Previous Page Table Of Contents Next Page

تطوير تربية الأحياء المائية ونظم الزراعة

خصائص
الأنظمة الزراعية لصغار الملاكين

تستعمل المزارع الصغيرة في أنحاء العالم طرقا مختلفة للإنتاج. وهي لا تتقيد بزراعة صنف واحد على مستوى شاسع كزراعة النخل وقصب السكر أو حتى القمح على مئات الهيكتارات لأن المزارع الصغير ينتج أصنافا مختلفة من الحبوب والخضراوات ويربي الدواجن والحيوانات. وهذا النظام الأخير مفيد للمزارع لسببين هما:

جمع عدة منتجات يخفف من عامل المجازفة الموجودة في عملية الزراعة فإذا لم ينجح صنف ما فإن الصنف الآخر سيعوض ويسد حاجة المعيشة;
إن المنتجات المختلفة ستتعامل عن طريق التكافؤ والتكامل كي تزيد الإنتاج العام بحيث تتم الاستفادة من المصادر وتزيد في سد حاجة المنتج الأساسية. فمثلاً الأشجار تقدم الظل الذي يحمي المزروعات والحيوانات وفي الوقت ذاته تنتج الفواكه. سماد الحيوانات يستعمل للزراعة بينما بقايا المحصول الزراعي تقدم غداء للحيوانات.

إن طرق زراعة صغار الملاك نشأت خلال عصور عديدة. وطرقهم التقنية وعلاقاتهم الاجتماعية تُكوِّن جزءاً من بيئتهم الاجتماعية.

فوائد
دمج تربية الأحياء المائية في المزارع الصغيرة

خلال القرون الماضية أدخل المزارعون في آسيا وأواسط أوروبا تربية الأحياء المائية في طرق الزراعة المختلفة باستعمال تكنولوجيا كانت تعتمد على إعادة إستعمال المنتجات الثانوية من تربية الحيوان والمحاصيل . فالمغذيات كانت تشمل النخالة والقشور وتفل البذور في حين كان روث الحيوانات يستعمل لتسميد الحوض .




تدفق الموارد وعلاقات العمل
في إحدى الحيازات الصغيرة في بنغلاديش

SOURCE: Adapted from a farmer's drawing in Lightfoot, C. et al. 1991. Households, agroecosystems, and rural resources management. Bangladesh Agricultural Research Institute and ICLARM, Manila, Philippines. 80 pp.




إنتاج سمك الكارب في برك السمك في بافاريا ، ألمانيا

إن تربية الأحياء المائية في أحواض ترابية تعتبر جزءاً مكملاً من أنظمة الزراعة في كثير من المناطق الريفية في أوروبا مثل بافاريا بألمانيا ، وقد بنيت تلك الأحواض في العصور الوسطى على أرض لم تكن صالحة لإنتاج المحاصيل الزراعية التقليدية وكان الهدف منها وما يزال هو تخزين الماء ( لسقاية الحيوانات ومقاومة الحرائق ) ولتحسين الإحتفاظ بالماء وبالتالي إبقاء المياه الجوفية على مستوى مناسب للزراعة . وقد أصبحت هذه المزارع تحقق هدفاً آخر وهو إنتاج سمك الكارب وفي أيامنا هذه تسهم هذه المزارع المختلطة بإنتاج سمك الكارب في بافاريا بألمانيا .
ومنذ العصور الوسطى لم يحدث تغيير في إدارة إنتاج الكارب كجزء من نظام زراعي متكامل. فروث الحيوانات يستعمل كسماد في البرك. سمك الكارب يزرع بكميات ويغذَّى بالمنتوجات الثانوية للحقل. وكثيرا ما كانت تجفف البرك وتزرع أرضها بالمحاصيل للاستفادة من المغذيات الموجودة في تربتها. وغالبا ما يقوم تجار السمك بجمع سمك الكارب من البرك بأنفسهم للتخفيف من نفقات التشغيل على المزارع. إن التقديرات الاقتصادية من مثل هذا التعامل أثبتت أن الدخل من بيع السمك يكاد يغطي النفقات فقط. لكن إنتاج السمك يزيد من موارد الحقل وينوع المردود وبالتالي يقلل من المخاطرة. بالإضافة لذلك فإن أصحاب مزارع الأسماك يدركون أن تكثيف استزراع الأسماك هو وسيلة لضمان معيشتهم وللحفاظ على حاجاتهم وموجوداتهم أيا

SOURCE: COFAD, personal communication.




توجد عدة حسنات لتربية الأسماك في البرك خصوصاً من حيث كمية الإنتاج بالنسبة للمحصول الزراعي أو الحيواني. فالأسماك بإعتبارها من فصيلة الدم البارد تصرف جهداً أكبر للنمو عوضاً عن صرف ذلك الجهد للمحافظة على حرارة الجسم. كما أنها تتغذى على الأعلاف الطبيعية أو المضافة .

إن الأبعاد الثلاثة للبرك توفر عدة بيئات متجانسة تساعد على نمو عدة أحياء مائية مختلفة في آن واحد : ففي الصين مثلاً تجد في البرك المدارة جيداً أكثر من ثماني أصناف من السمك بحيث تتعايش معاً لأنها تعيش في أجزاء وزوايا مختلفة من البركة مستفيدة من الغذاء المتوفر في هذه الزوايا.

