الصفحة السابقة بيان المحتويات الصفحة التالية

إنشاء صندوق متجدد الموارد لغرض تنفيذ قرار مراكش الخاص بالبلدان الأقل نمواً والبلدان النامية المستوردة الصافية للغذاء  (1)

ملخص تنفيذي

الغرض من الصندوق متجدد الموارد - سيوفر هذا الصندوق تسهيلات لتقديم القروض لمواجهة صعوبات التمويل قصيرة الأجل التي قد تواجهها البلدان الأقل نمواً والبلدان النامية المستوردة الصافية للغذاء في تمويل المستويات المعتادة من الواردات التجارية من المواد الغذائية الأساسية، ويقال إن هذا التمويل لا يتطلب مبررات بخلاف وجود دلائل على حدوث زيادة مفرطة في قيمة الواردات.

حجم الصندوق متجدد الموارد – المعيار الرئيسي الذي يحدد حجم الصندوق هو المستوى الحدي الذي سيقع عليه الاختيار لتعريف الزيادة المفرطة في قيمة الواردات الغذائية. وعلى افتراض أن التغطية ستكون بنسبة 25 في المائة، أي أن قيمة الواردات الغذائية التي تتجاوز نسبة 125 من المستويات المعتادة تعد من قبيل الزيادة المفرطة، فإن بداية الصندوق بمنحة مبدئية بمبلغ مليار دولار ستكون كافية للسنوات "المعتادة". وبالإضافة إلى ذلك، سيكون من اللازم وجود أموال إضافية أو احتياطية لدعم موارد الصندوق في السنوات التي ترتفع فيها الأسعار إلى مستويات حادة، وتُقدر هذه الأموال الإضافية بمبلغ مليار دولار أخرى. ومع ذلك، تعاد المبالغ الأخيرة إلى الجهات التي ساهمت بها خلال سنتين أو ثلاث سنوات من تاريخ الحصول على القروض الاستثنائية. وبالتالي، سيكون مجموع صافي المساهمات في الصندوق المتجدد مليار دولار أمريكي بالإضافة إلى تعهد (في شكل "سندات إذنية" أو في أي شكل آخر مماثل) بتوفير موارد احتياطية تقدم على شكل قروض عند حدوث ارتفاع حاد في الأسعار.

تحديد حد أقصى للمسحوبات من الصندوق متجدد الموارد – تلافياً لاحتمال أن لا يكون إجمالي الموارد المتاحة للصندوق (بما في ذلك الأموال الاحتياطية التي ستكون تحت الطلب) كافياً لتغطية طلبات القروض في السنوات التي ترتفع فيها الأسعار بشكل استثنائي، سيكون من اللازم تحديد حد أقصى للمسحوبات. وبالتالي، فإن الحد الأقصى للمبالغ التي تتعهد الجهات المساهمة بوضعها تحت الطلب سيبقى ثابتاً تقريباً، أي أنه لن يتجاوز مليار دولار أمريكي في الفترات التي ترتفع فيها الأسعار بشكل استثنائي (ويمكن أن تكون هذه الفترات سنة أو عدة سنوات). وأحد الخيارات لتحديد حد أقصى للمسحوبات توزيع حجم القروض الإجمالية – في السنوات التي ترتفع فيها الأسعار بشكل استثنائي – على جميع البلدان التي من المحتمل أن تلجأ إلى الاقتراض من الصندوق، بشكل تناسبي. وهناك خيار آخر وهو إدخال عنصر للمعاملة الخاصة والتفضيلية بحيث يوضع حد أقصى للقروض التي تحصل عليها البلدان النامية المستوردة الصافية للغذاء ولكن دون أن يطبق هذا الحد الأقصى على القروض التي تحصل عليها البلدان الأقل نمواً.

مكان وجود الصندوق متجدد الموارد – من المتصور قيام إحدى المؤسسات المالية الحالية التي تتوافر لها القدرات اللوجستية والبشرية والخبرات اللازمة، بإدارة أموال الصندوق. وقد يكون من المرغوب أيضاً أن تكون لدى هذه المؤسسة خبرة بتمويل برامج التنمية الزراعية في البلدان التي من المحتمل أن تستفيد من الصندوق. ويعد الصندوق الدولي للتنمية الزراعية إحدى المؤسسات التي تنطبق عليها هذه المعايير.

