الصفحة السابقةالمحتوياتالصفحة المقبلة

المسارات إلى الأمن الغذائي: خيارات أمام الفقراء في غواتيمالا

يعتبر الفقر من العناصر المحددة الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي. ولذا، فإن البحث عن نظم معيشة للفقراء يعتبر خطوة أولى أساسية في تحديد الخيارات المطروحة أمامهم لتحسين أحوالهم. ويعتبر رسم ملامح الفئات المعرضة طريقا مفيدا للوصول إلى هذا الهدف كما تثبت ذلك التجرية في غواتيمالا. ففي خلال مؤتمر القمة العالمي للأغذية عام 1996،حدد القادة ثلاثة أسئلة رئيسية يتعين الإجابة عليها من أجل توجيه العمل:

ورسم ملامح الفئات المعرضة طريقة استحدثتها منظمة الأغذية والزراعة لمساعدة البلدان في العثور على إجابات على هذه الأسئلة. وهذه الطريقة، التي وردت تفاصيلها في حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم لعام 2000، تستند إلى الإفتراض بأن السكان الذين يعانون نقص الأغذية يوجدون ضمن الفئات السكانية الكبيرة المعرضة لمختلف العوامل مثل إنخفاض الدخل، وانعدام ضمانات حيازة الأراضي أو تدهور قاعدة الموارد الطبيعية. ومن الممكن، من خلال تحديد وتوصيف الفئات المعرضة المتجانسة، تحديد من هم الذين يعانون إنعدام الأمن الغذائي في إطار كل فئة، وأين يوجدون ولماذا هم يعانون هذه الظاهرة. كما أن من الممكن تحديد الخيارات المفتوحة أمام مختلف الفئات لتحسين دخلها والجوانب الأخرى من ظروفها بما يسهم في تحقيق الأمن الغذ ائي.

ويقدم هذا القسم معلومات من مجموعة من المسوحات التي تم إعدادها عن الفئات المعرضة في غواتيمالا بالإضأفة إلى اقتراحات لمسارات جديدة يمكن أن تؤدي إلى إفلات هؤلاء السكان من أزمتهم والإنطلاق إلى مستقبل أفضل.

الفئات المعرضة

تعتبر عملية التعرض لنقص الأغذية وانعدام الأمن الغذائي ظاهرة ريفية مهيمنة في غواتيمالا. فنحو ثلاثة أرباع السكان تقريبا يعاني ما يقرب من ثلثيهم التعرض لنقص الأغذية وانعدام الأمن الغذائي. أما في المناطق الحضرية وشبه الحضرية فإن نسبة السكان المعرضين لنقص الأغذية تبلغ نحو 10 في المائة، معظمهم من المهاجرين الجدد من الريف الباحثين عن حياة أفضل.

ويبين الشكل رقم 7 الفئات المعرضة الست التي تم تحديدها في غواتيمالا، ونسبة السكان الذين ينتمون إلى كل فئة منها على مستوى البلد. ويتألف أربع من هذه الفئات من صغار المزارعين الذين يتم التمييز في ما بينهم على أساس الفروق في البيئات الأيكولوجية الزراعية وأنماط هجرة اليد العاملة لديها. وتشكل هذه الفئات الأربع، بالإضافة إلى الصيادين الحرفيين على سواحل المحيط الأطلسي والمحيط الهادي، 45 في المائة من مجموع سكان البلاد. ويشكل العمال المؤقتون في مدينة غواتيمالا وضواحيها 5. 2 في المائة من السكان المصنفين ضمن الفئات المعرضة. وتوجد كل فئة من الفئات المعرضة في منطقة جغرافية معينة ضمن ظروف أيكولوجية زراعية محددة وأنماط إنتاج وهياكل إجتماعية معينة. وتبين الخرائط 8 و 9 و10 هذه المناطق بالإضافة إلى كثافتها السكانية وتضاريس أراضيها. وتسهم خصائص كل منطقة في ما تتعرض له الفئات للنقص في الأغذية، إلا أنها تقدم أيضا فرصا للتغيير.

