Table Of ContentsPrevious Page



ألفية متحررة من الجوع

دعا الســيد جاك ضـيوف المديــر العام لمنظمـــة الأغذيــــة والزراعة، بمناسبة يوم الأغذية العالمي الموافـق 16 أكتوبر/تشرين الأول 2000، الأفراد، وزعماء العالم، ومنظمات المجتمع المدني، ومؤسسات القطاع الخاص، والمزارعين، والمجموعات على مستوى القواعد الشعبية, الى أن تتكاتف معا في الكفاح ضد الجوع وسوء التغذية. فلتحقيق هدف مؤتمر القمة العالمي للأغذية, الذى عقد فى عام 1996, يتعين انتزاع 20 مليون نسمة من بين براثن الجوع سنويا خلال السنوات الخمس عشرة القادمة.

ويتضمن هذا العدد من نشرة "الأغذية والتغذية والزراعة" طائفة عريضة من الأعمال التي يمكن أن تقدم يد العون للجهود التي تبذل لاستئصال الجوع. ومن المعروف أن تحسين طرق ووسائل العمل المباشر مع الأسر, التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي, يعتبر عنصرا هاما في هذا المجال. فلقد ظلت عملية رصد النمو تُمارس لعقود عديدة على يد العاملين في مجال الصحة على مستوى المجتمع المحلي في البلدان النامية. ويبين بعض المؤلفين الكيفية التي يمكن بها زيادة فعالية الأساليب المستخدمة في تقييم حالة النمو لدى الأطفال. إذ يبين تقرير عن مشروع للأمن الغذائي الأسري, نفذ مؤخرا في فيتنام, الطريقة التي يمكن بها الجمع بين الرصد واستراتيجيات تحسين المعارف التغذوية لدى المعنيين بالأمر, وزيادة كمية ونوعية الأغذية المتاحة على مستوى الأسر الريفية. فى حين يحث مؤلفون آخرون العلماء العاملين في مجال الزراعة والتغذية على أن يستخدموا ملكاتهم الخلاقة في تحسين الإنتاج الغذائي في المناطق التي تتعرض للإهمال في كثير من الأحيان, حتى يمكن زيادة الإمدادات الغذائية المحلية, ولكي توفر المتحصلات الغذائية قدرا أكبر من المنافع الصحية.

وتتطلب عملية تحقيق الأمن الغذائي لجميع الناس في جميع الأوقات التوصل إلى مستحدثات في مجال إنتاج الأغذية، وتحسين المعارف عن التغذية وسلامة الأغذية، وفهم أسباب الفقر, وزيادة امكانيات التوعية, والتشجيع على تغيير السلوك, والالتزام السياسي وتوفير الموارد لدعم هذه النشاطات. ويأمل المشرفون على تحرير هذه النشرة في أن يجد القارئ هذه النماذج للعمل مفيدة، ومصدر الهام لبذل المزيد من الجهود لتحقيق ألفية متحررة من الجوع.



التحديات العلمية والأخلاقية في مجال الزراعة لتمكينها من تلبية احتياجات الناس


L.O. Fresco


لقد شهدت ساحة العلم تغييرات جذرية، وزاد اهتمام الناس بالعلوم الزراعية. ويحدد المؤلف الاتجاهات العالمية في الإنتاج الزراعي, ويعرض بعضا من المشكلات الأخلاقية التي تواجه العلماء. ففي حين تجاوز الإنتاج الغذائي الزيادة السكانية خلال السنوات الخمس والثلاثين الماضية، مازال هناك 790 مليون نسمة في البلدان النامية و34 مليون نسمة في البلدان المتقدمة يعانون نقص الأغذية. ولا يمكن أن يشعر العلماء بالارتياح إزاء التطبيق غير المتساوي لتكنولوجيات الإنتاج المحسنة.

وهناك الكثير من المسائل التى يجب أن تتناولها العلوم الزراعية: فالمساهمة في تخفيف وطأة الفقر، وتوفير الغذاء الكافي، والوجبة المتوازنة للسكان المتزايدين، تتطلب تطوير النظم المحصولية المكثفة التي لها تأثيرات مفيدة أو, على الأقل, غير ضارة بالبيئة. وتسلط الأضواء على خمس قضايا علمية هي: الاستخدام الرشيد للأراضي والمياه، والحاجة إلى الاستفادة من التنوع الوراثي وزيادة استخدام الأنواع المهملة، وتطبيق مناهج تتسم بقدر أكبر من الطابع العملي والتكاملي إزاء البحوث، والتكنولوجيات الحيوية، والشفافية في المعلومات واتخاذ القرار.

