منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة

16 أكتوبر / تشرين الأول 2024

يوم الأغذية العالمي

السيد Almas Tasbytyrov

"دون المعارف الحديثة في قطاع الزراعة لن تتكلّل مساعيك بالنجاح". 
09/08/2023

كازاخستان 

على غرار جميع بلدان آسيا الوسطى، أدى تغير المناخ إلى تقليل إنتاجية الأراضي الزراعية والمراعي في كازاخستان، حيث يُدير السيد Almas Tasbytyrov مزرعة لتربية المواشي على أرض مساحتها 500 هكتار بالقرب من ألماتي (Almaty).   

ويستأجر هذا المزارع الشاب الأرض التي هي مزيج من الأراضي الرعوية والأراضي القابلة للزراعة، حيث يزرع المحاصيل العلفية لحيواناته. وكان السيد Almas قد بدأ مشروعه التجاري الزراعي بعد أن استكمل دراسته الجامعية في الاقتصاد الزراعي استعدادًا لإدارة مشروعه.   

ويقول "لقد درست لمدة 5 سنوات، وأطبق باستمرار المعارف التي اكتسبتها في مزرعتي".  

ومع أنَّ هذه المعارف أفادته جيدًا على مدى سنين، إلّا أنَّ تغير الظروف المناخية والضغوط السكانية تتطلّبان من المزارعين مثل السيد Almas أن يتعلّموا مهارات جديدة للتكيّف بطرق تحمي البيئة ومشاريعهم التجارية في نفس الوقت.  

وخلال النصف الأخير من القرن الماضي تضاعف عدد السكان في آسيا الوسطى ثلاث مرات، ما فرض ضغوطًا كبيرة على الموارد المائية والأمن الغذائي. وفي الوقت نفسه، يسهم تغير المناخ في زيادة الضغوط من خلال زيادة موجات الجفاف والتصحر وجعل التربة تخزِّن نسبًا أعلى من الملح.    

وغالبًا ما تكون المياه المتاحة لري الحقول والمراعي قليلة في ذلك الجزء من كازاخستان حيث يعيش السيد Almas، مما يعني طعامًا أقل لحيواناته.   

ولأن السيد Almas دؤوب في البحث عن حلول، فقد تواصل مع منظمة الأغذية والزراعة ومرفق البيئة العالمية للحصول على معلومات عن النباتات التي لا تحتاج كمية كبيرة من المياه والقادرة على النمو حتى في التربة المتضررة من الملوحة وتنتج في الوقت ذاته كميات كبيرة من الأعلاف لأبقاره.   

وبعد أن حضر السيد Almas يومًا تعليميًّا ميدانيًّا، استلم في عام 2021 خمسة أطنان من بذور متنوعة لمحاصيل علفية مقاومة للجفاف منها العشب السوداني والذرة الرفيعة السكرية والعنبريس والموغار (mogar) والبرسيم الحجازي وحشيشة القمح الزاحفة والشوفان والشعير.    

ويتذكر السيد Almas قائلًا "رغم أن تلك السنة كانت غير مواتية بتاتًا للمراعي ولقطاع الزراعة بأكمله، إلّا أنني تمكَّنت من حصد نتائج جيدة جدًّا من المحاصيل الجديدة".   

وحصل أيضًا على المشورة بشأن طرق إدارة مراعيه وحقوله لاستغلالها على أكمل وجه وعلى نحو لا يترك أي آثار سلبية على النظم الإيكولوجية المحلية. وهذا يسمح بتدارك حقيقة أنَّ أراضي المنطقة لا تُدار دائمًا على نحو جيد، وأنها تتعرض أحيانًا للرعي المفرط، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى زيادة تدهور التربة وتقليل حفظها للمياه، وإلى فقدان التنوع البيولوجي. 

وبالنسبة إلى السيد Almas، فإن إدارة موارده الطبيعية بطريقة ذكية مناخيًّا هي أداة أخرى في جعبته. ويقول مؤكدًا "دون المعارف الحديثة في قطاع الزراعة لن تتكلّل مساعيك بالنجاح".