بإمكان البطاطا والملفوف والكوسا وغيرها من الخضار أن تنمو حتى في أصعب المناخات. وتعرف السيدة Tamara Fiodorova كيف تحصل على غلات جيدة من أرضها الواقعة في قرية راسولودا التابعة لجمهورية ساخا، وهي جزء من روسيا يعرف باسم ياكوتيا. ويكمن السرّ على حد قولها في زراعة المحاصيل المتكيفة مع المناخ المحلي والمهيأة من قبل مزارعين محليين.
وقد عاشت عائلتها في هذه المنطقة الواقعة في شمال شرق روسيا منذ أجيال، وهي تقول: "نحن نربي الماشية منذ قرون". وكانت والدتها تعمل حلّابة ووالدها كمربٍ للخيول، لكن بالنسبة إلى السيدة Tamara لا شيء يضاهي غمس يديها في التربة.
"أحب أن أزرع الخضار. وهذا العمل لا يتعبني، بل يغمرني بالسعادة".
ومن المعتاد في هذه المنطقة الاضطلاع بمعظم الأعمال الزراعية بين شهري أبريل/ نيسان وأواخر شهر أكتوبر/تشرين الأول، مثل الحصاد وحشد الماشية وعزل حظائرها. ويبدأ نهار السيدة Tamara عند الساعة السادسة صباحًا حين تشرع في حلب الأبقار. وتنتقل بعدها إلى الحديقة.
"أحرص على الدوام أن تكون حديقتي مرتّبة وأن تكون التربة نظيفة والمياه وفيرة. يجب عليّ أن أرويها كل مساء – لأنّ الأرض تجف بسرعة أثناء النهار".
وإنّ الحديقة التي تتكلم عنها السيدة Tamara هي في الواقع قطعة أرض زراعية مترامية الأطراف وتتجاوز حدود قريتها. ونظرًا إلى ارتفاع كلفة نظم الري هنا، فإنّ مدّ أنابيب المياه إلى أرضها ليس خيارًا مجديًا. ومعنى ذلك أنّ السيدة Tamara وغيرها من المزارعين الذين يزرعون محاصيلهم على أراضٍ واسعة لا يزالون يعتمدون بالكامل على مياه الأمطار.
والسبب الكامن وراء إنتاج أرضها الوفير يعزى جزئيًا إلى كونها تختار بعناية أنواع البطاطا المناسبة للمناخ المحلي.
وهي تقول: "أحاول أن أختار البطاطا الحمراء لأنها مقاومة للمناخ. فهي تتحمل الطقس الجاف وتجتاز فصل الشتاء بحالة جيدة [في المخازن]".
وهناك طريقة أخرى للاستفادة إلى أقصى حد من المياه المتوفرة لديها، وهي حرث الأرض بعد هطول الأمطار.
وتوضح قائلة: "بمجرد أن يتوقف المطر، نسارع إلى حرث الأرض بغية الحفاظ على رطوبتها. وبهذه الطريقة نجعل التربة الرطبة أقرب إلى الدرنات، ويكفينا أن نحرثها ثلاث إلى أربع مرات في فصل الصيف بعد هطول الأمطار الغزيرة".
ويحاول بعض المزارعين زراعة أنواع جديدة من النباتات التي تبشّر بغلات أكبر، لكنّ السيدة Tamara تثق تمامًا بالأنواع التي تزرعها. وهي تقول: "إني أُفضّل الأنواع التي اختبرتها على مر الزمن".
