الصفحة السابقةبيان المحتوياتالصفحة التالية

 

الجزء الثالث

تحديد إجراءات المتابعة

الخطوة 9

التحقق

تتناول الخطوات السابقة كيفية التنبؤ بنطاق التلوث والمخاطر المرتبطة به. وقبل اتخاذ أي إجراءات قد تكون مكلفة، فمن الحكمة أن يتم التحقق من صحة التنبؤات التي وضعت باستخدام هذا الدليل، والذي يستند أساسا إلى معلومات ونماذج رياضية عامة، ومن انطباقها على الموقع المعنى والظروف السائدة فيه.

ويستوجب هذا الإجابة عن سؤالين:

وتبين الخطوة 9 ما يجب عمله للإجابة عن السؤالين السابقين، وما ينبغي عمله إذا كانت النتائج مختلفة عن ما تم التنبؤ به.

الفحص الميداني الحقلي

تؤخذ عينات من التربة والمياه الجوفية ويتم إرسالها لمختبر تحاليل كيميائية لفحصها وتحليلها. ومن المهم بالطبع أن تؤخذ العينات بطريقة سليمة ومن المواقع الصحيحة، وإلا فإن النتائج لن تكون موثوقة ولن تفيد لأغراض التحقق المطلوبة.

مواقع أخذ العينات

أنسب المواقع لأخذ العينات هي تلك التي يكون فيها الناس أكثر تعرضا" للتربة أو المياه. وتشمل هذه المواقع، الآبار المستخدمة لأغراض الشرب أو لسقي الحيوانات، والحقول المعدة للزراعة (خاصة لإنتاج الخضروات) والتربة السطحية بجوار المنازل والمدارس. وبالطبع فإن مواقع أخذ العينات يجب أن تقع ضمن حدود التلوث المتنبأ بها حسب ما جاء في هذا الدليل. ولدى اختيار مواقع أخذ العينات، فمن الضروري أن يؤخذ في الحسبان الاتجاه السائد للرياح بالمنطقة وكذلك اتجاه سريان المياه الجوفية. ويلزم أن تؤخذ العينات من أسفل المجرى سواء بالنسبة للمكمن المائي الجوفي أو بالنسبة لاتجاه الرياح (downwind & downstream ) اتجاه بالمكمن المائي الصخري الجوفي عادة يمكن معرفته من وزارة الزراعة أو من الإدارات المعنية بتخطيط استخدامات الأراضي والإدارات الهيدرولوجية. وتؤخذ العينات من أكثر المواقع قربا" من مكان تخزين المبيدات التي بطل استخدامها.


وعملية أخذ العينات لا تكون مجدية من المواقع المحتمل أن يكون قد حدث بها تلوث ناتج عن أعمال أو نشاطات أخرى. ومثال هذه المواقع غير المناسبة لأخذ العينات، يشمل الطرق والأماكن التي تخزن بها نفايات أخرى أو الأماكن المجاورة للمصانع أو الأماكن التي تلقى بها النفايات (المقالب).

كيفية أخذ عينات من المياه

سحب عينة من المياه الجوفية ليس أمرا" صعبا"، حيث تملأ زجاجة نظيفة بالماء ويستحسن أن يكون حجم العينة لترا". كيفية أخذ عينة من الترية

الهدف. أخذ عينات من التربة باستخدام طريقة موثوقة عالية الجودة.

الأساس. أن يتم حفر التربة وأن تؤخذ العينة، والتي يلزم أن تكون ممثلة لطبقة التربة المأخوذة منها، وأن لا تؤثر عملية الحفر على تركيز المادة الملوثة سواء بالتبخر أو التلوث من معدات الحفر أو العبوات المستخدمة لحفظ العينات. وعادة ما تؤخذ ثلاثة أنواع من عينات التربة:

1- عينات تربة غير منقولة ( undisturbed` ) ويمكن أخذها بواسطة ملعقة خاصة Split - spoon أو أسطوانة رقيقة الجدران أو بمسبار تربة أسطواني( bucket auger ) . ويتم سحب العينة بدفع الاسطوانة داخل التربة عن طريق الضغط أو الحركة اللولبية ثم ترسل العينات إلى المختبر

أو يتم تخزينها بالحقل. ويوصى بأخذ عينات غير منقولة، خاصة في تحاليل المركبات المتطايرة.

