الصفحة السابقةالمحتوياتالصفحة التالية

 

الإنتخاب ضمن العائلة  Within-family selection

يعتبر هذا النمط الإنتخاب هو أبسط صور إنتخاب العائلة. ويرجع هذا إلى أن كل عائلة يمكن إعتبارها تحت عشيرة منفصلة، ويتم فيه الإنتخاب مستقلا داخل كل عائلة، بأسلوب يشابه ما سبق وصفه فى الإنتخاب الفردى حيث تقسم العشيرة إلى مجموعات عمرية. فى هذه الحالة، يمكن إعتبار كل عانلة مجموعة cohort . وما لم يتم تمييز العائلات بعلامات ثابتة، فإن العائلات لا بد من إستزراعها فى أحواض أو هابات مستقلة.

سوف يعتمد حجم الأحواض الذى يمكن إستخدامها فى برامج التربية على خصوبة النوع، حيث يمكن أن يكون الحوض صغيرا (حوالى 100 متر مربع) لبعض الأنواع. فعلى سبيل المثال، فإنه على الرغم مما تتصف به أسماك البلطى من خصوبة غير عادية، إلا أن عائلاتها دائما صغيرة حيث تتراوح بوجه عام من 50 - 1500 تبعا لحجم الإناث. إذا ما كانت معدلات التخزين المطلوبة هو 5000/ هكتار، فإن عائلة قوامها 50 يلزم تخزينها فى حوض مساحته 100 متر مربع تمشيا مع هذه المعدلات التخزينية. وبوجه عام، فإنه من الأكفأ بالنسبة للعائلات ذات الحجم 50- 100 سمكة، أن يتم تربية هذه العائلات فى هابات مساحتها 10- 20 متر مربع تثبت فى أحواض مساحتها 1000 - 2000 متر مربع.

يجب إنتاج 25- 50 عائلة ليتضمنها برنامج الإنتخاب الوراثى. ويعنى هذا ضرورة انشاء 25- 50 حوض للمشروع.

وإذا ما كان بالإمكان صرف الأحواض وملئها فى نفس اليوم، فى حالة الإنتخاب ثنائى المرحلة، فإن عدد الأحواض التى يحتاجها البرنامج يمكن خفضها إلى النصف شريطة أن يكون لدى المزارع إمكانات تخزينية تمكنه من إعادة تخزين الإصباعيات من كل عائلة فى نفس حوض إنتاجها فور إعادة ملئه.

ويعتبر الحد الأدنى لعدد العائلات التى يجب أن يتضمنها هذا البرنامج الإنتخابى هو 25 عائلة، ذلك لأننا نحتاج إلى 25 ذكر و25 أنثى منتجة للنسل لأسباب سبق ذكرها. وإذا رغب المزارع فى أن يستخدم الحد الأدنى من عدد العائلات، فإن عليه إنتاج 27- 35 عائلة، نظرا لأن التفوق فى بعض العائلات قد يصبح معه حجم العائلة من الزريعة دون العدد المطلوب لتخزين الحوض.

يجب تفريخ الأسماك وإنتاج العائلات كما سبق توضيحه فى الإنتخاب الفردى. ويجب فصل العائلات نظرا لأن الإنتخاب سوف يتم على مستوى العائلة.

ولأن كل عائلة سوف يتم معاملتها مؤقتا على كونها تحت عشيرة، ولأن الإنتخاب للطول سوف يتم مستقلا داخل كل عائلة، فإن وجود فروق طفيفة فى الإدارة فيما بين الأحواض (عائلات) سوف لا تؤثر على برنامج الإنتخاب الوراثى. ويعنى هذا أنه لايجب إستبعاد عائلة ما نتيجة أن المزارع لم يستطع تخزين أسماكه بالكثافة المطلوبة. وكما كان الحال فى الإنتخاب الفردى عندما تم تقسيم العشيرة إلى مجموعات عمرية، فإن الإختلافات الطفيفة فى الإدارة بين الأحواض ليست لها تبعاتها الكبيرة، وإن كان على المزارع محاولة إدارة جميع الأحواض بنفس الأسلوب.

عند الحصاد، تؤخذ عينة قوامها 30- 100 سمكة من كل عائلة (أو تؤخذ الأسماك جميعها فى حالة العائلات صغيرة العدد ( حيث تقاس الأسماك لأقرب ملليمتر حتى يمكن تحديد حد الإنتخاب cut off . وفى هذه الحالة، يعبر عن حد الإنتخاب بأكبر 5 أو 10 أو 20 سمكة… إلخ. وعلى المزارع الإحتفاظ بأفضل 5- 10 ذكور و 5- 10 إناث من كل عائلة. وإذا لم يلاحظ إختلاف فى أطوال الأسماك مردوده الجنس إبان الحصاد، فإن المزارع يمكنه ببساطة الإحتفاط بأفضل 10- 20 سمكة من كل عائلة. يوضح الشكل رقم 33 هذا البرنامج الإنتخابى.

وكما هو واضح، فإن هذا النمط من برامج الإنتخاب الوراثى سوف يتطلب جهدا أكبر مقارنة بالإنتخاب الفردى. لو افترضنا أن عدد العائلات المرباة 25 وأن على المزارع أن يقيس 30- 100 سمكة من كل عائلة، فإنه بذلك سوف يقيس 750- 2500 سمكة حتى يمكنه تحديد قيمة حد الإنتخاب التى يحتاجها الإنتخاب الفردى والتى قدرت ب 100- 1000 سمكة كما سبق التوضيح.