السياق القطري

كان عدد سكان غواتيمالا يبلغ في منتصف التسعينات ما يقرب من 8 ملايين نسمة، إستنادا إلى تعداد عام 1994. وتشير البيانات التي نشرت حديثا إلى أن هذا العدد قد يكون الآن أكثرمن 11 مليون نسمة. وعلاوة على النمو السكاني الطبيعي السريع (5. 2 في المائة سنويا في الفترة 1981-1994)، أخذت أعداد كبيرة من السكان الذين كانوا قد فروا إلى البلدان المجاورة هريا من الصراع الأهلي في العودة وخاصة منذ التوقيع على اتفاقيات السلام عام 1996. وتتكون نسبة كبيرة من مجموع السكان (42.8%) من السكان الأصليين. ويعيش هؤلاء أساسا في المنطقة الغربية الجبلية حيث يشكلون نحو 70 في المأئة من السكان. إلا انه توجد في مختلف أنحاء البلاد تقريبا جيوب من السكان الأصليين الذين يقومون بزراعة الذرة في رقع صغيرة من الأراضي، ويعملون بالأجر أو في الحرف اليدوية.

 

وكانت الهجرة الموسمية لصغار المزارعين، الذين يبحثون عن عمل زراعي بالأجر في المزارع الكبيرة من خصائص نظام المعيشة لكثيرمن فقراء الريف في غواتيمالا. والآن أخذت تحركات السكان الأخرى واسعة النطاق في توسيع حدود الزراعة. وكان ذلك يتم في غالب الأحيان بطرق غير مستدامة. وعلاوة على الحصول على الأراضي من خلال برامج التوطين الرسمية، يسعى الآن الكثيرمن السكان الذين كانوا قد نزحوا نتيجة للصراع إلى العودة إلى ديارهم الأصلية أو العثور على أماكن جديدة للإستيطان فيها. ويقوم السكان المهمشون إقتصاديا الذين لا يملكون خيارات أخرى بقطع الأشجار وإعداد أراض جديدة لزراعة الذرة وذلك أساسا في المناطق المرتفعة في "الالتبلانو"وفى الغابات الإستوائية المطرية الشمالية في "بيتان ".

وزراعة الذرة نشاط هام من الناحيتين الثقافية والإقتصادية. فالذرة تمثل بالنسبة للسكان الأصليين في جميع أنحاء أمريكا الوسطى عملية إحياء وحياة جديدة. فمعظم الرجال يسندون أهمية كبيرة لدورهم كزراع للذرة وهم مستعدون إلى آخر مدى للحصول على رقعة صغيرة من الأرض لزراعة بعض الذرة عليها بصرف النظرعما يقومون به بعد ذلك لضمان القوت لأسرهم.

وتزرع الذرة عادة في رقع صغيرة للغاية، في حين أن الزراعة التجارية تمارس في مزارع كبرى أو ضياع. وملكية الأراضى في المزارع الكبيرة لا يشوبها غموض، في حين أن صغار المزارعين نادرا ما يملكون حقوقا في أراضيهم. وحتى أولئك الذين كانوا قد منحوا سندات ملكية لا يمكنهم الإطمئنان إلى أن المحاكم سوف تؤكد هذه الملكية. ويوجد الكثير من الرقع على الأراضي المشاع التي تدار إما حسب القوانين العرفية أو بواسطة السلطات البلدية. وقد يمنح صغار المزارعين حقوق الانتفاع بالأراضي المشاع التقليدية أو قد يستأجرون هذه الأراضي من البلديات او يقومون ببساطة بتطهير الأراضي غير الآهلة وزراعتها. ويمارس البعض العمل بالزراعة في الأراضي التابعة للضيعات الكبيرة.