هناك عدد من الحسنات الإضافية التي يمكن استخلاصها من دمج تربية الأحياء المائية في الأنظمة الزراعية لصغار الملاك وهي :

تقليص المجازفة

إن تنويع الأنظمة الزراعية بحيث تشمل تربية الأحياء المائية تقلص من المخاطر المرتبطة بالزراعة في الحيازات الصغيرة، ليس فقط لأنها تعطينا السمك الذي هو سلعة تؤكل وتباع، بل لأنها أيضا توفر مياها للري وسقاية الحيوانات في فصل الجفاف، وبالتالي تزيد من مواصلة الإنتاجية على مدار السنة.

تحسين الغذاء والأمن الاقتصادي

إن زيادة إنتاج تربية الأسماك تعني زيادة في توفير البروتينات للأسرة. كما أن المنتوج السمكي يعتبر سلعة تباع نقدا أو تستبدل بسلع أخرى، وكلا هذين الأمرين يزيد في التأمين الاقتصادي للأسرة.

دمج تربية الأحياء المائية
في حقول صغار الملاك يحسّن الأمن الغذائي والإقتصادي

أثبتت دراسة في الفلبين أن التحول من زراعة الأرز منفرداً إلى زراعة الأرز مع تربية الأسماك معاً تزيد في تكاليف العمال بمقدار 17 في المائة وتزيد مبالغ الاستثمار بمقدار 22 في المائة إلا أنه يعطي زيادة في الدخل العام نتيجة بيع الأسماك بمعدل 67 في المائة.
اتضح في مشروع يضم 256 مزارعا في بنغلاديش أن الدخل الناتج عن المشروعات التي دمجت فيها تربية الأسماك مع زراعة الأرز زاد بمعدل 20 في المائة عن دخل الحقول المزروعة بالأرز فقط لأن المزارعين استعملوا كميات أقل من السماد والمبيدات. مجموع الفوائد العامة في مشاريع الدمج زادت بمعدل 64 في المائة في فصل الجفاف و98 في المائة في الفصول الماطرة.

SOURCES: Dela Cruz, C.R. et al. 1992. Rice-fish research and development in Asia. ICLARM Conf. Proc. 24, 456 pp. and Gupta, M.V. et al. 1998. Integrating aquaculture with rice farming in Bangladesh: Feasibility and economic viability, its adoption and impact. ICLARM Tech. Rep. 55, 90 pp.




تقوية الإنتاج

بعض النباتات القابلة للأكل مثل السبانخ الصيني المائي والكستناء المائية يمكن زراعتها في برك السمك، كما يمكن زراعة الخضروات والأعشاب الأرضية لو أمكن تعويمها. هناك نباتات أخرى تنمو في البرك مثل حشيشة البط أو عدس الماء والهايسنت المائية والأزولا وجميعها تستعمل كسماد للأرض بحيث تزيد خصوبتها أو كعلف للسمك والحيوانات. أضف إلى ذلك أن البرك الموسمية التي تغذيها الأمطار يمكن استعمالها للإنتاج الزراعي في فترة الجفاف دون اللجوء لإضافة ماء أو مغذيات. لقد اتضح أن المناوبة بين تربية الأحياء المائية والزراعة تُحسِّن التربة مع مرور الوقت.

الاستعمال المتعدد للبرك

مياه الاستزراع في البرك تستعمل لأغراض عدة فمثلاً في جنوب شرق أسيا تستعمل البرك للاستحمام وسقاية الخضار والفواكه وللتخلص من الماء العادم في البيوت. استعمال مياه البرك للري مفيد جداً لأنه يحتوي على الطحالب الزرقاء والخضراء التي تحسن خصوبة الأرض. بعد تفريغ البرك في عملية جمع الأسماك يستعمل الوحل كسماد للزراعة أو تستعمل أرض البرك لزراعة العلف والمنتجات الأخرى.

وفي المناطق التي تنقص فيها المياه في بعض المواسم تلعب البرك دوراً حيوياً في تأمين المياه على مدار السنة للإنتاج الزراعي وللحيوانات واللزوم البيتي ولمقاومة الحرائق .

الفوائد البيئية

في الحالات التي تتوفر فيها نفايات الحقل بكميات هامة فإن إستعمالها لتربية الأحياء المائية سيزيد في الإنتاج وفي الوقت ذاته يحول دون إضرارها بالبيئة. إن بعض أنواع الاستزراع المندمج مثل زرع الأرز واستزراع الأسماك قد يخفف أو حتى يزيل الحاجة إلى مبيدات الحشرات. فبعض أنواع السمك تأكل الحشرات التي تتغذى على الأرز وتأكل أيضاً كائنات حية تضر بالإنسان كالبعوض واليرقات والقواقع المائية. عندما تربى الأصناف الملائمة من السمك في حقول الأرز، يتغذى السمك عن طريق الأعشاب والطحالب وتوابعها وهذا يقلل الحاجة لاستعمال مبيدات الأعشاب وفي الوقت ذاته يرفع مستوى الفسفور والنيتروجين في المياه وبالتالي يخفف الحاجة للسماد الكيماوي.




استعمال البرك المتنوعة
لتربية الأحياء المائية يحسن دخول المزارعين

إن توفر مياه البرك للري في أنظمة الزراعة المندمجة في شمال شرق تايلندا حسَّن دخول المزارعين الذين تمكنوا من إنتاج وبيع منتجات زراعية خلال المواسم التي تنقص فيها المياه وبأسعار جيدة. رغم أن جودة مياه البرك تقل خلال مواسم الجفاف إلا أن الفلاح تكيف مع هذا الوضع عن طريق إنتاج أنواع من السمك القطي الذي يتمكن من العيش في الظروف الصعبة.
بعد معرفة حسنات الازدواج في استعمال البرك في إفريقيا أصبحت البرك دارجة الاستعمال. مثالاً على ذلك مشاريع ساعدها صندوق منظمة الأغذية والزراعة الخاص بالأمن الغذائي بحيث أقدمت خمس دول أفريقية مؤخراً (بوركينا فاسو، ساحل العاج، غانا، مالي، زامبيا) على تأسيس شبكة تبين منافع دمج الزراعة مع تربية الأحياء المائية .