علاوة على ذلك، فإن هذا النوع من برامج التربية يمكن أن يسبب إجهادا للأسماك، حيث أن المزارع عليه قياس كل سمكة فى كل عائلة مرتين. أولاها لإقرار حد الإنتخاب وثانيها لتحديد أى من الأسماك يتم الإحتفاظ به.

بمجرد أن يتم الإحتفاظ بالأمهات المنتخبة من كل عائلة، فإنه يسمح بتزاوج هذه الأسماك باتباع إحدى تقنيتين. الأولى وهى الأسهل وفيها تخزن الأسماك فى حوض واحد لتتزاوج بأسلوب عشوائى. فى حين يستخدم فى التقنية الثانية التزاوج المتعاقب، والذى سبق إلقاء الضوء عليه فى الباب الرابع. وفى حالة إستخدام التزاوج المتعاقب فإما أن تميز كل عائلة بعلامة خاصة بما يسمح بتخزين العائلات مختلطة حتى موسم التزاوج التالى حيث يتم فصلها مرة أخرى للتفريخ، أو تخزن كل عائلة فى حوض مستقل. وجدير بالذكر أن التزاوج المتعاقب عالى التكلفة نظرا لما يحتاجه من إمكانات عمالة، الأمر الذى يزيد إلى حد كبير من تكلفة برنامج التربية. ولهذا السبب، فإن المسلك الأول هو الذى ينصح به لمع ظ م المزارعين.

إن المكسب الوراثى لا بد وأن ينتقل إلى أسماك الإنتاج كما سبق شرحه. وكلما كان ذلك ممكنا، فإنه يجب تزاوج الأمهات المنتخبة حتى يمكنها إنتاج كلا من الجيل الأول المنتخب وكذا الزريعة التى تحتاجها أحواض الإنتاج.

إذا أراد مزارع تحسين صفتان ظاهرتان باتباع الإنتخاب ضمن العائلة within family ، فإن بإمكانه إضافة صفة ظاهرية ثانية مثل عمق الجسم أو سهولة الحصاد كما سبق التنويه فى الإنتخاب الفردى. ويجب أن يكون المزارع حكيما عند إستخدامه للإنتخاب بين العائلة فى تحسين صفتان أو ثلاث. إذا كان حجم العائلة صغيرا، فإن سمكة أو سمكتان فقط من كل عائلة قد تستطيع الوفاء ب أو تجاوز حد الإنتخاب. وإذا كان هذا هو الحال ، فإن المزارع ليس أمامه سوى إما يخفف من حد الإنتخاب بشكل كبير أو أن يقوم بتقييم 100- 200 عائلة، الأمر الذى قد يتعذر تنفيذه فى مزرعة مساحتها 2 هكتار.

شكل رقم 33. رسم توضيحى للإنتخاب ضمن العائلة لتحسين معدل النمو. يتم تقييم 25 عائلة على الأقل، وتخزن كل عائلة فى حوض مستقل. توضح سابقا فى الشكل رقم 29 مصير الأسماك المستبعدة.

الإنتخاب بين العائلات Between-family selection

يعتبر تنفيذ الإنتخاب بين العائلات أكثر تكلفة من الإنتخاب الفردى وكذا من الإنتخاب ضمن العائلة، ذلك نظرا لاحتياج هذا النوع إلى عدد أكبر من الأحواض. ولأن الإحتفاظ أو الإستبعاد يتم للعائلة بأكملها، فإن على المزارع أن يستخدم 25- 50 عائلة. وبوجه عام، يفضل إذا استطاع المزارع تقييم 50 عائلة، وإن كانت تكلفة ذلك غالبا ما تكون خارج قدرة معظم المزارعين.

ونظرا لأن فى هذا الإنتخاب يتم مقارنة متوسط العائلات، فإن على المزارع أن يربى كل عائلة فى 3 أحواض على الأقل، وعلى أن يكون تخصيص العائلات للأحواض عشوائيا، ونتيجة ذلك، فإن تنفيذ البرنامج سوف يحتاج إلى 75- 150 حوض. وعند قياس الأسماك لتحديد أى من العائلات سوف يحتفظ بها وأى منها سوف يستبعد، يتم أخذ متوسط الأحواض الثلاث والذى يعتبر المتوسط العام للعائلة. يجب تربية العائلات فى أحواض مكررة وهذه هى الوسيلة الوحيدة لفصل تباين الحجم الذى يمكن أن يعزى إلى الحوض عن ذلك الذى يعزى إلى التركيب الوراثى. أما إذا تم تخزين كل عائلة فى حوض واحد، فإن العائلة الأكبر ربما هى الأكبر نتيجة إزدهار أفضل للطحالب فى الحوض الخاص بالعائلة.