1- فـكرة عامـة

أصدر المجلس العام لمنظمة التجارة العالمية قراراً، في 15 ديسمبر/كانون الأول 2000، تعَهَد بموجبه إلى لجنة الزراعة بمنظمة التجارة العالمية بدراسة السبل الممكنة لتحسين فعالية تنفيذ قرار مراكش الوزاري بشأن الآثار السلبية المحتملة لبرنامج الإصلاح على البلدان الأقل نمواً والبلدان النامية المستوردة الصافية للغذاء. وفي هذا السياق، تقدمت مجموعة من 16 بلداً من البلدان النامية الأعضاء في منظمة التجارة العالمية، في 25 أبريل/نيسان 2001، باقتراحات تدعو إلى عدة أمور منها إنشاء صندوق متجدد الموارد مشترك بين الوكالات، يقوم على عنصرين(2)، هما:

"العنصر الأول، وهو العنصر المتغير من الصندوق (يشمل تسهيلات التمويل الحالية و/أو الجديدة، حسب مقتضى الحال) سيكون لضمان توفير التمويل المناسب بشروط مُيسرة للبلدان النامية المستوردة الصافية للغذاء والبلدان الأقل نمواً في الأوقات التي ترتفع فيها الأسعار في السوق العالمية". ويستخدم العنصر الثاني، وهو العنصر الثابت من الصندوق متجدد الموارد في "توفير مساعدات تقنية ومالية للبلدان الأقل نمواً والبلدان النامية المستوردة الصافية للغذاء لتنفيذ مشروعات معينة ترتبط بتحسين الإنتاجية الزراعية ومرافق البينة الأساسية المتصلة بذلك... زيادة على الأنشطة المعتادة الثنائية ومتعددة الأطراف من جانب الجهات المانحة في هذا المجال".

وقد نظمت منظمة الأغذية والزراعة، في سبتمبر/أيلول 2001، اجتماعاً غير رسمي لخبراء من العديد من المنظمات الدولية(3) لمناقشة طبيعة الصندوق المقترح وطريقة تشغيله. ويلخص القسم الثاني وجهات النظر التي أعرب عنها الخبراء في هذا الاجتماع. أما القسم الثالث فيستعرض طبيعة العنصر المتغير من الصندوق المقترح، بما في ذلك قاعدة الموارد المخصصة له وطريقة عمله. ولا تتناول هذه المذكرة العنصر الثابت من موارد الصندوق المقترح.

2. ملخص ما دار في مشاورة الخبراء غير الرسمية التي نظمتها منظمة الأغذية والزراعة في سبتمبر/أيلول 2001

أسفرت المناقشات التي أجراها الخبراء في المشاورة التي عقدت في شهر سبتمبر/أيلول 2001، وفي المشاورات الأخرى التي جرت في جنيف في شهر مارس/آذار2001(4)، عن تحديد عدد من القضايا المتصلة بترشيد الصندوق المتجدد والغرض منه، وكيف يتسنى له أن يعمل في مجال التطبيق وأفضل طرق استخدام موارده. ويتناول القسم التالي هذه القضايا بالمناقشة.

الغرض من الصندوق المتجدد هو توفير مرفق للإقراض لمواجهة صعوبات التمويل قصيرة الأجل التي قد تواجهها البلدان التي تنطبق عليها شروط الاقتراض في تمويل المستويات المعتادة من واردات المواد الغذائية الأساسية بالشروط التجارية. وسوف تستخدم القروض التي يمنحها الصندوق في تعويض التكاليف الزائدة في قيمة الواردات الغذائية التي تتجاوز المستويات المعتادة. وقد حددت المناقشات طريقتين للاقتراض من الصندوق المتجدد هما: الاقتراض اللاحق للاستيراد، أي بعد أن يكون البلد قد استورد احتياجاته بالفعل من موارده الخاصة، والاقتراض السابق على الاستيراد، أي أن يتم الاقتراض في الوقت الذي يستورد فيه البلد احتياجاته. وكلا الطريقتين لهما مدلولاتهما من حيث موقف البلد وقدرته فيما يتعلق بتدبير الموارد اللازمة لتلبية احتياجاته من الواردات وكذلك من حيث الشروط التي قد تُوضع على السحب من الصندوق المتجدد.

