كبح جماح موسم الأمطار

02/09/2024

يقول السيد La Xayyavieng في قرارة نفسي "لطالما عرفت أنّ الزراعة هي شريان الحياة الذي يمكّننا من البقاء والنمو". وكثيرًا ما تمنى هذا الأب البالغ من العمر 46 عامًا أن يكون أبناؤه الثلاثة عوامل للتغيير، من خلال استقطاب المعارف والخبرات من فييت نام المجاورة إلى أرض أسرته في مقاطعة أتابو الواقعة في جنوب شرق جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية. 

ولكن اتّضح في ما بعد أنّ السيد La يصنع التغيير بنفسه بالفعل. فقد زاد دخل الأسرة بنسبة 160 في المائة في غضون موسم واحد فحسب، وذلك بفضل محصول البطيخ الوفير - ومن دون أن يضطر إلى مغادرة بلاده.

وقد تحقّق هذا التحول الباهر بعد أن اختارته قرية "فوك" مسقط رأسه، الواقعة في مقاطعة سايسيتا، ليكون أحد سكانها المشاركين في مشروع "إنشاء نظم زراعية وسبل عيش قادرة على الصمود في وجه المناخ ومراعية للبيئة" (مشروع Climate REAL). وهذا المشروع هو مبادرة تنفذها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) بدعم مالي من وكالة التعاون الدولي في كوريا (KOICA).

وكان الدخل السنوي للسيد La لسنوات عديدة لا يتعدّى 350 1 دولارًا أمريكيًا (30 مليون كيب) - وهو بالكاد يكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية. وقد أدى عدم القدرة على الوصول إلى التكنولوجيا ومحدودية المعارف لدى السيد La إلى اقتصاره على الممارسات التقليدية، وكان يعوّل على الأرزّ البعلي لجني مدخوله. وكان تدبّر الأمور في موسم الأمطار صعبًا على الدوام. إذ لم تكن زراعة الخضروات خيارًا متاحًا لأنها إما ستتعفن أو ستجرفها المياه ويضيع معها كل ما بُذل من جهود.

بيد أنّ مشروع المنظمة رسم آفاقًا جديدة، ما يبيّن أنه من الممكن زراعة الخضروات بنجاح في مواسم الأمطار والمواسم الجافة على حدٍّ سواء.

ومن خلال الزيارات التي قام بها السيد La إلى مناطق المشروع الأخرى في مقاطعتي سافاناخيت وشامباساك الواقعتين في الشمال من أجل التعلم وتبادل المعارف، أدرك ما يمكن أن يحمله المستقبل. وأوضح قائلًا: "علمت في قرارة نفسي أنّ الدفيئات ستنجح بالنسبة إليّ بمجرد أن رأيتها وفهمت ماهيتها".

تساعد الدفيئات على الحد من تغدّق المياه والأضرار الناجمة عن الأمطار الغزيرة. وفي حين قام المشروع بتوفير الأغطية البلاستيكية، ساهم المزارعون من خلال عملهم ومواد مثل الهياكل الخشبية والمسامير. ولكن لكي يتكلّل استخدام الدفيئات بالنجاح، عمل السيد La على صقل مهاراته من خلال تلقي التدريب في المدارس الحقلية للمزارعين وتلقى مدخلات زراعية تمكّنه من مباشرة العمل.

وكان أحد الجوانب الرئيسية في صقل مهاراته هو التدريب على الأعمال التجارية الزراعية، الذي مكّنه من فهم احتياجات السوق وعمليات الأعمال التجارية مثل مسك الدفاتر وإجراء التحليلات.

وأفاد السيد La بأنّ الغلات الأولى من محاصيل الخس والكزبرة ومجد الصباح والكراث التي تُزرع جميعها في الدفيئات خلال موسم الأمطار قد مكّنته من تحقيق دخل في غضون أربعة أشهر فقط يعادل ما كان يحققه طوال عام كامل في السابق.

وقام مشروع Climate REAL أيضًا بتزويد السيد La ببذور البطيخ والخيار والذرة لكي يجرّب زراعتها خلال الموسم الجاف. وقد حققت نجاحًا باهرًا، حيث شهد السيد La عائدًا على استثماره في زراعة البطيخ وصل إلى نسبة 900 في المائة. ولم يكن ذلك مجرد ضرب من ضروب الحظ، بل كان يعزى إلى مجموعة المهارات الكاملة التي اكتسبها، بدءًا من تجهيز الأرض وصولًا إلى الحصاد.

وكان نظام الريّ الصغير النطاق الذي قدمه المشروع ويعمل بالطاقة الشمسية والمشترك بين عدد من المزارعين المتجاورين عاملًا أساسيًا في زيادة الأرباح، حيث لم يكن على السيد La تسديد كلفة الكهرباء المستخدمة خلال عملية الريّ.

ويضيف قائلًا: "لقد حققت في 75 يوم عمل فقط دخلًا بلغ 38.5 ملايين كيب (738 1 دولارًا أمريكيًا) من بيع البطيخ و2.65 مليون كيب (117 دولارًا أمريكيًا) من بيع الخيار. في أي مجال آخر كان بإمكاني أن أكسب هذا القدر من المال أثناء ممارسة العمل الذي أحبه؟

وأضاف قائلًا "لقد أعطاني المشروع الكثير، أكثر بأشواط مما كنت أتخيل. هذان هما الأمل والازدهار اللذان لطالما كنت أتوق إليهما".

وجرى تعيين السيد La بصفته أحد المزارعين النموذجيين في مشروع Climate REAL بعد أن قام بصقل مهاراته ومعارفه من خلال هذا المشروع والمبادرات التي سبقته في المنطقة.

وبات المزارعون في قرية فوك - وبوجه خاص أفراد مجموعة الإنتاج التي تضم السيد La - يلتمسون مشورته في ما يتعلق بالمحاصيل التي سيقومون بزراعتها في المواسم المقبلة. وهم يخططون لزراعة الطماطم والبصل الأخضر والخس والكزبرة، حيث إنّ الطلب عليها كبير وأسعارها عالية.

وبغية تمهيد الطريق أمام أبنائه، شرع السيد La بالفعل بنقل خبرته ودرايته إلى أصغرهم سنًا الذي يدعى Noi، وهو يبلغ من العمر 17 عامًا ويتابع تحصيله العلمي في المدرسة الثانوية في المقاطعة. كما أنّ السيد La يعتزم زيادة عدد دفيئاته من اثنتين إلى عشر دفيئات في المستقبل القريب. فقد أتيح له ولزملائه المزارعين، من خلال عملهم الدؤوب والدعم المقدم من المنظمة ووكالة التعاون الدولي في كوريا، مسار جديد كليًا يمكّنهم من التغلب على محدودية المحاصيل في مواسم معيّنة ومن توفير سبل عيش أكثر أمنًا وازدهارًا.

روابط تتعلق بالموضوع

لمزيد من المعلومات

الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية: جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة في جمهورية لاو الديمقراطية الشعبية

الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة وتغير المناخ