ولأن هذا النوع من الإنتخاب يحتاج إلى إستخدام عدد كبير من تكرارات الأحواض، فإنه قد يصبح خارج قدرة المزارعين الذين يودون إنتاج أسماك محسنة وراثيا لإستخدام مزارعهم. وعلى سبيل المثال إذا ما قام المزارع بتقييم 50 عائلة، فإنه سوف يحتاج إلى 75 حوض. ولو افترضنا أن مساحة الحوض 1000 متر مربع، فإن هذا معناه إستخدام المزارع 37.5ه/ه من إجمالى مزرعته (2 هكتار) وذلك لزوم برنامج التربية.

إن الجانب السلبى لإنتخاب العائلة يمكن الحد منه إذا ما تمكن المزارع من تمييز كل عائلة بعلامة خاصة ففى هذه الحالة، فإن الأسماك يمكن تخزينها مختلطة فى حوض واحد أو حوضين مساحة الحوض 1500- 2500 متر مربع. وحتى ولو كان ذلك ممكنا، فإن كل عائلة لا بد وأن يتم تربيتها فى خزان مستقل حتى تصل للحجم الذى يمكن تمييزها عنده. وعند الحصاد، يتم فصل الأسماك إلى عائلاتها مرة أخرى، مما يوضح أن المزارع يجب أن تكون لديه إمكانات تخزينية مناسبة.

ولأن العائلة بأكملها إما أن يحتفظ بها وإما أن تستبعد، وحتى ولو كان الإنتاج إجراء ثنائى المرحلة، فإن الإنتخاب يتم تنفيذه فقط عند حصاد أسماك بأحجام تسويقية. إذا أراد المزارع تنفيذ إنتخاب العائلة مرتين، فإنه يستطيع إستبعاد أسوأ 5- 10 عائلات خلال الإنتخاب لمرحلة الإصباعيات. وسوف يساعد ذلك على أن تكون مرحلة النمو أقل تكلفة.

وفى حالة ما إذا كان هناك إرتباط وراثى كبير بين حجم الإصباعيات وحجم أسماك المائدة (الحجم التسويقى)، فإنه يمكن تنفيذ الإنتخاب عند مرحلة الإصباعيات دونما حاجة للوصول إلى حجم المائدة. وسوف يخفض ذلك من تكلفة برنامج التربية نتيجة خفض عدد الأحواض اللازمة لتربية الأحجام التسويقية حيث يقتصر إستخدامها على العائلات المنتخبة فقط. تم اتباع هذا الأسلوب مع أسماك التراو ت القوس قزحى، وأمكنه تحسين الحجم التسويقى من خلال الإنتخاب غير المباشر.

عند إنتهاء مرحلة أسماك المائدة، يجب الإحتفاظ بأفضل 5- 10عائلات لتصبح الأمهات المنتخبة. يمكن للمزارع أن يحتفظ إما بكامل العائلة أو يحتفظ بعدد متساوى من كل عائلة منتخبة شريطة أن يتم ذلك عشوائيا. وكما ذكر سابقا، فإن المزارع عليه أن ينتخب على الأقل 100- 200 من الأمهات. يوضح الشكل رقم 34 هذا النمط من الإنتخاب الوراثى.

إن العنصر الوحيد والأقل تكلفة فى الإنتخاب بين العائلات لزيادة معدل النمو، هو الحصول على البيانات اللازمة لتحديد أى من العائلات يجب الإحتفاظ بها ولأن الإنتخاب مبنى على متوسط العائلة، فإن أسماك كل حوض يتم وزنها مجمعة. إذا كان عدد الأسماك الموزونة معلوما، فإن متوسط الوزن يتم تحديده بسهولة. وسوف يمكن ذلك المزارع من تحسين معدل النمو عن طريق الإنتخاب للوزن بدلا عن الطول.

شكل رقم 34. رسم توضيحى للإنتخاب بين العائلات لتحسين معدل النمو. يجب على الأقل تقييم 25 عائلة. ولأنه يتم مقارنة متوسط العائلا ت ، فإن الحد الأدنى لعدد الأحواض التى تربى فيها كل عائلة هو 3 أحواض، علما بأن المتوسط العام للأحواض الثلاث هى القيمة التى تحدد أى العائلات يحتفظ بها وايها تستبعد إذا أمكن تمييز الأسماك، فإنه يمكن تربيتها مختلطة فى حوض واحد، وان كان يلزم فصل العائلات إبان القياس والإنتخاب. ويوضح الشكل رقم 29 مصير الأسماك المستبعدة.

وبوجه عام، إن الإنتخاب بين العائلات يحول دون الإنتخاب لصفتين أو أكثر، ذلك نظرا لأن العائلات التى تتساوى متوسطاتها أو تتجاوز حد الإنتخاب لصفتين هى وحدها التى يتم الإحتفاظ بها، ومن غير المتوقع أن تكون أفضل العائلات الخمس للصفة الأولى هى نفسها الخمس الأفضل للصفة الثانية. ويمكن للمزارع الذى إستهدف تحسين صفتان ظاهريتان أن يتم تحسين الصفة الأولى بإستخدام الإنتخاب بين العائلات يعقبه بإستخدام نمط آخر للإنتخاب لتحسين الصفة الثانية .