وحيثما يكون الاقتراض لاحقاً للاستيراد، في السنة التي يحدث فيها ارتفاع شديد في قيمة الواردات، تكون الشروط الخاصة بالسحب من الصندوق قد تحققت بالفعل إذا كان قد حدث بالفعل إنفاق إضافي للحصول على الواردات الغذائية الإضافية. وهذا هو الشرط الرئيسي لاستخدام موارد الصندوق المتجدد ويكون هذا الشرط قد تحقق بحكم تعريفه – أي أن القيمة الفعلية للواردات الغذائية قد تجاوزت مستوىً معيناً. وهكذا فإن مجرد وجود الحق في السحب من موارد الصندوق يوفر ضماناً بأن الحكومات يمكنها أن تحصل على تمويل بشروط مُيسرة إذا تجاوزت قيمة الواردات الغذائية مستوىً معيناً. وبالتالي، فإن البلدان التي تواجه ارتفاعاً حاداً في أسعار الواردات أو التي تواجه ارتفاعاً حاداً في كمية الواردات يمكنها أن تسحب باطمئنان من احتياطياتها القليلة أو أن تقترض بالشروط التجارية وهي مطمئنة إلى أن الواردات الزائدة سيكون من الممكن إعادة تمويلها بشروط مُيسرة خلال أقل من سنة.

أما في حالة الاقتراض السابق على الاستيراد فقد يكون من اللازم وجود بعض الضمانات الإضافية على أن المواد الغذائية تُستورد بكميات تتجاوز ما يلزم لتغطية المستويات المعتادة للاستهلاك. وقد يُمثل ذلك بعض الصعوبات، أولاها أن قواعد البيانات اللازمة لتقدير مستوى استهلاك الأغذية في السنة الجارية نادراً ما تكون مستحدثة بالدرجة الكافية أو كافية، لأن مستويات استهلاك الحبوب في جميع البلدان هي فقط التي يتم رصدها وتحديثها باستمرار في النظام العالمي للمعلومات والإنذار المبكر في منظمة الأغذية والزراعة. أما المواد الغذائية الأخرى، فإن البيانات الخاصة بها لا تصبح متاحة إلا بعد انقضاء سنة أو نحو ذلك. وعلاوة على ذلك، لا تعتمد تقديرات استهلاك الأغذية فقط على بيانات الإنتاج والتجارة التي يمكن الاعتماد عليها بدرجة معقولة، بل تعتمد أيضاً على حركة المخزونات ومستويات استخدام الأعلاف والبذور وغير ذلك من المستلزمات التي من الصعب قياسها. وبمعنى آخر، أن الجانب الأكبر من استهلاك الأغذية في السنة الجارية يتألف من تقديرات كثيراً ما يكون مشكوكاً فيها لتحديد ما إذا كان قد أمكن الحفاظ على مستوى الاستهلاك عن طريق زيادة الواردات الغذائية، مما أدى بدوره إلى زيادة مفرطة في قيمة الواردات الغذائية.

ثانياً، سيكون من اللازم وضع معايير لكيفية الاستفادة من الواردات الزائدة. فحتى على افتراض أن استهلاك السكان ككل يمكن المحافظة عليه، قد تكون هناك شكوك حول مدى القدرة على المحافظة على مستوى استهلاك الفقراء. فمن المرجح أن ينخفض مستوى استهلاك الفقراء بينما تستطيع الفئات المقتدرة من المجتمع المحافظة على مستوى استهلاكها، ومع ذلك لا تتوافر بيانات توضح ذلك بالنسبة لجميع البلدان في السنة الجارية.