ويبلغ معدل الأمية بين الرجال في الريف نحو 60 في المائة، في حين تصل هذه النسبة إلى نحو 80 في المائة بين النساء. ويعكس ذلك اختلافا كبيرا في أدوار الجنسين حيث يناط دور "المساعد الصامت " للنساء.

المعرضةتحدد الصفحات التالية ملامح الفئات التي ينتمى إليها السكان الذين يعانون إنعدام الأمن الغذائي. ويمكن في داخل كل فئة التعرف على فئات فرعية متجانسة، يعاني بعضها إنعدام الأمن الغذائي بصورة أكبر من الفئات الأخرى (انظر الشكل رقم 11). وتوفر الملامح معلومات عن البيئة الجغرافية ونظم المعيشة المهيمنة والمشكلات الرئيسية التي تواجه هذه الفئات والفئات الفرعية. وتشكل هذه الخصائص الأساس الذي يعتمد عليه في تحديد فرص تحسين سبل المعيشة والأمن الغذائي الخاص بكل فئة من الفئات الفرعية.

صغار المزارعين في الأراضي المتحولة الشرقية

البيئة الجغرافية تقع الأراضي المؤقتة الشرقية في مستجمع مياه نهر موتاجوا. وعلى إرتفاعات تتراوح بين 500 إلى 1500 متر، حيث يعيش معظم صغار المزارعين المعرضين لنقص الأغذية/ فإن المناخ حار جاف ويميل إلى الجفاف المتكرر، والتربة رديئة للغاية. أما زراعة التصدير الكثيفة (الموز والبن والمنتجات البستانية) فتمارس في الضياع الكبيرة على المنحدرات المنخفضة وقرب قيعان الوديان حيث يكون الطريق سهلا إلى ساحل المحيط الأطلسي. والتشييد صناعة متنامية في مدن المنطقة الآخذة في التوسع.

نظم معيشة السكان المعرضين: يزرع صغار المزارعين الذرة والفاصوليا للإستهلاك المنزلي بالإضافة إلى بعض الفاكهة والخضر للأسواق المحلية كما يعملون في المزارع الكبيرة بالأجر. ونظرا لصغر حجم الرقع التي يملكونها، وانخفاض الغلات مع الإنخفاض الشديد في معدلات الأجير، لا ينتج هؤلاء المزارعون في كثير من الأحيان أو يكسبون ما يكفى لتلبية احتياجاتهم الأساسية الدنيا. وعشرة في المائة من السكان هم من أفراد الأسر التي تملك قطعا صغيرة للغاية أو لا تملك قطعا من الأراضي على الإطلاق. وهم يزرعون الأراضي المشاع أو يمارسون العمل بالزراعة على إرتفاعات تزيد على 1500 متر (الفئة الفرعية ألف). وينتمى 65 في المائة لأسر تملك أقل من 25،0 هكتار (4 مانزانات) من الأراضي على إرتفاعات تقل عن 1500 متر (الفئة الفرعية باء). و 25 في المائة من أفراد الأسر التي لا تملك أرضا على الإطلاق والتى تهاجر موسميا وتستأجر الأراضي في الوديان أو في المنطقة الشمالية لزراعة الذرة (الفئة الفرعية جيم).

الفرص : تحتل المزارع الكبيرة جزءا كبيرا من هذه المنطقة، ومن ثم فإن الحصول على أراض إضافية أمر ليس مستطاعا لمعظم صغار المزارعين. ولدى أولئك الذين ينتمون للفئة الفرعية ألف نفس الخيارات تقريبا التي يملكها أولئك الذين يعيشون في المناطق الغربية. وتشمل الفرص المتاحة للمزارعين في الفئة الفرعية باء ما يلي:

ويحتاج المزارعون، للإستفادة من هذه الخيارات، الحصول على الخدمات الإرشادية وتحسين البذور أو الشتلات والوصول إلى معلومات أفضل عن السوق والحصول على القروض. كما يحتاجون إلى زيادة قدرتهم على المساومة وذلك من خلال تشكيل روابط المزارعين.