إن الأمهات المنتخبة يجب أن تتم إدارتها وتفريخها كما سبق وصف ذلك فى برامج الإنتخاب ضمن العائلة. ومرة ثانية، يقوم معظم المزارعين بخلط العائلات المنتخبة وتنفيذ التفريخ العشوائى للأمهات المنتخبة خفضا للتكلفة. وعلى أية حال، إذا ما تم ذلك، فإن المزارعين لابد وأن يعلموا الحقيقة فى أن التربية الداخلية سوف تزداد لتصل إلى مستويات يمكن أن تسبب مشاكل خلال أجيال قليلة تالية . ويحدث ذلك لأن الإنتخاب بين العائلات يجعل الحجم الوراثى للعشيرة أقل بكثير عن العدد الفعلى للأمهات. يتم تصميم هذا النوع من برامج التربية بحيث يتم الإحتفاظ بأسماك 5- 10 عائلات فقط لكل جيل، والذى يعنى أن الحجم الوراثى لجيل الأمهات الأول P1 ينخفض رجعيا إلى10- 20، ويصبح أقل من ذلك فيما بعد.

وغالبا ما يستخدم أسلوب خلطى يتم فيه دمج الإنتخاب بين العائلة مع الإنتخاب ضمنها. وإذا استخدم هذا الأسلوب فى تحسين صفتان، فإن الخطوة الأولى يتم فيها تحسين معدل النمو من خلال الإنتخاب بين العائلة. أما الخطوة الثانية فيتم فيها إستخدام الإنتخاب ضمن العائلة لتحسين الصفة الثانية. ويمكن بالطبع دمج نوعى الإنتخاب (بين العائلة وضمن العائلة) فى برنامج إنتخاب ث نائى المرحلة لتحسين معدل النمو فقط. وهناك إتجاه منطقى تم إستخدامه بنجاح مع التراوت قوس قزحى والسالمون ال coho salmon تم فيه إستخدام الإنتخاب بين العائلات فى مرحلة الاصباعيات واستخدام الانتخاب ضمن العائلة عند الحصاد.

وإذا ما استخدم مزيج من نوعى الإنتخاب (بين العائلة وضمنها)، فإن الأمر سوف يكون مكلفا حيث يضاف إلى جميع التكاليف الخاصة بالإنتخاب بين العائلات جزءا من تكلفة الإنتخاب ضمن العائلات.

السجلات  Record keeping

إن برامج الإنتخاب الوراثى تصبح فعالة شريطة إحتفاظ المزارع بالسجلات والتى ربما تعتبر أقل الأمور نيلا لإهتمام المزارع على الرغم من أنها تعتبر أهم عناصر برنامج التربية. وبدون السجلات لا توجد وسيلة لتحديد حد الإنتخاب، ويصبح إيجاد عشيرة من الأمهات المنتخبة أمرا مستحيلا. وبدون السجلات، لا توجد وسيلة لتحديد ما إذا كان برنامج التربية ناجحا. وبدونها لن يتمكن المزارع من معرفة أى الأحواض تحتوى على الأسماك المنتخبة، وأيها يحتوى على الأمهات المنتخبة، وأيها يحتوى على أسماك المقارنة وأى من الأحواض يتم فيها تربية أسماك التسويق.

إن الإستزراع هو أحد المهن التى يعتبر حفظ السجلات فيها جزءا أصيلا من العمل اليومى. يجب أن يقوم المزارعون بتجميع المعلومات حول نجاح التفريخ، معدلات التخزين المتبعة، متوسط الوزن إبان التخزين، كميات الأسمدة والأعلاف المستخدمة، معدل البقاء، متوسط الوزن أثناء الحصاد، المحصول ... إلخ. وإذا حصل المزارع على هذه المعلومات، فإنه يعلم ما الذى يجرى بدلا من التخمين. سوف يعلم المزارع ما إذا كان تناقص المحصول راجعا إلى مناخ سيئ، كما يعلم حدود هذا التناقص. وسوف يعلم المزارع ما إذا كانت زيادة الإنتاج راجعة إلى إستخدام سمادا عالى الجودة كما يترف على مقدار هذه الزيادة. وفى حالة غياب السجلات فإنه لا يتبقى للمزارع سوى التخمين.

يجب أن يحتفظ المزارعون بسجلات لتدوين القياسات الخاصة بكل حوض بناء على ما هو متعارف عليه بأن لكل حوض شخصيته وهذه السجلات لابد وأن تشير أى من الأحواض جيد وأى منها سيئ . ويمكن إستخدام هذه المعلومات فى تعديل إدارة كل حوض بما يتوافق مع طبيعته.

إن الكثير من المزارعين لا يرغبون أو لا يستطيعون الحفاظ على سجلات دقيقة، وهؤلاء لا يجب تشجيعهم على تنفيذ برنامج إنتخاب وراثى. إذا لم يقم المزارع بتجميع البيانات اللازمة لتقييم البرنامج، فإنه فى اغلب الظن لن يمكنه تنفيذ البرنامج على الوجه الأكمل. وقد يكون لذلك الأمر تأتيره الضار على النطاق الأقليمى ذلك لأن المزارع قد يخبر جيرانه بأن الإنتخاب الوراثى ما هو سوى مضيعة للوقت ولكنه لن يخبرهم بأن البرنامج لم يكن فعالا لأنه هو نفسه لم يقم بتنفيذه كما يجب.