وفي غياب بيانات يمكن الاعتماد على صحتها في رصد الاستهلاك الجاري، وخصوصاً بالنسبة للشرائح الفقيرة من السكان، يكون أفضل مؤشر ممكن على الجهود التي تبذلها الحكومات ما إذا كانت قد أقامت شبكات أمان تكفل للفقراء الحصول على الغذاء واتخذت خطوات من أجل الحد من الزيادة في الأسعار المحلية عن طريق السحب من المخزونات الاحتياطية وخفض الرسوم على الواردات.

وهناك العديد من برامج شبكات الأمان الاجتماعي التي تمولها الحكومات في عدد كبير من البلدان النامية (أنظر الإطار 1). ففي الفترات التي ترتفع فيها الأسعار بشدة، يمكن أن يوفر واحد أو أكثر من هذه البرامج آلية تستطيع الحكومات عن طريقها التدخل لحماية استهلاك الفقراء.

الإطار 1- نماذج لتدخلات شبكات الأمان الاجتماعي التي تمولها الحكومات في البلدان النامية لدعم الأمن الغذائي على مستوى الفرد أو على مستوى الأسرة
أنواع التدخلاتالأغذيةالدخلالتغذية
التدخلات التي تستهدف فئات معينةمساعدات غذائية في حالات الطوارئتحويلات نقدية من "شبكات الأمان"أغذية الفطام للأسر منخفضة الدخل
بطاقات تموينية للفقراء لشراء الأغذيةإعانات بطالة 
تغذية مدرسية للفئات المعرضة لخطر سوء التغذيةمنح لغير القادرين على العملتقديم فيتامينات ومعادن تكميلية لفئات معينة
تغذية تكميلية للفئات المعرضة لخطر سوء التغذيةمعاش لكبار السن 
التدخلات التي لا تستهدف فئات معينةدعم عام لأسعار الأغذيةعلاوات عامة لإعالة الأبناءإضافة الفلور لمياه الشرب
أسعار صرف مبالغ في قيمتها بالنسبة للأغذية المستوردة  
تدخلات بالجهود الذاتيةمشروعات الغذاء مقابل العملمشروعات العمل بأجرإضافة اليود إلى ملح الطعام
دعم أسعار "أغذية الفقراء"  

وبالإضافة إلى إثبات حدوث زيادة استثنائية في قيمة الواردات الغذائية خلال السنة السابقة بعد أن تكون عملية الاستيراد قد تمت (أو بمجرد توافر البيانات)، فمن المتوقع أن تتعهد البلدان التي تحصل على قروض من الصندوق المتجدد بحماية مستوى استهلاك الفقراء والفئات المعرضة لانعدام الأمن الغذائي، كهدف من أهداف اتفاقية القرض. ومن المتوقع أيضاً أن تُقدّم البلدان التي تحصل على القروض تقارير إلى الصندوق المتجدد عن الأغراض التي استخدمت فيها أموال القروض - مثل تجديد المخزونات الاستراتيجية أو سداد القروض التي استخدِمت في تمويل برامج شبكات الأمان الاجتماعي. والقرائن التي تتجمع من خلال عملية إعداد هذه التقارير لا تسهم فقط في تأكيد مصداقية البلدان أمام الصندوق المتجدد وتسهل الحصول على القروض في المستقبل، بل أنها أيضاً تزود الجهات المساهمة في الصندوق المتجدد بما تحتاجه من معلومات مرتدة.

ومن المسائل الأخرى التي نوقشت في المشاورة التي عُقِدت في شهر سبتمبر/أيلول مسألة الترتيبات الإدارية الخاصة بالصندوق المتجدد. واتفق الاجتماع على أنه لن يكون من المناسب إنشاء مؤسسة جديدة منفصلة لاحتضان الصندوق، وبدلاً من ذلك، كان هناك توافق في الآراء على أنه من الأنسب قيام إحدى المؤسسات المالية الحالية التي تتوافر الخبرات اللازمة لإدارة الأموال والبنية الأساسية اللوجستية والبشرية، فذلك لا يضمن فقط خضوع الموارد لإدارة جيدة بل أنه يضمن أيضاً الإبقاء على التكاليف الإدارية في أدنى مستوى ممكن.