SOURCES: COFAD, personal communication and Moehl, J.F. et al. (in prep.) Proposal for an African network on integrated irrigation and aquaculture. Proceedings of a Workshop held in Accra, Ghana, 20-21 September 1999.




مزارع الأسماك
والأرز المندمجة في بنغلاديش


لقد استفاد مزارعو الأرز في بنغلاديش من هجرة الأسماك الموسمية إلى مزارعهم. فعندما تعلو المياه فوق الحقول خلال موسم المونسون تدخل الأسماك البرية إلى هذه الحقول حيث تتغذى على الغذاء الطبيعي وتحتمي في عروق الأرز العالية. ولكن عندما تهبط مياه الفيضان تبقى الأسماك سجينة في الحقول ثم تحصد مع الأرز.
مؤسسة " كير" CARE بالاستعانة بموارد مادية من المملكة المتحدة (إدارة التنمية الدولية) شجعت المزارعين على تحسين وتطوير هذا الأسلوب في الزراعة. ولقد استفاد من ذلك ما يقارب 70,000 مزارع من أسلوب يستلزم زراعة الأرز والسمك، الأمر الذي يقتضي زيادة مخزون الأسماك في حقول الأرز أثناء موسمي الأمطار والري مع ما يترتب عليه من تحسين في أساليب إدارة الحقول.
إن دمج زراعة الأرز مع تربية الأسماك يفيد المزارعين بزيادة دخلهم وزيادة كميات الغذاء وتقليص ساعات العمل. وفي الوقت ذاته فهو جيد من الناحية البيئية والإيكولوجية. إن الطاقة والمغذيات يعاد استعمالها عن طريق دورة الغذاء، مما يؤدي إلى خلق نظام ثابت وكبير الإنتاج. إن إزالة الأعشاب البرية من حقول الأرز يتم في العادة بالطرق اليدوية أو بالكيميائيات. إنما عندما يربى سمك الكارب في حقول الأرز فإنه يتغذى على هذه الطحالب الأمر الذي يؤدي إلى وفرة في الجهد والمصروفات.
بالمقارنة في حالات زرع الأرز لوحده فإن المزارع يستعمل الأدوية المبيدة لحماية الأرز. وبقايا هذه المبيدات يمتصها الأرز ومن الممكن أن تتجمع في جسم الإنسان بمعدل يزيد 15 مرة عن المسموح به وفقا لمعايير منظمة الصحة العالمية. كما أن المبيدات تزيل الحشرات السيئة مع الجيدة وبهذا تضعف قدرة الأرز على مقاومة الحشرات في المستقبل. أما المزارع الذي يربي سمكاً في مزرعة الأرز فإنه لا يستعمل المبيدات الكيميائية والفوائد الاقتصادية المجنية من الأسماك تزيد عن الأضرار التي تحدث للأرز بسبب الأوبئة.

SOURCE: DFID, personal communication

كيف نحافظ على استمرارية الدمج؟ دروس مستقاة

إن أسباب الاختلاف بين الأقاليم في تنمية تربية الأحياء المائية كانت موضوع العديد من التقييمات والمشاورات المذكورة في لائحة المراجع الملحقة بهذه الوثيقة، ومنها اخترنا بعضا من الدروس المستقاة والتجارب الناجحة لذكرها هنا.

لا بد من ربط تربية الأحياء المائية مع بقية عناصر نظم الزراعة للإستفادة من الآثار التكميلية ففي بنما أدى دمج تربية الأحياء المائية في الأحواض مع تربية الحيوانات إلى زيادة الجدوى الإقتصادية للحقل .

كان أحد الأسباب المؤخِّرة لتربية الأحياء المائية في بعض بلدان أفريقيا وأمريكا اللاتينية هو الترويج الزائد والغير مخطط التكنولوجيا ، إذ أدى هذا التوجه إلى عدم إعطاء الاهتمام الكافي للعوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية الموجودة في الزراعة التقليدية في ظل التركيز على البحث الفني ونقل التقنية. كما أن الاستزراع السمكي عندما يعزز أو يشجع كتقنية منفردة فإنه لا يقع ضمن إطار النظام الزراعي الريفي المعتاد الذي يهدف بشكل خاص إلى تأمين البقاء. وإن الفشل في إدخال تربية الأحياء المائية إلى إفريقيا كان من الممكن تجنبه لو أن هذا الأمر قُدِّم كجزء مكمل في الزراعة الريفية.



