب الصراع الدائر. FAO/Yousef Alrozzi©

28/10/2024

وسط استمرار الفظائع الناجمة عن النزاع الذي خلّف عشرات الآلاف من الضحايا البشرية، فقدت السيدة حكمة الحميدي ما لا يقلّ عن نصف ماشيتها. وتربي السيدة حكمة الماشية منذ أن كانت طفلة، فتستيقظ في السابعة من كل صباح لإطعام الماشية والعناية بها، وتكرر هذه المهمة في فترتي العصر والمساء.

وتصف السيدة حكمة، التي تسكن في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة، الوضع فتقول: "ليس هناك طعام ولا شعير ولا أعلاف ولا مياه حتى أثناء النزاع؛ كنا نملك أكثر من أربعين رأسًا من الماشية، ولم يتبقَ منها الآن إلا عشرون رأسًا أو أقل".

وشكّلت هذه الخسائر ضربة قاسية لسبل عيش أسرتها. وتستدرك السيدة حكمة فتقول: "لقد ساعدتنا منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) كثيرًا عندما قدمت لنا الأعلاف. والحمد لله، تحسّنت صحة ماشيتنا ولم تعد تنفق".

وتضيف بشأن المستلزمات البيطرية التي قدّمتها المنظمة، فتقول: "لقد ساعدتني كثيرًا؛ فهي تحتوي على فيتامينات ورذاذ مضاد للبراغيث. وكانت الحيوانات تتعرض للدغات البراغيث، لذا أرش الرذاذ كما ترى. إنه مفيد حقًّا".

ورغم التحديات الأمنية والمتعلقة بإمكانية الوصول التي تواجه جميع الوكالات الإنسانية التي تقدم المساعدات إلى غزة، وزعت المنظمة الأعلاف على أكثر من 400 4 أسرة تقوم بتربية الماشية في محافظات دير البلح وخان يونس ورفح في قطاع غزة. ووزّعت أيضًا مستلزمات بيطرية على نحو 400 2 أسرة لتحسين صحة الحيوانات وحماية سبل العيش في جميع أنحاء القطاع. وتتضمن المستلزمات البيطرية المدخلات التي تشتد الحاجة إليها لحماية صحة الحيوانات، مثل المكمّلات المتعددة الفيتامينات والمطهّرات وكتل الملح ورذاذ اليود لعلاج الجروح.

توزيع الأعلاف والمستلزمات البيطرية حال دون نفوق المزيد من الحيوانات وساعد في الحفاظ على صحّتها. FAO/Yousef Alrozzi©

وبطبيعة الحال، فإنّ الدعم الذي تلقّته السيدة حكمة هو أقل بكثير من احتياجاتها. وتقول إنها لا تزال بحاجة إلى المزيد من الأعلاف والمزيد من الأدوية ومواد التسقيف لحماية حيواناتها.

فقد أدّت الأعمال العدوانية المستمرة إلى انهيار الإنتاج المحلي للأغذية وساهمت في التدهور السريع للأمن الغذائي في غزة. ويواجه نحو 86 في المائة من سكان غزة، أو ما يعادل 1.84 مليون شخص، مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد مع استمرار خطر المجاعة في جميع أنحاء قطاع غزة.

ووفقًا لأحدث تقييم أجرته المنظمة بالتعاون مع مركز الأمم المتحدة المعني بالسواتل بالاستناد إلى بيانات الأقمار الاصطناعية، فقد حلّ الدمار بأكثر من ثلثي الأراضي الزراعية.

وتشير عمليات التقييم السريع الصادرة عن المنظمة إلى أن نحو 000 15 رأس من الأبقار، أي 95 في المائة من إجمالي الأبقار في غزة، قد نفقت، وأن العجول قد ذُبحت جميعها تقريبًا. ولم يتبقَ من الأغنام سوى أقل من 000 25 رأس (حوالي 43 في المائة) ومن الماعز نحو 000 3 رأس (حوالي 37 في المائة). كما أُفيد عن خسائر فادحة في قطاع الدواجن الذي لم يتبقَ منه سوى 000 34 طائر فقط (ما يعادل 1 في المائة).

ولا تختلف أوضاع السيدة ورد سعيد، وهي مربية ماشية كانت تسكن في حي الزيتون في البلدة القديمة في غزة وباتت تعيش الآن كنازحة في دير البلح، إذا خسرت جزءًا كبيرًا من حيواناتها خلال هذه السنة المروّعة.

وتقول: "تم تهجيرنا ونزحنا إلى الجنوب بسبب الحرب. وأخذنا حيواناتنا معنا وفقدنا نصفها - غالبيتها - على الطريق. وهذا ما تبقى فقط من الحيوانات، وهي المصدر الوحيد لعيشنا". ولكن محاولة البحث عن طعام للماشية يعني، بالنسبة إليها وإلى أسرتها، المخاطرة بحياتهم وسط وابل القذائف.

وتضيف السيدة ورد قائلة: "لقد استفدنا من الدعم الذي قدمته المنظمة التي وفّرت لنا الأعلاف والمستلزمات البيطرية، ولكنّ ذلك ليس كافيًا، ونحن بحاجة إلى المزيد".

وتقول إن أهمّ الاحتياجات هي أعلاف الماشية والمأوى والأغذية. ولكن العثور على أعلاف يكاد يكون مستحيلًا في ظلّ الأعداد الهائلة من النازحين الذين يحاولون يائسين إطعام أنفسهم وحيواناتهم.

منظمة الأغذية والزراعة تكثّف جهودها لتقديم المدخلات إلى المزارعين والرعاة في غزة حال إتاحة إمكانية الوصول واستتباب الأمن من جديد. FAO/Yousef Alrozzi©

ولأن المساعدات الزراعية تعد جزءًا أساسيًا من المساعدات الإنسانية، إذ تساعد المزارعين على تعزيز قدرتهم على الصمود وإطعام مجتمعاتهم المحلية وأسرهم، فليس من المستغرب أن تكون الأعلاف من أهم الواردات قبل اندلاع الحرب في غزة. إذ كانت قرابة 650 شاحنة محملة بالأعلاف تدخل القطاع كل شهر قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وتعمل المنظمة، بدعم من حكومات إيطاليا وبلجيكا ومالطا والنرويج، بشكل وثيق مع وزارة الزراعة الفلسطينية والمنظمات غير الحكومية المحلية لتوزيع الأعلاف والمستلزمات البيطرية على مربي الماشية في غزة. 

وتواجه هذه الجهود عقبات لوجستية وأمنية، لا سيّما القيود عند المعابر وانهيار القانون في غزة، مما يعيق تسليم المساعدات.

ولكن المنظمة لا تزال مستعدة لتكثيف جهودها من أجل تسليم المزيد من المدخلات إلى المزارعين ومربي الماشية في غزة بمجرد استتباب الظروف الأمنية وسبل الوصول إلى ما كانت عليه سابقًا. وستتضمن الشحنات الجديدة الأعلاف المركزة وأغطية بلاستيكية للدفيئات وخزانات مياه بلاستيكية ولقاحات وكتل المكملات الغذائية وحظائر بلاستيكية ومآوٍ للحيوانات وغيرها من المستلزمات البيطرية.

وبالنسبة إلى مربي الماشية في غزة، مثل السيدتين حكمة وورد، فإن الدعم المقدّم من المنظمة وشركائها للحفاظ على سبل عيشهم التي تعرضت لضربات قاسية هو دعم من هم في أمسّ الحاجة إليه.

روابط تتعلق بالموضوع

للمزيد من المعلومات: