مركز الاستثمار

البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية والفاو يدعمان الإنتاج المستدام لزيت الزيتون في تونس

19/03/2018

تعتبر تونس، إلى جانب إيطاليا واسبانيا، إحدى البلدان الرئيسية المصدرة لزيت الزيتون، ويدرك المنتجون في هذا البلد بشكل متزايد فوائد انتاج زيت الزيتون البكر الممتاز ذي الجودة العالية.

ومن خلال رفع معايير الجودة وتطوير منتجات ذات قيمة مضافة عالية، مثل زيت الزيتون البكر الممتاز العضوي، تستطيع تونس تعزيز التنافسية ونيل الاعتراف بزيتها في الداخل والخارج.

وبحسب ليزا باجلييتي، الخبيرة الاقتصادية ومديرة المشاريع في الفاو، فإن زيت الزيتون عنصر حيوي في الاقتصاد التونسي. تقول ليزا: "يمكن لزيت الزيتون أن يضيف قيمة كبيرة محلياً ويطور الصناعات والخدمات المكملة، مثل السياحة، ويدعم التوظيف في المناطق الريفية".

ويعمل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) معا لدعم هذا الطموح ومساعدة المنتجين، من المزارع العضوية الصغيرة إلى شركات الإنتاج الكبيرة، على تبني ممارسات متطورة في هذا القطاع.

أفضل الممارسات من أجل عائدات أفضل

يركز البرنامج المشترك للبنك الأوروبي والفاو على تدريب المنتجين على اتباع أفضل الممارسات المستدامة ومساعدتهم على انتاج أجود أنواع زيت الزيتون الممكنة. وحتى الآن ساعد البرنامج أكثر من 100 مزرعة ومعصرة زيتون على أن تكون أكثر تنافسية.

يقدم برنامج التدريبي المشورة للمنتجين حول كافة جوانب دورة الإنتاج، من إدارة مزارع الزيتون وحصادها إلى عمليات العصر واحتياجات التخزين.

ويقول فتحي كنزاري، مالك شركة التطوير والإنتاج الزراعي Société de Développement et de Production Agricole: "نحن نعمل في صناعة زيت الزيتون منذ العام 1988 ونوظف نحو 300 شخص لقطف الزيتون خلال موسم الحصاد، وبالتالي فإننا لاعبون عريقون في هذا القطاع. ساعدت جلسات التدريب مديرنا الفني على تعلم بعض المهارات والاتجاهات الجديدة، وهو ما عزز من قدراتنا وفاعليتنا".

وتقول زكية بلحاج، التي تدير مزرعة زيتون صغيرة تنتج ما يصل إلى 15,000 لتر من زيت الزيتون العضوي سنوياً، إن التحدي الذي تواجهه يكمن في ضمان أن يكون الإنتاج عضوياً في جميع مراحل  دورة الانتاج، من الحصاد إلى التعبئة في القوارير.

وتضيف: "مكنتني الجلسة التدريبية من تحسين معرفتي حول مكافحة الحشرات وإدارة الأمراض في نظام الزرع العضوي". كما تعلمت زكية من الدورة كيفية تحسين خصوبة التربة من خلال استخدام منتجات ثانوية كسماد.

الاستفادة من المنتجات الثانوية

وشمل التدريب، الذي ركز بشكل رئيسي على إدارة المزارع، إمكانية الاستفادة من المنتجات الثانوية، إذ أن معظم المنتجات الثانوية في عملية انتاج زيت الزيتون يمكن إعادة استخدامها بشكل مستدام. فالأغصان المتساقطة والأوراق يمكن أن تستخدم كسماد للتربة حول الأشجار، بينما يمكن استخدام الماء الذي يخرج من الزيتون عند عصره لفصل الزيت للري وكذلك كسماد لبساتين الزيتون.

وحتى بقايا ثمار الزيتون من بستان السيد فتحي كنزاري يمكن ضغطها على شكل قوالب تستخدم لتوفير الطاقة للمنشآت الصناعية أو لتدفئة المنازل.

إن استخدام جميع المنتجات الثانوية أمر جيد من الناحية الاقتصادية، ويمكن أن يساهم بخفض التكاليف بدرجة كبيرة، ناهيك عن توفير مصدر إضافي للدخل. ومن خلال الربط بين هذه الموارد والمعرفة الصناعية، سيكون بمقدور مزارعي الزيتون تحسين جودة زيت زيتون وتعزيز إنتاجية بساتينهم، مما يثمر عن توفير منتج أفضل للمستهلكين وإمكانية رفع هوامش الربح.

إجراء حوار لتعزيز هذا القطاع

وقاد البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية والفاو مناقشات منظمة بين جميع أصحاب المصلحة في القطاع، بمن فيهم صغار المزارعين وأصحاب المعاصر والمصدرين والمسؤولين الحكوميين، إذ من المهم أن يعمل جميع أصحاب المصلحة معاً، ليس فيما يخص موضوع الجودة فقط، ولكن أيضاً فيما يخص التوزيع وغيره من القضايا. وقد أفضى هذا الحوار التفاعلي إلى وضع خطة استراتيجية وتشغيلية من شأنها أن تساعد في توجيه أنشطة البنك الأوروبي والفاو.

وانطلاقاً من هذا الحوار، نُظِمَ مؤتمر رفيع المستوى في نوفمبر/تشرين ثاني 2017 في تونس، ضم 80 مشاركاً في هذا القطاع لمناقشة الابتكارات والتقنيات المختلفة وأهمية الجودة في الاستراتيجيات التجارية.

وسيسعى هذا القطاع - بمساعدة البنك الأوروبي والفاو - إلى معالجة المعوقات الرئيسية مثل التنظيم والتتبع وإصدار الشهادات والحصول على التمويل طويل الأجل وإيجاد بيئة سياسات داعمة.

وقال أنطوان ساليه دي شو، رئيس مكتب البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في تونس: "يساعد عملنا مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في وضع ممارسات مستدامة في القطاع على المدى الطويل، في الوقت الذي نعمل فيه معاً على مساعدة المشاريع المحلية على الاستعداد للاستثمار في مرافق الإنتاج والمعدات."

يجري حالياً تنفيذ مشروع تجريبي للتحقق من أثر اعتماد أفضل ممارسات الحصاد والعصر على نوعية وتوازن زيت الزيتون.