مشكلات تنمية تربية الأحياء المائية
المعتمدة على الجهات المانحة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى

إن العائق الرئيسي لإقامة تربية أحياء مائية على أسس مستدامة في أفريقيا هو من قضايا سياسات التنمية التي تركز على المشاريع الصغيرة لتربية الأحياء المائية في أحواض المياه العذبة، والتي أدخلتها معظم وكالات التنمية بهدف تحسين متوازن للأمن الغذائي وتواصل أسباب العيش لأشد الناس فقراً في الموارد. من سوء الحظ أن هذه الفئة من الناس نادراً ما تقدر على إستغلال الفرص التي توفرها تربية الأحياء المائية لعدم قدرتها على توفير الموارد اللازمة لإقامة وإدامة تكنولوجيا جديدة ومكلفة. وبتركيزها على أقل الفئات موارداً، فإن وكالات التنمية تهمل أولئك الذين تتوافر لهم تلك الموارد وبالتالي تضيع فرصة لتسهيل التنمية المستدامة لتربية الأحياء المائية.
إن مبررات سياسات وكالات المساعدة الخارجية في دعم تربية الأحياء المائية من أجل المنافع الاجتماعية والاقتصادية للزراعة الريفية المحدودة، قد بنيت على عدد من الافتراضات وهي:

لكنه ثبت أن تلك الافتراضات كانت خاطئة. فالتقنية اللازمة لإستزراع الأحواض والمجدية اقتصاديا تتطلب الكثير من الجهد والمال. كما أن تشجيع تربية السمك للاستهلاك المنزلي غالبا ما يكون توجها خاطئا لحفز المزارعين على الإهتمام بتربية الأحياء المائية، لأن السمك عموما، إلا إذا كان اصطياده في المناسبات وبكميات غير قابلة للتسويق، يعتبر محصولاً نقدياً في المفهوم الأفريقي.
ومع أن الأمن الغذائي جزء مكمل من استراتيجية توفير احتياجات الأسرة الريفية، لكن إنتاج السمك ليس جزءً من هذه الاستراتيجية، بل ويستعمل دائما للحصول على السيولة النقدية. كما أن التسميد والتغذية أمران غير مألوفين للمزارع الريفي الصغير في أفريقيا. فتسميد قطع الأرض يتم، إن حدث، بغير انتظام في الزراعات التقليدية الصغيرة.
بالإضافة إلى كل ذلك، فإن العلف والسماد اللازم توفرهما لإستزراع الأسماك لهما كلفة محسوسة. وبالتالي فإن من الصعب إقناع المزارعين الصغار باستثمار موارد ولو محدودة ، في نظام إنتاج لا يعرفونه. إن استزراع السمك يتطلب الكثير من العمالة حتى وإن تم في حيازات صغيرة. كما أن إمكانية زيادة استهلاك الأسرة من السمك لن تكون حافزاً كافيا لإقناع المزارعين بالاهتمام بالبرك بشكل منتظم. إضافة إلى ذلك فإن استزراع الأسماك يتطلب عمل ساعات طويلة حتى في حالة المشاريع الصغيرة . ولقد اتضح أن استهلاك عائلة المزارع للسمك لا يكفي وحده لحفزهم على الاهتمامهم بالبرك بشكل منتظم

SOURCE: COFAD 1999. Back to basics - A study on traditional fisheries enhancement systems in Sub-Saharan Africa and their potential for development (unpublished).

تتطلب تربية الأحياء المائية رأس مال كبير حتى عند تطبيقها في الحيازات الصغيرة. ومن سوء الحظ أن رأس المال هذا لا يتوفر لأي استثمار جديد في المناطق الريفية في البلدان النامية. وتعطى الأولويات في إنفاق النقود للأقساط المدرسية واللوازم الطبية. ويتم إنفاق المال على الزراعة إذا لم يكن هناك مخاطرة مثل استخدام عمالة إضافية أو تغطية تكاليف تسويق الحصاد.

إنتاج زريعة السمك من قبل القطاع الخاص لعب دوراً هاماً في إنجاح دمج تربية الأحياء المائية في نظم الزراعة لصغار الملاك فيجيسّور - بنغلاديش .

وتعتبر العمالة سلعة نادرة في المناطق الريفية سيما في أفريقيا. بالرغم من هذا فإن المحللين الاقتصاديين كانوا يفترضون أن أجرة العامل لن تكون مرتفعة في الحيازات الصغيرة. وتصوروا أن التقنيات التي تتطلب عمالة مكثفة مثل استزراع السمك سيكون لها مكان في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وأمريكا اللاتينية بسبب وفرة العمالة. والحقيقة أن هذا الافتراض غير صحيح.

كثيرا ما تكون الكمية والنوعية من زريعة الأسماك غير متوفرة للمزارع في الوقت المناسب أو أن تكون تكلفة الحصول على الأصبعيات (الأسماك الصغيرة) مرتفعة جداً لأنها تنتج في عدد قليل من مراكز التفريخ التي لا يستطيع المزارع الوصول إليها ولهذا فإن وجود شبكة من مراكز التفريخ بإشراف القطاع الخاص، كانت وراء النجاح في إدخال تربية الأحياء المائية في الأنظمة الزراعية في كثير من البلدان.

منتجي زريعة الأسماك
في القطاع الخاص في مدغشقر يسوقونها في مزارع الأرز

لكي تنجح تربية الأحياء المائية في المساهمة المستدامة لمصادر الدخل الريفي لابد لها أن تتطور ضمن القطاع الخاص. إن حكومة ملجاسي مدغشقر Malagasy بالتعاون مع مشروع UNDP-FAO ( تطوير تربية الأسماك وخصخصة إنتاج فراخ السمك) قد جاءت بأسلوب جديد لتطوير استزراع الأسماك والأرز معاً في المناطق العليا من مدغشقر تم بموجبه إنشاء شبكة لمنتجي الأسماك الصغيرة (الأصبعيات) في القطاع الخاص. وعندما أصبحت الشبكة الخاصة فعالة، توقفت الحكومة عن توزيع الأصبعيات في تلك المنطقة. وفي خطوة تالية، استهدفت مصلحة تسويق زريعة السمك في تلك الشبكة تدريب وتأهيل موظفي مصلحة الإرشاد بإقامة معارض عن عملياتها الخاصة بالأرز والأسماك وتنظيم الاجتماعات. ولتحقيق ذلك، تم تدريب منتجي الأصبعيات على طرق التسويق، ومهارات التعليم، وطرق الإرشاد. وقد دُعِّم هذا النشاط بمجموعة من موظفي الإرشاد الحكومي المؤهلين جيداً.

