إن الترعرع على ساحل غوا أطلق عنان خيال السيدة Gabriella D’Cruz لاستكشاف الأحواض المدّية في بحر العرب. وعلى مر السنين، ظل هذا الشغف قائمًا، والآن بصفتها بطلة سلسلة الأغذية العالمية للشباب لعام 2022، فهي تكرّس نفسها لمساعدة المجتمعات الساحلية على الاعتماد على البحر في كسب عيشها.
وينصب غالب اهتمام السيدة Gabriella على إنتاج الأعشاب البحرية على نطاق صغير من أجل إفادة المنتجين والمستهلكين على المستوى المحلي. وبعد أن عملت كناشطة في مجال المحافظة على البيئة البحرية في أجزاء مختلفة من الهند، عادت إلى جذور طفولتها – أي غابات الأعشاب البحرية في ساحل غوا. وتدعم هذه النظم الإيكولوجية وجود مستوى عالٍ من التنوع البيولوجي، من الأسماك والقشريات إلى المحار والسلاحف. ولكن الأعشاب البحرية هي العنصر الأساسي للحفاظ على هذا التنوع البيولوجي. فهي تحتجز الكربون وتقلّل من تحمض المحيطات وتمتص العناصر الغذائية الزائدة.
وقد بدأت السيدة Gabriella وزملاؤها مشروعًا تجريبيًا يهدف إلى التصدي لاستخراج الموارد البحرية عن طريق زراعة الأعشاب البحرية وبلح البحر على أطواف عائمة مصنوعة من الخيزران. وإن الترويج للأعشاب البحرية كغذاء أساسي ليس بالمهمة السهلة ولكن للأعشاب البحرية، حسبما تشير إليه السيدة Gabriella، استخدامات عديدة في مجالات، مثل البلاستيك الحيوي، ومستحضرات التجميل، وعلف الحيوانات، وغير ذلك الكثير. ويحدو السيدة Gabriella الأمل، بفضل مؤسسة Good Ocean التي أسستها في عام 2020، في تأمين سوق موثوقة للأعشاب البحرية عالية الجودة بين أصحاب المطاعم المحليين العديدين الذين يبدون بالفعل اهتمامًا متزايدًا.
وتقول السيدة Gabriella "يوجد في الهند أكثر من 800 نوع من الأعشاب البحرية الصالحة للأكل التي يمكن إدراجها في أنماطنا الغذائية المحلية. وأؤمن إيمانًا راسخًا بأن التحوّل إلى منتجات غذائية متجددة، مثل استهلاك الأعشاب البحرية وبلح البحر، هو خطوة في الاتجاه الصحيح، عوضًا عن الاستمرار في المصايد الاستخراجية، مثل صيد الجمبري بشباك الجر."
وتدعم رئيسة العلماء في المنظمة، السيدة أسمهان الوافي، جهود السيدة Gabriella بشدة، وتشجعها على الحفاظ على شغفها وتنميته. وتتوخّى السيدة أسمهان وجود إمكانات هائلة لزراعة الأعشاب البحرية من أجل تنويع مصادر الأغذية، وتتطلّع إلى رؤية توسعها المستدام. وتدرك الحكومة الهندية أيضًا إمكانات زراعة الأعشاب البحرية، وقد اقترحت مؤخرًا استثمار 100 مليون دولار أمريكي في هذا القطاع.
وهناك احتمال كبير بأن يؤدي، يومًا ما، شغف طفولة بطلة الأغذية هذه إلى تغيير سبل العيش على ساحل غوا، بل وربما في مناطق أخرى.