يمكن لمسئولى الإرشاد أن يقدموا خدمات التسجيل للجاد من المزارعين الذين يوثق بهم ممن لا يمكنهم الإحتفاط بهذه السجلات. وكلما أمكن الحفاظ على برنامج الإنتخاب الوراثى بسيطا، فإن مسئول الإرشاد يمكنه معاونة عدد من المزارعين فى عمليات التسجيل ويكمن العيب الرئيسى لهذا الأسلوب فى إعتماد المزارعين كلية على مسئول الإرشاد وغالبا لن ينتقل المزارع من مرحلة إلى مرحلة أخرى فى برنامجهم سوى بتواجد مسئول الإرشاد. وإذا حدث وتم نقل هذا المسئول إلى إقليم آخر أو أحيل للتقاعد، فإن برنامج الإنتخاب الوراثى يمكن أن ينهار إذا ما كان للمسئول الجديد أولوياته الأخرى.

ولنتساءل عن نوعية البيانات التى يجب على المزارع أن يحصل عليها وعن طبيعة السجلات التى يحتفظ بها إذا ما كان عازما على تنفيذ برنامج إنتخاب وراثى يستهدف تحسين معدل النمو أو أية صفات كمية اخرى؟. اولا وقبل أى شئ، يجب على المزارع أن يكون قادرا على تعريف الصفة التى يرغب فى تحسينها من خلال الإنتخاب ويعنى هذا مقدرته على قياس الصفة التى يرغب فى تحسينها بدقة وبسرعة ودونما إجهاد للأسماك.

سوف يمكن للمزارعين الذين يقومون بتسجيل البيانات بانتظام من تضمين ما يلزم فى أعمال الإدارة اليومية. وفى الحقيقة، إذا كان المزارع يقوم فعلا بتسجيل منتظم لنوعية المعلومات التى سبق الإشارة إليها مبكرا فى هذا القسم، فإن الأمر لن يحتاج سوى جهد إضافى قليل.

وإذا ما قرر المزارع تنفيذ برنامج إنتخاب وراثى لتحسين معدل النمو من خلال الإنتحاب الفردى، فإن عليه ان يحصل على ويحتفظ بالبيانات المتعلقة ب: عدد ما تم تفريخه من أسماك، عدد العائلات التى تم إنتاجها، تاريخ إنتاج العائلات، العائلات التى ساهمت بنسلها فى برنامج الإنتخاب الوراثى، عدد الزريعة التى تمت تربيتها من كل عائلة، متى وأين تم تخزين الأسماك، متى تم الحصاد، متى تم قياس الأسماك، قيم الصفة الظاهرية، قيمة حد الإنتخاب، مدى نجاح التفريخ للأمهات المنتخبة، كفاءة آداء الجيل الأول المنتخب وكذا عشيرة المقارنة. ويتم تكرار هذا الإجراء للجيل الثانى للإنتخاب وهكذا. وبالإضافة إلى ذلك، فعلى المزارع الإحتفاط بانتظام بالبيانات العادية الخاصة بالإدارة اليومية لكل من الأحواض المستخدمة فى برنامج الإنتخاب الوراثى.

توضح الجداول 19،18،17،16،15و 22 وكذا الشكل رقم 20 (الباب الرابع) أمثلة للسجلات التى يمكن إستخدامها فى تجميع المعلومات التى تلزم لتنفيذ برنامج إنتخاب وراثى من خلال الإنتخاب الفردى. لن يتم فى هذا الباب تقديم جداول البيانات التى يمكن إستخدامها فى تسجيل عمليات الإدارة العادية واليومية إن جداول البيانات فى الباب الحالى لا يظن أنها ثابتة غير قابلة للتغيير فما هى سوى نماذج قابلة للتعديل طالما ظلت جيدة التنسيق وطالما كانت محتواها من البيانات سهلة وفى متناول اليد.

الجداول 15 و 16 هى امثلة لسجلات يمكن إستخدامها فى تسجيل المعلومات الخاصة بالتفريخ لكل جيل من الإنتخاب الفردى. يمكن إستخدام السجل رقم 15 فى تسجيل بيانات برنامج إنتخاب وراثى بسيط يتحقق فيه تزامن فى تفريخ النوع وفيه أيضا يتم تربية الأسماك فى حوض واحد. ويقدم الجدول رقم 16 نموذجا لسجل يستخدم فى برنامج تحسين وراثى فى حالة عدم إمكانية تحقيق التزامن فى تفريخ الأسماك، وحيثما تربى الأسماك وتنتخب فى مجموعات. يقدم كلا الجدولين بيانات حول تاريخ كل تبويضه، حجم كل عائلة، عدد الأسماك من كل عائلة التى استخدمت فى برنامج الإنتخاب الوراثى، الحوض الذى خزنت فيه كل عائلة، وتاريخ تخزين كل حوض.

تم ث ل الجداول أرقام 17 و 18 نماذجا لسجلات يمكن إستخدامها لتسجيل قيم الصفات المظهرية فى الإنتخاب الفردى. يختص الجدول رقم 17 ببرنامج إنتخاب وراثى يستهدف تحسين صفة واحدة، بينما يستخدم الجدول رقم 18 فى حالة تحسين صفتين. تحتوى الجداول على معلومات حول مجموعة الأسماك ومتى تم إنتاجها، متى تم تخزينها، ومتى تم قياس الأسماك (وعليه يمكن تحديد العمر)، الحوض الذى خزنت به العشيرة، وعدد العائلات التى ساهمت بأسماك العشيرة. تم تصميم كلا الجدولين لأنواع الأسماك التى لا يظهر فيها تباين للصفة بسبب الجنس. أما فى حالة ما إذا كان النوع يتميز بهذه الظاهرة، وإذا ما استخدم حد إنتخاب مستقل لكل جنس، فإن الجدول يمكن تقسيمه إلى قسم للذكور وآخر للاناث أو أن يتم تخصيص جدول للذكور وآخر للاناث.