وتسعى الأسرفي الفئة الفرعية جيم إلى الحصول على التدريب المهني للشباب لتلبية الطلب المتزايد على العمل شبه الماهر في صناعات التصدي الزراعية وللنجارين ونقاشي الأخشاب والحدادين والميكانيكيين. كما أن هناك فرصا أخرى للتوظف في الخدمات المحلية.

صغارالمزارعين في الأراضي المنخفضة الشمالية والمرتفعات

البيئة الجغرافية: تتكون الأراضي المنخفضة الشمالية (ارتفاعها حتى500 متر) من غابات مطرية إستوائية عذراء إلى حد كبير، وهي الغابات التي تنتشر على نحو نصف أراضي البلاد. وهذه المناطق قليلة السكان حيث تشكل تربية الأبقار النشاط الإنتاجى الرئيسي. وتشكل المرتفعات الشمالية (500 إلى 2000 متر) حدودا حرجية أصغر بكثير على الأطراف الجنوبية للمنطقة.

وتنتقل في الوقت الحاضر أعداد كبيرة من النازحين الداخليين والسكان المهمشين إقتصاديا، فضلا عن العائدين بعد إنتهاء الصراع، إلى هذه الأراضي. كما يتحرك كثير من الأسر المعدمة من الأراضي المؤقتة الشرقية نحو الشمال إلى هذه المنطقة لفترات قصيرة لزراعة الذرة.

نظم معيشة السكان ا لمعرضين: يمارس المستوطنون الجدد والمهاجرون الموسميون نمط "القطع والحرق" من الزراعة حيث يقومون بزراعة الأراضي لمدة عام أو عامين ثم يتحركون إلى أماكن أخرى. ونظرا لضعف بيئة المنحدرات الشديدة المعرضة للتعرية في المناطق العليا وانخفاض خصوبة التربة في المناطق التي أزيلت منها الغابات المطيرة فإن إستدامة الزراعة معرضة للخطر. وعلاوة على ذلك، فإن التوسع السريع في الحدود الزراعية يهدد الغابات الباقية بالإضافة إلى التنوع البيولوجي والنظم الأيكولوجية التي تعيش عليها. ويطبق المهاجرون تقنيات زراعة مستمدة من مناطقهم الأصلية والتي قد لا تكون ملائمة بالضرورة للبيئة الجديدة كما إنهم يقطعون الأشجار لبيع الأخشاب. كذلك فإن إنعدام حقوق الملكية الكامل تقريبا يشجع المزارعين على الإفراط في إستغلال قاعدة الموارد قبل تركها.

وينتمى 20 في المائة من سكان هذه المنطقة للأسر المعدمة التي تستقرمؤقتا في الوقت الحاضر إما في الأراضي المنخفضة أو على المرتفعات (الفئة الفرعية ألف). وينتمى 80 في المائة إلى الأسر ذات الحيازات الصغيرة التي تقيم في هذه الأراضي إلا انها لا تملك سندات ملكية قانونية. ويحاول الكثير من الأسر في كلا الفئتين الفرعيتين إرسال أحد أفراد الأسرة على الأقل من الذكير إلى العاصمة أو إلى المكسيك أو الولايات المتحدة للعثور على عمل هناك (الفئة الفرعية باء).

الفرص: تتيح مواقع "مايان" الأثرية الهامة للغاية ذات الجمال الطبيعي والتنوع البيولوجي للغابات المطيرة الإستوائية الفرصة لإقامة صناعة كبيرة للسياحة الأيكولوجية ترتبط بإنشاء مناطق صيانة محمية. وقد يشمل ذلك:

ويمكن أن يوفر التدريب على "الصيانة بالإستخدام " للموارد الحرجية في إدرار دخل إضافي وتحقيق منافع مباشرة لصغار المزارعين في كلا الفئتين.