2- عينات شبه منقولة ( Semi – undisturbed ) ، ويمكن أخذها بواسطة المسبار ذي الكباس (Piston sampler)

وهنا يتم كشط الأسطح الخارجية للعينة بواسطة سكينة (Spatula) ، وتؤخذ الكتلة الداخلية للعينة وتوضع مباشرة في زجاجة لحفظ العينات.

3- عينات منقولة ( disturbed ) ويمكن أخذها باستخدام المسبار (auger) ذي الساق الثابتة وتؤخذ العينة التي تكون تقريبا" منقولة من مكانها من جراء الحفر، ويمكن استخدام مثل هذه العينة لإجراء التحاليل الكيميائية. ويجدر بالاشارة هنا أن هذه العينات يمكن أخذها أيضا"


عن طريق عمل قطاع (حفرة) في التربة ( profile ) ثم يتم سحب العينات مباشرة من الطبقات المحددة بواسطة سكينة.

المعدات اللازمة:

الخطوات العامة:

ما يجب عمله في حالة تحليل المركبات المتطورة :

مايجب عمله في حالة تحليل المواد غير المتطورة:

تنقل العينات المأخوذة على عمق 50 سم من سطح التربة، من جهاز سحب العينات وترص بالترتيب على رقائق من البلاستك.

. العينات المأخوذة بواسطة المسار ذي الكباس توضع على غطاء البلاستك أو في أنبوبة واسعة من مادة بي في سي (PVC) في صف واحد طويل، ولقياس طول العينة المسحوبة يوضع شريط قياس محاذيا لعينات التربة المصفوفة على رقائق البلاستيك.

يلاحظ هنا أن أخذ العينة مباشرة من جهاز سحب العينات يمكن أن يؤثر على مدى تمثيل العينة مقارنة بالعينة المسحوبة من التربة (مباشرة). وفي حالة المركبات المتطايرة، لا يكون هذا التأثير مهما" إذا ما قورن بالتأثير المتعلق بالتطاير.

إرشادات بشأن تعبئة الزجاجات بالعينات:

وسم عينات التربة- توسم زجاجات عينات التربة وتسجل عليها البيانات الآتية: اسم الموقع، والقطاع، وعمق القطاع، وتاريخ أخذ العينة.

تخزين ونقل عينات المتربط- يجب حفظ جميع زجاجات العينات واسطوانات سحب العينات المملوءة بالتربة في مكان بارد بقدر الإمكان (في درجة حرارة 2-4 مئوية تقريبا") طوال عملية أخذ العينات في الحقل، وأن يكون المكان بعيدا" عن أشعة الشمس المباشرة. ويجب أن تنقل العينات لمختبر التحاليل في أقرب فرصة ممكنة بعد انتهاء العمل الحقلي. أما العينات والبقايا التي لن تحفظ لإجراء التحاليل ينبغي أن تخزن أو يتم التخلص منها في مكان مناسب بالتفاهم مع مشرف الموقع.

فترة الاحتفاظ بالعينات- فترة الاحتفاظ بعينات التربة في المختبر هي فترة محدودة وذلك بسبب إمكانية التطاير والتحلل البيولوجي، لذا يجب استخلاص المواد الموجودة في عينة التربة بالمختبر خلال فترة الاحتفاظ بها والتي يبينها الجدول (9-2)

إعداد النتائج والتقارير- يسجل في دفتر "سجل العينات " الأرقام والقطاعات والاعماق التي أخذت عندها عينات التربة. وبعد اكتمال العمل الميداني، تدون البيانات المتعلقة بجميع عينات التربة بحسب ترتيب جمعها.

كيفية تحليل العينات

تجرى التحاليل على عينات التربة للكشف عن المبيدات المتوقع وجودها حسب ما أوضحه هذا الدليل، وكذلك لكشف وجود أية مبيدات أخرى ضارة، غير تلك التي تم التنبؤ بوجودها. ولأن هناك المئات من المبيدات المختلفة، لذا فإن محاولة الكشف عنها كلها سيكون أمرا" مكلفا" للغاية. لذا فالحل الأنسب أن يطلب من المختبر تحليل العينات للكشف عن وجو د أنواع من المبيدات التي تظهر أعلى التركيزات. ومعظم المختبرات تكون قادرة على الكشف عن هذه المبيدات باستخدام أجهزة التحاليل مثل الكروما توجراف الغازي (gas chromatography) وجهاز الامتصاص الذري (atomic absorption).

ما يجب عمله إذا اختلفت النتائج عن النتائج المتنبأ بها

عندما تكون التركيزات أقل من التركيزات المتنبأ بها

يستخدم هذا الدليل للتنبؤ بالتلوث والمخاطر الناجمة عنه، نتيجة سوء تخزين المبيدات، وعلى افتراض أسوأ الاحتمالات (worst - case scenario). وبعبارة أخرى فإن "الدليل " يتوقع وجود منطقة ملوثة على امتداد أوسع مساحة أو مدى معقول عمليا". كما يفترض كذلك أن تركيزات المبيد في كافة أنحاء هذه المنطقة هي التركيزات القصوى المتنبأ بها.

وفي الواقع، فإن التركيزات تكون أقل من تلك على أساس الرياح السائدة أو لنمط انتشار المياه وجريانها. لذلك فان عملية التحقق غالبا" ما تسفر عن تركيزات أقل من التركيزات المتنبأ بها، وفي هذه الحالة، تهمل القيم المنخفضة ونتابع التحليل وكأن القيم المتنبأ بها هي التي أسفر عنها التحليل. ويمكن أخذ عينات مرة ثانية وذلك لأجل تأكيد نتائج التحليل الأول، فإذا ما أظهرت نتائج هذه التحليل الأخير أنها أيضا" أقل من تلك المتنبأ، فعندها يستخدم المتوسط الناتج من تحليل العينات، عوضا" عن تلك القيم المتنبأ بها باستخدام الدليل.

عندما تكون التركيزات أكبرمن التركيزات المتنبأ بها

إذا كانت التركيزات التي أسفر عنها تحليل العينات أعلى من القيم المتنبأ بها من خلال الدليل، فإن من المهم إعادة أخذ العينات وإجراء التحاليل، لأن النتائج المتحصل عليها من التحليل لمرة واحدة لا تكون موثوقة إلا إذا تأكدت بتحليل إضافي. أما إذا أسفر التحليل الثاني عن قيم أعلى من تلك المتنبأ بها، فيؤخذ متوسط النتائج من التحليلين عوضا عن القيم المتنبأ بها باستخدام الدليل. أما إذا كانت نتيجة التحليل الثاني أقل من القيمة المتنبأ بها، فعندها يمكن إما اعتماد القيمة المتوقعة أو إعادة التحليل للمرة الثالثة.

 

الخطوة 10

الإجراءات التي تتخذ في حالة التلوث بالمبيدات

التخلص من المبيدات التي بطل استخدامها

عندما يتسبب كل العبوات المحتوية على المبيدات المهجورة في حدوث تلوث، فإن إجراءات محددة (قد تكون في بعض الأحيان بسيطة أو قد تكون معقدة ومكلفة) يجب أن تتخذ وذلك تلافيا" لمزيد من الأضرار.

من الواجب بداية أن يجري التعامل مع المشكلة المتعلقة بالطرق غير السليمة المتبعة لتخزين المبيدات، ذلك أن المبيدات وعبواتها المتآكلة وكذلك التربة التي تعرضت لقدر كبير من التلوث يجب أن توضع كلها في عبوات مناسبة ومحكمة.

ومنعا" لتكرار مثل هذه المشكلة، يجب نقل المبيدات ومعاملتها بطريقة ناجعة والتي غالبا" ما تكون حرقها في محارق مخصصة لحرق النفايات (waste incinerators) وقد يلزم حرق بعض المبيدات في أفران إسمنتية بشرط أن تشغل هذه الأفران بطريقة جيدة، خاصة أن هذه الطريقة الأخيرة لا تزال موضع جدال.