جدول رقم 15. مثال لجزء من سجل يمكن إستخدامه لتدوين ييانات التبويض لبرنامج إنتخاب وراثى يستهدف تحسين معدل النمو من خلال الإنتخاب الفردى، يتم تخزين الأسماك فى حوض واحد. يشمل الجدول أيضا بيانات على عدد الأسماك المخزنة لكل عائلة، الحوض الذى تم فيه تخزين الأسماك، وتاريخ التخزين.

جدول رقم 16. مثال لسجل يمكن إستخدامه لتدوين بيانات التبويض لبرنامج إنتخاب وراثى يستهدف تحسين معدل النمو من خلال الإنتخاب الفردى، يتم تقسيم الأسماك إلى مجموعات عمرية. يشمل الجدول أيضا بيانات عن عدد العائلات بكل مجموعة، عدد الأسماك المخزنة من كل عائلة، الحوض الذى تم فيه تخزين كل مجموعة، وتاريخ التخزين.

 

جدول رقم 17. مثال لسجل يمكن إستخدامه لتدوين قياسات الأطوال إبان الحصاد. صمم هذا الجدول لأحد الأنواع الذى لا تختلف الصفة فيه باختلاف الجنس. فى هذا المثال، تم تسجيل 30 قياسا للطول فقط.

المتوسط: يتم حسابه

 

جدول رقم 18. مثال لسجل يمكن إستخدامه فى تسجيل بيانات الحصاد لصفتين من الصفات الكمية. صمم هذا السجل لنوع لا يختلف وزن الجسم فيه باختلاف الجنس. يوضح هذا المثال تسجيل طول الجسم وعمقه لعدد 4 سمكات فقط

 

إن السجلات التى اوضحتها الجداول أرقام 17 و 18 هى سجلات للحصاد. هذه الجداول يمكن إستخدامها فى تسجيل البيانات فى اى وقت، من التخزين وحتى الحصاد. وكما هو واضح من الأمثلة، فقد تم إستخدام الجداول 17 ، 18 فى تسجيل قيم الصفات المظهرية لعينة الأسماك التى تم قياسها لتحديد قيم حد الإنتخاب. يتم نقل قيم الصفات المظهرية فى الجدولين 17 و 18 إلى السجل الموضح بالشكل رقم 20 وذلك لتحديد القيم المظهرية التى تقابل النسبة المئوية المرغوبة للإنتخاب.

يحتوى جدول رقم 19 على المتوسطات القادمة إليه من الجدولين 17 و 18 عند الحصاد (أو فى أى وقت آخر إذا ما تم تنفيذ الإنتخاب قبل الحصاد) وتسجل التقدم الذى ينتج عن برنامج الإنتخاب الوراثى. يسجل فى الجدول رقم 19 متوسط الطول للأسماك المنتخبة ولأسماك المقارنة وكذا المكسب الور اثى.

إن الجداول 19- 23 هى أمثلة لسجلات يمكن إستخدامها فى تدوين بيانات برامج الإنتخاب الوراثى التى تستخدم إنتخاب العائلة. بعض هذه الجداول يمكن إستخدامها لكل من الإنتخاب الفردى أو إنتخاب العائلة، ولكن الجداول أرقام 20، 21 و 23 هى خاصة بإنتخاب العائلة.

جدول رقم 19. مثال لسجل يمكن إستخدامه لتسجيل متوسط الأطوال لكل جيل، والتقدم الذى تحقق نتيجة الإنتخاب. هذا السجل يمكن إستخدامه فى حالة الإنتخاب الفردى أو إنتخاب العائلة. يوضح هذا المثال تسجيلا لبيانات أول عامين فقط.

 

جدول رقم 20. مثال لسجل يمكن إستخدامه فى تدوين بيانات التبويض فى برنامج إنتخاب وراثى يستهدف تحسين معدل النمو من خلال الإنتخاب ضمن العائلة. يشمل الجدول أيضا معلومات خاصة بالحوض الذى خزنت فيه كل عائلة، عدد الزريعة المخزنة بكل حوض، وتاريخ تخزين الحوض. الحوضين ارقام 13 و 15 أصغر فى المساحة من الأحواض الأخرى، ولهذا فقد تم تخزينها بعدد أقل من الأسماك.

 

يمكن إستخدام الجدولين 20 و 21 فى تسجيل معلومات التبويض لكل جيل من إنتخاب العائلة. يختص الجدول 20 بالإنتخاب ضمن العائلة، فى حين يختص الجدول 21 بالإنتخاب بين العائلات. تتشابه المعلومات المدونة فى هذه السجلات حتى وإن إختلف تنظيمها.