SOURCE: Van den Berg, F. 1996. The private sector: A potential key element in the development of small-scale aquaculture in Africa - lessons from Madagascar. FAO Aquaculture Newsletter 12:14-16.

هناك عوامل أخرى أعاقت تنمية تربية الأحياء المائية. إن إدخال هذا النشاط إلى مناطق لم يعرف فيها تقليديا قد اعتمد في الغالب على الدعم الفني من مصالح الإرشاد الخاصة بتربية الأحياء المائية. صحيح أن هناك مصالح للإرشاد في كثير من البلدان، إلا أن فعاليتها لم تصل إلى مستوى التوقعات. وكثيرا ما كانت تتم محاولات الابتكار في جو نظري بعيداً عن الظروف البيئية والاجتماعية والثقافية التي تحدد نظام زراعة معين وبواسطة مرشدين تم تدريبهم في مجال واحد من الإرشاد الفني. ومع ذلك، فإن طرق الإرشاد المُجدِّدة التي تركز على مشاركة الفئـات المستهدفة تظهر أن دمج تربية الأحياء المائية في المزارع الصغيرة يؤذن ببوادر نجاح مستقبلا.

إن نماذج الدعم الناجح لتربية الأحياء المائية صغيرة النطاق في نظم زراعة الحيازات الصغيرة تشترك كلها عادة ، في توفر الموارد الضرورية لتحقيق الجدوى الإقتصادية وتوفر الأسواق كذلك ، كما أن عنصر تربية الأحياء المائية يرتبط إرتباطاً وثيقاً بالعناصر الأخرى للنظام الزراعي . إن أمثلة الدمج الناجح لتربية الأحياء المائية في أنظمة الزراعة لصغار الملاك تساهم في توفير المصادر الاقتصادية والأسواق وأن بند تربية الأحياء المائية مرتبط بشكل وثيق بالبنود الأخرى لأنظمة الزراعة.

توجهات إرشادية بديلة -
التعلم التجريبي في مدارس الفلاحين الحقلية
في فيتنام يفتح فرصا لدمج تربية الأحياء المائية في الزراعة

إن طريق إيصال وتقوية الخبرة الإنسانية لإدارة برنامج مكافحة الآفات المتكامل في فيتنام ) IPM ) تم بواسطة مدارس الفلاحين الحقلية ( FFS) التي تضم كلا منها 25 مزارعاً . يمضي مزارعوا هذه المدارس في بلدان مثل أندونسيا ، فيتنام ، كمبوديا ، غانا ، بوركينا فاسو ، مالي وساحل العاج يمضون من 5 إلى 6 ساعات معاً في الأسبوع، ساعتان منها على الأقل في الحقول لمراقبة العلاقات بين الكائنات الحية وبيئتها.

في فيتنام ، تبين من مسح لعينة لأكثر من ألف وثلاثمائة قرية أن المردود المالي من زراعة الهكتار الواحد قد زاد بنسبة 20 إلى 25 % في حقول برنامج إدارة الآفات المتكامل ( IPS) عنه في الحقول العادية وجاء جزء من هذه الزيادة ( 4 % ) من زيادة المحصول الذي نتج معظمه عن آخذ المزارعين للأموال المخصصة لمكافحة الآفات وإستعمالها لشراء الأسمدة وكذلك من تغيير موعد التسميد الذي نتج عن فهم أفضل للنظام البيئي للمحاصيل ففي مدارس المزارعين الحقلية ( FFS) يواصل المزارعون مراقبة النظام البيئي ويتصرفون بموجب قرارات تؤدي إلى منتوج أفضل وبذلك أصبحت هذه المدارس الحقلية بمثابة قاعدة لتقوية المزارعين . غالباً ما تظل مجموعات فلاحي المدارس الحقلية على صلة ببعضها البعض بعد إنتهاء الإستثمارات الخارجية ولوقت طويل .

أكثر المواد اللازمة في هذه المدارس كانت أكياس البلاستيك وأقلام الرصاص والورق. وقد اعتاد المزارعون أن يضعوا نماذج من الحيوانات اللافقارية في الأكياس وبعد الانتهاء من العمل كانوا يلتقون في جماعات صغيرة ليتحدثوا عن ملاحظاتهم ويحضرون إعلانات ومخططات ويقدمونها للمزارعين الآخرين من زملائهم .

كان المزارعون يلاحظون ما في الحقل من حشرات ويفحصون ترابطها بالتغذية بعمل ما يسمى "حديقة الحشرات" التي كانت تعطي إجابة على أسئلتهم "من يأكل ماذا" و"عدد الحشرات التي تؤكل " . كانت مثل هذه المداخلات تحسن معرفة المزارعين وتؤدي إلى مزيد من التجارب.

إن التخلص من جميع المبيدات ساعد على زيادة الأحياء التي تستعمل من قبل بعض المزارعين بصورة مستدامة ، فالقواقع المائية والضفادع والحشرات المائية وغيرها تكون جزءاً مهما من غذاء زرّاع الأرز.

حيثما تتقلص مصادر المياه البرية بسبب تغير المواطن (Habitat change) تصبح تربية الأسماك في حقول الأرز أو التجمعات المائية المجاورة أمراً هاماً سيما وأن السمك يشكل 50 في المائة من البروتين الحيواني الذي يؤكل في آسيا.

