فرص العمل اللائقة في المناطق الريفية
يعيش ما يزيد على ثلاثة أرباع فقراء العالم في المناطق الريفية، ويعتمد معظمهم على الزراعة وعلى عملهم الخاص كمصدر لكسب قوتهم. ولكن غالباً ما تكون فرص العمل المتاحة في تلك المناطق مؤقتة وغير رسمية وضئيلة الأجر، بل وخطرة كذلك.
لا يمكن القضاء على الفقر والجوع دون حل مشكلة سوء ظروف وفرص العمل وعدم ملاءمتها في المناطق الريفية.
تسعى منظمة الأغذية والزراعة إلى خلق فرص عمل زراعية وغير زراعية وذلك عن طريق عدة سبل من بينها دعم الاستثمارات المسئولة في نظم الأغذية والزراعة ودعم الحوار السياسي الشامل.
تؤثر المنظمة على العمليات العالمية والإقليمية والوطنية المعنية بالقضايا الأساسية مثل توظيف الشباب والهجرة الإضطرارية وعمل الأطفال والهجرة بسبب الأوضاع المعيشية والوظائف المناصرة للبيئة وظروف العمل وتوافر البيانات والأدلة. كما تدعم المنظمة بشكل استباقي الحكومات في صياغة سياسات واستراتيجيات وبرامج لفرص العمل اللائقة في المناطق الريفي، مستهدفًة بذلك الفئات المستضعفة، ولا سيما الشباب والنساء والمهاجرين والأطفال. وتحقيقاً لهذا الهدف، تتعاون منظمة الأغذية والزراعة مع غيرها من الوكالات التابعة للأمم المتحدة والمجتمع المدني والمنظمات المنتجة والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص
الرسائل الرئيسية
إن تنشيط الاقتصادات الريفية، وتشجيع العمالة الريفية اللائقة وتنمية القوى العاملة، كل هذا يشكل ضرورة أساسية لمعالجة الدوافع العكسية للهجرة، والحد من التفاوت بين الناس، والقضاء على الفقر والجوع.
وفي جميع أنحاء المناطق النامية، يزداد عدد السكان ممن هم في سن العمل بشكل ملحوظ، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور تحدي ضخم، ولكنه في الوقت ذاته يعد فرصة للاستفادة من عائد ديمقراطي كبير. في أفريقيا على سبيل المثال، من المتوقع أن يلتحق ما يقرب من 200 شاب من سكان الأرياف بسوق العمل خلال الخمسة عشر عاماً القادمة.
كما يجب عليهم زيادة دخل الأسر الريفية من خلال تنمية المهارات والدعم الفني والوصول إلى المدخلات والأسواق والائتمان. سيكون هذا الأخير ضروري أيضًا لإنهاء الاعتماد الاقتصادي على عمالة الأطفال، والتي لا تزال تؤثر على 112 مليون فتى وفتاة في الزراعة وحدها.
بعد تحقيق مكاسب كبيرة في النصف الثاني من عام 2020، توقف الانتعاش في التوظيف خلال عام 2021، مع خسارة من حيث إجمالي ساعات العمل بما يعادل 125 مليون وظيفة بدوام كامل مقارنة بأزمة ما قبل الأزمة (منظمة العمل الدولية). كان التأثير السلبي مرتفعًا بشكل غير متناسب بالنسبة للعمال الأكثر ضعفًا، بما في ذلك الشباب والنساء والعمال غير الرسميين والمهاجرين والعاملين الموسميين، الأمر الذي يتطلب تدخلات هادفة لضمان مسارات التعافي الشاملة. يُجبر ملايين الأطفال على العمل حيث تكافح الأسر للتعامل مع انعدام الأمن الغذائي وفقدان الدخل ونقص العمالة بسبب تقييد الحركة وتدهور سبل العيش.
بصفتها مؤسسة رائدة لإدارة الأغذية الزراعية العالمية، تدعم منظمة الأغذية والزراعة البلدان الأعضاء في النهوض بالعمالة الريفية اللائقة وتعزيز القدرات المؤسسية والبشرية في هذا الموضوع وتدعو إلى الاهتمام بقضايا العمالة وبيئة العمل اللائقة لجميع المشاركين في نظم الزراعة الغذائية على جميع المستويات.
سلسلة السياسات: توفير فرص عمل لائقة في المناطق الريفية (مع الترجمة)
26/07/2016
يوضح كل من بيتر وبست كبير مستشاري البرنامج الاستراتيجي للحد من الفقر في المناطق الريفية، وإليانا جرانديلس الموظفة المسئولة عن التشغيل في المناطق الريفية...