الصفحة السابقةالمحتوياتالصفحة التالية

 

الإنتخاب ضمن العائلة

هو نمط ثان من إنتخاب العائلة، تعتبر فيه كل عائلة تحت عشيرة مؤقتة. وفيه أيضا، يتم الإنتخاب مستقلا داخل كل عائلة (الشكل رقم 26). وعندما تقاس الأسماك لتحديد أى الأسماك تختار وأيها تستبعد، ترتب الأسماك داخل كل عائلة، وتختار أفضلها. عند تنفيذ هذا النمط من الإنتخاب، يحتقظ المزارع عادة بأفضل 10 أو 15 أو 20 سمكة من كل من ال 15 أو 20 أو 30 عائلة. وفى حالة ما إذا تباينت الصفة تبعا للجنس، يجب تنفيذ الإنتخاب مستقلا لكل جنس، وعندئذ يحتفظ المزارع بأفضل 10 أو 15 أو 20 ذكر وأفضل 10 أو 15 أو 20 أنثى من كل عائلة.

فى الشكل رقم 26، تم الإحتفاظ بأفضل 4 سمكات من كل عائلة. ونظريا، يتم الإنتخاب أو الإستبعاد داخل كل عائلة بناء على متوسطها. هذا وان كان ليس هناك حاجة إلى تحديد متوسط العائلة حتى يمكن تنفيذ الإنتخاب ضمن العائلة لأنه إذا ما قمت بقياس وترتيب كل سمكة فى كل عائلة (أو كل سمكة فى عينة عشوائية قوامها 30- 100 سمكة لكل عائلة)، وبعدها يمكن ببساطة الإحتفاظ بالعدد السابق تحديده.

ولأن الإنتخاب يتم مستقلا داخل كل عائلة، فإن الأسماك التى تم الإحتفاط بها من عائلة ما ربما تكون أصغر من أسماك كثيرة تم إستبعادها من عائلة أخرى. فمثلا وكما يوضحه الشكل رقم 26، فقد تم الإحتفاظ ب 3 سمكات من العائلة K على الرغم من أن أحجامها تقل عن الكثير مما أستبعد من أسماك عائلات أخرى. وعلى العكس من ذلك، وكما يوضحه الشكل رقم 26 أيضا فإنه يحتمل استبعاد أسماك متميزة فى عائلة ما إذا قلت أحجامها عن قيمة حد الإنتخاب لهذه العائلة (العدد الذى يحتفظ به).

وكما كان الحال فى الإنتخاب بين العائلات، فإن إستبعاد أسماك كبيرة وإختيار أسماك أصغر فى عشائر أمهات الأسماك المنتخبة يمكن أن يكون أمرا مثيرا للحيرة، لكن يجب أن يقاوم المزارع كافة الإغراءات لإختيار أو إستبعاد بعض الأسماك بسبب رؤى شخصية. وعند إستخدام الإنتخاب ضمن العائلة، فإنه لا مناص من أن تكون الأسماك المنتخبة من بعض العائلات أصغر من الكثير مما استبعد من أسماك فى عائلات أخرى. وفى الحقيقة، يتوقع هذا الأمر لأن الإنتخاب ضمن العائلة عادة ما يستخدم عندما يوجد تباين بيئى كبير خارج نطاق السيطرة والذى يمكن الاحساس به على مستوى العائلة دون مستوى الفرد، مثل تاريخ التبويض أو عمر الأنثى. وعندما تقسم العشيرة إلى عدد كبير من العائلات، يعقبها تنفيذ الإنتخاب داخل كل عائلة، فإنه بذلك يتم معادلة هذه العوامل البيئية والتى هى نفسها لجميع الأسماك داخل العائلة، وبذا لن يكون لها تأثيبر على التعبير المظرى للصفة وكذا الإنتخاب.