وقد رأى الاجتماع أن قيام صندوق النقد الدولي بهذه المهمة ينطوي على إمكانيات واعدة حيث يوجد بالصندوق بالفعل مرفق التمويل التعويضي المستخدم في تمويل قيمة الواردات الزائدة من الحبوب. ومع ذلك، فقد رئي أيضاً أن الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وهو مؤسسة تمويل دولية متخصصة تقدم قروضاً من أجل التنمية الزراعية للبلدان منخفضة الدخل، قد يكون أقدر على القيام بهذه المهمة. وإذا تقرر أن يكون الصندوق الدولي للتنمية الزراعية مقراً للصندوق المتجدد، فإن ذلك قد يُعزز وجود تكامل بين أداة التمويل قصير الأجل (الصندوق المتجدد) وأداة التمويل طويل الأجل للتنمية الزراعية والغذائية (الصندوق الدولي للتنمية الزراعية). وقد أكد على هذه الحاجة إلى التمويل الثنائي الاقتراح الذي قدمه 16 عضواً من أعضاء منظمة التجارة العالمية، كما أكد علية قرار مراكش . وفي حالة إلحاق الصندوق المتجدد بالصندوق الدولي للتنمية الزراعية فإن ذلك سيسهل التنسيق والتكامل مع منظمات الأمم المتحدة الأخرى المهتمة بقضايا الأغذية والزراعة التي توجد مقارها في روما.

3. تحديد الحجم الضروري للصندوق المتجدد وأساليب عمله

اتجاهات الواردات الغذائية

يوضح الشكل 1 قيمة الواردات الغذائية التي حصلت عليها البلدان الأقل نمواَ والبلدان النامية المستوردة الصافية للغذاء على مدى 35 سنة (1965-1999)، بالإضافة إلى متوسط متحرك لمدة 5 سنوات. وينبغي أخذ جانبي هذا الاتجاه في الاعتبار لدى النظر في ملامح الصندوق المتجدد.

الشكل 1- المتوسط السنوي والمتحرك لقيمة الواردات الغذائية التي حصلت عليها البلدان الأقل نمواً والبلدان النامية المستوردة الصافية للغذاء في الفترة 1965-1999

أولاً، حدثت زيادة مضطرة في قيمة الواردات الغذائية طوال الفترة، بلغت 7 في المائة في المتوسط سنوياً. وكانت الزيادة حادة بصفة خاصة في الفترة 1972-1984 (أكثر من 11 في المائة سنوياً) ثم انخفضت نسبة الزيادة بعد ذلك (إلى نحو 3 في المائة سنوياً). ولأن الصندوق المتجدد سيغطي فترة مُقبلة، هي الفترة 2002-2012 مثلاً، سيكون من اللازم تعديل الاتجاه بالزيادة ليأخذ في الاعتبار أن المستوى المطلق للزيادة في الواردات سوف يرتفع. وبالتالي، فإن انحراف النسبة عن المتوسط المتحرك لخمس سنوات في سنة 2005، مثلاً، سيكشف عن زيادة في قيمة الواردات بنسبة أعلى بكثير مما يحدث بنفس نسبة الانحراف في 1990.

ثانيا، يتضح من البيانات حدوث ثلاث حالات واضحة من الارتفاع الحاد خلال فترة السنوات الخمس والثلاثين، حدثت أولاها خلال أزمة الأغذية التي استمرت ثلاث سنوات في السبعينات (1973-1975)، حين ارتفعت الواردات الغذائية الفعلية بنسبة 42 في المائة زيادة على مستوى المتوسط المتحرك، وكانت الثانية في 1980 و 1981 (31 في المائة زيادة على مستوى المتوسط المتحرك)، وكانت الثالثة في 1995 و 1996 (حين بلغت الزيادة 20 في المائة). وهذا النمط "الترجيحي" للواردات الغذائية له تأثير على تصميم الصندوق المتجدد: بمعنى أن توزيع "الزيادة في قيمة الواردات الغذائية" ليس طبيعياً ولكن يوجد به التواء إيجابي، أي أنه على الرغم من وصول بعض القيم إلى مستوى مرتفع جداَ فإن فرصة تكرارها ضئيلة.