صغارالمزارعين في الأراضي البركانية الغربية والأراضي المتحولة والمرتفعات

البيئة الجغرافية: تشكل الأراضي البركانية الغربية والأراضي المؤقتة والمرتفعات منطقة "الالتيبلانو" في غواتيمالا. وتتراوح المرتفعات بين 500 إلى 4000 متر، والطرق قليلة ولا يوجد كثير من الفرص للحصول على الخدمات الإجتماعية الأساسية. وهذه المنطقة كثيفة السكان ترتفع فيها معدلات إزالة الغابات بشدة ومن ثم تنتشرتعرية التربة على المنحدرات الشديدة.

نظام معيشة السكان المعرضين: يقطن المناطق المرتفعة من "الالتيبلانو" بالدرجة الأولى السكان الأصليون الذين يزرعون محصولا أو محصولين من الذرة والفاصوليا كل عام خلال موسم الأمطار ثم يهاجرون للعمل في مزارع السكر والبن في الجنوب بقية العام. كما أنهم يقومون بقطع الأخشاب وبيعها كمصدر للدخل التكميلي. ويزرع القمح والبطاطس والخضر أيضا في بعض المواقع. وتهاجر الأسر التي لا تملك أية خيارات أخرى إلى المنطقة الشمالية. وكما هو الحال في المناطق الأخرى، يسعى الكثير منهم إلى إرسال فرد واحد من الأسرة إلى المكسيك أو الولايات المتحدة. وفي المناطق منخفضة الإرتفاع، تتسم الزراعة بقدر أكبر من التنوع حيث تكون الفرص أكثر للمشاركة في السوق.

وينتمى 54 في المائة من سكان هذه المنطقة لأسر تملك أراض قليلة أو لا تملك أراض على الإطلاق في المناطق الحدية ذات الإنحدارات الشديدة (الفئة الفرعية ألف). وهناك نسبة 19 في المائة من الأسر التي تملك اقل من 4000 متر مربع (1 إلى 10 كورداس) على المنحدرات الشديدة (الفئة الفرعية باء). ويعتبر إرتفاع معدلات الأمية وسوء أحوال المساكن ونقص الاحتياطيات الصحية وأساليب الرعاية والمواقف الثقافية التي تحبذ الإبقاء على نظم المعيشة التقليدية المعتمدة على زراعة الذرة الأمور الشائعة في هاتين الفئتين الفرعيتين. ويميل هؤلاء السكان إلى الشك في المنظمات الرسمية نتيجة لطول فترة الصراع. غير أن قيادة السكان الأصليين ذات تأثير واسع، فضلا عن وجود قوى للمنظمات غير الحكومية في كثيرمن المناطق.

أما أفراد الأسر التي تملك رقعا من الأراضي تتراوح بين 4000 و. 6000 متر مربع (10-15 كورداس) فتبلغ نسبتهم 22 في المائة، ولديهم فرصة زراعة بعض المحاصيل لبيعها في الأسواق (الفئة الفرعية جيم). وينتمى 5 في المائة من السكان للأسر ذات النشاطات الزراعية المتنوعة في الوديان/ والمهارات اللازمة للعثور على فرص عمل في القطاع المتنامي لحماية البيئة (الفئة الفرعية دال).

الفرص : لم توضع حتى الآن نظم للزراعة المختلطة بالغابات يمكن تكييفها لتصلح للإرتفاعات فوق 1500 متر، ولذا فإن هناك حاجة عاجلة إلى هذه النظم. أما الإمكانيات المباشرة الأخرى لتحسين حياة سكان هذه المناطق المرتفعة فتشمل:

وتمثل مياه الينابيع الجبلية الصافية موردا طبيعيا هاما في "الالتيبلانو" يمكن إستغلالها من خلال:

صغارالمزارعين في السهول الساحلية الجنوبية

البيئة الجغرافية لتميزالسهول الواقعة على ساحل جنوبي المحيط الهادي على إرتفاع يصل إلى 500 متر بالتربة الجيدة بصورة عامة والأراضي المشتركة مع بعض التلال المتموجة. وهنا توجد شبكة جيدة من الطرق ومسالك عن طريق البحر إلى الأسواق في المكسيك وأمريكا الوسطى. ويهيمن على قطاع الزراعة النشاط الرعوي والمزارع الكبيرة التي تنتج للتصدير وأساسا قصة السكر والموز والثروة الحيوانية على السهول والبن على التلال. ويقوم صغار المزارعين، في مختلف أنحاء المنطقة، بزراعة الأراضي الحدية المعرضة للفيضانات. وكثيرا ما تتسبب الفيضانات في حدوث خسائر جسيمة في المحاصيل/ ولاسيما الذرة.

كان هناك إنخفاض حاد في الطلب على اليد العاملة الزراعية نتيجة لتقلص أسواق البن وميكنة مزارع قصب السكر. وعلاوة على ذلك كان صغار المزارعين المحليون الذين يعملون بالأجر يواجهون منافسة قوية من المهاجرين من منطقة "الالتيبلانو".

وكان العائدون من الأهالي الأصليين، بعد إنتهاء الصراع، قد استقروا من جديد في المجتمعات المحلية المنظمة في إطار برنامج "ميراث ثقافي مختلط ". ويفضل الكثير منهم زراعة الذرة على الرغم من وجود فرص طيبة لزراعة مجموعة أكبر من المحاصيل. والصراعات المحلية كثيرة التكرار فيما بين المزارعين المستوطنين والعائدين بشأن الأراضي والخدمات الحكومية.

وكانت مناطق المنغروف على الساحل من المصادر الهامة للحصول على الأخشاب، إلا أن هذا المورد يخضع للإفراط في الإستغلال بصورة مطردة.

نظم معيشة السكان المعرضين: ينتمي 58 في المائة من القاطنين في هذه المنطقة لأسر لا تملك أراض وتعتمد إعتمادا رئيسيا على بيع عملها للحصول على قوت يومها كما يستأجر البعض منها الأراضي لزراعة الذرة. وقد يقوم هؤلاء السكان بالهجرة إلى العاصمة وإلى مزارع البن والموز في المناطق القريبة أو إلى المكسيك والولايات المتحدة بحثا عن العمل (الفئة الفرعية ألف) . وينتمي 21 في المائة لأسر لا تتجاوز حيازاتها 1/16 إلى ربع هكتار (1 إلى 4 مانزاناس) من الأراضي الفقيرة يستغلها السكان في إنتاج الذرة لإستهلاكهم الخاص ثم يتركون مجتمعاتهم لفترات قصيرة للعمل في المزارع الكبرى (الفئة الفرعية باء). وهناك 21 في المائة أخرى من هؤلاء السكان عبارة عن أسر تمتل 1/16 إلى ربع هكتار (1- 4 مانزاناس) من الأراضي الجيدة لإنتاج الذرة وغير ذلك من المحاصيل لبيعها في الأسواق. وهناك فرد واحد على الأقل من كل أسرة يعمل بالأجر محليا من آن لآخر. وعدد كبير من هؤلاء الأسر هم من العائدين الذين أعيد توطينهم (الفئة الفرعية جيم).

الفرص: يمكن لصغار المزارعين في الفئة الفرعية ألف الإستفادة من برنامج تحسين الثروة الحيوانية لإدرار الدخل. وينبغي أن يركز البرنامج على الحيوانات الصغيرة مثل الدواجن والخنا زير والمعز.