أوضحت البحوث مع البلطى أنه فى معظم الحالات، لم يكن الإنتخاب الفردى مجديا فى تحسين معدل النمو وذلك لعدة أسباب. أحدها، عدم القدرة على تحقيق التزامن فى التبويض. وتبعا لنتانج البحوث فإنه لأن البلطى يضع البيض على مدى عدة شهور، فإن الإنتخاب ضمن العائلة هو البرنامج الإنتخابى المفضل لتحسين صفة معدل النمو حيث يمكنه تحييد تأثير تاريخ التبويض على الحجم.

وكما كان الحال مع الإنتخاب بين العائلات، فإن المزارع لابد وأن يكون باستطاعته إما تمييز العائلات أو تربيتها فى وحدات تربية مستقلة إلا أنه، وعلى عكس الإنتخاب بين العائل ا ت، فإنه ليس من الضرورى تربية العائلات فى مكررات لأن الأسماك سوف يتم مقارنتها فقط داخل العائلة (مع اسماك تربى فى نفس وحدة الإستزراع). ونظرا لأنه لن يتم إجراء مقارنة بين العائلات، فإن الفروق البيئية بين الأحواض لن تؤثر على عملية الإنتخاب وعليه، فإنه يمكن تربية كل عائلة فى حوض واحد أو خزان، بما يعنى أن الأمور المتعلقة برعاية الأسماك باتباع أسلوب الإنتخاب ضمن العائلة يعد وبشكل واضح أقل تكلفة مقارنة بتكاليف الإنتخاب بين العائلات.

 

شكل رقم 26. رسم توضيحى للإنتخاب ضمن العائلة. يفترض هذا النوع من الإنتخاب أن كل عائلة هى تحت عشيرة مؤقتة، وأن الإنتخاب يتم مستقلا داخل كل عائلة. كان الهدف فى هذا المثال هو تحسين معدل النمو عن طريق الإنتخاب للطول. وقد تم إنجازهذا من خلال إنتخاب أفضل 4 سمكات من كل عائلة مع إستبعاد باقي الأسماك. فى هذا المثال، تم قياس 12 سمكة من كل عائلة. فى الواقع يجب قياس 30- 100 سمكة مع إختيار أفضل أسماك هذه العينة. تم تدوين الطول الفردى (بالملليمتر) تحت الحرف الذى يرمز للعائلة. يفترض هذا المثال عدم وجود تباين مظهرى راجع للجنس sexual dimorphism وإلا يتم تنفيذ الإنتخاب فى الذكور والإناث كل على حدة. وفى هذا المثال، يتم الإحتفاظ بأفضل ذكرين وكذا أفضل 2 أنثى من كل عائلة.

إنه بالإمكان تنفيذ الإنتخاب ضمن العائلة فى حوض واحد وإذا أمكن تمييز الأسماك، فإنه يمكن تخزينها معا بعد تعليم العائلات . وعند الحصاد، ترد الأسماك إلى عائلاتها ويمارس الإنتخاب كما تم وصفه. وكأسلوب بديل، إذا أمكن وضع عدد كبير من الهابات فى أحد الأحواض، يمكن تربية كل عائلة فى احد الهابات . وكل ما يتطلبه هذا الأسلوب هو أن يكون معدل النمو فى الهابات وفى الأحواض متساويا.

دمج الإنتخاب بين العائلات والإنتخاب ضمن العائلة

هناك وسيلة يمكن إتباعها للتغلب على بعض الحيرة الناتجة عن إستخدام أى من الإنتخاب بين أو ضمن العائلات وذلك عن طريق دمج البرنامجين فى برنامج تربية تكاملى ثنائى الخطوة (شكل رقم 27). فى هذا البرنامج يستخدم الإنتخاب بين العائلات أولا لإنتخاب أفضل العائلات ثم يلى ذلك استخدام الإنتخاب ضمن العائلات لإنتخاب أفضل الأسماك من كل عائلة منتخبة. إذا ما تم هذا الدمج، يجب أن تتم تربية الأسماك كما هو الحال فى الإنتخاب بين العائلات، ذلك لأن الإنتخاب يتم أولا بين العائلات. يؤدى دمج الإنتخاب بين العائلات وداخلها إلى إستبعاد جميع الأسماك الصغيرة. وبذا فإن الأمهات المنتخبة لن تحتوى على أقزام. هناك بعض الأسماك كبيرة الحجم التى يتم إستبعادها خلال مرحلة الإنتخاب بين العائلات فى برنامج التربية، ولكن وكما تم التوضيح سابقا، فإن الحجم الكبير ربما لا يكون مورثا.

تفريخ الأمهات المنتخبة

بمجرد إستخدام إنتخاب العائلة لإنشاء عشيرة من أمهات منتخبة، يمكن إنتاج النسل باتباع أحد بروتوكولين التزاوج. أولها وأبسطها هو التزاوج العشوائى للأمهات المنتخبة. وثانيها وهو عادة ما يستخدم، يتم فيه تزويج ذكور العائلة الأولى مع إناث العائلة الثانية، وتزويج ذكور العائلة الثانية مع إناث العائلة الثالثة، ثم تزويج ذكور العائلة الثالثة لإناث العائلة الرابعة وهكذا حتى يتم تزويج ذكور العائلة الأخيرة مع إناث العائلة الأولى. يسمى هذا النمط من التزاوج " تزاوج متعاقب أو متناوب rotational mating " ويستهدف تنفيذه منع أو تقليل التربية الداخلية. فى الجيل الثانى، يتم وفى نظام تعاقبى الترتيب تنفيذ التزاوج لذكور (العائلة الأولى x العائلة الثانية) وذلك للإناث الناتجة من (العائلة ال ث الثة x العائلة الرابعة) وهكذا فى الأجيال المتعاقبة.

وكما يعت ق د، فإن هناك حتمية لتمييز الأمهات المنتخبة كما يحتاج هذا الأسلوب إلى إستخدام الكثير من أحواض التفريخ او الخزانات، كما يحتاج إلى عمليات تسجيل كبيرة. وعلى الرغم من أفضلية هذا النمط من التزاوج لبرامج التربية الكبرى ذات المستوى التجارى، فإنه ليس ضروريا للمستوى المتوسط للإستزراع السمكى الذى يكفيه تنفيذ التزاوج العشوائى للأسماك المنتخبة.

تقييم نتائج الإنتخاب  بإستخدام عشائر المقارنة

لأن برامج الإنتخاب الوراثى مكلفة، فإنه من الأهمية إمكانية تقدير نتائج الإنتخاب بكل دقة. وأفضل طريقة للوقوف على ذلك يتم من خلال مقارنة متوسط الصفات الظاهرية على مدى الوقت وذلك مع عشائر مقارنة غير منتخبة. هناك تقنيات أخرى يمكن إستخدامها لتقدير نتائج الإنتخاب، ولكنها إما أنها تتطلب تربية ورعاية عشائر أخرى منتخبة (منتخبة فى الإتجاه العكسى) أو أنها تتطلب إستخدام تقنيات إحصائية معقدة.

شكل رقم 27. رسم توضيحى لبرنامج إنتخاب وراثى ثنائي الخطوة يندمج فيه ال إ نتخاب بين وضمن العائلات. فى هذا المثال، استهدف البرنامج تحسين معدل النمو عن طريق الإنتخاب للطول. تشير القيمة المجاورة للحرف الرامز للعائلة إلى متوسط العائلة بالملليمتر. أما الأطوال الفردية فهى مدونة أسفل الحرف. تتمثل الخطوة الأولى فى تنفيذ الإنتخاب بين العائلات بينما تتولى الخطوة الثانية الإنتخاب ضمن العائلات المنتخبة. وكما يوضحه المثال، تم فى الخطوة الأولى إختيار أفضل 4 عائلات ( B, F,G & L ) من خلال الإنتخاب بين العائلات. أعقبها وفى خطوة تالية الإنتخاب ضمن العائلات حيث تم إختيار أفضل 4 سمكات فى كل من العائلات المنتخبة الأربع B, F, G & L وإستبعدت باقى الأسماك. وكما كان الحال فى شكلى 26.25 فإن المثال الحالى يفترض عدم وجود تباين فى النمو مرجعه الجنس الذى إذا ما ثبت وجوده يتم التعامل معه بنفس الأسلوب الذى سبق شرحه فى اشكال 25 و 26 .ان هذا البرنامج الثنائى المرحلة نتيجته عشيرة من الأمهات المنتخبة والتى تضم أفضل الأسماك فى أفضل العائلات.

ويرجع السبب فى حتمية مقارنة العشائر المنتخبة بعشائر المقارنة هو فى كون متوسط الصفة الظاهرية ما هو سوى محصلة التركيب الوراثى (وهو ما نحاول تحسينه من خلال الإنتخاب) وكذا الظروف البيئية فإذا ما كانت الظروف الجوية اثناء موسم التربية غائمة أو باردة على غير العادة، أو كان مسحوق الأسماك الذى يستخدمه مصنع العلائق منخفض الجودة دونما علم، أو أن المزارع قد زاد من معدل تخزين أسماكه من 4000 مثلا إلى 8000 سمكة للهكتار، فإن متوسط وزن الأسماك المنتخبة إما أن ينخفض أو يظل كما هو نتيجة العوامل البيئية السيئة. فإذا كان متوسط الوزن للأسماك المنتخبة هى المعلومة الوحيدة المتاحة، وليس بالوسع سوى مقارنته مع متوسط الوزن للجيل السابق بما قد تخلص إلى عدم فعالية الإنتخاب. وهذا القرار قد لا يكون صائبا. وعلى العكس من ذلك، فقد لا يكون هناك مكسب نتيجة الإنتخاب، فى حين تصل معدلات نمو الأسماك إلى معدلات عالية نتيجة تميز الظروف الجوية، أو لتحسن جودة العليقة المستخدمة، أو لاكتساب المزارع مهارات تقنية جيدة. وإذا لم يكن متاحا لك سوى متوسط وزن الأسماك المنتخبة الذى نقارنه بمتوسط وزن الجيل السابق فسوف تخلص خاطئا أن الإنتخاب أمكنه تحسين معدل النمو.

وبدون وجود عشائر مقارنة، فليس هناك من وسيلة للتأكد من صحة الاستنتاج. سوف يزداد متوسط وزن الأسماك مع مرور الوقت مع اكتساب المزارع للمزيد من مهارة التداول ومن خلال الإستئناس. وما لم توجد عشائر مقارنة، فليس هناك من سبيل لتقدير كم من الزيادة يمكن نسبها إلى برنامج الإنتخاب الوراثى وكم منها ينسب إلى تحسين مهارات الإدارة وهكذا.

إن جيل الأمهات الأول لمجموعة المقارنة فى مفرخ الأسماك الرئيسى يمكن أن يكون عينة عشوائية من جيل الأمهات الأول (العشيرة الأصلية) قبل تنفيذ الإنتخاب (شكل رقم 28). وهناك طريقة أخرى للحصول على أمهات مقارنة ( F1 ) هى فى الحصول على عينة من الأسماك ذات متوسط يساوى متوسط جيل الأمهات الأول. يتم رعاية الجيل الأول لأمهات المقارنة فى المفرخ وتربى بنفس اسلوب الجيل الأول المنتخب. أى أن كلتا المجموعتين لا بد وأن تعاملا وتدارا وأن يتم تفريخهما بنفس الأسلوب. كما أن نسلها لا بد وأن يستزرع بنفس الأسلوب وأن تكون الفروق فى أضيق الحدود ذلك لأن التباين فى تقنيات الإستزراع لها تأتيرها على الصفة الظاهرية، مما يجعل الأمر صعبا لتحقيق تقدير دقيق لنتائج الإنتخاب. والاستثناء الوحيد بدءا من الأجيال التالية F2 وما يليها يتلخص فى أن الأمهات فى مجموعة المقارنة يتم إختيارها عشوائيا فى كل جيل من مجموعة أسماك المقارنة، بينما تختار الأسماك المنتخبة من العشائر المنتخبة.