إن السجلات التى توضحها الجداول 17 ، 18 والشكل رقم 20 يمكن إستخدامها فى تسجبل قيم ظاهرية لبرامج الإنتخاب الوراثى التى تستخدم إنتخاب العائلة. ينحصر الفرق الوحيد فى أن هذه السجلات سوف يتم فيها تدوين العائلة التى يتم قياسها.

إن السجل الذى يوضحه جدول رقم 19 يمكن أيضا إستخدامه فى تسجيل المتوسطات السنوية من برنامج التربية التى يستخدم إنتخاب العائلة. إذا تطلب الأمر، يمكن إستخدام جدول مستقل فى تسجيل البيانات الخاصة بكل عائلة.

وأخيرا، فإن السجلات التى توضحها الجداول 22 و 23 يمكن إستخدامها فى تدوين عدد الأسماك التى قامت بالتبويض فى كل جيل. يعنى الجدول رقم 22 بالإنتخاب الفردى والإنتخاب ضمن العائلة، بينما يعنى الجدول رقم 23 بالإنتخاب بين العائلات.

جدول رقم 21. مثال لسجل يمكن إستخدامه فى تدوين بيانات التبويض الخاصة ببرنامج إنتخاب وراثى يستهدف تحسين معدل النمو من خلال الإنتخاب بين العائلات. يشمل الجدول أيضا معلومات عن الأحواض الخاصة بتخزين كل عائلة، عدد الزريعة المخزنة فى الحوض، وكذا تاريخ تخزين كل حوض. يلاحظ أن هذا الجدول كامل جزئيا.

 

جدول رقم 22. نموذج لسجل يمكن إستخدامه فى تدوين عدد الأسماك التى يتم تفريخها فى كل جيل من برنامج الإنتخاب الوراثى الذى يستخدم الإنتخاب الفردى والإنتخاب ضمن العائلة. يتضمن هذا المثال بيانات لعامين فقط.

 

جدول رقم 23. مثال لأحد السجلات الذى يمكن إستخدامه فى تدوين عدد الأسماك التى تم تفريخها فى كل جيل، عدد العائلات المستخدمة، وعدد العائلات التى يتم الإحتفاظ بها لبرنامج الإنتخاب الوراثى الذى يستخدم الإنتخاب بين العائلات. يتضمن هذا المثال بيانات لعامين فقط.

الخلاصة

إن برامج الإنتخاب الوراثى كما تم توضيحها فى هذا الباب تبين إن معدل النمو والصفات الكمية الأخرى يمكن تحسينها من خلال برامج إنتخاب بسيطة وقليلة التكلفة نسبيا. وكلما كان ممكنا، يجب إستخدام الإنتخاب الفردى لأنه الأسهل والأقل تكلفة. وإذا أمكن تبويض الأسماك متزامنا، فإنه يمكن تنفيذ برنامج إنتخاب وراثى لتحسين معدل النمو فى حوض واحد أو حوضين وذلك بأقل تأتير على العمليات المزرعية العادية. حتى وإن تعذر تحقيق التزامن فى تبويض النوع، وإذا أمكن إنتاج عدة مجموعات عمرية، فإن برنامج الإنتخاب الوراثى سوف يظل بسيطا وقليل التكلفة ويمكن تنفيذه بأقل تأتير على العمليات المزرعية العادية.

اما إذا تعذر تحقيق تزامن فى التبويض ولم يكن بإمكان المزارع تكوين مجموعات عمرية أو إذا كانت الصفة التى يرغب المزارع فى تحسينها مكافئها الوراثى قليل وشديدة التأثر بالمؤثرات البيئية، فإن على المزارع إستخدام إنتخاب العائلة لتحسين الصفة. وكلما كان ذلك ممكنا، يستخدم الإنتخاب ضمن العائلة نظرا لسهولته وقلة تكلفته مقارنة بالإنتخاب بين العائلات. إلا أن أنسب نمط للإنتخاب الذى ينصح بإستخدامه يحدده العديد من العوامل منها بيولوجية النوع، مكافئ التوريث للصفة موضع الإنتخاب وكذا ماهية العوامل البيئية التى تؤثر فى الصفة وتعبيرها عن نفسها، ولا يتوقف إختيار البرنامج المناسب على رغبة المزارع فى تنفيذ برنامج تحسين قليل التكلفة.

إن درجة تعقيد برنامج الإنتخاب الوراثى يعتمد على عدد من العوامل. أولاها وأهمها هو عدد الصفات التى يستهدف البرنامج تحسينها. وفى الحقيقة، يجب أن تتضمن كافة برامج الإنتخاب تحسين معدل النمو التى تعد اهم الصفات، ذلك لأن الأسماك الأسرع نموا تحتاج إلى وقت أقل لتصل إلى الحجم التسويقى، كما أن الأسماك سريعة النمو تؤدى إلى زيادة المحصول. هناك صفات أخرى يمكن إضافتها، وإن كان على المزارع أن يضيف فقط تلك الصفات ذات الأهمية الحقيقية، ذلك لأن درجة تحسين معدل النمو سوف تتأثر سلبا مع عدد الصفات التى يتضمنها برنامج الإنتخاب الوراثى. وعلى الأكثر، فإن المزارع يمكنه إضافة صفة واحدة فقط أو صفتان.

