في عام 2022، واجهت جمهورية مولدوفا جفافًا شديدًا أدى إلى خسائر بنسبة تراوحت بين 50 و60 في المائة في بعض محاصيلها. وبسبب فقدان الدخل وارتفاع أسعار المدخلات الزراعية، لم تتمكّن الأسر التي لديها حيوانات من شراء العلف اللازم لها. © UN Moldova.
وُلِد الزوجان Mihail وVera Gradinaru ونشآ في سيربيستي (Cirpesti)، وهي قرية تقع على بعد حوالي 120 كيلومترًا من عاصمة مولدوفا، كيشيناو. وتقع هذه القرية وسط أراضٍ زراعية ومراعٍ، وتعيش فيها حوالي 600 أسرة معيشية فقط، وهي إحدى القرى التي تعتمد فيها الأسر في الغالب على الزراعة أو تربية الماشية.
وعقد Mihail وVera قرانهما بعد معرفة بعضهما البعض لسنوات عديدة، ورُزقا خمسة أطفال. ويعمل كلاهما في القرية: Vera كمعلمة مساعدة في روضة أطفال وMihail كمزارع. وتملأ الأبقار والخنازير والماعز والأغنام والأرانب والدواجن الفناء الخلفي لمنزلهما.
ولا تزال ابنتهما الصغرى، Livia، تعيش معهما، فضلًا عن ابنتهما Alina التي رُزقت مؤخرًا بمولود، ويعمل زوجها مؤقتًا في الخارج.
إنه بيت يعجّ بالحركة، ولكن Vera وMihail معتادان على ذلك، فقد نشأ كلٌ منهما مع العديد من الإخوة والأخوات. وهما مصمّمان على منح أطفالهما التعليم وخيار مزاولة الوظيفة التي يرغبون في القيام بها.
ويقول Mihail: "لم يكن بوسعنا تحمّل تكاليف الدراسة. فأنا أنحدر من أسرة من أحد عشر طفلًا، بينما كانت زوجتي واحدةً من أربعة أطفال. كان علينا أن نبدأ العمل منذ نعومة أظافرنا. ولم يسألنا أحد حقًا عمّا كنا نريد فعله في الحياة. ولهذا السبب، نحاول مساعدة أطفالنا بقدر ما نستطيع، حتى يتمكّنوا على الأقل من تعلّم حرفة والعيش بشكل أسهل، سواء في القرية أو في أي مكان يسوقهم إليه القدر".
قامت منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة)، استجابةً منها للتحديات التي واجهتها البلاد، بتوزيع علف الماشية على 638 2 أسرة في عام 2023. © UN Moldova.
يواصل Mihail، من جانبه، العمل الذي كان يقوم به والداه وهو يكتفي بتربية الماشية. ويوضّح في هذا الصدد قائلًا: "لطالما كانت لدينا حيوانات، فهذا ما كان يفعله آباؤنا، وهذا ما نفعله نحن".
ويتعلّق Mihail وVera تعلّقًا شديدًا ببقرتيهما: Marta وStella. فهاتان البقرتان، كما يقولان، هما أعظم دعم للأسرة. فهما ضروريتان لتغذية أسرتهما، ويُستخدم حليبهما أيضًا لدفع أجور المساعدين الذين يعملون في مزرعتهما أو منزلهما.
ويقول Mihail: "أتمنى أن تبقى ماشيتنا بصحة جيدة! وإلّا فكيف سنتدبّر أمورنا"؟
وفي عام 2022، واجهت البلاد جفافًا شديدًا أدى إلى خسائر بنسبة تراوحت بين 50 و60 في المائة في بعض منتجاتها الزراعية الرئيسية مثل دوار الشمس والذرة والقمح. وبسبب فقدان الدخل وارتفاع أسعار المدخلات الزراعية، لم تتمكّن الأسر التي لديها حيوانات من شراء العلف اللازم لها. وقامت المنظمة، استجابةً منها لذلك، بتوزيع علف الماشية على 638 2 أسرة في خمس مقاطعات في عام 2023. وتلقت كل أسرة ما بين 350 و375 كيلوغرامًا من العلف، وهو ما أثبت أهميته في معالجة نقص الأعلاف.
ويعدّ هذا النشاط جزءًا من مشروع يتم تنفيذه بالاشتراك مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بتمويل من وكالة التنمية النمساوية - الوحدة التشغيلية للتعاون الإنمائي النمساوي، وحكومة سويسرا.