هناك طريقة أخرى لتأسيس عشائر المقارنة وتتمثل فى الحفاظ على جيل الأمهات الأول على أن يتم تفريخها على مدى عدة أجيال وإستخدام نسلها كمجموعات مقارنة والسلبية الوحيدة فى هذا الأسلوب تتضح إذا ما كان هناك تأثير لعمر أو حجم الإناث على نمو نسلها، والذى هو غالب الحال مع الأسماك. وإذا حدث ذلك، فإن التأثير يزول عادة بعد فترة تتراوح من 20- 180 يوم من الفقس. وإذا حدث وتم الإنتخاب قبل زوال هذا الأئر، فإنه لا يجب اتباع هذا الأسلوب لإنتاج أسماك المقارنة.

وجدير بالذكر أن تأسيس ورعاية أسماك المقارنة هى نفسها سواء كان الإنتخاب فرديا او إنتخاب العائلة هو الذى يتبع حيث لا يستدعى الأمر نهج إجراءا مختلفا.

 

الشكل رقم 28. عشائر أسماك مقارنة مطلوبة لتقدير مكاسب الإنتخاب. فى هذا المثال، متوسط طول جيل الأمهات الأول 150 ملليمتر. قبل الإنتخاب، تم الحصول على عينة عشوا ئ ية من العشيرة وذلك لإنشاء F1 لأمهات المقارنة (الجزء المنقط من المنحنى). بعد الحصول على الجيل الأول من أمهات المقارنة، يتم اختيار أعلى 30 ه/ه من العشيرة (حد الإنتخاب = 155 ملليمتر). تم إدارة الجيل الأول المنتخب والجيل الأول المقارن بنفس الأسلوب ثم تم تفريخها بعد نضجها جنسيا والنتيجة هى الجيل F1 . تم تربية كلا من الجيل الأول المنتخب والجيل الأول المقارن بنفس أسلوب الإدارة. بعد حصاد الجيل الأول، كان متوسط الأسماك المنتخبة 169 ملليملر، بينما كان متوسط أسماك المقارنة 159 ملليمتر. ولولا وجود أسماك مقارنة، لظن أن نتيجة الإنتخاب كانت زيادة متوسط الطول من 150 ملليمتر إلى 169 ملليمتر أى أن المكسب 19 ملليمتر. إلا ان وجود الجيل الأول المقارن F1 أظهر أن جزءا كبيرا من ال 19 ملليمتر (قيمة التحسن) كان سببه بيئيا. ولأن متوسط الجيل الأول لأسماك المقارنة هو 159 ملليمتر، فإن هذا يعنى أن المكسب نتيجة العوامل البيئية هو 9 ملليمتر ( 159 ملليمتر- 150 ملليمتر). وعلى ذلك فإن المكسب الوراثى هو 10 ملليمتر (169 ملليمتر- 159 ملليمتر).

إن إنشاء ورعاية عشائر المقارنة هى أحسن طريقة لتقييم نتائج الإنتخاب، هذا وإن كانت هذه العملية لها تكلفتها فيما يخص الوقت، المساحة، والتكلفة المادية. لا يرغب معظم المزارعين أو لا يستطيعون الإحتفاظ بأسماك المقارنة، إذن ما هو العمل فى هذه الحالة؟. يمكن لهم مقارنة متوسط الإنتاجية أو متوسط الحجم لأسماكهم المنتخبة مع تلك التى تربى فى مزارع جيرانهم أو مع تلك المرباة فى المفرخات الحكومية. وإذا ما تم اتباع هذه الخطة، فإنه بإمكان المزارع عمل تقييم دقيق للخطط الإنتاجية المستخدمة فى مختلف المزارع وكذا فى المفرخات الحكومية يختار من بينها بالتقريب- أحدها مما تتشابه مع ما يستخدمه. كما يجب ايضا أن يختار مزارعا أو مدير مفرخ ممن يرغبون فى التعاون والذى يعت ق د إستمراره فى ممارسة هذا العمل لسنوات عشيرة تالية.