وتوفر الزراعة خدمات للمجتمع تتجاوز مجرد إنتاج الطاقة والمال. فالزراعة بحكم طبيعتها تتعامل مع السلع والاهتمامات العامة. وينظر العالم اليوم إلى علوم الزراعة على أنها معزولة، ولم تنجح فى حماية صحة الإنسان, وساعدت على تدمير الريف. وتعنى التنمية القطرية المتوازنة المحافظة على سبل معيشة وتقاليد أهل الريف لإبقاء المناطق النائية صالحة للعيش. ومن ناحية أخرى، فإن نظم استخدام الأراضي متعددة الأغراض تشير أيضا إلى ظهور عصر صنع القرار على أساس لامركزي وبمشاركة السكان. ويتعين على العلماء توفير أساس علمي موضوعي، بما في ذلك المؤشرات عن التأثيرات البيئية والاقتصادية والاجتماعية، لإتاحة المجال أمام اتخاذ القرارات الملائمة بشأن التنمية الزراعية المتوازنة.



رصـد نمـو الأطفال: مـوضـوع فـى طـى النسيـان


D. Morley و M. Elmore-Meegan


بدأ العمل بنظام رصد النمو خلال الستينات ثم انتشر في مختلف أنحاء العالم في السبعينات. الا أن الاهتمام بهذا النظام انخفض في الثمانينات, فقد أظهر تحليل مردودية التكاليف أنه لا يوجد دليل على أن هذا النظام يمكن أن يسهم فى تحسين صحة الأطفال الصغار, لدى مقارنته بعمليات التحصين ومعالجة الجفاف عن طريق الفم. ونادرا ما تشير الدراسات الحالية عن التغذية وصحة الطفل إلى نظام رصد النمو.

وقد اتضحت أسباب فشل نظام رصد النمو عندما أشار المعنيون بالتعليم الأولى إلى التعقيدات التي تنطوي عليها عملية وضع الرسوم البيانية ذات الصلة, واتخاذ القرارات بناء على التغيرات التى تسجلها هذه الرسوم. ويقدم المؤلفان طريقة جديدة لقياس وتسجيل نمو الأطفال, يمكن تنفيذها على مستوى المجتمع المحلي بدلا من العيادات الطبية. فالأمهات يشاركن, فى ظل هذه الطريقة, بنشاط في وزن أطفالهن. وعندما استخدمت الأمهات الأميات نظام التسجيل المباشر الجديد، ورسمن منحنى النمو الخاص بأطفالهن، أدركن تماما أهميته. ويمكن تبادل هذه المعارف الجديدة بين الجدات والأمهات. ويقدم البحث الذي أجرى في كينيا بعض القرائن على أن الأمهات يتخذن تدابير فعالة لاستعادة نمو أطفالهن عندما يلاحظن أى انخفاض فى نموهم.



تقييم المخاطر الناجمة عن الأخطار الميكروبيولوجية فى الأغذيـة: منهـج دولــى


S. Cahill


يتزايد وعي المستهلكين في الوقت الحاضر بجودة الأغذية وسلامتها، فضلا عن المخاطر والتحديات الجديدة الناشئة عن التغييرات في إنتاج الأغذية وحالات الطوارئ الغذائية، وظهور, أو عودة ظهور, العناصر الممرضة التي تحملها الأغذية. وقد ضاعف التوسع في التجارة الدولية بالأغذية من مخاطر العناصر الممرضة التي تنتشر من مراكز الإنتاج الأصلية إلى أماكن بعيدة.

