منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة

16 أكتوبر / تشرين الأول 2024

يوم الأغذية العالمي

الطاهي Angel León

"من الجنون الاعتقاد أنّ زراعة الخسّ تتطلب منا الذهاب إلى القمر. ففي اعتقادي أن المستقبل الحقيقي للإنسانية يكمن في النظر نحو البحر".
21/09/2023

إسبانيا

في عام 2008، أبهر الطاهي الإسباني Angel León أوساط الطهي بتقديمه أول قائمة طعام للعوالق النباتية في العالم، وقدّم لاحقًا، في عام 2017، أول كوكتيل مضيء حيويًا - وهو خليط يتوهج في الظلام مصنوع من الطحالب البحرية التي تضيء باللون الأزرق المتوهج بشكل طبيعي. إنها فكرة شبيهة بالأفكار التي من شأنها أن تتصدر العناوين الرئيسية والتي يتوقع المرء أن يبتكرها طاهٍ حائز على نجمة ميشلان مثل León.

ولكن رغم حبّه للأشياء البراقة، فهو لا يقوم بذلك لأجل النجوم، كما يقول. فقد بذل جهودًا طوال عقود من الزمن لحثّ الأشخاص على تناول المأكولات البحرية التي لم يجربوها من قبل، رغبة منه في إظهار الإمكانات غير المستغلة في محيطاتنا عندما يتعلق الأمر بإطعام كوكب الأرض.

وهو يقول: "من الجنون الاعتقاد أننا سنضطر إلى أكل الصراصير أو أنّ زراعة الخسّ تتطلب منا الذهاب إلى القمر. ففي اعتقادي أن المستقبل الحقيقي للإنسانية يكمن في النظر نحو البحر".

من خيار البحر إلى عسل المحيط، León مقتنع بأن معظم الأطعمة - أو أقلّه الأذواق - الموجودة على الأرض موجودة أيضًا في المحيط. وهو عازم على العثور عليها جميعها.

ويؤكد: "هناك ملايين الأنواع التي لم يتم اكتشافها بعد في البحر". وتكمن المشكلة بالنسبة إليه ليس في نقص الأغذية على الأرض، "بل [في] أننا نريد أن نختار من البحر بدلًا من أن نستفيد مما يقدمه لنا".

وتتمثل إحدى طرق تغيير ذلك في وضع أشياء جديدة وغير اعتيادية على قائمة الطعام في أماكن يلاحظها الناس. ومن الأمثلة على ذلك: عندما بدأ فريقه في Aponiente - مطعمه الحائز على ثلاث نجوم ميشلان في إل بويرتو دي سانتا ماريا (قادس) - في استخدام العوالق النباتية البحرية كمكوّن قبل نحو 15 عامًا، "شعر الناس وكأنهم في عام 2050. أما اليوم فأصبح يتم استهلاكها في 25 بلدًا".

وهو يأمل أن يحدث تحول مماثل في الاستزراع في المحيطات، وهو المفهوم الذي بدأه قبل بضع سنوات، حيث كان يحصد الحبوب من عشبة الأنقليس البحرية. ويقول إنه مغذٍ أكثر من الأرزّ ولا يحتاج إلى مياه عذبة وينشئ نظامًا إيكولوجيًا جميلًا. وإنّ البحث في مثل هذه الاحتمالات هو ما يجعل مطعم Aponiente أكثر من مجرد مطعم فاخر - إنه مصنع ومختبر للأفكار.

ويقول: "أنا مستعد للتخلي عن جميع النجوم من أجل إطعام البشرية في المستقبل. فذلك أهم بكثير".

وفي حين ينتظر أن يتبنى العالم الاستزراع في المحيطات، يأمل أن يثير عمله فضول الناس تجاه المحيطات ورغبتهم في استخدامها بشكل مستدام أكثر.

ويقول "أعتقد أن الاستدامة الحقيقية تتعلق بحب الطبيعة وحب المكان الذي نعيش فيه. وفي حالتي، لقد وقعت في حب البحر".