جدول رقم 12. كيفية إستخدام أسماك مقارنة لتقييم نتائج الإنتخاب.

يوضح الجدول رقم 12 كيفية إستخدام أسماك المقارنة لتقييم نتائج الإنتخاب. وكما توضح فى المثال السابق، كان متوسط جيل الأمهات الأول هو 150 ملليمتر، كما كان متوسط الجيل الأول المنتخب هو 165 ملليمتر. إن لم تكن هناك عشائر للمقارنة، فسوف يعتقد أن هناك زيادة فى المتوسط تقدر ب 15 ملليمتر دونما سبيل لتقدير كم من هذه الزيادة ة يمكن نسبها إلى برنامج الإنتخاب الوراثى وكم منها يمكن ان ينسب إلى التحسن فى مهارات وتقنيات الإدارة وهكذا ولأنه كانت هناك عشائر للمقارنة، فقد أمكن تقدير المكسب البيئى ب 9 ملليمتر من 15 ملليمتر إجمالى المكسب. يعنى هذا أنه حتى ولو لم يكن هناك برنامج إنتخاب وراثى، فإن متوسط الطول سوف لا يزال يزداد من 150 ملليمتر إلى 159 ملليمتر. والفرق بين الجيل الأول المنتخب والجيل الأول لأسماك المقارنة (الفرق بين المكسب الكلى والمكسب البيئى) هو 6 ملليمتر وهو المكسب الوراثى.

إن عشائر المقارنة تمكنك أيضا من تحديد النسبة المئوية للتحسين الذى يتم الحصول عليه نتيجة الإنتخاب. إن جيل واحد من الإنتخاب الوراثى نتج عنه تحسين فى معدل الطول بحوالى 3.8 ه/ه (6 ملليمتر/ 159 ملليمتر). لاحظ أن نسبة التحسين المئوية تم تقديرها بإستخدام قيمة مجموعة حديثة معاصرة كمقياس (وهو فى هذه الحالة الجيل الأول المقارن).

هناك طريقتان للتعبير عن النسبة المئوية للتحسين الوراثى أولاها يعبر عنها كنسبة مئوية للجيل الواحد كما تم ذكرها آنفا. أما ثانيها فهو على أساس النسبة المئوية فى العام. فإذا ما كانت فترة الجيل generation interval هو عام واحد، فإن القيمة واحدة فى الطريقتين. أما إذا كانت فترة الجيل أطول من العام أو أقل منه، فإن قيمة التحسين الوراثى قد تقل أو تزيد على الترتيب. ومثال ذلك، إذا كان نوع من الأسماك لا ينضج جنسيا ويضع البيض قبل 4 سنوات من عمره، فإن النسبة المئوية للتحسين الوراثى للجيل الواحد تقسم على 4 حتى يمكن الحصول على النسبة المئوية للتحسين فى العام.

وعندما يقوم المزارع بمقارنة أسماكه المنتخبة بالأسماك المقارنة، يجب عليه أن يقارن بين المتوسطات العامة للأسماك التى يتم تربيتها فى 3 أحواض على الأقل. وليس مهما هنا ما إذا كان المزارع محتفظا بأسماك مقارنة خاصة بمزرعته أو انه يقوم بإستخدام أسماك الجيران كمجموعة مقارنة. وإذا ما تم تربية كل عشيرة فى حوض مستقل، فإن المزارع لن يمكنه فصل تأثيرات الحوض عن التأثيرات الوراثية حيث أن متوسط حوض ما قد يكون كبيرا نتيجة ما يمتلكه الحوض من نمو جيد للطحالب.

إحدى الوسائل للتغلب على الحاجة إلى تربية كلا من مجموعتى الأسماك المنتخبة والمقارنة فى مكررات أحواض، هو تعليم مجموعة الأسماك المقارنة وتخزينها مع الأسماك المنتخبة فى حوض واحد. وإذا تم ذلك، فإنه يكفى تخزين 30- 50 سمكة مقارنة فى الحوض.