معرفة المزارع المسبقة لتنوع الأحياء في حقول الأرز مع الانخفاض الشديد لمستويات المبيدات يفتح فرصا جديدة أمام الأمن الغذائي وتحسين الدخل: عدد كبير من المزارعين قرروا الإستعمال المزدوج لحقول الأرز بتربية الأسماك مع الأرز .

كما أنهم يجربون خيارات أخرى، كتربية نوع من السمك في حقل الأرز أو استعمال حقل الأرز لتربية الأسماك ما بين فترتين من زراعة الأرز أو تربية الأسماك بعد موسم الأرز الأول بدلا من زراعة محصول ثان من الأرز، وكثيرا ما يُجري المزارعون تعديلات على طبيعة أراضيهم من أجل زراعة الأسماك، كحفر القنوات بأشكال وأحجام مختلفة أو حفر برك صغيرة في مواقع مختلفة من الحقل. وغالبا ما يبتكرون بتعديل أنظمة الإنتاج وفقا لظروف السوق المحلية كتربية أسماك كبيرة الحجم للبيع أو الاستهلاك. أو تربية أسماك صغيرة كفراخ لتستعمل من قبل مربي الأسماك الآخرين في المنطقة.

وهكذا فإن تحسين استعمال الموارد و زيادة الدخل ومحصول جيد من السمك والأرز يزيد من قبول المزارع للبرنامج المتكامل لمكافحة الآفات ورفض استعمال المبيدات الصناعية.

SOURCE: Kenmore, P. and M. Halwart 1998. Functional Agrobiodiversity, Integrated Pest Management, and Aquatic Life Management in Rice. In: Proceedings of the FAO/CBD International Workshop on Opportunities, Incentives and Approaches for the Conservation and Sustainable Use of Biological Diversity in Agricultural Ecosystems and Production Systems. FAO, Rome, Italy.

فيتنام -
نظام VAC

يقول المثل الفيتنامي أن أولى النشاطات المربحة هي تربية الأحياء المائية تليها الزراعة ثم البستنة أو الحدائق . وتفيد التقديرات أن حوالي 30 % من سكان الأرياف في فيتنام يملكون بركاً مائية متعددة الأهداف لإنتاج السمك أصلاً .

من الإعتبارات المهمة لدمج تربية الأحياء المائية في نظم الزراعة لصغار الملاكين توفر الأسواق المتطورة والمستقرة

الزراعة المتكاملة هي الطريقة التقليدية لضمان الأمن الغذائي في المناطق الريفية الفقيرة في فيتنام ويعرف نظام الزراعة المتكاملة الذي يضم المنزل والبستان وتربية المواشي وبرك الأسماك بنظام VAC

ويتواجد نظام VAC هذا في الأراضي المنخفضة المروية والأراضي العليا التي تغذيها الأمطار والمناطق المحيطة بالمدن الفيتنامية وتكون البرك وحظائر الحيوانات والحدائق والمساكن في الأراضي العليا متقاربة وذلك لتسهيل إعادة تأهيل الفضلات . كما تتم زراعة مزيج من المحاصيل الثانوية والدائمة يشمل الخضروات والفواكه ، قصب السكر ، الشاي والكاسافا . ويستعمل روث المواشي والخنازير والدواجن للتسميد مرة أو مرتين في العام في حين تستعمل الأوحال من قاع البرك كسماد كل ثلاث أو أربع سنوات .

وتترواح مساحة البركة ما بين 100 إلى 1.500 متر مربع ويتواجد فيها أجناس كثيرة من أسماك الكارب الهندية والصينية بمعدل أصبعيتين في كل متر مربع من الماء . تستعمل فضلات المطبخ وروث الحيوانات والزبل الأخضر كسماد للبرك. بعد انقضاء مدة 3 أشهر من الاستزراع يتم حصاد وجمع المحصول. وعادة يصل الحصاد السنوي من 2.000 إلى 3.000 كيلو غرام للهكتار الواحد. في حالة سمك التلابيا ربما يصل إنتاج الهكتار السنوي من 4.500 حتى 5.500 كيلوغرام.

SOURCES: Le Thanh Luu 1992. The VAC system in northern Vietnam. In: Farmer-proven Integrated Agriculture-Aquaculture: a technology information kit. IIRR & ICLARM 1992, and Le Thanh Luu 1999. Small-scale aquaculture in rural development - trends and constraints. In: FAO 1999. Report of the Asia-Pacific Fishery Commission Ad hoc Working Group of Experts in Rural Aquaculture. Bangkok, Thailand, 20-22 October 1999. FAO Fisheries Report No. 610. FAO, Rome, Italy.