ثانيا، إن درجة تعقيد برنامج الإنتخاب الوراثى وتكلفته يتوقف على آلية إنتاج الأسماك سواء كان نظام الإنتاج أحادى المرحلة والذى تخزن فيه الزريعة فى حوض حيث تربى فيه حتى حجم التسويق. أو نظام الإنتاج ثنائى المرحلة وفيه يستخدم حوض تربية الزريعة حتى حجم الإصباعيات يعقبها تخزين الإصباعيات فى حوض ثانى حتى الحجم التسويقى. إذا ما تم تنفيذ برنامج الإنتخاب الوراثى فى نظام الإنتاج المفرد، فإن برنامج الإنتخاب الوراثى يصبح أكثر سهولة وأقل تكلفة نتيجة قلة عدد الأحواض التى يحتاجها البرنامج. وعلى الجانب الآخر، ففى حالة الإنتاج ثنائى المرحلة، فإن الإنتخاب فى هذه الحالة يتم مرتين، والذى يعنى إمكانية تحقيق مكاسب اكبر.

وأخيرا، فإن درجة تعقيد برنامج الإنتخاب الوراثى ي ؤ ثر فيه جزئيا ما إذا كان النوع يختلف حجم الجسم فيه بإختالف الجنس. إذا كان ذلك صحيحا، فإنه لا بد من وجود حد إنتخاب خاص لكل جنس، والذى يعنى أن كل سمكة لابد من تجنيسها بالإضافة إلى قياسها. وسوف يضاعف هذا بالطبع من تكلفة القياسات ويزيد لحد ما عملية التسجيل.

إن أحد الأهداف النهائية لبرنامج الإنتخاب الوراثى هو الحصول على 100- 200 من الأمهات المنتخبة فى كل جيل. وهذا سوف يحتم على المزارع أن يقوم بتفريخ 25 ذكرا و 25أنثى فى كل جيل. وإذا تم ذلك، فإن المشاكل المرتبطة بالتربية الداخلية لا بد وأن تتضاءل لمدة خمسة أجيال. وعلى المزارع أيضا أن يحتفظ بعدد كافى من الأمهات المنتخبة حتى يمكن إنتاج أعداد كافية من النسل للجيل الثانى من الإنتخاب. وعلى الرغم من أن ذلك يمكن أن يكون أمرا له أهميتة البالغة فى المزارع الكبرى، إلا أن أهمية ذلك الأمر تتضاءل فى المزارع المتوسطة.

إذا تم تنفيذ البرنامج جيدا، فإنه بالإمكان أن يتداخل ويتكامل مع العمليات المزرعية العادية. وهذا الأمر من الأهمية بمكان لأنه إذا كان هناك تعارض ما، فإن برنامج الإنتخاب الوراثى عادة ما يتم إهماله أو صرف النظر عنه، واضعين فى الاعتبار أن أولى الأولويات المزارع هى إنتاج أسماك المائدة ل لتسويق.

إذا كان هناك عدد كافى من الأمهات المنتخبة، فإنه يمكن إستخدامها فى إنتاج ما يحتاجه برنامج الإنتخاب من زريعة وكذا ما يلزم لأحواض الإنتاج. وسوف يساعد ذلك المزارع على نقل فورى للمكسب الوراثى من برنامج الإنتخاب الوراثى إلى أحواض الإنتاج.

وفى حالة ما إذا كان عدد الأمهات المنتخبة أقل من أن يستطيع الوفاء بإحتياجات الغرضين من الزريعة، فإن النسل الناتج لابد وأن يستخدم أولا لإنتاج الجيل التالى من الأسماك المنتخبة، وما زاد عن ذلك من زريعة يمكن تخزينها بأحواض الإنتاج. وفى هذه الحالة، فإن الأسماك التى تم إستبعادها من برنامج الإنتخاب او الأمهات المنتخبة للجيل السابق ( بدءا من الجيل الثانى للانتخاب F2 ) يمكن إستخدامها فى إنتاج أسماك التسويق. وهذا النهج سوف ينقل المكسب الوراثى من برنامج التحسين الوراثى إلى أحواض الإنتاج، حتى ولو كان هذا الانتقال مؤجلا، وفى أقصى الحالات، فإن النقل سوف يكون متأخرا بمسافة جيل واحد. ويعنى هذا أن المزارع عليه أن يحتقظ بمجموعتين من الأمهات. الأولى تستخدم لإنتاج الجيل المنتخب والثانية تستخدم لإنتاج الأسماك للتخزين فى أحواض الإنتاج. حتى ولو كان إنتقال المكسب الوراثى متأخرا لمسافة جيل واحد، فإن ما يتحقق من متوسط معدل النمو والمحصول فى برنامج الإنتخاب الوراثى سوف يسمح للمزارع بأن يتنبأ بمعدل النمو والمحصول الذى يمكن تحقيقه فى أحواض الإنتاج فى المستقبل. ذلك بالإضافة، إلى أن هذه البيانات سوف توضح أن الإنتخاب الوراثى قد ادى إلى تحسين أسماكه وسوف تمكنه من أن يتحقق من أن برنامج الإنتخاب الوراثى سوف يؤدى إلى إستنباط أسماك أفضل، ومحصولا أكبر، وربحا أوفر.

الصفحة السابقةاعلى هذه الصفحةالصفحة التالية