إن التقدير الدقيق والحقيقى لنتائج برامج الإنتخاب الوراثى لا يمكن تحقيقه من خلال إجراء مقارنة بسيطة لمتوسطات الأسماك المنتخبة والمقارنة. حيث يجب إجراء مقارنة المتوسطات إحصائيا. ولسوء الحظ، فإن التحليل الإحصائى لبيانات برنامج برنامج الإنتخاب الوراثى تتطلب معرفة وافية تتعلق بتصميم التجارب وكذا تفهما أساسيا لعلم الاحصاء. وعليه، فإن المزارعين سوف يحتاجون فعليا إلى معاونة الخبراء فيما يختص بتحليل البيانات. إلا أنه، إذا تعذر ذلك، فلا يجب أن يفت ذلك فى عضد المزارع وتثنيه عن تنفيذ برنامج الإنتخاب نتيجة لعدم إمكانية تحليل النتائج إحصائيا. فما تزال المتوسطات على حالتها تقدم مؤشرا لما قد حدث.

الخلاصة  Conclusion

إن برامج الإنتخاب الوراثى التى يتطلبها تحسين الصفات الكمية هى أكثر صعوبة، وأشد تعقيدا، وتستغرق وقتا اطول مما يحتاجه تحسين الصفات الوصفية. وفى الحقيقة، ثبت أن برامج التربية هذه مفتوحة النهايات. فإذا ما توقف الإنتخاب، فإن العشائر عادة ما تفقد معظم ما حصلت عليه من مكاسب. ذلك علاوة على ان هذه البرامج تحتاج إلى تسجيلات دقيقة كما تحتاج إلى بعض تحليلات حسابية وإحصائية للبيانات التى تم تجميعها. يتعرض الباب الخامس إلى أمثلة من برامج الإنتخاب الوراثى البسيطة والغير مكلفة والتى يمكن تنفيذها لتحسين معدل النمو وصفات كمية أخرى، وكذا أمثلة لأنواع السجلات التى يجب الإحتفاظ بها.

إن برامج الإنتخاب الوراثى هى وسائل مجربة ويوثق بها فى تحسين معدل النمو والمحصول. إلا أن هذه البرامج ليست مجانية وليست ايضا ضمن البسيط من اللتقنيات التى يمكن إتباعها لزيادة الإنتاج. فإذا أمكن زيادة الإنتاج من خلال الإستخدام الأمثل للجير او الأسمدة، أو التغذية أو من خلال التخزين بالمعدلات المثلى وبالإدارة الأفضل لجودة المياه، فإن هذا الأسلوب لا بد وأن يكون أول ما يستخدم، ذلك نظرا لأن التحسين فى هذه الحالة سوف يكون فوريا، وكذا قليل التكلفة نسبيا.

هناك عدد قليل نسبيا من المزارعين هم من يجب تشجيعهم على تنفيذ برامج الإنتخاب الوراثى. يتطلب تنفيذ هذه البرامج الأحواض، العمالة، الأموال والسجلات. ذلك علاوة على الاحتياج إلى تخطيط طويل المدى وفوق ذلك كله الصبر. والمزارعون ممن ليس لديهم القدرة أو الرغبة لتخصيص جزءا من مزرعتهم لبرنامج التربية، أو هولاء الذين لن يستطيعوا تقديم العمالة المطلوبة لتنفيذ برنامج التحسين الوراثى، أو إتاحة من يلزم لأخذ البيانات التى يحتاجها البرنامج أو تسجيلها وحفظها لا يجب أن ينفذوا برامج الإنتخاب الوراثى. كما أن المزارعين غير القادرين على التخطيط طويل المدى (عام- 10 اعوام)، لا يجب أيضا تشجيعهم على حتى البدأ فى برنامج تحسين وراثى.

وليس مطلوبا من المزارعين أن يصبحوا خبراء فى الوراثة حتى يمكنهم القيام بتنفيذ برامج الإنتخاب الوراثى لتحسين معدل نمو الأسماك. فليس مطلوبا منهم أن يعرفوا المكافئ الوراثى للطول أو للوزن أو حتى ما هو مكافئ التوريث، كل ما هو مطلوب منهم أن يكونوا مدراء جيدين.