ويعدد عدد مرات حدوث الارتفاع الشديد في قيمة الواردات الغذائية لعدة سنوات "متوالية" من الأمور المهمة أيضاً في تشغيل الصندوق المتجدد. فخلال الفترة 1965-1999، لم يستمر الارتفاع في قيمة الواردات الغذائية لمدة ثلاث سنوات متوالية (1973-1975) إلاّ مرة واحدة فقط، بينما استمر الارتفاع لمدة سنتين متواليتين في الفترتين الأخريين.

تعريف الزيادة الشديدة في قيمة الواردات الغذائية في المستويات الحدية المختلفة

على الرغم من إمكانية وضع افتراضات بشأن قيمة الواردات الغذائية في المستقبل ونمطها خلال السنوات العشر الأولى التي من المتوقع أن يعمل خلالها الصندوق المتجدد (أي 2002-2012)، ينبغي بالضرورة أن يرتكز الجانب الأكبر من التحليل على التجربة السابقة. ونظراً للتحول الملحوظ في اتجاه الواردات الغذائية في أوائل الثمانينات (الشكل 1)، يستند التحليل الوارد فيما يلي على بيانات الفترة 1985-1999. وكما سبق التنويه، سيكون من اللازم إجراء بعض التعديلات في آخر الأمر لاستنتاج ما يمكن أن تكون عليه الفترة المقبلة.

ويعتمد حجم الصندوق المتجدد على متوسط مستوى الزيادة في الواردات الغذائية، ووتيرة توزيعها وتتابع حدوثها. وبالتالي، فإن نقطة البداية في التحليل هي تحديد الزيادة في قيمة الواردات الغذائية.(5)

الزيادة في قيمة الواردات الغذائية في أي سنة (t) في بلد ما هي المستوى الفعلي للواردات مخصوماً منه  MA-5 )*1+α)  ، حيث:

الشكل 2- الزيادة في قيمة الواردات الغذائية عن المستوى الحدي (المتوسط السنوي في الفترة 1995-1999

ويتراوح مستوى المتوسط السنوي للزيادة في قيمة الواردات بين 730 مليون دولار أمريكي في حالة ما إذا كان المستوى الحدي بنسبة 10 في المائة و 160 مليون دولار أمريكي إذا كان المستوى الحدي بنسبة 35 في المائة. وهكذا، يكون المستوى الحدي هو العامل الرئيسي في تحديد حجم الواردات الغذائية الزائدة، وبالتالي حجم الصندوق المتجدد.

الجدول 1- الزيادة في قيمة الواردات الغذائية في المستويات الحدية المختلفة المفترضة (بملايين الدولارات الأمريكية)
المستوى الحدي (النسبة المئوية للزيادة فوق الواردات المعتادة) المتوسط السنوي في الفترة 1985-1999 السنتان اللتان حدثت فيهما الزيادة الحادة متوسط الفترة 1985-1999 (باستثناء السنتين اللتين حدثت فيهما الزيادة)
1995(1) 1996
10729338 2780 1 524
15558903 1328 1 395
20416482 1916 296
25301119 1354(2)219
30217835270(2)161
35159658 122
صندوق النقد الدولي

جرانت ب. تابلين

الممثل الخاص لصندوق النقد الدولي لدى منظمة التجارة العالمية والمدير المساعد لمكتب صندوق النقد الدولي في جنيف

برنامج الأغذية العالمي

روبين جاكسون

كبير مستشارين في السياسات

منظمة الأغذية والزراعة هارمون توماس رئيس إدارة السياسات والتوقعات السلعية راميش شارما اقتصادي أول إدارة السياسات والتوقعات السلعية بانيوس كوناندرياس مسئول الاتصال، مكتب الاتصال التابع لمنظمة الأغذية والزراعة في جنيف الصندوق الدولي للتنمية الزراعية كوابينا أوفي دي مساعد مراقب الحسابات روبرت كاساني منسق، تعبئة الموارد كارول أوفام مسئولة البرامج، الأموال التكميلية
المفوضية الأوروبية أندريه ليبينز مدير قطاع شئون التنمية خبراء آخرون جيم جرينفيلد خبير في السلع والتجارة روما، إيطاليا ألبرتو فالديس خبير استشاري، سنتياجو، شيلي

