أنباء 2011

وقّع كلٌ من المفوضية الأوروبية، والمنظمة، وإيفاد، وبرنامج الأغذية إطاراً استراتيجياً للتعاون من أجل تعزيز قدرة المجتمع الدولي على تقديم دعمٍ حيني وفعَّال ومنَّسق ومُستدام لجهود تحقيق الأمن الغذائي والتغذوي على الصعيد الدولي. ومن خلال توحيد جهودهم للتعاون عن كثب يسعى الشركاء الأربعة إلى تصعيد تأثيرهم الجماعي في خدمة قضايا أمن الغذاء. ويحدِّد الإطار الاستراتيجي للتعاون أيضاً الأدوار المكمِّلة فيما بين وكالات الأمم المتّحدة الثلاث التي تتخِّذ من العاصمة الإيطالية مقرّاً لها، مع التأكيد على التناسُق بين الفوائد المُقارَنة حسب التفويض المنوَّط بكلٍ منها، وتعزيز تلك القدرات من خلال التنسيق وتدعيم أواصر العمل المشترك.

أعلَن عن انتخاب جوزيه غرازيانو دا سيلفا، من البرازيل، مديراً عاماً للمنظمة. وحاز جوزيه غرازيانو دا سيلفا، البالغ 61 عاما، على 92 صوتاً من مجموع 180 صوتاً أدلي بها في الاقتراع، ليفوز على مُنافسه وزير الخارجية الإسباني الأسبق ميغيل أنخيل موراتينوس كيويوبي الذي حصل على 88 صوتاً. ولم يسجَّل في الاقتراع أي امتناع عن التصويت. وجرت الانتخابات خلال اليوم الثاني لمؤتمر المنظمة "فاو" الذي يعقَد كل عامين، ويضم 191 دولة عضواً. والمقرَّر أن يقترع المؤتمر العام للمنظمة أيضاً على ميزانيتها للفترة 2012 - 2013.

يَنتَخِب المؤتمر العام للمنظمة، اليوم 26 يونيو/حزيران 2011، المدير العام التالي. ويحق لكل بلدٍ عضو لدى المنظمة الإدلاء بصوتٍ واحد في الاقتراع. وتبدأ فترة تفويض المدير العام الجديد في 1 يناير/كانون الثاني 2012، وتدوم إلى 31 يوليو/تموز 2015.

حذَّر كوفي عنَان، رئيس التحالُف الأخضر لإفريقيا، من أنّ أزمة أمن الغذاء الراهنة في العالم التي يعيشها نحو مليار شخص يمكن أن تتحوَّل إلى كارثةٍ دائمة للبشرية تُعرِّض للخطر حياة الملايين من البشر وأيضاً التعاون الدولي. وأكَد أن "معالجة المشكلات المرتبطة بتغيُّر المناخ، إلى جانب ضمان أمن الغذاء والتغذية على الصعيد العالمي إنما يمثِّلان تحدي عصرنا الراهن". وصرَّح الأمين العام الأسبق للأمم المتّحدة الفائز بجائزة نوبل للسلام، أثناء إلقاء محاضرة مكدوغال التذكارية السابعة والعشرين حول الأمن الغذائي بمقر المنظمة قائلاً: "إذا كانت البلدان غير قادرة على الالتقاء سويّاً بنجاح لتحقيق الأمن الغذائي بوصفه أكثر احتياجات الإنسان أساسيّةً فإن تطلُّعنا إلى التعاون الدولي الأوسع يبدو مَقضيَّاً عليه".

وسط حشدٍ من رؤساء الدول والحكومات وكِبار المسؤولين الدوليين أزاح المدير العام للمنظمة جاك ضيوف الستار عن نصب الاحتفال بنجاح العالم في التحرُّر من مرض الطاعون البقري، أو وباء الماشية القاتل، باعتباره واحداً من أشد الأمراض الحيوانية فتكاً في التاريخ وتهديداً مسلطاً من قديم الأزل على موارد المعيشة البشرية والأمن الغذائي. ويؤشِّر اجتثاث مرض الطاعون البشري من وجه الأرض، كإنجازٍ يعود الفضل فيه إلى برنامجٍ دوليّ شامل قامت المنظمة على تنسيق أنشطته، بالقضاء للمرّة الأولى في التاريخ على فيروسٍ لمرضٍ حيواني وإزالته من مواطنه الطبيعية بفضل التدخُّل البشري المباشر، وباعتباره المرة الثانية التي يُستأصل فيها أي كائن فيروسيّ بعد مرض الجُدري.

من الممكن أن يتحوَّل التزايُد الجاري لتجمُّعات الجراد في جنوب غرب جزيرة مدغشقر إلى فاشيةٍ وبائية وشيكة قد تُعرِّض للخطر موارد معيشة 13 مليون شخص... ما لم تُشَن حملةٌ جديدة لاحتواء انتشار الآفة الملتهمة للمحاصيل الغذائية، حسبما ذكرت المنظمة اليوم. وتشير أحدث التقديرات إلى أن رقعةً بمساحة نحو 300000 هكتار تغطيها التجمُّعات الجرادية لا بد من مُعالجتها في غضون الفترة نوفمبر/تشرين الثاني 2011 إلى مايو/آيار 2012، بتكلفةٍ تبلغ 7.6 مليون دولار أمريكي. وذكرت الخبيرة آني مونار أن المُتعيَن "اعتراض ديناميّة تكوُّن العشائر الجرادية الجاري في مدغشقر منعاً لمزيدٍ من التطوّرات التي يمكن أن تؤثّر على حياة الجزيرة طيلة سنواتٍ مقبلة...".

من المُرجَّح أن يغلُب الارتفاع والتقلُّب على أسعار المواد الغذائية في أسواق السلع الأساسية، طبقاً لتقريرٍ جديد صدَر شراكةً بين منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والمنظمة. وأورد التقرير أنّ الحصاد الجيّد خلال الأشهر القادمة سيدفع بأسعار السلع الزراعية هبوطاً من المستويات الحادّة التي شهدتها في وقتٍ سابق من هذه السنة. غير أن التوقُّعات ذكرت أن العقد المقبل سيشهد أسعاراً حقيقية يمكن أن ترتفع بمعدل مقداره 20 بالمائة للحبوب وبمتوسط 30 بالمائة للحوم، مقارنةً بمتوسط معدلات الأسعار التي سادت خلال العقد المنصرم 2001 - 2010. وتُعدَّ هذه التقديرات أوطأ بكثير من مستويات الأسعار القصوى التي لاحت في غضون الفترة 2007 - 2008 وعاودت الظهور مرةً أخرى خلال العام الجاري.

حذَّرت المنظمة مِن أن أعداد مَن يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء من المنتظر أنّ تزداد مع استمرار التأثير الشديد للجفاف، مَقروناً بارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود، على منطقة القرن الإفريقي. وذكرت أن مستوياتٍ بالغة الارتفاع من سوء التغذية الحادّ تَستشري علي نطاقٍ واسع عبر بُلدان الإقليم، وثمة أكثر من ثمانية ملايين شخص في جيبوتي وإثيوبيا وكينيا والصومال بحاجة إلى المعونة العاجلة. وحتى الآن واجهت المنطقة فَصلين متعاقبين من الأمطار دون المستويات العادية، فيما أدّي إلى بُوار المحاصيل، ونضوب موارد الرعي ونفوق أعدادٍ كبيرة من رؤوس الماشية.

أعلنت المنظمة إطلاق مبادرةٍ جديدة كُبرى تستهدف تحقيق إنتاجٍ غذائي أعلى لسكان العالم المُتزايدين عدداً في إطارٍ عام من الاستدامة البيئية. وتأتي هذه الدعوة إلى ضرورة تكثيف الإنتاج المحصولي على نحوٍ مستدام عقب انقضاء أكثر من نصف قرن على الثورة الخضراء في الستينات... وبينما يستهدف النَهج المُستَجَد تحديداً المُزارعين المحدودي النطاق لدى البلدان النامية، يُقدر أن مساعدة الأسر المحدودة الدخل بالبلدان الفقيرة للاقتصاد في تكاليف الإنتاج واتباع نُـظمٍٍ بيئية زراعية سليمة سيمكِّنها من تحقيق الحد الأقصى من الغلال المحصولية واستثمار المدّخرات في خدمة متطلبات الصحة والتعليم.

نجح برنامج للبستنة الحضرية تقوم المنظمة على تنفيذه بالمدن الرئيسيّة الخمس بجمهورية الكونغو الديمقراطية في درء أخطار سوء التغذية المزمن بالمناطق الحضرية وإتاحة فائض سلعي يملك قيمةً تسويقية تتجاوز 400 مليون دولار أمريكي. ويساعد البرنامج الذي بدأ أولاً كردٍّ إزاء حشود الهجرة الحضرية النازحة إثر نزاعٍ دام خمس سنوات بشرق جمهورية الكونغو الديقراطية، صغار منتجي الخضر والفاكهة بالمناطق الحضرية في الوقت الراهن على إنتاج 330000 طن سنوياً من الخضر الطازجة. وتقارن هذه الكميات بناتج يبلغ 148000 طن لعام 2005 / 2006، أي بزيادة 122 بالمائة خلال فترة لا تتجاوز خمسة أعوام، علما بأن أقل من 10 بالمائة من منتجات المشروع يستهلك محلياً من قبل المستفيدين القائمين على تنفيذه.