الممارسات المسؤولة للصيد من أجل المصايد المستدامة

إدارة مصايد الأسماك. 2. نهج النظام الإيكولوجي

2003 27/05/2003


صدرت هذه الخطوط التوجيهية استكمالا لمدونة السلوك بشأن الصيد الرشيد التي أصدرتها المنظمة. وقد أبرزت المدونة والكثير من الاتفاقيات والمؤتمرات الدولية الفوائد العديدة التي يمكن الحصول عليها باتباع نهج النظام الايكولوجي في مصايد الأسماك والتوصل إلى عدد من المبادئ والمفاهيم المتعلقة بهذا النهج. وتعطينا هذه الخطوط التوجيهية إرشادات عن كيفية ترجمة أهداف وطموحات السياسات الاقتصادية والاجتماعية والايكولوجية للتنمية المستدامة إلى أهداف عملية ومؤشرات ومقاييس للأداء. وهي لا تعتبر بديلا لممارسات إدارة مصايد الأسماك الحالية، وإنما هي امتداد لهذه الممارسات التي تحتاج إلى توسيعها لكي تضم عناصر حيوية ولا حيوية وبشرية للنظم الايكولوجية التي تعيش فيها الأسماك. ويتطلب نهج النظام الإيكولوجي في مصايد الأسماك أن تضم عمليات إدارة المصايد الحالية مجموعة أوسع من مستخدمي النظم الايكولوجية البحرية (بمن فيهم من يقومون بعمليات الاستخراج ومن لا يقومون بها) في المداولات وصنع القرارات، والوصول من خلال تحسين عمليات المشاركة، إلى تقدير أوسع وإلى توافق في الآراء بين المستخدمين، الذين تتنافس أهدافهم في أغلب ال أحيان. وينبغي لهذه العملية أن تأخذ في اعتبارها بصورة فعالة ذلك التفاعل بين مصايد الأسماك والنظم الايكولوجية، وأن كليهما يتأثر بالتقلبات الطبيعية الطويلة الأجل وبغيرها من التقلبات التي لا علاقة لها باستخدام مصايد الأسماك. والأكثر إلحاحا أن هذا النهج يهدف إلى ضمان استفادة الأجيال القادمة من جميع السلع والخدمات التي تستطيع النظم الايكولوجية أن توفرها، وذلك بأن تتعامل مع المسائل بطريقة كلية، بدلا من التركيز على أنواع أو مجموعات أنواع مستهدفة، كما حدث في أغلب الأحيان حتى الآن. وتتناول هذه الخطو ط التوجيهية أيضا مسائل أخرى تتعلق بالنهج الحالية لإدارة مصايد الأسماك التي تحتاج إلى توسيعها لتنفيذ نهج النظام الإيكولوجي في مصايد الأسماك وتشمل هذه الخطوط المقاييس والحوافز المتوافرة أمام المديرين لمساعدتهم في تحقيق الأهداف العملية. وهي عبارة عن إعادة تقدير للبنية الأساسية القانونية والمؤسسية المرتبطة بإدارة مصايد الأسماك على الصعيدين الإقليمي والقطري، بالإضافة إلى طرق لتحسين جمع البيانات وإجراء البحوث والتحليلات. ورغم العديد من الثغرات في معرفتنا الحالية بالنظم الايكولوجية وكيفية عملها، فإن هذه الخطوط التوجيهية تؤكد أن عدم اليقين هذا لا ينبغي أن يحول دون وضع أهدف تشغيلية تهدف إلى تحسين معيشة البشر مع حماية أوضاع النظم الايكولوجية البحرية الساحلية وتحسينها. وتعترف الخطوط التوجيهية بالفوارق الموجودة في القدرات والمعارف الحالية التي توجد بين البلدان المختلفة، وتسعى إلى إعطاء نهج عملي لتنفيذ نهج النظام الإيكولوجي في مصايد الأسماك بالنظر في هذه الاختلافات. وترسم الخطوط التوجيهية عددا من العقبات التي قد تحول دون تحقيق فوائد ملموسة في الأجل البعيد من تطبيق نهج النظام الإيكولوجي في مصايد الأسماك. ومن بين هذه العقبات، عدم وجود استثمارات في عملية الإدارة، وعدم وجود تدريب وتوعية كافيين، ووجود ثغرات في المعرفة، وقلة مشاركة أصحاب المصلحة الرئيسيين. ومع زيادة الخبرة، وظهور حلول لهذه التحديات الرئيسية، سوف ينشر كل ذلك في الطبعات التالية من هذه الخطوط التوجيهية.

حمل هنا.