الملحق 2 – الشروط العامة للمساعدات المالية التي يقدمه صندوق النقد الدولي

المرفق أو السياسة الرسوم شروط إعادة الشراء
الجدول الزمني للوفاء بالالتزامات (بالسنوات) الجدول الزمني لتوقعات إعادة الشراء (بالسنوات) الأقساط
الترتيبات الاحتياطية السعر الأساسي زائد رسم إضافي(1) 3¼-5 2¼-4 ربع سنوية
مرفق التمويل الموسع السعر الأساسي زائد رسم إضافي(1) 4½-10 4½-7 نصف سنوية
مرفق التمويل التعويضي السعر الأساسي 3¼-5 2¼-4 ربع سنوية
المساعدة في حالات الطوارئ السعر الأساسي 3¼-5 - ربع سنوية
المرفق الاحتياطي التكميلي السعر الأساسي زائد 300-500 من نقاط الأساس 2-2½ 1-1½ نصف سنوية
حدود التسهيلات الائتمانية في حالات الطوارئ السعر الأساسي زائد 150-350 من نقاط الأساس 2-2½ 1½1- نصف سنوية
مِرفق التخفيف من حدة الفقر وتحقيق النمو 0,5 في المائة في السنة 5½-10 - نصف سنوية
ملحوظة:رسم خدمة رسم التزام 0,5 في المائة 25 نقطة من نقاط الأساس على المبالغ التي يتم الالتزام بها حتى 100 في المائة من الحصة، و 10 نقاط من نقاط الأساس في ما يتجاوز ذلك.
(1) تطبق الرسوم الإضافية على القرض الإجمالي واجب السداد بموجب الترتيبات الاحتياطية وبموجب التسهيلات الموسعة التي وضعها صندوق النقد الدولي بنسبة مائة (أو مائتي) نقطة من نقاط الأساس على المبالغ التي تتجاوز 200 (أو 300) في المائة من الحصة. ملحوظة: يقوم سعر الفائدة المرتبط بالسوق الذي يطبقه صندوق النقد الدولي، والذي يًعرف باسم "سعر الرسم" على سعر الفائدة على حقوق السحب الخاصة الذي يعاد النظر فيه كل أسبوع في ضوء التغيرات في أسعار الفائدة قصيرة الأجل في أسواق المال الدولية الرئيسية. وكان سعر الفائدة نحو 4 في المائة في سبتمبر/أيلول 2001. المصدر: صندوق النقد الدولي. وللاطلاع على مزيد من المعلومات، يمكن الرجوع إلى الموقع التالي على شبكة الإنترنت: http://www.imf.org/external/np/tre/lend/terms.htm.

الملحق 3 – شروط وأحكام الإقراض التي يطبقها الصندوق الدولي للتنمية الزراعية

الشروط التيسيرية للغاية
(تطبق على البلدان التي يكون فيها نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 063 1 دولاراً أو أقل)

  • بدون فوائد.
  • بسعر فائدة ثلاثة أرباع الواحد في المائة (0,75) في المائة.
  • فترة استحقاق القرض 40 سنة، بما فيها فترة سماح مدتها 10 سنوات.

الشروط المتوسطة :
(تطبق على البلدان التي يتراوح فيها نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بين 1064 و 1724  دولاراً)

  • يعادل سعر الفائدة السنوي 50 في المائة من سعر الفائدة المرجعي المتغير (كما يحدده المجلس التنفيذي للصندوق الدولي للتنمية الزراعية سنوياً).
  • فترة استحقاق القرض 20 سنة، بما فيها فترة سماح مدتها خمس سنوات.

الشروط العادية
(تطبق على البلدان التي يبلغ فيها نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بين 725 1 دولاراً أو أكثر)

  • يعادل سعر الفائدة السنوي 100 في المائة من سعر الفائدة المرجعي المتغير (كما يحدده المجلس التنفيذي للصندوق الدولي للتنمية الزراعية سنوياً)
  • تتراوح فترة استحقاق القرض بين 15 و 18 سنة، بما فيها فترة سماح مدتها ثلاث سنوات.