وتشمل الخيارات لصغار المزارعين في الفئتين الفرعيتين باء وجيم ما يلي:

مجتمعات الصيد الحرفي على سواحل المحيط الأطلسى والمحيط الهادئ

البيئة الجغرافية: يعيش الصيادون الحرفيون على ساحل المحيط الأطلسي في ظروف تتسم بالعزلة المادية (تقع مستوطناتهم على شريط من الرمال يفصل بين المحيط والمستنقعات). والموئل هنا فقير للغاية حيث تنعدم كلية الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة والمرافق الصحية والرعاية الصحية والكهرياء والغاز والنقل. ولا توجد أية مجموعات أو تعاونيات منظمة.

وقاعدة الموارد السمكية في المحيط الأطلسي آخذة في التناقص نتيجة لتنامي عدد الصيادين والقضاء على العلائق التي تتغذى عليها الأسماك. وقد أصبحت المصايد الحرفية في مستنقعات المنغروف الشرقية الآن جزءا من احتياطي الطبيعة. ونظرا للقيود المفروضة على حقوقها في إستغلال الأغذية البرية في إحتياطي المنغروف ونقص فرص الحصول على الأراضي الصالحة للزراعة، تعيش أسر الصيادين بصورة كاملة تقريبا على الأسماك التي تصطادها، فلا يملك إلا القليل منها عددا من الدجاج أو الخنازير.

وتتعايش مجتمعات الصيد الحرفية، على ساحل المحيط الهادى، مع الزراعة المستقرة وأساطيل الصيد الصناعية. وتوجد في المحيط الهادئ أنواع سمكية مختلفة ذات قيمة تجارية عالية، كما أن هياكل التسويق حسنة التطير. غير أن الصيادين الحرفيين، الذين يستخدمون قوارب بمحركات صغيرة يقلون في المستوى بالمقارنة بنظرائهم الصناعيين لا من حيث المعدات فحسب بل ولأن حصولهم على الخدمات ووصولهم للأسواق أكثر محدودية.

نظم معيشة الفئات المعرضه: لملك عدد قليل من أفراد المجتمعات الأكثرحظا، في معظم صناعات الصيد الحرفية، قواربهم وشباكهم الخاصة في حين يعمل معظم الرجال كأفراد في أطقم هذه القوارب ويحصلون على جزء من المصيد للإستهلاك والبيع محليا. وتتحمل النساء مسؤولية إعداد وبيع الأسماك في الأسواق المحلية أو- على ساحل المحيط الهادئ للتجار.

وينتمي 25 في المائة من أسر الصيد الحرفي إلى مجتمعات معزولة لا تملك أي فرصة للحصول على الأراضي. وتعيش هذه الأسر على ساحل المحيط الأطلسي في غاابات المنغروف أساسا إلى الشرق من ريودولشي إلى شمالها أيضا (الفئة الفرعية ألف). ويقوم الرجال في هذه الفئة الفرعية بالصيد بقوارب بسيطة وشباك غير آلية في حين يبحث الأطفال الصغار عن الأربيان في المستنقعات. ويجري تناول المصيد أو بيعه محليا. أما باقي الأسر (75 في المائة)، فتنتمي إلى المجتمعات التي تتناثر على طول ساحل المحيط الهادئ مع فرص للحصول على مساحات صغيرة من الأراضي المنتجة وفرص للعمل الموسمي في المراعي والمزارع الكبيرة (الفئة الفرعية باء). والكثير من القوارب المملوكة لهذه الفئة الفرعية مزودة بمحركات ويباع جزء كبيرمن مصيدها في الأسواق الكبرى على طول الساحل.

