خلال السنوات التي عاشها السيد Ricardo Frugoli في مدينة ساو باولو في البرازيل، قام بإخراج النفايات من منزله مئات المرَّات. ولكنه لم يكن يعرف مصير تلك النفايات بعد أن يتخلّص منها إلا عندما أجبرته جائحة كوفيد-19 على ملازمة منزله لفترات طويلة.
وعندما أصبح لديه وقت أطول لمراقبة محيطه، لاحظ تهافت النفوس اليائسة على أكياس القمامة بحثًا عن بقايا الطعام. وكان ذلك بمثابة نداء صحوة للسيد Ricardo، وهو باحث في مجال الأغذية وأستاذ حاصل على درجتي ماجستير ودكتوراه في فنون حسن الطعام والضيافة والمطبخ البرازيلي، من أجل إطلاق مشروع يهدف إلى مساعدة المشردين في مدينة ساو باولو.
وفي الشهر نفسه، وبمساعدة من زوجه السيد Wesley ومجموعة من المتطوعين، بدأ بإعداد وجبات الغداء في شقته وبتوزيعها على المشردين في حيّه. وظلَّ مشروع الوجبة التضامنية (Marmita Solidária)، وهو الاسم الذي أطلق على المبادرة، يعمل على مدى سبعة أشهر في عام 2020 وقدّم أكثر من 000 20 وجبة للأشخاص الذين كانوا يفترشون الشوارع في ذروة الجائحة.
ويقول السيد Ricardo: "علينا أن نلتفت إلى من هم من حولنا وأن نبدأ العمل من أحيائنا". ويضيف: "[علينا أن] نحدّ من الجوع من خلال الأغذية الكريمة".
وبينما كان يعمل على إعداد مشروع الوجبة التضامنية، تلقّى أخبارًا مفادها أن مخبزًا تقليديًّا سيغلق أبوابه ويرغب في التبرع بمعداته. وسرعان ما وُلد مشروع "خبز سكّان الشوارع" (Pão do Povo da Rua)، وهو مبادرة جديدة تهدف إلى خدمة المزيد من الأشخاص.
وفي تلك الفترة، كانت مدينة ساو باولو تواجه أزمة تشرّد غير مسبوقة حيث كان نحو 000 50 شخص بلا مأوى. ويساعد المشروع، الذي لا يزال قائمًا حتى اليوم، نحو 800 1 شخص يوميًّا، حيث يقدم لكل منهم قطعتين من الخبز وقطعة حلوى وكوبًا من الحليب الدافئ.
ومن أجل توفير عدد كاف من الأيادي العاملة، دعا السيد Ricardo بعض الأشخاص المستفيدين من المشروع للعمل في المخبز. وأدّى ذلك إلى ظهور متطلبات داخلية جديدة لدعم هؤلاء الموظفين الجدد، إذ كان العديد منهم بلا مأوى وبعضهم يعاني من الإدمان. ونتيجة لذلك، أصبح المشروع مكانًا يجد فيه الأشخاص دعمًا إضافيًّا للعثور على مسكن، والحصول على الرعاية الصحية الجسدية والنفسية والمساعدة القانونية والتعليم والثقافة.
ويضطلع اليوم نحو 80 شخصًا بمهام إعداد الطعام والتدريب والتنظيم، وفي شهر أبريل/نيسان 2024، قدموا الوجبة رقم 2 مليون، التي شكّلت إنجازًا مهمًّا. وحقّق المشروع إنجازات موازية حيث توقف العديد من الأشخاص عن تعاطي المخدرات واستعادوا مكانتهم في المجتمع.
ويقول السيد Ricardo: "من الجميل أن ترى أشخاصًا كانوا يفترشون الشوارع وقد تعافوا الآن بفضل التدريب المهني في مجال المخبوزات وأن يتناول الأشخاص اليوم خبزًا صنعه من كانوا في السابق بلا مأوى".