قبل بدء برنامج التحسين الوراثى، فإن على المزارع أن يقوم بعمل تقييم عام حتى يحدد مدى الحاجة إلى برنامج التربية، وحينئذ عليه أن يحدد الصفات المطلوب تحسينها. وعادة تمثل صفة معدل النمو القرار الصائب كصفة مطلوب تحسينها بواسطة معظم المزارعين. وكقاعدة عامة، فإن برامج الإنتخاب الوراثى التى يتم تنفيذها على مزرعة متوسطة المساحة لا يجب أن تقوم بتحسين أية صفة خلاف معدل النمو. والسبب الرئيسى لذلك هو أن التحسين الذى يمكن تحقيقه فى صفة ما يتناسب عكسيا مع عدد الصفات التى يشملها برنامج التربية. ذلك بالإضافة إلى أن تحسين معدل النمو سوف يتبعه تحسن فى صفات إنتاجية هامة من خلال الإنتخاب غير المباشر.

وبمجرد تحديد المزارع للصفات التى يريد تحسينها، فإن عليه أن يقرر كيفية قياس هذه الصفة، ومتى يتم قياسها، وكذا نمط برنامج الإنتخاب الوراثى الذى يستخدم لإنشاء عشائر من أمهات الأسماك المنتخبة (الإنتخاب الفردى، الإنتخاب بين العائلات، الإنتخاب ضمن العائلات). يوضح الجدول رقم 13 الفروق بين هذه الأنماط من برامج التربية. وكلما كان ممكنا، يجب إستخدام الإنتخاب الفردى لسهولته، وقلة كلفته، وكذا إحتياجه المتواضع للسجلات.

وإذا ما أراد المزارع تحسين صفتان، فإنه لا بد وأن يستخدم حد الإنتخاب المستقل أو حد الإنتخاب المستقل المطور بينما لا يجب أن يستخدم الإنتخاب المتعاقب مطلقا وعلى الرغم من أن دليل الإنتخاب هو أكفأ أنماط الإنتخاب عندما يتعلق الأمر بتحسين صفتان، إلا أنه لا ينصح بهذا النمط فى المزارع متوسطة الحجم.

لا بد وأن يتوفر للمزارع الذى يقوم بتنفيذ برنامج إنتخاب وراثى وسيلة لتقييم نتائج عمله. وإذا ما كانت لدى المزارع المساحة والموارد، فإنه يمكنه الإحتفاظ بعشائر مقارنة وإلا فإنه ما يزال بإمكانه مقارنة متوسط الأسماك المنتخبة على مدى الوقت مع تلك المنتجة فى مزارع مجاوره أو فى المفرخ الحكومى.

وعندما يقرر المزارع المكسب الذى حققه كنتيجة لبرنامج التحسين الوراثى، لا بد من قيامه بإعادة تقييم للبرنامج. وعليه أن يفحص البرنامج من كافة أوجهه، كما عليه أن يقرر ما إذا كانت هناك طرق أكثر سهولة وأعلى كفاءة لتنفيذ البرنامج. وعليه كذلك أن يحدد ما إذا كانت إستثماراته تقدم العائد المنشود. وعلى الرغم من أن المزارع يجب عليه إيقاف برنامج الإنتخاب الوراثى إذا ثبت عدم فاعليته، فإنه يجب أن لايكون متعجلا فى الحكم على نتائج الإنتخاب. وإذا تحم تنفيذ برنامج الإنتخاب كما يجب، فإن نتيجته سوف تكون تحقيق مكاسب صغيرة ولكنها مستمرة.

جدول رقم 13. مقارنة بين الأسلوب الأساسى وبعض المزايا والعيوب للإنتخاب الفردى، الإنتخاب ضمن العائلة، والإنتخاب بين العائلة.

الصفحة السابقةاعلى هذه الصفحةالصفحة التالية