كانت السيدة Seleni Grajalesتقضي أيامها في انشغال دائم. ولكن منذ عام 2022، زادت مشاغل مديرة المدرسة هذه من بليز، فأصبحت تبدأ يومها في مطبخ مدرستها لتتابع تحضير وجبات الغداء لإطعام 130طالبًا تحت رعايتها.
وعلى غرار الكثير من المدارس في هذا البلد الواقع في أمريكا الوسطى، ظلَّت مدرسة سانتا مارثا الابتدائية الحكومية القريبة من بلدة أورانج ووك تعمل لسنوات من دون وجود كافيتيريا فيها. وكان الطلاب يعودون في وقت الغذاء إلى منازلهم لتناول الطعام، مما شكّل إرباكًا لآبائهم الذين وجب عليهم التواجد في المنزل لاستقبالهم وأثار أيضًا قلق المدرسين الذين كانوا يعلمون أن جميع الأطفال لن يحصلوا على وجبة كافية.
وتتذكّر السيدة Seleni، فتقول: "كان الكثير من الطلاب يذهبونإلى المنزل ولا يجدون شيئًا لتناوله؛أو [يتناولون] طعامًا بسيطًا كالفاصوليا والأرزّ- من دون خضروات".
وتضيف: "كانوا يعودون إلى المدرسة ويفقدون تركيزهم لأنهم كانوا يشعرون بألم في البطن". كماأن الكثير من الأطفال كانوا يعانون من تأخر النمو وانخفاض الوزن.
ولكنّ هذا الوضع تغير عندما أنشأت السيدة Seleni أول حديقة ومطبخ في المدرسة قبل عامين. وتوضح قائلة: "نزرع في الحديقة ما نحتاج إليه لإعداد الوجبات: الطماطم والملفوف والكزبرة".
ولا تزرع المدرسة كل ما هو على قائمة الطعام، ولكنها تنتج ما يكفي لخفض الكلفة. وعلاوة على ذلك، تقول السيدة Seleni إنّ الحديقة هي مختبر رائع يتعلّم فيه الطلاب.
إذ يقضي طلاب الصفيْن المتقدميْن، اللذين تتراوح أعمارهم بين 11 و13عامًا، ساعة يوميًّا في حديقة المدرسة تحت إشراف السيدة Seleniومعلمين آخرين. وهناك، يلاحظ الطلاب المراحل المختلفة لنمو النباتات ويتقنون مهارات أساسية في البستنة يمكنهم تطبيقها من ثمّ في المنزل؛ ويتعلمون عن الآفات وأساليب العناية العضوية بالنباتات، وعن سلسلة الأغذية والأنماط الغذائية الصحية، مما يساعدهم على فهم كيفية استفادة أجسامهم من المحاصيل التي يزرعونها.
وتقول السيدة Seleni: "نلاحظ انخفاضًا في معدلات الغياب لأن الطلاب يعلمون أنهم سيحصلون على وجبة طعام في المدرسة. ولأول مرة على الإطلاق، لدينا هذا العام 14طالبًا من أصل 18في الصف سيلتحقون بالمرحلة الثانوية".
وعلاوة على ذلك، بات المزيد من الآباء يعملون، لأنهم أصبحوا قادرين على ترك أطفالهم في المدرسة لتناول وجبة الغداء، مما وفر لهم استقرارًا ماليًا أكبر.
وقد حصلت مدرسة السيدة Seleniعلى دعم من مبادراتحكومية مختلفة ومن منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة)، مما ساعد المدرسة على إنشاء الحديقة والمطبخ في إطار البرنامج الوطني الجديد للتغذية المدرسية.
وتؤكّد السيدة Seleni: "إن الغذاء يسير جنبًا إلى جنب مع النمو والتعليم. وبما أنهم يتناولون طعامًا صحيًا، أصبحوا يرغبون في قضاء وقت أطول في المدرسة، ومواصلة تعليمهم".