منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة

16 أكتوبر / تشرين الأول 2024

يوم الأغذية العالمي

فتيحة تيباري

"حلمي أن تكتسب هذه التعاونية شهرةً في المغرب وأن تُصدَّر منتجاتنا إلى أماكن أخرى من العالم."
13/09/2023

المغرب

تقول فتيحة تيباري إنها كانت دومًا تحب التعلّم. وكانت تلميذة مجتهدة أثناء طفولتها في الستينيات من القرن الماضي، وكانت "دائما من أفضل الطلاب في الصف" في مدرستها في الدار البيضاء، أكبر مدينة ساحلية في المغرب. 

غير أن والديها قررا إخراجها من المدرسة ولم تكن قد أنهت تعليمها الابتدائي بعدُ، وذلك بعد أن تسببت لها ضربة في رأسها في المعاناة من اضطرابات في الذاكرة. 

وبعد أن ظلت فتيحة عالقة في المنزل، بدأت تتعلّم الطرق التي تصنع بها والدتها الكسكس – وهو نوع من المعكرونة - من القمح الصلب. 

وكما تقول "إنني أصبحت شغوفة بهذا العمل، فأنا إنسانة نشيطة لا أحب الجلوس مكتوفة الأيدي دون فعل أي شيء."  

وواصلت فتيحة بعد زواجها، صقل حرفتها أثناء تربية أطفالها. ولكنها لم تحقق قفزة نوعية في مسيرتها إلا في عام 2013، عندما بادرت أخيرًا ببيع كسكس من إنتاجها وزراعة مكوناته الخاصة بها. 

وتوضح فتيحة قائلة: "أردت أن أتخصص في زراعة سميد القمح وسميد الشعير (البلبولة) وكل ما يتعلق بالكسكس". فأنشأت في نهاية المطاف تعاونية أطلقت عليها اسم "نساء لبصاصلة"، بالتعاون مع خمس نساء من بلدتها. 

وسرعان ما بدأن ببيع منتجاتهنّ في أسواق صغيرة في الدار البيضاء وفي مدينة برشيد المجاورة. ولم تكن إدارة التعاونية أمرا يسيرا في البداية. 

وتستذكر فتيحة قائلة: "لم يكن هناك تنظيم فعلي"، ولم تتلق أي منهنّ أي تدريب في مجال مراقبة الجودة. 

وتذكر أنّ المشكلة الكبيرة كانت تتمثل في مياه البئر التي كنّ يستخدمنها، وتقول " كانت نتائج اختبارات المياه سيئة." 

إلا أنهنّ توصّلن أخيرًا إلى حلول بفضل المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية ومنظمة الأغذية والزراعة، اللذين قدما لهنّ حلقات عمل في مجال إدارة المشاريع. وتقول، "لقد تعلّمنا كيفية تطوير تعاونيتنا وكيفية تحسين جودة منتجاتنا. وركبنا نظام ترشيح مكّننا من تحسين جودة المياه والحصول على شهادة سلامة الأغذية الخاصة بنا." 

ولأن الغالبية العظمى من موارد المياه المغربية تُخصّص للزراعة، فإن إنجاز المزيد بموارد أقل كان جزءًا أساسيًا آخر من التدريب الذي تلقته. 

"لقد تعلمت الاقتصاد في استهلاك المياه واستخدام تقنيات معينة لجني محاصيل عالية الجودة." 

واليوم، أصبحت أحلام فتيحة كبيرة فتقول: "حلمي أن تكتسب هذه التعاونية شهرةً في المغرب وأن تُصدَّر منتجاتنا إلى أماكن أخرى من العالم."