تجد رائدة الأعمال السيدة أسماء الرويسي على التلال المحيطة بمسقط رأسها في شمال تونس، المكونات التي يقوم عليها مشروعها التجاري. فهي من مدينة تستور القريبة من وادي مجردة، حيث تنمو مجموعة متنوعة من الشجيرات والأشجار والأزهار المحلية.
وتقول السيدة أسماء: "تلقيت تدريبات في مجالات تربية النحل، والنباتات العطرية والطبية، وطرق إضافة القيمة إلى منتجاتنا المحلية. وقد قادتني هذه المعارف، إلى جانب شغفي بالطهي، إلى إطلاق مشروعي الخاص في عام 2019، حيث أقوم بتحويل المنتجات المحلية إلى أغذية صحية".
وتركّز السيدة أسماء على ثلاثة منتجات تنمو بوفرة في منطقتها، والتي رغم قيمتها الغذائية العالية، لم تُستغل بالشكل الكافي، وهي: بذور أشجار الخروب، والمستكة، والسدر وثمارها. وتقول السيدة أسماء إنّ أسباب اختيارها لهذه المنتجات هي أسباب شخصية ومهنية على السواء.
وتوضح قائلة: "ابنتي مصابة بمرض السكري والداء البطني، لذا لا يمكنها تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر أو التي تحتوي على الجلوتين". وتضيف أن المنتجات الخالية من الجلوتين مكلفة ويصعب الحصول عليها في تونس. وتقول: "عندما كنت أبحث عن أغذية يمكن أن تكون مفيدة لها، اكتشفت الخصائص الغنية لهذه النباتات الثلاث".
ولذلك، قررت السيدة أسماء إنتاج نسخة من "البسيسة"، وهو طبق تقليدي يتكون عادة من القمح والمكسرات والبقوليات والتوابل التي تُطحن وتُحمّص ثم تتحول إلى مسحوق. ويخلط المسحوق مع المياه أو الزيت، وأحيانًا مع السكر أو العسل، ويستخدم لتحضير مهروسات ومشروبات شهية – وهو سلف قديم للعصائر الغنية بالبروتين التي تلقى رواجًا كبيرًا في يومنا هذا.
وتقدم البسيسة، مزينة بالفواكه الطازجة أو المجففة، على وجبة الإفطار لعائلة السيدة أسماء وللكثير من زبائنها الذين يبحثون عن بداية صحية ومغذية ليومهم.
وتقول السيدة أسماء: "يفضل المستهلكون هذه المنتجات الصحية، التي لا تحتوي على سكر مضاف والغنية بالفيتامينات والمعادن".
والأهم من ذلك، أن استخدام بذور الخروب المطحونة يجعل البسيسة التي تعدّها السيدة أسماء خالية من الجلوتين وأقل تكلفة، وبالتالي يسهل الحصول عليها.
وبالإضافة إلى ذلك، تتبنى السيدة أسماء ممارسات مستدامة عند جمع البذور والأزهار. وتقول: "باستخدام التقنيات الصحيحة، أتجنب إلحاق الضرر بالنباتات وأحافظ على هذه الموارد للأجيال القادمة".
وشاركت السيدة أسماء في برنامج "قطب مسرع الأعمال الزراعية"، وهو برنامج تابع لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) يدعم رواد الأعمال الشباب في مجال الزراعة وإنشاء مشاريع مربحة تفيد مجتمعاتهم والبيئة.
وبصفتها صاحبة أحد المشاريع الأكثر نجاحًا في البرنامج، مُنحت السيدة أسماء مطاحن جديدة، مما يعزز إنتاج البسيسة ويحسن وضعها في المستقبل.