وقد تطورت عملية تحليل المخاطر المحيطة بسلامة الأغذية خلال العقد الأخير في إطار هيئة الدستور الغذائي. وزادت أهمية هذا التحليل منذ الموافقة على اتفاقية تطبيق تدابير الصحة والصحة النباتية عام 1995. وتقدير المخاطر عنصر من عناصر تحليل المخاطر، حيث يمثل استراتيجية شاملة لمعالجة المخاطر التي تشمل أيضا إدارة المخاطر والإبلاغ عنها. ووفقا لتعريف هيئة الدستور الغذائي، فإن تقدير المخاطر عملية تستند إلى العلم وتتألف مــن الخطــوات التالية: (1) تحديد الأخطار؛ (2) تصنيف الأخطار؛ (3) تقييم مدى التعرض للأخطار؛ (4) تصنيف المخاطر.

وقد عكفت منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية على تنفيذ برنامج من الأعمال ذات الصلة بالجوانب الميكروبيولوجية للسلامة الغذائية لمعالجة عملية تقدير المخاطر الميكروبيولوجية على وجه الخصوص. ويستعرض المؤلف القرارات التي اتخذتها مشاورات الخبراء الأخيرة, ويشرح استراتيجية وآلية معالجة عملية تقدير المخاطر الميكروبيولوجية على المستوى الدولي. ويهدف هذا البرنامج المشترك إلى تقديم عرض واضح للآراء العلمية المتعلقة بالمعارف ذات الصلة بتقدير المخاطر الميكروبيولوجية، ووضع الوسائل الكفيلة لاجراء تقدير سليم للمخاطر الكمية الناجمة عن اجتماع السلع والعناصر الممرضة. ويمكن الاطلاع على هذه المعلومات, التى يجرى اعدادها حاليا, عن طريق موقع المنظمة على شبكة الانترنت. ويركز هذا العمل فى الوقت الحاضر على التوليفات التالية من السلع والعناصر الممرضة: السالمونيلا في دجاج الشواء، والسالمونيلا في البيض، والليستيريا في الأغذية الجاهزة.



الفوائد المحتملة من استخدام الأسماك في تغذية الأم والجنين والرضيع: استعـراض للـدراسات


E. O. Elvevoll و D. G. James


تتأثر صحة الكثير من الفقراء من نقص الأحماض الدهنية n-3، والأحماض الأمينية والمعادن والفيتامينات. وثمة تركيز للبحوث على التأثيرات المحتملة لإدراج الأحماض الدهنية الأساسية المستمدة من الأسماك في الوجبات الغذائية للنساء في سن الحمل. فمن الضروري توافر كميات كافية من الدهون الغذائية للمحافظة على الصحة. ومن المهم بصورة خاصة أن يكون ذلك قبل وخلال الحمل والرضاعة. واستهلاك الأحماض الدهنية الأساسية مهم لنمو الرضع وتطورهم الطبيعي. فأكثر الفترات حساسية لنمو الأعصاب هي فترة نمو الأجنة. والأمر المرجح هو أن يؤدي تعزيز مفهوم النظام الغذائي, أو تدعيم الوجبات الغذائية للنساء في سن الحمل (وأسرهن), قبل وخلال دورات هذا الحمل, بدلا من الانتظار حتى ولادة الأطفال, إلى التمتع بصحة جيدة مستدامة. غير أن القرائن التي تبرر مثل هذا التدخل متضاربة. ويقدم المؤلفان استعراضا واسع النطاق للدراسات العلمية الجارية, ويحددان الحاجة إلى إجراء المزيد من البحوث التطبيقية, وخاصة في أفريقيا.

