في أول أيام الإغلاق التام الأول الذي فُرض في إيطاليا بسبب فيروس كوفيد-19، وعندما أوعز للجميع بالتزام منازلهم، تجمّع عدد من الشبان والشابات من منطقة أوستينسي في مركز مدينتهم في جنوب روما وشمّروا عن سواعدهم.
وبعد الحصول على إذن خاص من رئيس بلدية روما وكهنة الرعيّة المحلية، شرع الفتيان والفتيات من الجمعية الإيطالية الكاثوليكية للكشافة والمرشدين بجمع ما استطاعوا من طعام. وقاموا بترتيب الباستا والزيوت والحليب والبسكويت وصلصة الطماطم واللحوم المعلبة والأسماك، بالإضافة إلى المنتجات الأساسية مثل حفاضات الأطفال والحليب المتجانس – التي اشتروها من المتاجر الكبرى أو تبرع بها أبناء الرعيّة المحلية – بعناية في حِزم وإيصالها إلى من كان يعاني بسبب الظروف الجديدة.
وأدرجوا في قائمتهم الأسر التي فقد فيها الوالدان عملهما بسبب الجائحة، وأولئك الذين كانوا يعانون بالأساس من البطالة قبل الإغلاق وليس لديهم وسيلة آمنة من أجل إعالة أنفسهم وأحبائهم.
وقامت الكشافة والمرشدون بتوزيع أكثر من 500 حزمة غذائية أسبوعيًا، متنقلين من منزل إلى آخر في أنحاء روما وقارعين أبواب الأسر المعيشية من الإيطاليين والأجانب على حد سواء. وعلى هذا النحو، لم يكونوا يمدون يد العون فحسب، بل يحافظون على كرامة الكثير من الأشخاص الذين باتوا مطمئنين إلى أنّ أسرهم لن تحرم من الوجبات الصحية.
علاوة على ذلك، عانى الكثير من المسنين، على وجه الخصوص، من الشعور بالوحدة خلال أشهر العزلة تلك، فباتت الزيارات المنتظمة من قبل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 17 إلى 21 عامًا شيئًا يتوقون إليه.
ويقول السيد Lorenzo الذي يبلغ من العمر 21 عامًا، وهو عضو في الكشافة منذ أن كان يبلغ من العمر 11 عامًا: "بالنسبة إلينا نحن الكشافة والمرشدون، زاد كوننا جزءًا من الحدث من إحساسنا بالمسؤولية".
وبعد ذلك، رُفعت القيود وعادت ملامح الحياة بشكل نسبي إلى طبيعتها، لكنّ الكشافة والمرشدين لم يتوقفوا عن تقديم الدعم الأسبوعي إلى جميع من يحتاجون إليه.
ويقول Luca: "عندما كنا نوزع الحزم الغذائية شخصيًا على الناس، رأينا كم يعنيهم ذلك وكان هذا بالنسبة إلينا دافعًا قويًا جدًا للاستمرار".