ملحوظة: لأغراض تنفيذ المبادرة الخاصة بالبلدان الفقيرة المثقلة بالديون، يستطيع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية تعديل الشروط التي يتم بموجبها تقديم القرض الذي تمت الموافقة عليه لأي بلد. ويأخذ المجلس التنفيذي في اعتباره، لدى تحديد فترة السماح، وتاريخ استحقاق أقساط السداد، التقدير الخاص بقدرة البلد على مواصلة تحمل الدين الذي تضعه مبادرة ديون البلدان الفقيرة المثقلة بالديون. أنظر: http://www.ifad.org/pub/basic/lending/e/02polcri.pdf


المصدر: سياسات ومعايير الإقراض التي يطبقها الصندوق الدولي للتنمية الزراعة، ويمكن الاطلاع عليها في الموقع التالي على شبكة الإنترنت: http://www.ifad.org/pub/basic/lending/e/02polcri.pdf



1 مذكرة أعدتها أمانة المنظمة لعرضها على المشاورة غير الرسمية التي عقدتها المنظمة في روما، في 17 سبتمبر/أيلول 2001.

2 اقتراح لتنفيذ قرار مراكش الوزاري بشأن البلدان الأقل نمواً والبلدان النامية المستوردة الصافية للغذاء. أنظر الوثيقة G/AG/W/49, 19 March 2001.

3 قائمة المشتركين في الاجتماع واردة في الملحق 1.

4 في اجتماع المائدة المستديرة الذي عقدته منظمة الأغذية والزراعة في جنيف، في 21 مارس/آذار  2001. أنظر، على سبيل المثال ورقة المناقشة التي أعدتها المنظمة بعنوان: "نحو تحسين فعالية تنفيذ قرار مراكش بشأن التدابير الخاصة بالآثار السلبية المحتملة لبرنامج الإصلاح على البلدان الأقل نمواً والبلدان النامية المستوردة الصافية للغذاء".

5 طبيعة المشكلة التي يعالجها قرار مرّاكش، وكذلك الدور الرئيسي للزيادة الحادة في قيمة الواردات الغذائية، تناقشهما ورقة أخرى في هذا المجلد بعنوان: "نحو تحسين فعالية تنفيذ قرار مراكش بشأن التدابير الخاصة بالآثار السلبية المحتملة لبرنامج الإصلاح على البلدان الأقل نمواً والبلدان النامية المستوردة الصافية للغذاء".

6 توضح الأرقام الموضوعة بالناقص في الشكل عن سنة 1993 (66 مليون دولار أمريكي)، وسنة 1995 (654 مليون دولار أمريكي)، وسنة 1996 (042 1 مليون دولار أمريكي) وسنة 1997 (134 مليون دولار أمريكي) مدى العجز في حالة رأس المال المبدئي المُفترض.

7 تؤدي نفس النسبة المئوية للفجوة بين القيمة الفعلية للواردات وقيمتها طبقاً للمتوسط المتحرك (3 في المائة مثلاً) في سنة 2007، على سبيل المثال، إلى زيادة في قيمة الزيادة في الواردات أكبر مما كانت عليه في سنة 1993، مثلاً.

8 كشف تحليل لسلسلة البيانات طويلة الأجل التي ترجع إلى عقد السبعينات (1970-1996) فيما يتعلق بالحبوب أن: (1) الأسعار في السوق العالمية كانت مستقرة تقريباً (الاتجاه ثابت في السلسلة الزمنية)، بمعنى أن الصدمات المؤقتة التي تتعرض لها السوق لا تترك آثاراً مستديمة، وأن السوق تعود إلى سابق عهدها؛ (2) لا يوجد أي دليل على وجود اتجاه تصاعدي في تباين الأسعار من سنة لأخرى؛ (3) كذلك لا يوجد أي دليل على وجود اتجاه تصاعدي في تباين الأسعار أثناء السنة (من شهر لآخر). أنظر:

Sarris, A. The Evolving Nature of International Price Instability in Cereals Markets, ESCP No.4, Rome: FAO, 1998.


الصفحة السابقة الى أعلى هذه الصفحة الصفحة التالية