فالذرة هى الغذاء الأساسي للسكان في كثير من البلدان الأفريقية. وفي حين أن النقص في الأحماض الأمينية الأساسية، والفيتامينات، والمعادن, والسعرات الحرارية, في النظم الغذائية المعتمدة على الذرة كان موضع دراسات واسعة النطاق، فإن المحتوى غير المتوازن وغير الكافي من الأحماض الدهنية الأساسية لم يحظ بنفس الاهتمام. ويتطلب الأمر إجراء دراسات عن استهلاك الأغذية, لتفهم إمكانية استكمال النظم الغذائية المعتمدة على الذرة بالأحماض الدهنية الأساسية المستمدة من الأسماك, والتشجيع على استهلاك الأغذية الغنية بالأحماض الدهنية n -3، مثل الخضر ذات الأوراق الخضراء، والبقول, والأسماك, وغير ذلك من الأغذية البحرية. وقد تهدف دراسة التدخلات إلى استكمال النظام الغذائي المعتمد على الذرة بالأحماض الدهنية n-3 وبغير ذلك من المغذيات التى لا تتوافر فى هذه النظـم, مثل الفيتامينات ( "أ" و "ب" ] الثيامين والنياسيـن والريبوفلافين والفولات[ وفيتاميـن "جـ" ) والمعادن (الكالسيـوم والزنك والحديـد واليود, والى حـد ما المغنيسيوم). وعلاوة على معالجة النقص الناجم عن النظام الغذائي غير المتوازن، قد تكون الأهداف الأخرى للعناصر التكميلية هي استعادة المغذيات التي فقدت أثناء تجهيز الحبوب للحصول على الدقيق, أو استخدام تكنولوجيات جديدة لحماية المغذيات خلال التجهيز. ويتعين تحليل ودراسة نطاق قضايا السلامة لتلافي مخاطر التأثيرات المعاكسة على الصحة. وأخيرا، يتعين تحليل خصائص المنتجات, مثل تفاعل كل مستحضر تكميلي وآثاره المحتملة على استقرار العناصر التكميلية, فضلا عن مدى توافره في الأسواق وتكاليفه.



تقرير عن مشروع التغذية والأمن الغذائي الأسري فى فيتنام


K. Vliegen


قد يكون للبرامج التي تجمع بين التوعية التغذوية والحدائق المنزلية والإنتاج الحيواني تأثير إيجابي مستدام على تغذية الطفل والأمن الغذائي الأسري. ففى المناطق الريفية فى فيتنام يعاني نحو 45 في المائة مـن الأطفــال و 40 في المائة من النساء من سوء التغذية. وسعيا إلى تحسين التغذية وتعزيز الأمن الغذائي الأسري، نُفذ مشروع رائد مدته ثلاث سنوات, اعتبارا من مارس/آذار 1997 وحتى يونيو/حزيران 2000. وجمع هذا المشروع بين التوعية التغذوية ونقل التكنولوجيا الزراعية الصغيرة إلى الأسر التي تعاني انعدام الأمن الغذائى والتي لديها أطفال مصابون بسوء التغذية. وتمثلت الاستراتيجية في توفير التدريب, وتقديم المنح الصغيرة لبعض الأسر التي تم تحديدها بصورة واضحة ومراقبتها عن كثب. وقدمت المساعدة لاثنتي عشرة ألف أسرة فقيرة، لدى كل منها طفل واحد على الأقل يعاني من سوء التغذية. وعلاوة على ذلك، قدم التدريب لنحو 800 1 مرشد من مرشدي المجتمعات المحلية، وموظفي المناطق والمقاطعات، وعلى مستوى البلد من وزارتي الزراعة والصحة والاتحاد النسائي. كما قدمت حوافز صغيرة للشبكات الاجتماعية.

وأجريت مسوحات أساسية صغيرة, ومسوحات متابعة كل سبعة أشهر في 1999, لتقييم النموذج المعمول به. وعلاوة على ذلك، نفذت عملية رصد دقيقة للنمو خلال الدراسة. وشملت العينات 40 طفلا من الأسر المستهدفة في كميونات المشروع, و 20 طفلا في كميون المشاهدة. وأجريت مقابلات مع المشرفين على هؤلاء الأطفال لتحديد درجة سوء التغذية، ووتيرة التغذية، والمنتجات الغذائية التي تقدم لهم, والتغيرات في أساليب التغذية، ومدى الوعي بالحالة التغذوية, ووزن الأطفال، وفهم الوسائل المستخدمة, وعناصر الوجبة المغذية. وقد زادت معارف الأفراد الذين يتولون رعاية الأطفال في الكميونات التي نفذ فيها المشروع, فيما يتعلق بمستويات نمو الأطفال.

وخلص تقييم مستقل للمشروع, إلى أنه حقق مردودية تكاليفه, وكان مبتكرا ومرنا وملائما. وسوف يستفيد من الدروس, التى أسفر عنها هذا المشروع, مكتب دعم عمليات نقل تكنولوجيا الأمن الغذائي الأسري الجديد في فيتنام، وهو المكتب الذي يسعى إلى توسيع نطاق تطبيق هذا النموذج ليشمل مناطق أخرى.

Top Of PageTable Of Contents