غواتيمالا -
البرك لها فوائد أخرى بالإضافة إلى إنتاج السمك

أنشئ في غواتيمالا سنة 1982 مشروع برك متكامل بتعاون بين مصلحة تربية الحيوان الوطنية وكير CARE ووكالة التنمية الدولية الأمريكية USAID وفيلق السلام Peace Corps. قدمت جامعة أوبورن المساعدات الفنية لكل من الحكومة وكير . ويهدف المشروع إلى تحسين الغذاء والدخل للناس الفقراء في المناطق الشرقية والساحلية والشمالية من البلاد.
ولهذا قام المشروع بتشجيع تربية الأسماك الصغيرة في مزارع القطاع الخاص الصغيرة الحجم وفي كثير من المزارع تم دمج تربية المواشي مع برك تحفر يدوياً بمساحات تتراوح ما بين مئة إلى مائتين متر مربع . استعملت نفايات الحيوانات كسماد للبرك لزيادة الإنتاج كما استعمل الوحل في قاع البرك كسماد للمزارع. وقد أعطي كل من أولئك المزارعين الفقراء معدل 0.9 هكتار أرض للعائلة الواحدة وبلغ معدل دخل العائلة السنوي 700 دولار أمريكي في حين بلغ عدد البرك التي بنيت أو رممت في سنة 1989، 1.200 بركة.
وقد دمجت تربية المواشي مع الأسماك في 15 في المائة من تلك البرك في حين دمجت زراعة الخضار في 21 في المائة منها. وفي سنة 1998 زار المنطقة فريق لتقييم التقدم لدى 651 عائلة من أصحاب المزارع الصغيرة والتي توقفت عنها المعونة المالية. وجد الباحثون أن 13 في المائة من برك السمك مازالت تدار بحالة جيدة في حين أن 48 في المائة منها كان الاهتمام بها أقل من المتوسط و39 في المائة من البرك قد هجرت. وتبين أن حوالي 8 في المائة من المزارعين مربي السمك كان لديهم حيوانات يعتنون بها بالإضافة إلى البرك، في حين ذكر 40 في المائة أنهم دمجوا تربية الأسماك مع المواشي في فترة ما من حياة المشروع. الملاحظ أن دمج تربية الحيوانات والبقر الحلوب من جهة مع تربية الأسماك كان أنجح ودام مدة أطول من دمج تربية السمك مع الدواجن. المزارعون الذين يربون السمك ويعتنون في الوقت ذاته بالبقر الحلوب يكونوا عادة في وضع مادي أفضل، ويعتمدون على المراعي في تغذية حيواناتهم. وفي غياب مصدر دائم من الروث لتغذية أسماك البرك يعتمد المنتجون على نفايات المطابخ وآية منتجات حقلية ثانوية لهذا الغرض . من سوء الحظ أن هذا الغذاء لم يكن كافياً لإنتاج كميات كبيرة من السمك . ولهذا كان الدخل السنوي من بيع السمك متواضعاً رغم أنه يعادل راتب شهرين للشخص الواحد في تلك المناطق الفقيرة.
الأمر المهم أن نصف ملاك البرك تقريباً صرحوا بأن الدافع الأهم للحفاظ على برك السمك كان حاجتهم للماء خلال أيام الصيف لسقاية الحيوانات والري. وكانت معظم بساتين الفلاحين مقامة على أرض تصلها مياه الحكومة المراقبة والمقننة للسقاية وكانت المياه توزع بحصص معينة خلال أشهر الجفاف بمعدل مرة كل أسبوعين أو ثلاثة.
وهكذا كانت برك السمك تُملأ عند توزيع المياه ثم يتم استعمال المياه تدريجياً عندما يتوقف التوزيع. ولولا وجود هذه البرك لما تمكن المزارع من إنتاج الخضار في فصول الجفاف.

SOURCE: Lovshin, L.L. et. al. 1999. The influence of fish culture technology, extension methodology and socio-economics on the success of fish culture on limited resource farms in Guatemala and Panama: An ex-post evaluation. Auburn University, Auburn, USA.

زامبيا -
تنويع الزراعة عن طريق تربية الأحياء المائية تزيد الأمن الغذائي والدخل وفعالية استعمال الماء .


تربية الأحياء المائية في البرك في مقاطعة مكوشي بالمحافظة الوسطى في زامبيا حيث يقوم برنامج الفاو للأمن الغذائي بالتعاون مع ALCOM بدعم برنامج ريادي لتنويع المحاصيل الحقلية عن طريق دمج تربية الأحياء المائية مع الري .

تقوم منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في زامبيا، عن طريق المشروع الخاص للأمن الغذائي وبمساعدة ALCOM ، بدعم مشروع تجريبي لتنويع المحاصيل الزراعية عن طريق دمج الري مع تربية الأحياء المائية وبموجب هذا البرنامج، قام مزارعو محافظة مكوشي MKUSHI ببناء 50 بركة سمك وملئها بالمياه من نبع أو نهر على أرض منحدرة مع حديقتين إحداهما فوق مستوى البركة والأخرى تحته. زرعت الحدائق أولا بالذرة الصفراء التي تشكل الغذاء الرئيسي ثم باللفت والملفوف والبصل والفاصوليا والعدس والحمص والفول السوداني والباذنجان والبندورة.

تمت سقاية الحديقة السفلى بالاستفادة من انحدار الأرض عن طريق الجاذبية، في حين استخدمت المضخات لسقاية الحديقة العليا. فضلات الطعام ومحصول الخضار وأوراق النباتات البرية كانت تشكل عناصر تغذية هامة وتذهب إلى البركة مع نفايات الجعة ونخالة القمح وروث الدجاج والأرانب حسب توفرها. وقد وصل المحصول السنوي أحيانا إلى 2,500 كيلو غرام للهكتار الواحد.

يعتبر الاستزراع السمكي نشاطا هاما للمزارعين الذين يربون المواشي نظرا لازدياد أمراض الحيوانات وكذلك سرقتها من قبل عصابات مسلحة. وتختلف المعوقات من مكان لآخر وتشمل عموما الصعوبات الإدارية وعدم توفر أعداد كافية من الأصبعيات الجيدة

ويقوم بعض المزارعين بالتغلب على هذه المصاعب بالاعتماد على أنفسهم في إنتاج الأصبعيات، الأمر الذي يكسبهم خبرة عملية في أساليب الحصاد والتسميد والتغذية.