التخلص من التربة أو المياه الجوفية الملوثة

قد يستدعى الامر اتخاذ إجراءات لتطهير المنطقة الملوثة بالمبيدات. وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من الإجراءات:

. إزالة الاجزاء الملوثة (كحفر وإزالة التربة التي لوثت أو ضخ المياه الجوفية)؛

. احتواء التلوث الحاصل (كتغطية المواقع الملوثة بالبناء عليها أو رصفها بالإسفلت أو بأية مواد عازلة غير منفذة، وكذلك حجز الماء الجوفي وإيقاف حركته باتجاه أسفل المجرى (downstream) ،

. منع ملامسة المبيدات للإنسان (مثل تغطية موقع التلوث بتربة نظيفة أو إقامة سياج حول الموقع، أو إغلاق آبار المياه الملوثة).

وإزالة التلوث تعنى أيضا" أن المادة الملوثة التي تتم إزالتها يجب أن توضع في مكان مأمون. فالتربة التي تلوثت عادة ما يتم إلقاؤها في أماكن خاصة مقالب قمامة نظامية controlled landfills . أما المياه الجوفية فتتم معالجتها لإزالة التلوث ثم يتم صرفها. ويحسن تجنب استعمال مقالب القمامة في هذه الحالة قدر الإمكان. ويلاحظ هنا أن التدابير التي


تتم في الموقع (in-situ) كمعالجة التلوث بنفس الموقع (دون نقله أو إزالته) سيكون عادة متعذرا في حالة المبيدات التي بطل استخدامها وذلك عائد لخواصها المميزة (تحلل بطيء، تطاير منخفض، وقابلية قليلة للنض). أما المبيدات الحديثة فإنها تتحلل عادة بسهولة.

في التربة التي تلوثت بالمبيدات الكلورية العضوية مثل HCH ، قد تكون المعالجة البيولوجية لهذه المبيدات في الموقع عملية مجدية فعلا". والمعالجة هنا تتضمن كخطوط مبدئية أن تغطى التربة بالماء ثم تضاف إليها العناصر المغذية اللازمة. وهذه الخطوة تنشط عملية التحلل البيولوجي اللاهوائية. يتبع ذللك أن تترك التربة حتى تجف ثم تحرث أو تقلب وذلك لتنشيط العمليات البيولوجية الهوائية. وهذه العملية قد تأخذ عدة سنوات، إلا أن تكلفتها منخفضة نسبيا". وعموما" فإن إزالة المادة الملوثة أكثر كلفة من احتوائها بالموقع، والاحتواء بدوره عادة ما يكون أكثر كلفة من اتخاذ الإجراءات الوقائية الملائمة. وفي المقابل، فإن إزالة التلوث يعتبر حلا" نهائيا" (أي زوال التلوث)، بينما احتواء التلوث يجب أن يستمر إلى ما لا نهاية. والإجراءات الاحتياطية والوقائية تكون فعالة فقط حين يتم اتباعها والحفاظ عليها، وهو أمر قد يصعب ضمان استمراره لمدة طويلة.

تحديد الإجراءات التي تتبع

يعتمد اختيار الإجراءات والاحتياطات على مدى خطورة التلوث (ما إذا كان يشكل مخاطر ومدى هذه المخاطر، وكلما كانت المخاطر المتوقعة شديدة، لزم أن تكون الإجراءات والحلول طويلة الامد وحاسمة). كما أن ذلك يعتمد على درجة سهولة التعرض (vulnerability) وحساسية المناطق المجاورة للتلوث. فالمنطقة الصناعية مثلا"، قد تكون أكثر قبولا" من غيرها لمعايشة معدلات تلوث أعلى قليلا" من مثيلاتها في المناطق السكنية أو الزراعية. كما أن هذا الأمر يعتمد على مدى توفر الاعتمادات المالية اللازمة للتكاليف الاستثمارية والتشغيلية. يضاف إلى ذلك، أنه من المهم تقدير ما إذا كانت الإجراءات المطلوبة ضرورية لضمان الحماية المباشرة للسكان، أو لمنع انتشار التلوث والتسبب في الضرر مستقبلا". وتطبق المبادئ التوجيهية التالية عند اختيار الإجراءات التي يجب اتخاذها:

 

الصفحة السابقةأعلى هذه الصفحةالصفحة التالية