الصفحة السابقةالمحتوياتالصفحة المقبلة

نقص الأغذية قي مختلف أنحاء العالم

خفض أعداد ناقصي الأغذية خلال العقد الماضي

تشير أحدث تقديرات منظمة الأغذية والزراعة إلى أنه كان في الفترة 1997-1999 نحو 815 مليون نسمة ممن يعانون نقص الأغذية في العالم : 777 مليون نسمة في البلدان النامية و 27 مليون نسمة في البلدان التي تمر إقتصادياتها بمرحلة تحول، و 11 مليون نسمة في البلدان الصناعية. وبالنسبة للبلدان النامية، فإن أحدث الأرقام تمثل إنخفاضا قدره 39 مليون نسمة منذ 1990-1992 حيث وصل الرقم المعدل لناقصي الأغذية إلى 816 مليون نسمة (1) ، ويعني ذلك أن متوسط الانخفاض السنوى يبلغ الآن نحو ستة ملايين نسمة. ومن الواضح انه كان هناك تباطؤ في خفض أعداد ناقصي الأغذية في العالم. ونتيجة لذلك فإن تحقيق هدف مالمر القمة العالمي للأغذية الرامي إلى خفض أعداد ناقصي الأغذية في البلدان النامية بمقدار النصف بحلول عام 2015، لم يعد يتطلب خفضا سنويا متوسطا قدره 20 مليون نسمة، بل أصبح 22 مليون نسمة، وهو ما يزيد على مستوى الأداء الحالي. غير أن الإنخفاض العام في أعداد ناقصي الأغذية في الأقاليم النامية يخفي ورائه اتجاهات متعارضة في مختلف البلدان: فهناك 40 بلدا فقط من مجموع 99 بلدا ناميا شملتها الدراسة سجلت انخفاضا في أعداد ناقصي الأغذية فيما بين 990 ا- 1992 –1997-1999 . وبلغ مجموع الخفض الذي حققته هذه المجموعة116مليون نسمة. ويقابل ذلك زيادة كلية تبلغ 77 مليون نسمة سجلت في مجموعة البلدان التي ارتفع فيها عدد ناقصي الأغذية. ونظرا لأن المجموعة الأولى تضم العديد من البلدان الكبيرة مثل الصين وإندونيسيا وتايلند في آسيا ونيجيريا في أفريقيا، فإن الخفض الكلي الذي تحقق يتجاوز الزيادة الكلية في المجموعة الثانية التي تعتبر أكبر من الناحية العددية. ومن هنا فإن الإنخفاض الصافي يبلغ 39 مليون نسمة (أنظر الشكل 3). وهكذا فإن عدد ناقصي الأغذية زاد زيادة كبيرة في معظم البلدان النامية (يستبعد هذا التحليل أثيوبيا واريتريا اللتين لم تكونا بلدين منفصلين في أوائل التسعينات، كما تستبعد البلدان النامية التسعة التي يقل فيها عدد ناقصي الأغذية عن 2.5 في المائة من مجموع السكان في 1990-1992).

وتختلف الصورة بعض الشيئ عند دراسة عدد ناقصي الأغذية كنسبة من مجموع سكان البلد، بدلا من دراسته في ضوء الأعداد المطلقة. فالنسبة تنخفض فعلا في معظم البلدان النامية (58 بلدا) (أنظر الشكل 2). غير أنه لا يتعين تفسير هذه النتيجة بصورة متفائلة نظرا لأن الإنخفاض في 18 بلدا من هذه البلدان يتزامن مع زيادة في الأعداد المطلقة. وفي هذه البلدان، لم يكن الإنخفاض في نسبة نقص الأغذية كافيا لتبديد تأثيرات النمو السكاني. ولا شك في أن استمرار الزيادة السريعة في أعداد الأفواه التي يتعين إطعامها يعني أن هناك صعوبات أخرى لبلوغ هدف مؤتمر القمة العالمي للأغذية.

(1) يجرى تعديل تقديرات المنظمة سنويا مع توافر المزيد من المعلومات.


الصفحة السابقةاعلى هذه الصفحةالصفحة المقبلة