SOURCES: Simwanza, B. & C. Maguswi 2000. Report on Integrated Irrigation and Aquaculture (IIA) in Zambia. Paper presented at the IIA Workshop, Accra, Ghana, 20-21 September 1999, and Verheust, L. (ALCOM): personal communication.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


إدخال تربية الأحياء المائية في الأنظمة الزراعية :
ما هي التوقعات؟

لقد خضع موضوع الزراعة المتكاملة لدراسات شاملة ليس فقط من حيث طبيعتها السيكولوجية وإنما أيضا من حيث آثارها الاقتصادية والاجتماعية والمؤسسية والبيئية. وإذا كانت تربية الأحياء المائية تعتبر عنصراً إضافياً في النظام الزراعي فإن إعادة تقييم المعطيات الحالية لهذا النظام تصبح ضرورية سيما في المناطق التي لا تعتبر تربية الأحياء المائية فيها نشاطا تقليديا.

من سوء الحظ أنه ليس هناك تخطيط مقرر ومستدام لدمج تربية الأحياء المائية مع الطبيعة المتنوعة للنظام الزراعي للملاك الصغير سيما وأن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تختلف من مكان لآخر يجب أن تفحص وتفهم جيداً قبل إدخال تربية الأحياء المائية في النظام الزراعي . في جمهورية الصين الشعبية حيث دمج المزارعون الاستزراع السمكي في الزراعة العادية منذ عصور عديدة وقبل أن تقوم بذلك شعوب أخرى، تبين أن الأنظمة الزراعية قد تطورت بانسجام مع الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. وإذا نقلت هذه الأنظمة لمناطق أخرى فإنه لا يوجد ضمان بأنها ستنجح بالصورة ذاتها لأن وفرة الموارد والتقنية وأساليب الزراعة التقليدية تختلف في المناطق الأخرى. ولذا لا يوجد أي ضمان لنجاحها.

هنالك أسئلة جوهرية تتبادر إلى الذهن عند دمج تربية الأحياء المائية مع الأنظمة الزراعية لصغار الملاك ويمكن تلخيصها فيما يلي:

حوافز ودوافع كافية

هل من الممكن بيع المنتجات بأسعار رخيصة بحيث يتمكن الفقراء من شرائها أو إذا استعمل الناتج في بيت المزارع هل يعوضه عن سلعة قيمة لابد للمزارع من شرائها؟

موارد كافية

هل الموارد المتوفرة للمزارع (عمال ، مياه ، أرض ، رأس مال أولي) تكفي لإضافة تربية الأحياء المائية ؟ هل يوجد هناك ارتفاع أو هبوط موسمي في وفرة هذه الموارد؟ أو هل من الممكن أن يحل هذا الاستزراع محل نشاط زراعي آخر يقدم الدخل ذاته بكلفة مماثلة أو أقل؟

معرفة تقنية كافية

هل المعرفة التقنية الموجودة لدى المزارع وعائلته كافية لإدارة تربية الأحياء المائية ؟ أو هل المعرفة هذه موجودة خارج المنزل وبصورة مستدامة / هل ستنقل من الخارج؟

تواجد الموارد اللازمة للإنتاج بصورة معتمدة

هل الموارد اللازمة مثل زريعة السمك وعلف السمك والسماد متوفرة؟ وهل هي متوفرة بسعر منخفض بحيث يكون الإنتاج مجدي اقتصاديا؟

دعم فعال يعتمد عليه للتطوير

هل هناك دعم لتطوير التجديد في تربية الأحياء المائية يمكن للمزارع الحصول عليه ؟ وهل هو دعم فعال ويعتمد عليه ؟

سوق متطور ومستقر

هل هناك طلب كاف ومستقر للمنتجات ؟ وهل طريقة التسعير تؤمن دخلا معقولاً آخذة تكاليف الإنتاج بعين الاعتبار ؟ وهل يمكن تصريف محصول ذروة الموسم ؟

عوامل اجتماعية وثقافية

هل إدخال تربية الأحياء المائية في نظام زراعي مستهدف هو أمر مقبول اجتماعيا وثقافيا؟ وهل يتناقض مع مظاهر قيم وسلوكيات محددة؟ أم من الممكن أن يخلق مشاكل جديدة بالنسبة لاستخدام موارد النظام القائم للإنتاج الجماعي؟

هل من الممكن أن يكون له آثار سلبية على تقسيم العمل بين الرجل والمرأة بإضافة أعباء جديدة على النساء؟ هذه الأسئلة وغيرها لابد من طرحها بالنسبة لكل نظام زراعي قائم ومستهدف لإدخال تربية الأحياء المائية فيه كأحد عناصر الإنتاج الزراعي - فإذا كان التقييم إيجابيا، فإن إدخال تكنولوجيا تربية الأحياء المائية. لابد وأن يزيد في فعالية النظام الزراعي.

للإجابة على تلك الأسئلة، ثم استنباط أدوات وأساليب خلال العقدين الماضيين مثل التقييم الريفي السريع، التقييم الريفي المشارك وغير ذلك. بتطبيق هذه الأساليب بأدواتها المناظرة وإعتبار تربية الأحياء المائية واحدا من عدة عناصر لنظام الإنتاج الزراعي، فقد يمكن فتح الطريق لإدخال تكنولوجيا تربية الأحياء المائية حتى في المناطق التي لا تعتبر فيها جزءاً من المعرفة التقليدية للمزارعين

Previous Page Top Of Page Next Page