منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة

16 أكتوبر / تشرين الأول 2024

يوم الأغذية العالمي

المطابخ الشعيبة في شيزينا

إنّ المطبخ الشعبي في بلدة شيزينا "تجربة اجتماعية جماعية لا مثيل لها في المدينة".
25/08/2023

إيطاليا

فكرة المطابخ الشعبية في إيطاليا بسيطة وتتمثل في إنشاء حيّز ممتع يمكن فيه للسكان، مهما كان دخلهم، تشارك وجبة طعام وقصص من حياتهم. 

ويوضح السيد Enzo Capelletti، رئيس الجمعية التي تقف وراء إنشاء المطبخ الشعبي في شيزينا قائلًا إنّه "مكان للتواصل الاجتماعي مخصص قبل كل شيء لأولئك الذين يعجزون عن ضمان وجبة طعام يومية، ولكنّ هذه المطاعم مفتوحة للجميع".  

ووُلد هذا المفهوم من الصعوبات الناجمة عن جائحة كوفيد وعُرض للمرة الأولى في بولونيا. ولكنّ السيدة Maria Elena Baredi هي من أحضرت هذه الفكرة إلى شيزينا، وهي بلدة على ساحل البحر الأدرياتيكي في منطقة إيميليا رومانيا في إيطاليا.  

والسيدة Maria التي كانت تعرف مؤسس مطبخ بولونيا السيد Roberto Morgantini، جمعت عشرين صديقًا لمناقشة إمكانية القيام بالشيء نفسه في شيزينا. فأنشأوا معًا جمعية، ووجدوا مكانًا للإيجار في وسط المدينة، ودشّنوا مطبخ "شيزينا" بعد خمسة أشهر.  

ومنذ مارس/آذار 2022، قاموا في المتوسط بتحضير 80 وجبة غداء وعشاء يوميًا. ويتناول الأشخاص العاطلون عن العمل أو الذين هم من دون مسكن الطعام مجانًا، فيما يقدّم الأشخاص الآخرون تبرعات.  

وتوضح السيدة Paola Farneti، نائب رئيس الجمعية، أنّ متطوعين يقدمون الوجبات في جوّ مريح. 

وتقول: "إنّ المطبخ ليس مقصفًا. فنحن  نأكل في أطباق خزفية، ونشرب في كؤوس، وعلى الموائد غطاء ولوازم معدنية". 

وكل هذا جزء من بناء مجتمع يوفر الرعاية لمواطنيه وملتزم بالمساواة وإعادة توزيع الموارد. 

وتقول السيدة Paola إن شيزينا لاقت اهتمامًا كبيرًا نتيجة هذه المبادرة، وتصفها على أنها "تجربة اجتماعية جماعية لا مثيل لها في المدينة".  

ولسوء الحظ، تأثر مطبخ شيزينا بشدة جراء الفيضانات الأخيرة التي شهدتها منطقة إميليا رومانيا. 

وتستذكر السيدة Paola قائلة: "عندما فاض نهر سافيو، وصلت المياه بسرعة إلى المطابخ، وغمرتها وبلغ علوّ المياه أكثر من مترين".  

وأمضى أفراد المجتمع 10 أيام لإزالة الوحل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.  

غير أنّ الأضرار كانت واسعة النطاق. ولحسن الحظ، كان هناك الاندفاع اللازم للمساعدة وتوفير الدعم المالي.  

"لقد شعرنا حولنا بالكثير من الحب للمطابخ والكثير من التضامن".  

تقول السيدة Paola إن الأمل يحدوها من أجل إعادة فتح المطبخ في وقت لاحق من هذا العام.