ووفقًا لتقديرات حكومة جمهورية مولدوفا، كانت 70 في المائة من المزارع الصغيرة في البلاد تعاني بالفعل من نقص الموارد والمدخلات والظروف المناخية الجافة، كما أثرت الحرب في أوكرانيا بشكل أكبر على أسعار المدخلات الزراعية التي تستورد جمهورية مولدوفا معظمها من روسيا وأوكرانيا. وأصبحت أسعار الأسمدة والوقود والبذور أغلى بثلاث إلى خمس مرات مما كانت عليه في عام 2021.
وطوال عام 2023، ظلّت تكلفة المدخلات الزراعية المستوردة مرتفعةً للغاية، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج. وفي الوقت نفسه، انخفضت أسعار السلع الزراعية بشكل كبير على مدار العام. وقد أدى ذلك إلى انخفاض إيرادات الأسر الريفية بنسبة 30 في المائة مقارنةً بمتوسط السنوات الخمس الماضية.
يستطيع Mihail وVera استخدام بعض المال الذي وفّراه من العلف لتغطية نفقات حيوية أخرى، مثل إصلاح سقف منزلهما. © UN Moldova.
تحديات الحياة
في خضم هذه التحديات، اضطر Mihail أيضًا إلى الخضوع لعدة عمليات جراحية في العمود الفقري. وعلى الرغم من أنه مفعم بالطاقة والحماس، فإن قدرته على الحركة قد تراجعت، ولم يعد قادرًا على القيام بكل الأعمال البدنية التي كان يقوم بها من قبل.
ويوضّح قائلًا: "قبل العمليات الجراحية، كنت أعمل أيضًا في الغابة لتوفير الحطب لعائلتي. أما اليوم، فأنا أكتفي فقط بما أستطيع فعله في المنزل، وأعتني بالماشية في المراعي".
وكان دعم المنظمة لحيواناتهما بمثابة مساعدة كبيرة للعائلة.
وتقول Vera: "الحيوانات، مثل الأطفال، لها نفقاتها الخاصة بها... ولكن عندما تستطيع بالكاد توفير كسرة خبز لأطفالك، فمن الواضح أن شراء العلف للحيوانات أصعب بكثير".
وبفضل التبرع بالعلف، أصبح بإمكان Mihail وVera استخدام بعض المال الذي وفّراه لتغطية نفقات حيوية أخرى. ومنذ مدة، تكافح الأسرة من أجل إصلاح سقف المنزل القديم الذي يعيشون فيه والذي يتسرب إليه الماء. وقد استخدم الزوجان المال الإضافي الذي وفّراها من العلف لدفع ثمن مواد البناء وسداد بعض الديون المستحقة عليهما بسبب إصلاح المنزل.
وتضيف Vera قائلة: "إنها المرة الأولى التي نحصل فيها على علف للحيوانات. وكما تعلمون، فهذا يساعدنا كثيرًا".
وفي أوائل عام 2024، سمح التمويل المقدم من حكومة اليابان للمنظمة بتوزيع العلف على رعاة ماشية إضافيين يبلغ عددهم 950 2. وبحلول أوائل عام 2025، وبتمويل من وكالة التنمية النمساوية وسويسرا، ستقوم المنظمة بتأمين العلف لما عدده 880 4 أسرة أخرى تعتمد على ماشيتها. وبهذه الطريقة، ستستفيد جميع المقاطعات المتضررة من الجفاف في جنوب جمهورية مولدوفا من تغطية كاملة من العلف الحيواني.
وتقوم المنظمة أيضًا بتزويد المجتمعات الريفية بالموارد الزراعية الأساسية، مثل بذور البرسيم لزراعتها كعلف، ومجموعات بذور الخضروات. وستساعد هذه الموارد، إلى جانب إنشاء 15 مدرسة حقلية للمزارعين لتعليم إنتاج الخضروات الذكية مناخيًا، الأسر على أن تكون أكثر قدرةً على الصمود في وجه الجفاف وغيره من الظواهر الجوية القصوى.
للمزيد من المعلومات
الموقع الإلكتروني: الملامح القطرية: جمهورية مولدوفا
الموقع الإلكتروني: منظمة الأغذية والزراعة - حالات الطوارئ والقدرة على الصمود