الفرص : ربما تساعد البرامج التي تهدف إلى تلبية الإحتياجات النوعية لمجتمعات الصيد الحرفي على المحيط الهادئ (الفئة الفرعية باء) في تحديث هذه المجتمعات. ومن التدابير الممكنة في هذا المجال:

وتشمل الفرص المتاحة لمجتمعات الصيد الحرفية على ساحل الأطلسي (الفئة الفرعية ألف) مايلي:

العمال المؤقتون في الأحياء الفقيرة في مدينة غواتيمالا وضواحيها

البيئة الجغرافية: يواجه العمال المؤقتون في غواتيمالا عدم استقرار ومخاطر كبيرة. وعلى الرغم من أنهم يهاجرون من مناطق أخرى لتحسين ظروفهم، فإن الكثير منهم يظل دون عمل منتظم. والأكواخ أو الأحياء الفقيرة التي يجدون مأوى لهم فيها هي مناطق غير صحية وتتعرض لفيضانات متكررة. ولا توجد على الإطلاق شبكات أمان إجتماعية باستثناء بعض برامج المعونة الغذائية الموجهة ونشاطات المنظمات الدينية.

وبصفة عامة، تعكس درجة انعدام الأمن الغذائي التي يعانيها هؤلاء العمال، مدة بقائهم في المناطق الحضرية وشبه الحضرية. وبمرور الوقت، تميل أوضاعهم إلى التحسن بالإضافة إلى نوعية مساكنهم وحالة ملكيتهم ومستويات دخلهم واستقرار هذا الدخل والحصول على رأس المال الإجتماعى والبشري. غير أن هؤلاء يظلون معرضين طالما ظلت ظروف عملهم غير مؤكدة.

نظم معيشة الفئات المعرضة: يعمل جميع أفراد الأسرة بما في ذلك الأطفال الأميين. غير أن دخل الأسر، الذي يتحقق من خلال عدد من النشاطات الهامشية المتنوعة، يظل منخفضا بشدة وغيرمؤكد كما أنه يستخدم كله تقريبا في دفع إيجارات المنازل وشراء الأغذية. والأطفال، الذين يتركون في كثير من الأحيان دون رعاية، هم أكثر الفئات تعرضا لانعدام الأمن الغذائي والأمراض والاستغلال غير السليم.

وينتمي 9 في المائة من السكان في هذه الفئة لأسرتعولها النساء ولا ينتمي أطفالها في الغالب إلى أب واحد. ويعيش هؤلاء عادة في أكواخ جديدة وينظر إليهم على أنهم مبعث للخلل والاضطراب. ولا يعاني هؤلاء السكان من عدم توافر الدخل الذي يمكن التنبؤ به فحسب بل ويخضعون أيضا للتمييز الإجتماعى والعزلة التي تؤدي بدورها إلى تفاقم ظروف الحرمان التي يعيشها أطفالهم. ومعظم هذه الأسر يعاني فقرا مدقعا وانعدام أمن غذائي مزمن ( الفئة الفرعية ألف).

وينتمى 69 في المائة من هؤلاء السكان لأسر لديها عامل مؤقت يستأجر رقعة من الأرض أو منزلا بدائيا صغيرا في بعض الأحياء الفقيرة الأكثر استقرارا. ويحصل الرجال أساسا على دخل متقطع يضيع في كثيرمن الأحيان على المشروبات الكحولية والمخدرات (الفئة الفرعية باء).

وينتمي 22 في المائة من السكان لأسر لديها فرد واحد على الأقل يشارك في عمل بأجر شبه منتطم وتستوطن في الغالب مناطق فقيرة، إلا أنها تعتمد على إطار ونمط حياة أسرية أكثر إستقرارا. غير أنه قد يجري التضحية بنوعية الأغذية من أجل شراء منزل بسلفة أو سداد مصروفات تعليم الأطفال (الفئة الفرعية جيم).

الفرص: لا توفر مراكز الرعاية النهارية الفرص للنساء للعمل بصورة أكثر انتظاما وإفادة للأطفال المعرضين في الفئتين الفرعيتين ألف وباء بصورة مباشرة. ويمكن أن تستفيد النساء والشباب في جميع الفئات الفرعية من:

الصفحة السابقةاعلى هذه الصفحةالصفحة المقبلة