منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة

16 أكتوبر / تشرين الأول 2025

يوم الأغذية العالمي

السيدة María Piñan

"بصفتنا نساء ننتمي إلى الشعب الأصلي، فنحن وصيَّات على البذور [و]حياة شعبنا وثقافته."
08/10/2024

إكوادور 

لا تقتصر الزراعة بأسلوب الأسلاف، بالنسبة إلى السيدة María Piñan، على الحفاظ على التقاليد فحسب.

إذ توضح السيدة María Piñan البالغة من العمر 38 عامًا، من مقاطعة كوتاكاشي في شمال الإكوادور: "إنها فعل مقاومة وحب للأرض".

"وبصفتنا نساء ننتمي إلى الشعب الأصلي، فنحن وصيَّات على البذور وحياة شعبنا وثقافته."

وتعمل هؤلاء النساء بشكل منظّم. فالسيدة María هي عضو في اللجنة النسائية المركزية التابعة لاتحاد منظمات الفلاحين والشعوب الأصلية في كوتاكاشي. وشهدت، على مرّ السنين، كيف نظّمت نساء مجتمعها أنفسهن للحفاظ على الأمن الغذائي والسيادة الغذائية من خلال صون البذور المحلية التي زرعها أجدادهنّ على مرّ قرون من الزمن، وهو ما يحافظ أيضًا على التنوع البيولوجي في أرضهنّ.

وتقيم النساء منذ عام 2003 معرضًا سنويًّا للبذور في كوتاكاشي يسمى مويو رايمي (Muyu Raymi)، وهو حيّز لثقافة منطقة الأنديز حيث يتبادل السكان الأصليون القادمون من أماكن قريبة وبعيدة أصنافًا قديمة من المحاصيل مثل الذرة والفاصوليا. ولا يقتصر دور هذا المعرض على الحفاظ على الهوية الثقافية لمجتمعات الشعوب الأصلية فحسب، بل يضمن أيضًا حصول هذه المجتمعات على أغذية صحية.

ويُعدّ المعرض أيضًا عنصرًا رئيسيًّا في الحفاظ على "تشاكرا الأنديز" وهو نظام زراعي تقليدي يتبعه السكان الأصليون، ويُعتبر أساسًا للممارسات القديمة في الطهي والطب والطقوس التي تعبّر عن الشكر للأرض الأم، "Pachamama".

وفي عام 2023، حصل هذا النظام على اعتراف منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة) بصفته واحدًا من نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية.

وتقول السيدة María: "إنّ التصنيف كنظام تراث زراعي ذي أهمية عالمية لا يخص البلاد فحسب، بل يخص أيضًا الزراعة الأسرية الفلاحية والنساء الريفيات".

وعلى مر السنين، تمكّنت النساء من بناء قدراتهن كمنتجات، بدعم من مرفق الغابات والمزارع الذي يقدم الدعم المالي والمساعدة الفنية لمنظمات المنتجين الحرجيين والزراعيين التي تملك نظمًا إيكولوجية زراعية متنوعة، مثل اتحاد منظمات الفلاحين والشعوب الأصلية في كوتاكاشي.

وقد سلّط هذا التمويل الضوء على جهود النساء وأقرّ بما يقمن به من عمل. ومكّن النساء أيضًا من إضافة قيمة إلى منتجاتهن وتحسين تسويق سلع الأنديز. وأدى كل هذا إلى تعزيز سبل عيشهن وجعل نظامهن الزراعي والغذائي أكثر استدامة من خلال الحفاظ على الطبيعية المحلية.

وتسعى الآن السيدة María والنساء الأخريات في اتحاد منظمات الفلاحين والشعوب الأصلية في كوتاكاشي إلى نقل هذه المعارف إلى الجيل الجديد، وقد هيّأن حيّزات لزيادة الوعي بين الشباب حول أهمية الحفاظ على "تشاكرا الأنديز" والإرث الغذائي الزراعي.

وتختتم María بالقول: "ترِث فتياتنا ونساؤنا حكمة تشاكرا الأنديز لضمان سيادتنا الغذائية".