منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة

16 أكتوبر / تشرين الأول 2025

يوم الأغذية العالمي

السيدة Goretty Cueto Buelvas

"إن ما دفعني إلى البدء [بالمطعم الخيري] هو بالدرجة الأولى رؤية الأطفال يصابون بالأمراض بسبب الجوع."
14/08/2024

كولومبيا

ما فتئت مدينة كارتاخينا دي إندياز الكولومبية تشكّل وجهة رئيسية للسياح الذين يأتون إلى هنا لرؤية ثقافاتها وتقاليدها المتنوعة، والمشي في شوارعها المرصوفة بالحصى التي تضم منازل ملوّنة من الطراز الاستعماري والتنعّم بروح الفرح لدى سكانها. ولكن وراء هذا الجمال والبهجة، هناك واقع أكثر قسوة بالنسبة إلى العديد من الأشخاص؛ فمعدلات الفقر المدقع مرتفعة هنا، ووفقًا لدراسة استقصائية أُجريت في عام 2022، فإن ما يقارب نصف الأسر المعيشية في كارتاخينا يتناول أقل من ثلاث وجبات في اليوم. وينطبق هذا بشكل خاص على الأسر التي تعيش في مناطق مثل لا بوكويلا، وهي منطقة تقع على بعد حوالي 10 كيلومترات من وسط المدينة. وهي موطن للعديد من الأطفال المهاجرين الذين يعيشون في منازل مغمورة بأشجار المانغروف، ولا يحصلون على الغذاء المغذي الذي يحتاجون إليه لنموهم وتطورهم على أكمل وجه.

وتعيش السيدة Goretty Cueto Buelvas في مدينة كارتاخينا وقد راقبت الوضع لبعض الوقت وهي تفكر في طرق يمكنها من خلالها إحداث فارق في المجتمع. وأصبح اسم مبادرتها "Corazones Llenitos"، أو "القلوب الزاخرة"، وهي مطعم خيري يقدم وجبات صحية للأطفال المهاجرين وأمهاتهم من منطقة لا بوكيلا.

وإضافة إلى تقديم 3 وجبات مطبوخة في الأسبوع، تستضيف صالة الطعام تدريبات للآباء والأمهات حول طرق اكتساب عادات صحية وإعداد وجبات مغذية من دون إنفاق الكثير من المال.

وتقول "تكسر [الدورات التدريبية] الصور النمطية التي تعتبر أنّ تناول الطعام الصحي أمر مكلف".

وتوضح قائلة "إن أحد الجوانب التي دفعتني وعائلتي لبدء هذا العمل المجتمعي هو أننا كنا نرى بأنفسنا كيف كان هؤلاء الأطفال يصابون بالأمراض بسبب الجوع الذي كانوا يعانون منه".

وتساعد معارف السيدة Goretty وأصدقاؤها في تمويل المطعم الخيري، إضافة إلى مؤسسة Fundación Dremo، وهي منظمة تم إنشاؤها لدعم المبادرات الاجتماعية التي توفر أيضًا الكثير من المتطوعين الذين يعملون على تشغيل المطعم.

وهم يعملون معًا على دعم نحو 60 طفلًا وأمهاتهم، حيث يوفر المطعم للعديد منهم الوجبة الدافئة الوحيدة خلال اليوم.

وتقول السيدة Goretty "عندما تؤثر على طفل، فإنك تؤثر على أجيال بأكملها، لذا اذهب وأطعمهم".

وتقول "يمكننا جميعًا أن نزرع بذرة وأنّ نغير حياة الأشخاص في مجتمع ما. وهذا ما نفعله حقًا، إذ ندرك أن العمل الذي يقوم به شخص واحد يمكن أن ينير أيام الأطفال الذين يعيشون في حالات من الضعف الشديد".